منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

الندوة التربوية..قراءة في كتاب: مسار مادة التربية الإسلامية من خلال كتبها المدرسية منذ1957 إلى تعديلات2016م

عبد الله اد اجنان وذ.اسماعيل مرجي / مسار مادة التربية الإسلامية من خلال كتبها المدرسية منذ1957 إلى تعديلات2016م

0

الندوة التربوية..قراءة في كتاب:

مسار مادة التربية الإسلامية من خلال كتبها المدرسية 

منذ1957 إلى تعديلات2016م

دراسة وتوثيق ومقارنة نماذج 

لمؤلفه : عبد الوهاب الحاجي

إعداد: عبد الله اد اجنان وذ.اسماعيل مرجي

 

للكتب المدرسية مكانة أساسية في المنهاج الدراسي، فهي الوسيلة التعليمية التعلمية التي تتجسد فيها بالملموس الفلسفة التربوية للمجتمع، وتتجلى فيها بوضوح القيم والأفكار والمثل والمعارف التي تم اختيارها لتربية المتعلم، وهو الأداة الأولى لتصريف المنهاج الدراسي وتنزيله، عبر مختلف الأنشطة والاستراتيجيات والمعارف والمهارات والقدرات… ولذلك كان محط الدراسة والتحليل في الأدبيات التربوية، يتم من خلاله التعرف على مسار المادة الدراسية ومنهجية أجرأتها؛ ومن أهم الكتب المؤلفة في ذلك، وفي منهاج مادة التربية الإسلامية، كتاب: “مسار مادة التربية الإسلامية من خلال كتبها المدرسية منذ 1957 إلى تعديلات 2016م دراسة وتوثيق ومقارنة نماذج”، لمؤلفه الأستاذ عبد الوهاب الحاجي.

وهو الذي كان موضوع  القراءة والمدراسة في الندوة التربوية الثامنة –عن بعد- المنظمة من طرف مجموعة علوم التربية وديداكتيك التربية الإسلامية في إطار برنامجها التكويني -النسخة الأولى- “برنامج قراءة في كتاب”، بتنسيق مع مركز مداد للأبحاث والدراسات، يوم السبت 10 يوليوز 2021م ابتداء من الساعة التاسعة، وفق البرنامج التالي:

المداخلةالمحتوىالمؤطر
1الافتتاح بآيات بينات من القران الكريمذ. محمد ياسين لعبيد
2الترحيب بالمؤطرين والمتابعين والتقديم للندوةد. أحمد بوعبدلاوي
3المداخلة الأولى: “ملخص قراءة في كتب مادة التربية الإسلامية من حيث الشكل والمضمون”ذ.عبد الوهاب الحاجي
4المداخلة الثانية: ” كلمة في حق المؤلف والكتاب والموضوع”د. محمد لفرم
5المداخلة الثالثة: قراءة في كتاب مسار مادة التربية الإسلاميةد. نور الدين ناس الفقيه
6النقاش والتفاعلالمؤطرون والمتدخلون

 

افتتحت الندوة بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها المقرئ وأستاذ مادة التربية الإسلامية محمد ياسين لعبيد، رحب بعدها المؤطر التربوي لمادة التربية الإسلامية أحمد بوعبدلاوي –مسير الندوة-  بالمؤطرين للندوة و المتتبعين لها، ليمرر الكلمة لمؤلف الكتاب ذ. عبد الوهاب الحاجي.

المداخلة الأولى:ملخص قراءة في كتب مادة التربية الإسلامية من حيث الشكل والمضمون ذ. عبد الوهاب الحاجي.

شكر الأستاذ الحاجي بداية القائمين على مجموعة علوم التربية وديداكتيك التربية الإسلامية وعلى مركز مداد للأبحاث والدراسات، كما شكر الأستاذين المؤطرين للندوة ومسيرها، وتناول مداخلته من خلال النقط التالية:

 – أولا دوافع تأليف الكتاب:

أوضح الأستاذ عبد الوهاب في بداية مداخلته الدوافع الأساسية التي دفعته إلى تأليف الكتاب ومنها: وصف مادة التربية الإسلامية وأهلها من طرف البعض بأوصاف قدحية، الأمر الذي جعل الكاتب يشتغل على دحض الشبهات والاتهامات الموجهة للمادة وأهلها موظفا في ذلك الكتب المدرسية للمادة بنصوصها ومضامينها وكافة مكوناتها.

