العمل زمن الغفلة، عمل يحبه الله عز وجل، ويرضى به ، ويعطي عليه الأجر العميم ، لأنه دليل على حياة القلب ويقظته ، وعدم غفلته عن الله عز وجل ، وهوأخفى عن الخلق وأبعد عن الرياء وأجلب للإخلاص ، كما أنه أشق على النفوس ، وأصعب ، لأن التعاون ومشاركة الناس في الطاعة يجعلها سهلة ويسيرة ، والانفراد بها يجعلها شاقة وعسيرة ، وفي المشقة أجر العمل وأجر الصبر، والجهاد. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :” العبادة في الهرج كهجرة إلي ” رواه مسلم .والهرج وقت الفتنة والغفلة، قال الإمام النووي رحمة الله عليه: وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنه وينشغلون ولا يتفرغ لها إلا أفراد. ” شرح صحيح مسلم
ومن هذه الأعمال:
*المرابطة بين المغرب والعشاء ، لأنه زمن يغفل عنه الناس ، فقد كان السلف الصالح يحبون المرابطة فيه ، ويقولون هي ساعة غفلة.
*الصيام في الصيف ، كان أبو بكر رضي الله عنه يصوم في الصيف ويفطر في الشتاء ، وعبد الله بن مسعود رصي الله عنه ، حين أخذته المنية بكى ” لظمإ الهواجر ومكابدة الساعات بالليل ” وكانت إحدى الصالحات تصوم في الصيف وتفطر في الشتاء ، وحين سألوها ، قالت :” إن السلعة إذا رخصت ، صارت في متناول الجميع.
*ذكر الله في السوق: السوق أبغض الأماكن إلى الله ، لأن فيه ترتكب كثير من المعاصي بالإضافة إلى الغفلة عنه سبحانه ، منها الكذب والغش والسرقة والحلف بغير الله …لذلك ، فذكر الله تعالى فيه يكسب الثواب والأجر الكبير .يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:”من دخل السوق؛ فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير: كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع لـه ألف ألف درجة” رواه الترمذي
*قيام الليل : عبادة يفرح بها الله عز وجل ويباهي بها الملائكة ، لأنها ساعة النوم والراحة والغفلة.
* صلاة الضحى: لأنها غالبا ما تجد الإنسان في العمل ، والوقت بين الفجر والظهر طويل ، يغفل الناس فيه عن الله تعالى ، لذلك رغب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووعد صاحبها بالأجر الكبير
* صيام شعبان ، فقد روى الإمام أحمد في مسنده والنسائي في سننه من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه قال :قلت يا رسول الله ، لم أرك تصوم من الشهور ما تصوم من شعبان ! قال :” ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين عز وجل ، وأنا أحب أن يرفع عملي وأنا صائم
يقول الشاعر:
( مضى رجب و ما أحسنت فيه … وهذا شهر شعبان المبارك )
( فيا من ضيع الأوقات جهلا … بحرمتها أفق و احذر بوارك )
( فسوف تفارق اللذات قسرا … و يخلي الموت كرها منك دارك )
( تدارك ما استطعت من الخطايا … بتوبة مخلص و اجعل مدارك )
( على طلب السلامة من جحيم … فخير ذوي الجرائم من تدارك )
محمد فاضيلي

قاص وأديب مغربي
السابق بوست
القادم بوست