منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

يوميات الشيخ بنسالم باهشام في رمضان

من سلسلة "يوميات الدعاة في رمضان" أجرى الحوار الأستاذ عثمان غفاري

0

يوميات الشيخ بنسالم باهشام في رمضان

“سلسلة حوارية مع علماء ودعاة الأمة بعنوان”

 يوميات الدعاة في رمضان ”

أجرى الحوار: الأستاذ عثمان غفاري

 

توطئة:

حاور موقع منار الإسلام في الحلقة الثالثة من “يوميات العلماء في رمضان” فضيلة الداعية الخطيب بنسالم باهشام، وهو حوار مقتضب نتوجه فيه للضيف بثلاثة أسئلة حول رمضان المبارك، ثلاثية تركز على مدخل الاقتداء بعلماء الأمة ودعاتها الفعلة، للاستفادة من يومياتهم “الموائد” والإحاطة ببرنامجهم اليومي ” العوائد”، والاستعانة ببعض نصائحهم وتوجيهاتهم لاغتنام رمضان ” فوائد” ويسعدنا قبل أن نبسط أجوبة الضيف على تساؤلاتنا أن نقدم له بورقة تعريفية، فعلى بركة الله تعالى.

 ورقة تعريفية بالضيف:

بن سالم بن محمد باهشام الفيلالي الهواري، من مواليد 1958م بمدينة خنيفرة. أب لسبعة أولاد من زوجة واحدة، أربعة ذكور وثلاث بنات، وجد لأحد عشر حفيدا، حاصل على الإجازة العليا بكلية الشريعة من جامعة القرويين بفاس، والماجستير بكلية الشريعة بلبنان في الفكر الإسلامي المعاصر، عمل أستاذا للعلوم الشرعية قبل أن يتقاعد بعد عقود من العطاء والتعليم والتربية، وخطيب جمعة لمدة عشرين سنة من 1986 إلى 2006 قبل أن يتم توقيفه ظلما وجورا، وهو عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو رابطة علماء المغرب، ورئيس جمعية الهداية القرآنية لتحفيظ القرآن الكريم وتجويده وتدريس العلوم الشرعية التي خرجت مئات من أهل الله وخاصته، حملة القرآن الكريم والمتخصصين في علومه.

بنسالم باهشام ذو تجربة دعوية زاخرة بالإنجازات، انطلقت منذ سنة 1979، ومازالت مستمرة إلى الآن، حيث أطر العديد من الأنشطة العلمية، والدورات التكوينية، داخل المغرب وخارجه، حيث خطب وأطر ودرس في كل من النيجر، ونيجيريا، ومالي، وبوركينافاسو، وبنين، وبإسبانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وغيرها، وله عشرات المؤلفات و مئات الإصدارات المرئية التي لقيت رواجا كبيرا، ومن أهم مؤلفاته نجد الخطب الربيعية “يضم بعض خطب الجمعة التي ألقيت بمسجد أم الربيع بخنيفرة” و تمام المنة في الرد على من ادعى أن قيام الليل جماعة ليس بسنة، والرياضة بين النظرة الإيجابية والسلبية، وغيرها كثير، فأهلا وسهلا بكم سيدي.

تعليق الداعية بنسالم باهشام:

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين، أولا أبارك للأمة الإسلامية من هذه النافذة، هذا الشهر الفضيل؛ شهر رمضان، وأسأل الله تعالى أن يتقبل منا ما مضى من أيام رمضان، ويتجاوز عن هفواتنا وزلاتنا، وأن يوفقنا لأن تكون ما بقي من أيام أفضل مما مضى، وأن يجعلنا ممن أدرك ليلة القدر ، وممن خرج من هذا الشهر وقد غفر الله ذنوبه وارتقى الى مراتب الاحسان، وتحقق فيه معنى التقوى والتي هي العلة في ايجابه علينا، وأشكر الإخوة القائمين في هذا الموقع الهادف والماتع والمفيد، وأسأل الله أن يبارك لكم جهودكم وأعمالكم.

السؤال الأول: تختلف عادات الإفطار والسحور في رمضان بين الأسر باختلاف البلاد والبيئات والمستويات، فلكل شخص عادات معينة يقبل عليها، فماهي أهم مميزات الإفطار والسحور، وأهم العادات الحسنة التي يحرص عليها الشيخ الداعية بنسالم باهشام خلال الشهر الفضيل؟

جواب الشيخ الداعية:

يعتبر سؤالا مهما وأساسيا، لأن العارفين بالله، ينصحون الناس فيقولون: لا تأكلوا كثيرا، فتشربوا كثيرا، فتناموا كثيرا، فتتحسرون عند الموت كثيرا، بالإضافة إلى أن المغرب ينال قصب السبق في أنواع الطعام عموما، وفي رمضان خصوصا، تجد المرأة نفسها تظهر براعتها ومتعتها في إعداد ما لذ وطاب من أنواع الطعام رغم ما تلاقيه من تعب في المطبخ، وحتى ننتقل من الكلام إلى ميدان التطبيق  ونحاول أن نعطي للناس النموذج الاسلامي الذي يحث على التمتع بنعم الله دون إسراف أو تقتير،  فإن المبدأ الاساسي الذي نسير عليه في المنزل هو ليس مجرد الأكل، بل ماذا نأكل، وكيف نـأكل، فالمعلبات ممنوعة عندنا في المنزل بكل أنواعها والمشروبات الغازية ممنوعة عندنا في البيت بكل أنواعها، والمأكولات المعدة خارج المنزل ممنوعة كذلك من باب الوقاية خير من العلاج.