 – ثانيا: منهج البحث:

أبرز المؤلف أنه وظف المنهج الاستقرائي من خلال ثلاثة أبواب:

  • أولها: مرحلة تأسيس مادة التربية الإسلامية منذ بداية الاستقلال إلى إصلاحات الميثاق الوطني للتربية والتكوين.
  • ثانيها: مرحلة الإصلاح انطلاقا من الميثاق الوطني للتربية والتكوين؛
  • والباب الثالث: مرحلة تطوير مادة التربية الإسلامية وتعزيزها بالدعوة الملكية لمراجعة مناهج وبرامج ومقررات تدريسها.

 – ثالثا: علمية الكتاب:

في مناقشته لعلمية الكتاب واتساقه وانسجام عناصره وأبوابه وفصوله؛ أشاد الأستاذ الحاجي بأهمية التدقيق والنقد والتصويب والمراجعة للمؤلفات والكتب التي تصدر في ديداكتيك التربية الإسلامية بما فيها كتابه موضوع الندوة، مؤكدا على ضرورة فتح مادة التربية الإسلامية أمام أهلها الخبراء المتخصصين لفحصها وتلمس نقاط القوة والضعف فيها لتعزيز مناعتها، لكي تعيش وتصير أكثر فعالية، وذكر الأستاذ نماذج من الخبراء المتخصصين الذين يتبنون فكرة التقييم والتدقيق والنقد البناء لمنهاج المادة وكتب ديداكتيكها.

 – رابعا: سؤال الجانب الشكلي لكتب مادة التربية الإسلامية التي تدارسها المؤلف.

ذكر الأستاذ الحاجي بداية أن المغاربة كانوا يدرسون بالمسيد، وغالب المادة التي كانوا يتلقونها هي القرآن الكريم قراءة وكتابة وحفظا وتجويدا، فالمسيد هو الأساس للتعليم الديني، فيتعلم فيه الطفل التربية والأخلاق ومبادئ الدين واللغة وأنه اللبنة الأولى في التعليم المغربي، ومن رواد المسيد من أصحاب الهمم العالية من انطلق من المسيد ليصولوا ويجولوا في مختلف العلوم واللغات .

وبالرجوع إلى سؤال الجانب الشكلي سجل الأستاذ أن كتاب مادة التربية الإسلامية مليء بالرسوم التي تترجم الكثير من مواقف الحياة اليومية العادية، وتنوعت هذه الصور بين صور للمصاحف، والمساجد والكعبة والهلال ومنها ما يشير إلى الإعجاز العلمي، كما اجتهدت بعض لجن التأليف خاصة بعد الميثاق في توظيف وسائل تعليمية متنوعة كالصور والرسوم والجداول والمبيانات التوضيحية وأشكال هندسية مختلفة.

 – خامسا: سؤال التأليف والمؤلفين:

خلص الأستاذ الحاجي من خلال دراسته لكتب المادة إلى ما يلي:

