منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

هُرِعَ

0

يقال: هَرِعَ الرجلُ إلى أهله بفتح الهاء من فعل (هرع) على وزن (فَرِح) يقصدون أنه مشى إلى أهله في اضطراب وسرعة، وقد دفعه شيء إلى هذا المشي المسرع، والصواب أن يقال: (هُرِع إليهم)، وسبب الخلط بين (هرع) المبني للفاعل والمبني لما لم يسم فاعله كون مادة (هـ ر ع) أصل صحيح يدل على حركة واضطراب، كان الفعل مبنيا للمجهول أو المعلوم، لكن إن سيق إلى الفعل سوقا ودفع إليه دفعا بني الفعل للمجهول، وإلا فهو مبني للفاعل، ولذا قالوا: رَجُلٌ هَرِعٌ: سَرِيعُ البُكَاءِ، والهُرَاعُ كغُرَابٍ: مَشْيٌ في اضْطِرَابٍ وسُرْعَةٍ، والهَرَعُ: شدَّةُ السَّوْقِ وسُرْعَةُ العَدْوِ، ومنْهُ قَوْلُهم: أقْبَلَ الشَّيْخُ يُهْرَعُ: إذا أقْبَلَ يُرْعَدُ ويُسْرِعُ، وفي التّنْزِيلِ: (وجاءَهُ قَوْمُه يُهْرَعُونَ إليْهِ)[هود: 77] أي يُسْتَحَثُّونَ إليهِ كأنَّهُ يَحُثُّ بعْضُهُمْ بعضاً أي يهرعهم الطمع كما يفعل الطامع الخائف فوت ما يطلبه، فسر صنيعهم بالشبيه بمشي المدفوع، وأُهْرِعَ الرَّجُلُ فهُوَ مُهْرَعٌ إذا كانَ يُرْعَدُ منْ غَضَبٍ أو ضَعْفٍ كالحُمَّى أو خَوْفٍ أو سُرْعَةٍ أو حِرْصٍ قالَ مُهَلْهِلٌ :
فجاءُوا يُهْرَعُونَ وهُمْ أُسارَى … يَقُودُهُمُ على رَغْمِ الأُنُوفِ
والمـَهْرُوعُ: المـَجْنُونُ الّذِي يُصْرَعُ أو هو المَصْرُوعُ منَ الجَهْدِ، وأُهْرِعَ الرَّجُلُ بالضَّمِّ: خَفَّ عَقْلُه، وتَهَرَّعَ إلَيْهِ: عَجِلَ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.