منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

اعتناء بني مرين بالجوامع والمساجد (1) العمل الاجتماعي في عهد بني مرين

د. عبد اللطيف بن رحو

0

اعتناء بني مرين بالجوامع والمساجد (1) العمل الاجتماعي في عهد بني مرين

د. عبد اللطيف بن رحو

 

يمكنكم تحميل كتاب العمل الاجتماعي في عهد الدولة المرينية (1244 – 1465م) من الرابط التالي

كتاب”العمل الاجتماعي في عهد الدولة المرينية (1244 – 1465م)

 

الفصل الأول:المؤسسات الدينية

المبحث الأول: بناء الجوامع والمساجد

حرص المرينيون على تنشيط حركة البناء والتعمير في دولتهم، باعتبارها مظهرا لحياتهم الاجتماعية الراقية المتقدمة، وقد شملت حركة البناء والتعمير جميع جوانب الحياة في المجتمع المريني، من مدن جديدة ومنشآت عامة كالمساجد، والمدارس، والمستشفيات والفنادق والقناطر.
وبدايتنا في هذا المقام بالمساجد والجوامع باعتبارهما عنصراً أساسياً من عناصر تصميم المدينة الإسلامية لما له من أهمية دينية وسياسية في حياة المجتمع، كما ساهم ومنذ قيام الدولة العربية الإسلامية بدوره التعليمي إضافة إلى وظائف أخرى، حيث اشتهر من مساجد الإسلام الكثير وتميزت عن غيرها بجهودها الواضحة في هذا الجانب.
والمسجد هو مركز ترابط الجماعة الإسلامية وهيكلها المادي الملموس، فلا تكتمل الجماعة إلا بمسجد يربط بين أفرادها بعضهم ببعض، يتلاقون فيه في الصلاة وتبادل الرأي، ويقصدونه للوقوف على أخبار جماعتهم، ويلتقون فيه مع رؤسائهم، أو يتوجهون إليه لمجرد الاستمتاع بالقعود في ركن من أركانه كما يفعل الناس عندما يزورون حديقة ليروحوا عن أنفسهم، فالمسجد على هذا ضرورة دينية وضرورة سياسية وضرورة اجتماعية أيضا بالنسبة لكل مسلم على حدة وبالنسبة لجماعة المسلمين جملة.
والمسجد هو القلب النابض في المجتمع الإسلامي، وهو ملتقى العباد، ومجمع الأعيان، ومنشط الحياة العلمية والاجتماعية…وهو الرابطة بين أهل القرية والمدينة أو الحي لأنهم يشتركون جميعا في بنائه كما كانوا جميعا يشتركون في أداء الوظائف فيه. وقد كان تشييد المساجد عملا فرديا بالدرجة الأولى، فالغني المحسن هو الذي يقود عملية بناء المسجد والوقف عليه وصيانته. ولكن أعيان القرية أو الحي كانوا يساهمون بالتبرعات ونحوها.
وللمسجد أهمية كبيرة داخل المجتمع الإسلامي، يقول عز وجل: ﴿فِي بُيُوتٍ اَذِنَ اَ۬للَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اَ۪سْمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالَاصَالِ رِجَال لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَٰرَة وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اِ۬للَّهِ وَإِقَامِ اِ۬لصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ اِ۬لزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ اِ۬لْقُلُوبُ وَالَابْصَٰرُ﴾ [سورة النور الآية:36]
فالمسلمون يجتمعون خمس مرات في اليوم لأداء فريضة الصلاة داخل المسجد، متوجهين إليه تعالى جماعة، مسبحين بحمده ممجدين ذكره.
ومنذ تولي المرينيين الحكم في بلاد المغرب، اهتموا ببناء المساجد الجديدة، فاحتوت كل مدينة من المدن الجديدة على مسجد كبير.
وحسب ما جادت به الكتب التاريخية، أن سلاطين بني مرين ساهموا في بناء المساجد وحرصوا أشد الحرص على اتمامها وبنائها، وأسندوا إليها الأموال وأوقفوا عليها الأوقاف والأحباس، ودعوا أهل المال إلى البذل والعطاء والإنفاق في سبيل الله. وقد تضافرت الجهود لتعزيز هذه المنشآت الدينية باعتبارها منشآت دينية واجتماعية في آن واحد، إذ يعتبر المسجد إرثا مشتركا بين أفراد المجتمع لذلك وجب التضافر والتلاحم، وهذا ما حدث بالفعل في العهد المريني.
يقول روجه لوتورنو:»كان أول ما عني به المرينيون، لما بنوا مدينة فاس الجديدة الملكية، هو إنشاء جامع جديد بها، ولم يلبث أن ضم إلى الجامع الكبير مدرسة ومسجدا آخر، ثم بني في فاس الجديدة مسجدان آخران في القرن التالي، تبعا لتطوير المدينة الملكية. أما المدينة القديمة فقد كانت مزودة بحاجاتها من المساجد والمنابر، ومع ذلك فقد بنى المرينيون مسجدين جديدين.»