  • التأليف للمادة الإسلامية بعد الحصول على الاستقلال كانت بمبادرات فردية أو ثنائية، ثم صار التأليف بعد ذلك جماعيا.
  • كان في البداية فراغ كبير في التأليف للمادة نظرا لتكفل كتب مادتي اللغة العربية والتربية الوطنية بتخصيص حيز محدد للمادة الإسلامية، ثم بالمبادرات ثم تأليف بعض الكتب الخاصة بمادة التربية الإسلامية، منها ما هو موجه للمعلمين، ومنها ما هو موجه للمعلمين والمتعلمين، ليستقر الوضع بعد ذلك على اعتبار الكتاب المدرسي كتاب تلميذ ووسيلة تعليمية.
  • من المؤلفين البارزين لبعض مؤلفات التربية الإسلامية: إبراهيم حركات، عبد اللطيف بنحيدة، علي العلوي، إدريس الكتاني… ونبه الأستاذ الحاجي أن بعض الكتب التي اشتغل عليها لا تحمل اسم المؤلف.
  • في كتب السبعينات والثمانينيات صار دور الوزارة قويا من خلال نظام المكونات فزادت الحاجة إلى التأليف للمادة.
  • بعد الميثاق الوطني للتربية والتكوين تعدد الكتاب المدرسي بإيجابياته وسلبياته وقوتها دفاتر التحملات وعززتها دلائل الأساتذة.
  • بعض الكتب المدرسية كانت ولا تزال تطبع في إسبانيا.
  • تحول اسم الوزارة الوصية على القطاع من:
  • وزارة التهذيب الوطني
  • وزارة التهذيب الوطني والشبيبة والرياضة
  • وزارة الثقافة والتعليم الأصلي والعالي والثانوي
  • ثم وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.
  • كان ولا يزال للناشر حضورا قويا.
  • في التعديلات الأخيرة كثر عدد مؤلفي الكتب المدرسية، إذ وصل العدد في بعضها إلى: 12 معظمهم مفتشون ممتازون وأساتذة جامعيون وشبه غياب لأساتذة المادة خاصة أساتذة الإعدادي، وغياب تام للأستاذات المؤلفات.

 – سادسا: سؤال المقاربات التربوية والبيداغوجية:

أما بخصوص المقاربات التربوية والبيداغوجية المعتمدة فقد أكد الأستاذ الحاجي أن:

  • منهجية التدريس كانت في البداية تعتمد على التلقين من الفقيه في المسيد والحفظ من الطلبة، ثم صارت تقليدية بسيطة متمركزة حول المعلم وأنشطته، بعدها صرحت بعض مقدمات الكتب بمزاحمة ملكة الحفظ بمهارات الفهم والبحث والمناقشة.
  • في كتب التسعينات تم التصريح بأهداف الدروس وحصرها.
  • جميع الكتب تشير إلى تضمنها للجديد، وأنها تستجيب لروح إصلاح من محطات الإصلاح المتعاقبة؛
  • قبل اعتماد المناهج كان الحديث عن البرامج التي يتم اختيارها من طرف جماعة من المهتمين بالدراسات الإسلامية وتخضع للتجربة والتقويم بإشراف مراقبين تربويين وأساتذة مختصين.
  • في نظام المكونات نجد حقلا علميا مأخوذا من العلوم الشرعية مثل العقيدة، العبادات، المعاملات، الأخلاق…
  • التركيز على مدخل القيم التي تنوعت بين الدينية والوطنية والإنسانية؛
  • ومع الميثاق الوطني للتربية والتكوين وابتداء من سنة 2000م تم الاحتفاظ في التعليم الابتدائي بنظام المكونات، وتم الانتقال في التعليم الثانوي إلى نظام الوحدات والمجزوءات.
  • حصل تفاعل غير مسبوق مع محطة تعديلات 2016م التي تم الاعتماد فيها على المداخل الخمسة بدل الوحدات.
  • بني منهاج المادة 2016 على قيمة مركزية وهي قيمة التوحيد، وقيم ناظمة وهي: الحرية والمحبة والاستقامة والاحسان.
  • تم اعتبار الموسم الدراسي 2016/2017 موسما تجريبيا.
  • المقاربات البيداغوجية المعتمدة تنهل من الفلسفة الغربية وتعتمد بشكل مباشر على مصادرها ومراجعها ورجالاتها، في غياب تام لنظرية تربوية إسلامية مستقلة.
  • ركز منهاج 2016م، على العمل بالوضعيات المشكلة كإطار لتصريف وتنزيل بيداغوجيا الكفايات في كل من التدريس والتقويم، وقد أثارت هذه الوضعيات إشكالات كثيرة مما يستدعي الوقوف عنده بخصوص أسئلة المقاربات التربوية والبيداغوجية.

 – سابعا: سؤال مضامين الكتب المدرسية.

