فضل أهل السابقة ..
ذ.يوسف مشرع
أهل السابقة لهم شرف السبق وأجر الاقتحام والمسارعة الى الخيرات .
أهل السابقة في اقتحامهم الصعاب لهم درجات عند ربهم بما أوذوا واستجابوا وصبروا ونصروا ..
لا يستوي من استجاب لداعي الله وقت الشدة، وابتلي في نفسه وماله، ومن تردد حتى جاء الفتح وقَل البلاء ودخل الناس في دين الله افواجا .. وكلا وعد الله الحسنى .
السابقة رأسمال المؤمن إن حافظ عليه مِن ان يخالطه مايكدر صفوه ، فلأهل السبق مكانة في قلوب الملتحقين بالركب ، فهم أعلى سندا في الصحبة ، والاقرب في الفهم ، والاجدر بالتوقير والاحترام .
هذا رأسمالٍ قل نظيره ، ولن يحافظ عليه الا من سبقت له من الله العناية. ولن يفرط فيه الا مفلس .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر اصحابه من هوى النفس وهم صحابته ، ويذكرهم بالآخرة وهم اهلها ودعاتها ، ويصف لهم ماأعد الله لهم من نعيم كانهم يرون ذلك رأي العين ، ثم يحذرهم من ان ينقلبوا بعده كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض..
النفس كالطفل .. رحم الله البصيري.
بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم اختلف كثير من اهل السابقة، ومنهم من ارتد على عقبه ، ومنهم من خاض .. لولا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أعاد المياه الى مجاريها ، وحارب الممتنع عن اداء الزكاة ، لان في الامتناع تشكيك وانقلاب على القيادة الجديدة ، والتهاون في ذلك مفسدة محققة.
اعاد سيدنا ابو بكر الامور الى نصابها ، وحافظ على وحدة الصف من ان يعصف به المتهورون ، او اصحاب النفوس المريضة ، او ذوو النوايا الحسنة ممن أخطأوا التقدير .
فقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفتن ، وأوصانا بالائتلاف والانجماع والحفاظ على الأخوة ، والصبر …متى استطعنا الى ذلك سبيلا.
وأوصانا بالصلاة ..
لن يخيب المؤمن ، بل لن يُخيب الله عبدا توجه إليه في صلاته ، يدعوه ان يحبب اليه عباده واولياءه ، وأن لا يلقاه يوم القيامة وفي قلبه كره او عداوة لاحد من المؤمنين .
إنما المومنون إخوة ..
الأخوة شرط في صحة الإيمان.. ولا يستقيم إيمان عبد وفي قلبه ضغينة على اخيه .. وهذا لايتعارض مع واجب النصح الاخوي الذي يراد به وجه الله تعالى، دون تشهير ولا تجريح ولا تنقيص . مع اختيار مايناسب النصح من جميل الألفاظ ، والتأدب بآداب المؤمن في المخاطبة ، مع مراعاة الحال والمقام .
اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان .. واجعلنا من الراشدين .
كلمات جاءت على عجل .. رحم الله عبدا وجد فيها بعض الحق فدعا ، أو وجد فيها غير ذلك فغفر .