المطلب الأول: بناء جوامع ومساجد فاس

  • الفرع الأول: بناء الجامع الكبير

لقيت الجوامع والمساجد في الحضرة المرينية رعاية متزايدة من قبل سلاطينهم، ولعل فاتحة منجزاتهم في هذا الباب بناء جامع فاس الجديد الذي شيده السلطان يعقوب بن عبد الحق في سنة 677ه/1278م، وأنفق عليه الأموال الطائلة.
وهذا ما ذكره صاحب الذخيرة السنية ابن أبي زرع فقال:» ولما تم سور هذه المدينة السعيدة فاس الجديدة بالبناء أمر ببناء الجامع الكبير بها للخطبة فبني على يد أبي عبد الله بن عبد الكريم الحدودي وأبي علي بن الأزرق والي مكناس، والنفقة فيه من مال معصرة مكناسة…وعلق الثرايا الكبرى بالجامع المذكور، وزنها تسعة قناطير وخمسة عشر رطلا، وعدد كؤوسها مائة كأس وسبعة وثمانون كأسا، وكان الصانع لها المعلم الحجازي، والانفاق منها من جزية اليهود لعنهم الله.»
ويذكر الدكتور محمد المنوني أن الجامع الجديد أو الجامع الكبير كان على مقربة من القصر الملكي، وقد استخدم في بنائه أسرى الإسبان إلى جانب العملة المغاربة، وهذا ما جعل بنايته يزدوج فيها-إلى حد ما- الفن المغربي الإسباني.
ومن الإنشاءات الأخرى بهذا الجامع: أنه يوجد به عند الجدار الواقع شمال قبلة الصف الثاني، وقفية منقوشة بوسطه في إطار مستطيل، وقد كتب فيها: أنه أمر ببناء هذا السبع السلطان، أمير المسلمين المنتصر بالله، أبو فارس ابن أبي العباس أحمد بن أبي سالم المريني، لتلاوة الكتاب العزيز: ختمة كل أسبوع مرة، وعين لذلك إثنى عشر طالبا ممن يجيدون التلاوة، ويقوم بحفظ القرآن الكريم، على أن يكون لكل واحد منهم ستون درهما فضة في كل شهر، جارية من الأحباس المعينة لذلك، ثم تعدد الوثيقة أعيان الأملاك الموقوفة لهذا الغرض وأخيرا يأتي تاريخ الوقفية 17 ربيع الأول سنة 798ه/3 دجنبر 1395م.

