منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

حكم الصلاة وفضلها

0

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين، وآله الطيبين، وصحبه الغر الميامين.
أما بعد:
فإن الصلاة هي عماد الدين وأشرف العبادات، من حافظ عليها كان لما سواها أحفظ، ومن ضيعها كان لما سواها أضيع، وقد بلغ اهتمام الشارع بها أن جعلها العبادة الوحيدة التي فرضت في السماء ليلة المعراج، ولها أحكام عدة، أخذت حيزا مهما في كتب الفقه، سنعرج – بإذن الله تعالى – على ما تيسر منها في سلسة من المقالات.


أولا: تعريف الصلاة

الصلاة لغة: الدعاء، قال تعالى:” وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ“، قال ابن كثير: أي: ادع لهم واستغفر لهم.
واصطلاحا: هي قربة فعلية ذات إحرام وسلام وسجود وركوع.

ثانيا: حكمها

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، جعلها الله فرضا عينيا على كل مكلف، وهي واجبة بالقرآن والسنة والإجماع، فمن أنكر وجوبها فهو كافر، ومن أقر بوجوبها وامتنع عن أدائها فهو مسلم عاص.

أ- دليل وجوبها من القرآن:

دلت كثير من الآيات الواردة في كتاب الله تعالى على فرضية الصلاة نذكر منها:
قوله تعالى:”إنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا“.
وقوله تعالى:” حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ“.
وقوله تعالى:” وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ“.

ب- دليل وجوبها من السنة:

وقد ورد في فرضيتها جملة من الأحاديث النبوية نورد منها:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان
وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:” إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء، قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك
وعن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله“.

ثالثا: فضلها

فضل الصلاة أكبر من أن يحيط به طالب، أو يحصيه محص، أو يعده عاد، وقد ورد في ذلك ما لا يحصى من الأخبار النبوية، نورد بعضها على سبيل التبشير، منها:
ما ورد عن أبي هريرة، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسا، ما تقول: ذلك يبقي من درنه” قالوا: لا يبقي من درنه شيئا، قال: ” فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله به الخطايا
وعن عثمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله”
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” الصلاة خير موضوع، فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر“.

رابعا: صفتها

صفة الصلاة تجسدت في فعل النبي – صلى الله عليه وسلم – ولذلك أمرنا بصلاة كصلاته، فعن أبي سليمان مالك بن الحويرث قال: أتينا النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظن أنا اشتقنا أهلنا، وسألنا عمن تركنا في أهلنا، فأخبرناه، وكان رفيقا رحيما، فقال: “ ارجعوا إلى أهليكم، فعلموهم ومروهم، وصلوا كما رأيتموني أصلي، وإذا حضرت الصلاة، فليؤذن لكم أحدكم، ثم ليؤمكم أكبركم“.
وفي خبر آخر جاء فيه بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل أفعال الصلاة الكبرى، وأركانها العظمى، فعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فدخل رجل، فصلى، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد وقال: ” ارجع فصل، فإنك لم تصل“، فرجع يصلي كما صلى، ثم جاء، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: “ ارجع فصل، فإنك لم تصل” ثلاثا، فقال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره، فعلمني، فقال: ” إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، وافعل ذلك في صلاتك كلها“.

خامسا: أقسام الصلاة

تنقسم الصلاة إلى قسمين: فرض، ونفل.
فالنفل ينقسم إلى قسمين: ما له اسم خاص كصلاة العيد، وما له اسم عام كالرواتب.
والفرض ينقسم إلى قسمين:
فرض كفائي، وينحصر في صلاة الجنازة.
ب- فرض عيني، وينحصر في الصلوات الخمس، فعن طلحة بن عبيد الله قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد، ثائر الرأس، يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول، حتى دنا، فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” خمس صلوات في اليوم والليلة “. فقال: هل علي غيرها؟ قال: ” لا، إلا أن تطوع “. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ وصيام رمضان “. قال: هل علي غيره؟ قال: ” لا، إلا أن تطوع “. قال: وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة، قال: هل علي غيرها؟ قال: ” لا، إلا أن تطوع “. قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ أفلح إن صدق”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.