ونحرص أن يكون الإفطار بالماء الدافئ مع وتر من التمر وذلك بعد الآذان مباشرة لتحقيق سنة تعجيل الفطور، وبعدها تقام الصلاة ونصلي جماعة المغرب وبعدها رواتب المغرب والأذكار والدعاء، ومن أهم ما نركز عليه طيلة رمضان، وهي وجبة أساسية عندنا في رمضان، البدء بصلطة الخضر التي تسمى عندنا في المغرب “بالجردة“، ومعها فطائر تتنوع أشكالها من يوم لآخر مع الشاي أو العصير هذا هو الافطار والعشاء معا، وبعد صلاة العشاء والتراويح أتناول الحريرة وهو مصطلح عربي فصيح مع التمر، أما في السحور أتناول الطجين المغربي الذي يتنوع من يوم لآخر، ويكون قبل صلاة التراويح قصد التفرغ للصلاة والذكر والدعاء.

السؤال الثاني: هلا تكرمتم سيدي ببسط أهم معالم يومك وليلتك خلال شهر رمضان خاصة والأمة تعيش آثار الوباء عجل الله برفعه، وما ترتب عنه من تبعات؟

إنني مع الزوجة – حفظها الله – حاربنا في رمضان لصان من لصوص رمضان ليستقيم برنامجنا:

  • اللص الأول: التلفاز بكل قنواته وبرامجه، إذ بمجرد ما يتم الإعلان عن دخول شهر رمضان، نزيل الرابط الكهربائي للتلفاز، حتى يتم الإخبار بأن غدا يوم العيد نرد الرابط.
  • اللص الثاني: السهر بلا فائدة، أما بخصوص البرنامج اليومي فهذه بعض معالمه ومرتكزاته:

1 ) من المغرب الى النوم: اليوم الشرعي يبدأ بالمغرب، قبل المغرب وقت مبارك للذكر والتسبيح والدعاء، وبعد الإفطار على الماء والتمر، صلاة المغرب ثم الرواتب والدعاء، وبعد الإفطار فترة استراحة انتظارا لصلاة العشاء والتراويح، ونحن زمن كورونا أصلي بسكان العمارة بطلب منهم كل في شقته ويأتمون بي، فنصلي العشاء والتراويح، ونختم المجلس وأستعد بعدها للمحاضرات والدروس التي ألقيها عن بعد أغلبها داخل المغرب، وبعدها أتوجه للنوم .

2 ) من السحور إلى الشروق: الاستيقاظ باكرا للسحور ثم صلاة التراويح والفجر ودعاء الرابطة وصلاة الصبح وختم المجلس. والجلوس لأذكار الصلاة والصباح، والإجابة على الأسئلة التي تأتيني من الناس، وصلاة الشروق والنوم.

3 ) من الضحى الى الظهر : مع التاسعة صباحا يبدأ برنامج الأوراد اليومية وأجعلها كلها في الصباح

أ – القرآن الكريم: أقرا يوميا إحدى عشر حزبا من القرآن وتكون جلها في صلاة الضحى حزب في كل ركعة ليتم الانقطاع عن الدنيا، وتفصيلها كالتالي:

      • ستة أحزاب ورد يومي
      • ثلاثة أحزاب للختمات الجماعية اليومية.
      • حزبان لتراويح العشاء والصبح.
      • سور وآيات فاضلة

ب – الأذكار

      • جلسة للكلمة الطيبة 3000 مرة.
      •  الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاث مائة مرة.
      • وبصلاة الظهر مع الرواتب أكون قد أنهيت أورادي.

4) من الظهر الى العشاء: بعد الظهر أتفرغ للقراءة والتأليف وتسجيل الدروس وإلقاء المحاضرات عن بعد، والاجابة على الاسئلة التي تاتيني من الناس داخل المغرب وخارجه. مع المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها والرواتب القبلية والبعدية.

السؤال الثالث: في الأخير سيدي هل من نصيحة جامعة مانعة لمحبيك ومتابعي موقعنا خاصة من الشباب والشواب لاغتنام فضائل وبركات هذا الشهر الكريم؟

أقول لنفسي ولإخوتي أن رمضان هو شهر جهاد للنفس قصد الاحتفال يوم العيد، بعيد الاستقلال الحقيقي بعد الانتصار على النفس والهوى والعادات والتقاليد المخالفة للشرع، ورمضان أيام معدودات تحتاج منا إلى التعاون وتضافر الجهود لتحقيق النصر والفرح بالله يوم العيد أولا، ويوم لقاء الله يوم القيامة ثانيا، فلا نضيع هذه الفرصة الثمينة ونبيع أنفسنا للتلفاز والسهر والهواتف والنوم فنكون من المغبونين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.