كلمات تأبى التدفق والانصياع ، والخضوع للرقيب والنظام، وخواطر تلوح في الأفق كوميض برق خاطف في ليل بهيم بائس، وشتاء مطير عاصف ،ثم تختفي يائسة كالسراب ، مخلفة وراءها ركاما من المتاعب والآلام ، تعتصر القلب ، وتشل اللسان .
خواطر عابرة كسحابة صيف ما لها من قرار. والقلم التعيس قد جف مداده ورقد حافيا يجتر مرارة الأشجان.
هناك في الزمن الآفل ، كان الحب ضالة كل مؤمن ، يعشق النور والحياة ، وكان الضياع سيد الزمان الذي يئن حزينا صريعا بين قوى الظلام وخفافيش النيران.
احتلال للنفس والروح قبل الوطن والأرض.
هناك كان الإنسان مجردا من آدميته ، محروما من كل شيء ، حتى العواطف والأحلام ، وكان الرقيب سيفا بتارا يقض مضاجع الأيتام.
نعم ، إنه جيل بائس مشوه ، عاجز حتى عن الانين . تحكم العدو في جيناته وجنسيته وأحلامه ، ونزع منه بذرة البقاء والعطاء والصمود .

قاص وأديب مغربي
السابق بوست
القادم بوست