  • بداية كانت مضامين ودروس التربية الإسلامية ممزوجة مع دروس وكتب اللغة العربية والتربية الوطنية.
  • كانت الدروس تعتمد عل فاعلية الأستاذ واجتهاداته.
  • مضامين التربية الإسلامية كانت مرتبطة بالواقع.
  • مقدمات الكتب المدرسية القديمة كانت تبجل التربية الإسلامية وأهلها.
  • بعض المواضيع التي كانت من المسلمات لم يعد الإجماع قائما عليها لتزاحمها المواثيق الدولية والمعاهدات وحقوق الانسان.
  • بعض الكتب المدرسية خصصت بكاملها للقرآن الكريم.
  • جميع الكتب طغى فيها الجانب المعرفي، وبعد الميثاق ومنهاج 2016م، كانت محاولات للتخفيف منه لكن لم تنجح بعد.
  • بعد الميثاق تم الانتقال إلى قاموس جديد فيه القيم الإنسانية وقيم حقوق الإنسان ومفاهيم التواصل والعقل والعلم…
  • بعد تعديلات 2016م، نقص عدد الدروس إلى النصف، لكن الدرس الذي كان يدرس في حصة واحدة صار ينجز في حصتين مما يدل أن الكم المعرفي لا يزال حاضرا.
  • بعد تعديلات 2016م، غابت حصص الأنشطة التطبيقية خاصة التي كانت مبرمجة في الثانوي التأهيلي وغيبت معها دروس في غاية الأهمية كدروس الإرث…
  • في منهاج 2016 حضور قيل عنه أنه مهيمن للقرآن الكريم على باقي الدروس، وإلا فالقران الكريم كان حاضرا قبل ذلك.

 – ثامنا: النتائج والتوصيات:

في ختام مداخلته ذكر الأستاذ الحاجي  ببعض النتائج والتوصيات منها:

  • التربية الإسلامية مادة مواطنة بامتياز تخدم المصالح العليا لوطننا المغرب.
  • التربية الإسلامية تسهم بقسط وافر في الحفاظ على الأمن الروحي للمغاربة.
  • مادة التربية الإسلامية تسهم في بناء المغرب الحديث واستشراف المستقبل الزاهر.
  • التربية الإسلامية أكرمها الله بخيرة الأطر والكفاءة.
  • التربية الإسلامية تشهد في الآونة الأخيرة حركية علمية منقطعة النظير من إصدارات وندوات ومحاضرات.

ومن التوصيات والمقترحات التي اقترحها الأستاذ عبد الوهاب الحاجي والتي من شأنها  أن تسهم في تحصين الناشئة بالمعلوم من الدين بالضرورة :

  • رد الاعتبار للمادة.
  • الزيادة في حصصها الدراسية؛
  • الرفع من معاملها.

المداخلة الثانية: كلمة في حق المؤلف والكتاب والموضوع د. محمد لفرم.

شكر المؤطر التربوي لمادة التربية الإسلامية الدكتور محمد لفرم المنظمين والمؤطرين للندوة، وكانت مداخلته على النحو التالي:

  • كلمة في حق المؤلف:

أثنى المؤطر التربوي لفرم على الأستاذ عبد الوهاب الحاجي وعلى أخلاقه وعلمه وخاصة أن الدكتور عاشر ولازم الأستاذ الحاجي كمؤطر له.

  • كلمة في حق الكتاب:

نوه الدكتور لفرم بالكتاب موضوع الندوة واعتبره إضافة نوعية لمكتبة ديداكتيك التربية الإسلامية، لأنه يتناول موضوعا مهما وراهنيا، وخاصة أن المؤلف عمد إلى دراسة استقرائية للكتب المدرسية الخاصة بمادة التربية الإسلامية منذ الاستقلال إلى اليوم.

  • كلمة في حق الموضوع:

أشاد الدكتور لفرم بموضوع الكتاب مشيرا أن الأعمال التوثيقية  تبقى في غاية الأهمية، لأنه تحفظ ذاكرة المادة ويمكن الرجوع إليها لتقويم منهاج المادة ومحتواه منذ الاستقلال إلى اليوم.

