لستِ وحدكِ … (قصة قصيرة جدا)
بقلم: رشيد فائز
فتحتُ الباب فإذا بُنيتي الصغيرة تستقبلني بشغف كالعادة، بابتسامة بريئة وشوق لما قد أهديها إياه مما تحمل يداي. لكن هذه المرة اختلف الأمر، فالكيس الأسود الذي أحمله يخفي تماما محتواه. مما زاد من حيرة الصبية ومن شوقها لمعرفة الغيب الذي دس فيه.
لم تتمالك نفسها، فلم تشعر إلا ويدها الصغيرة تدخل في الكيس تتحسس ما بداخله علها تظفر بما تشتهيه حلوا كان أو ممتعا.
خرجت اليد وفي راحتها كتاب من الكتب التي استعرتها من المكتبة في ذلك اليوم. راقها منظر الكتاب وألوانه المتناسقة.
قرأَت العنوان: ” The proudest blue ” وأثار فضولَها رسمُ الصورة على غلافه: فتاة شابة تضع حجابا أزرق اللون.
فهمتُ إذا أن الكتاب تماهى مع الصغيرة التي قررت من تلقاء نفسها لبس الحجاب رغم أنني كنت أعارض في قرارة نفسي أن تضعه في سن جد مبكرة؛ كي تنضج أكثر ولا تتخلى عنه بعد مدة.
المهم كان الكتاب بمثابة تعزيز لشخصيتها و زيادة في افتخارها بحجابها في بيئة غير سهلة ولا مسهِّلة تعيش فيها. وكأن الفتاة المرسومة في الكتاب تقول لها: لستِ وحدكِ من تضعين الحجاب في هذا المحيط المتلاطم بل هناك فتيات كثيرات مثلك فلا تخافي ولا تحزني. ما اندهشت له أنا أكثر هو أن ابنتي تخلت عن هاتفها الذي لا يفارقها؛ وقرأت واقفةً الكتاب جملة واحدة كأنها تشرب ماء باردا على ظمإ.
كان اندهاشي لهذا المنظر دافعا لي لأقرأ هذا الكتاب الذي جلبته من المكتبة لا لموضوعه؛ بل لأن محرك البحث وجدَه عندما بحثتُ بكلمة ” محمد ” في يوم دُعيتُ فيه لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: لأنصرنك يا حبيبي بحبي للكتب وللمكتبة، لأنصرنك يا سيدي ويا قرة عيني يامحمد.
صلى الله عليك وعلى آلك وصحبك وحزبك وإخوانك إلى يوم الدين.