ذكر الموت (خاطرة)

ذكر الموت (خاطرة)

بقلم: محمد فاضيلي

الموت..
حقيقة الحقائق وطريقة الطرائق.. نهاية النهايات وبداية البدايات، قدر كل الكائنات ومصير لا بد آت..
” كل من عليها فان”
كل نفس ذائقة الموت”
“إنك ميت وإنهم ميتون”
الموت..
هاذم اللذات ومفرق الجماعات..
مذل الجبارين، وكاسر المستكبرين، وهازم الطغاة المستبدين..
” كل مولود فللموت يولد…ولست ارى شيئا لشيء مخلد”
” كل ابن أنثى وإن طال الزمان به…يوما على آلة حدباء محمول”
الموت..
جسر الوصول للراحة الأبدية والسعادة السرمدية والنعيم المقيم او الشقاء الدائم والخسران المبين..
الموت..
ذلك الشبح الرهيب والزائر الغريب والقادم القريب..
“قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم”
ذكر الموت..
يرقق القلوب، ويربطها برب الموت والحياة، رب الناس أجمعين، وينقذها من التخبط في الغي والضلال المبين..
يكبح النفس ويلجمها عن الاسترسال في الطيبات والتوسع في المباحات والسعي وراء اللذات واللهاث خلف الشهوات والمغريات..
يبعث على فعل الخير ويدفع للعمل الصالح والتزود للآخرة والاستعداد ليوم اللقاء..
ينهى عن ارتكاب المحرمات والسقوط في الزلات والوقوع في الكبائر واحتقار الصغائر..
يدفع للتحلي بالمكارم والفضائل واجتناب القبائح والرذائل..
يمنع الظلم ويقيم العدل ويحقق المساواة بين بني البشر..
يبني الحضارات ويعمر الأرض ويحقق الرفاهية ويضمن العيش الكريم لكل الناس..
ذكر الموت يضمن الحياة ويحقق الأمنيات ويجعل المستحيل كالممكنات..