ملحوظة: نظرا لبعض الإكراهات التقنية لم نتمكن من تفريغ مداخلة الدكتور الفرم كاملة.

المداخلة الثالثة: قراءة في كتاب مسار مادة التربية الإسلامية، للمفتش التربوي نور الدين ناس الفقيه

بعد الشكر والتقدير للمنظمين والمؤطرين أكد المؤطر التربوي لمادة اللغة العربية الدكتور نور الدين ناس الفقيه؛ أن بين مادة التربية الإسلامية واللغة العربية وشائج وطيدة وروابط متماسكة، وأنهما وجهان لعملة واحدة، فالقران الكريم والسنة النبوية اللذان يشكلان روح مادة التربية الإسلامية وعاؤهما اللغة العربية، فلا يمكن استيعاب المادة ومقاصدها إن كان في وعائها خلل.

وحاول الدكتور نور الدين ناس الفقيه أن يبرز ملامح الكتاب موضوع الندوة من خلال نقط أهمها:

 – أولا: رأيه في الكتاب موضوع الندوة:

أكد الدكتور نور الدين ناس الفقيه أن الكتاب موضوع الندوة أتى ليملأ فراغا كبيرا في التوثيق والتأريخ لمسار التأليف في مادة التربية الإسلامية من السنة الأولى ابتدائي إلى السنة الثانية بكالوريا عبر استقصاء محتويات الكتب المدرسية وسبرها، منذ الاستقلال إلى آخر محطة إصلاحية عرفها منهاج مادة التربية الإسلامية، فالكتاب عمل مهم في مجال التأريخ لكتب مادة التربية الإسلامية وتوثيقها وتحليل محتوياتها في إطار المناهج الدراسية التي اعتمدها المغرب منذ فجر الاستقلال إلى الآن، يضع بين يدي القارئ مادة وثائقية دسمة ليقوم بالمقارنات بين مختلف المحتويات والبرامج الدراسية المرتبطة بالمادة لملاحظة سيرورتها وامتدادها ورصد عناصر الائتلاف والاختلاف بين مضامينها ومداخلها، من هذا كله يكتسي الكتاب مسار مادة التربية الإسلامية، أهميته وراهنيته في حقل التأريخ للكتب المدرسية الوطنية المرتبطة بمادة التربية الإسلامية.

 – ثانيا: محتوى الكتاب:

الكاتب استعرض مجموعة من الأسس النفسية والبيداغوجية التي وجهت محتويات المادة الدراسية، وكذا طبيعة الأنشطة التعليمية في شقيها البنائي التكويني والوظيفي الاستثماري، رابطا عملة التحليلي بالمستجدات التي يعرفها الحقل التربوي، بتسليطه الضوء على حضور المفاهيم الحقوقية في الكتب المدرسية المحللة، وقد تكون منجزه من مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة:

  • تمحور الباب الأول حول:

مرحلة تأسيس مادة التربية الإسلامية منذ بداية الاستقلال إلى إصلاحات الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وتشكل من فصلين اثنين: الأول لتحليل نماذج من الكتب المدرسية لمادة التربية الإسلامية في التعليم الابتدائي، بينما خصص الثاني لتحليل نماذج من الكتب المؤسسة لمادة التربية الإسلامية في المرحلة الثانوية بطوريها الأول والثاني.

  • أما الباب الثاني:

فتعرض فيه الباحث لمرحلة الإصلاح انطلاقا من الميثاق الوطني للتربية والتكوين وجعله ثلاثة فصول، تعرض في الفصل الأول لنماذج من كتب التعليم الابتدائي، العام والخاص المنبثقة عن الميثاق، وتناول في الفصل الثاني نماذج من كتب التعليم الثانوي الإعدادي  العام والخاص المنبثقة عن الميثاق. بينما خصص الفصل الثالث لتحليل نماذج من كتب التعليم الثانوي التأهيلي العام والخاص المنبثقة عن الميثاق. .