  • الفرع الثاني: بناء جوامع ومساجد في فاس الجديد والبالي وترميمها

من الجوامع التي بنيت في العهد المريني بحضرة فاس الجديد بعد الجامع الكبير نذكر منها: جامع البيضاء وجامع الحمراء، ومسجد العباسيين أو مسجد الصفصاف قديما وجامع الغريبة الذي قد يكون هو جامع الرياض قديما، وجامع الزهر وقد يكون جامع الحجر قديما.
ومن حسن الحظ نستطيع أن نعرف مؤسسي الجامعين الأخيرين (جامع الغريبة وجامع الزهر) حيث يتوج -إلى حد الآن- الباب الحجري لجامع الزهر بكتابة فيها تاريخ بنائه: أوائل رجب عام 759ه/1358م، من طرف السلطان المريني أبي عنان وقد ألحق به -يسرة مدخل الباب المذكور- كتابا وسقاية تعلوها بقايا كتابة محفورة في الخشب.
أما جامع غريبة فقد كان يسمى زمن بنائه بمسجد السوق الكبير، وهو المسجد الذي بناه حاجب السلطان أبا سعيد عثمان بن أحمد بن أبي سالم، عبد الله الطريفي بالسوق الكبير بفاس الجديد وحبس عليها كتبا كثيرة وإليه ينسب منزه الطريفي بفاس.
ويبقى لنا جامع البيضاء وجامع الحمراء، وهما كما يذكر العلامة محمد المنوني، ليس لهما تأريخ ولا يضبط مؤسسهما.
غير أن المؤرخ باركر ((parker نسب مسجد الحمراء لأبي الحسن المريني، وأنه هو من تولى بناءه سنة 740ه/1339م.
وهناك من أرجعه إلى المرأة الحمراء أو المنارة الحمراء الواقعة بجانب المحجة الكبرى لفاس الجديدة، ولم يعرف بالضبط تاريخ وجوده، لكن يذكر أن امرأة الحمراء كرست كل ثروتها لبناء هذا الجامع، ولذلك سمي هذا الجامع باسم لالة الحمراء بفاس الجديدة.
أما مسجد العباسيين فكان موجودا قبل بناء جامع الغريبة حيث ورد ذكره في الوقفية السالفة الذكر باسم مسجد الصفصاف.
وشيد بنو مرين بفاس البالي كذلك مساجد لطيفة على العموم كجامع الشرابليين ومسجد أزهار، يقول عثمان إسماعيل صاحب كتاب تاريخ العمارة الإسلامية: « وبنى أبو عنان المريني بفاس الجديد سنة759ه مسجد أزهار الذي يعتبر من أجمل المساجد المرينية عامة. وفي حي الشرابليين مسجد يعرف باسم الحي، فهو يرجع إلى القرن الثامن غير أن صحنه المستطيل يشير على العودة نحو الأسلوب الموحدي، وقد جدده المولى سليمان ويبقى منه المدخل والصومعة.»
ومسجد الشرابليين هو المسجد القريب جدا من المدرسة البوعنانية، فبنو مرين لم يشيدوا مسجدا كبيرا يماثل مساجد فاس الجديد ولم يتعرضوا إلا قليلا للمساجد الموجودة لكونها كانت مطابقة بدون شك لحاجيات الوقف.
واهتم سلاطين بني مرين كثيرا بترميم المساجد وإصلاحها، وتزويدها باحتياجاتها، حفاضا على الرونــــــــــق الحضـــاري لهذه المســاجد، ففي عهد السلطان يعقــوب بن عبد الحـق زود مســجد القروييـــن بكـــــثير من الإصلاحات.