  • وتناول الباحث في الباب الثالث :

مرحلة تطوير مادة التربية الإسلامية وتعزيزها بالدعوة الملكية إلى مراجعة مناهج وبرامج ومقررات تدريسها ضمن فصلين، تم في الأول تحليل نماذج من كتب التربية الإسلامية بعد مخاض تغييرات 2016م، وتم في الثاني تحليل نماذج من الكتب المدرسية للتعليم الأصيل الجديد.

وعرض الكاتب في خاتمة البحث أهم النتائج والخلاصات المتوصل إليها في دراسته.

ومن النتائج والفوائد التي لا حظها وسجلها الدكتور نور الدين ناس الفقيه بخصوص الكتاب أنه:

  • يزود القارئ بمفردات المقررات السائدة في بعض الكتب المدرسية المحللة؛
  • يزود القارئ بنماذج لمقدمات مجموعة من الكتب المدرسية المحللة للوقوف على رؤية المؤلفين وتحديد منهجية تقديم الكتب المقررة للمتعلمين؛
  • تبيان أن مادة التربية الإسلامية منذ الاستقلال إلى مراحل متأخرة مرتبطة بالتربية الوطنية، سواء على مستوى الكتب المدرسية أم على مستوى الدروس بل حتى المضامين والمحتويات؛
  • بيان تميز المادة في تناولها مواضيع مهمة وراهنة كموضوع حقوق الإنسان وبيان نظرة الإسلام المتميزة والفريدة إليها؛
  • بيان الكاتب أن عامل الوقت كان من الأسباب الضاغطة التي أثرت بشكل سلبي في مخرجات عملية المراجعة الأخيرة للمنهاج.

  – ثالثا: منهج الكتاب:

اعتمد الباحث في عمله المنجز منهجا متعدد الأبعاد، جمع بين التأريخ والوصف والتحليل والمقارنة، وإصدار أحكام مبنية على دراسة متأنية، فقد توسل الكاتب بمنهج مقارن رام بين نقط الائتلاف والاختلاف بين الكتب المدرسية الخاصة بكل مرحلة تاريخية.

– رابعا: حضور شخصية الباحث:

اتباع المنهج الوصفي التحليلي الذي سلكه المؤلف لم يمنعه من تبني منهج نقدي موضوعي؛ فيضع الإصبع على مواطن القصور والخلل من قبيل الحضور للكم المعرفي على ساب الكيف والأنشطة العلمية والعملية، فالكاتب لم يكتف بالتأريخ والوصف والمقارنة، إنما يدلي بدلوه المستمد من تكوينه العلمي الرصين واطلاعه الواسع بطبيعة تخصصه لإبطال مغالطات المتربصين بالإسلام ومقتضياته التشريعية والأخلاقية، فالكاتب استغرب من حذف بعض الدروس من المنهاج الحالي كدروس الإرث، مع العلم أن علم الفرائض من العلوم التي ينبغي تعلمها، وخاصة أن هذا الحذف تزامن مع بعض الدعوات المغرضة التي تنادي إلى حذف نظام الإرث من مدونة الأحوال الشخصية…

فالكاتب دافع عن مادة التربية الإسلامية وبيّن طبيعة المؤامرات التي تحاك ضدها والناجمة عن الجهل والحقد الدفين من بعض المغرضين الذين يربطون عن قصد بين الإرهاب والإسلام، ويحملون المسؤولية للإسلام والمسلمين عن الحروب والدماء المراقة ظلما، مبينا أن المادة تعتمد أساسا لها القران الكريم والسنة النبوية المطهرة الذين يدعوان إلى السلم والعفو والصفح

وختم الدكتور نور الدين ناس الفقيه مداخلته بالتذكير بأن المؤلف ذو قيمة كبيرة ومرجع لا غنى  عنه للباحثين في سيرورة كتب مادة التربية الإسلامية ومحتوياتها وطرائقها.

لتختم فعاليات الندوة بفتح مجال الحوار والتساؤل والنقاش من طرف المسير الدكتور أحمد بوعبدلاوي، وتفاعل السادة المؤطرون بشكل إيجابي مع تساؤلات المتتبعين للندوة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.