ففي سنة 689ه/1290م رأى عامل فاس أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الحدودي أن يحدث بابا جديدا، ولقد استهواه منظر الباب المدرج الذي بني سنة 604ه أيام الناصر الموحدي بجوف جامع الأندلس، فأراد أن يكسب القرويين بابا مماثلا تفخيما لأمرها، وإعلاء لمركزها، فبناه على شكل باب الأندلس المذكور، وجعل أسفله حوضا من الخشب ملبسا بالرصاص. وجلب إليه الماء من عين جنوب القرويين كانت تعرف بعيون ابن اللصاد، وذلك ليمر به الحفاة كما هو الحال بباب جامع الأندلس. وجعلت أسفل الأدراج سقــاية، كالحال في الأندلس، ونمقـــها بالجـــص والحــــجر المنحوت، وأنواع الصبع. وفي زمن أبي يعقوب يوسف بن يعقوب بن عبد الحق سنة 699ه، كان الجدار الشمالي أوشك أن يسقط من سوء الأحوال… فصدر الأمر ببنائه وإصلاحه، ولم يكتب السلطان بذلك وحده، ولكن أعطى خلخالين من الذهب زنتهما خمس مائة دينار ذهبا، وقد خاطب أبو يعقوب قاضيه بهذه الكلمات:» اصرف الخلخالين في بناء الحائط المذكور، فإنهما حلال محض، فقد منحهما والدي أمير المسلمين لوالدتي مما أفاء الله تعالى عليه من أخماس غنائم الروم من بلاد الأندلس، فورثتهما عنها، ولم أر لتصريفهما موضعا أوجب من هذا، فعسى الله أن ينفع به.»
كما أخذت المئذنة حصتها من الترميم، فقد أمر السلطان أبي يعقوب يوسف سنة 688ه/1289م بتبييض المئذنة وكسوتها بالجص والقاشاني وتدعيم وصلات أحجارها وصقلها حتى أصبحت كالمرآة.
وهذا ما يرويه الدكتور عبد الهادي التازي عن الفقيه الشيخ الخطيب أبي عبد الله بن أبي الصبر حين تولى خطة القضاء مع الخطبة والإمامة بجامع القرويين، وذلك سنة ثمان وثمانين وست مائة للهجرة، فقد لاحظ القاضي أن أسراب الحمام والزرازير تلوذ بالصومعة فتنال من نظافتها وجدتها، ولهذا استشار أمير المسلمين أبا يعقوب يوسف بن السلطان يعقوب بن عبد الحق، فأذن له في ذلك، وأمره أن يأخذ من أموال أعشار الروم ما يحتاج إليه، لكن القاضي أجابه بأنه ما يزال في مال الأوقاف ما فيه الكفاية إن شاء الله تعالى، فشرع في تبييضها، فلَبَّس الصومعة بالجص والجير، وسمر المسامير الكبيرة بين أحجارها ليثبت التلبيس والبناء.
واقترنت إصلاحات جدران الصومعة ببناء الغرفة على باب الصومعة، وتعرف الآن بالغريفة على طريق التصغير، وقد بنوها بالجهة الجنوبية للصومعة فوق بابها مباشرة بعد أن نصعد خمس وعشرون درجة، وهي مسقفة بقبة ذات أربعة جوانب من البرشلة، وقد نقشت على هذه الجوانب الآية الشريفة ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اُ۬للَّهُ اُ۬لذِي خَلَقَ اَ۬لسَّمَٰوَٰتِ وَالَارْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾ [سورة الأعراف الآية:53]
كما كتب بعض جهاتها بالجبس كلمات (الملك لله والعز لله) تطل على صحن من نافذة ذات قوسين منقوشين يحملها تاج وسارية رخامية، وفي أسفل النافذة شباك من خشب عين حمام.
وصنعت بهذه الغرفة المجانة لمعرفة الأوقات، -سيأتي الحديث عنها- فإن الشيخ المعدل محمد بن عبد الملك الصنهاجي النطاع أحدثها لمعرفة الأوقات هناك، ورسمها له محمد بن صدينية القرطسوني وتطوع بعض المسلمين بالإنفاق فيها سنة سبع عشرة وسبعمائة.
كما أمر السلطان أبو يوسف بإصلاح العنزة، وقد التفت إلى ذلك القاضي وخطيب القرويين أبو عبد الله بن أبي الصبر أيوب بن ينكول الجناتي في سنة 687ه/1288م، يقول الدكتور عبد الهادي التازي: «فهو الذي أزاح من أعلى قبتها تلك الطلسمات التي نصبت فيها منذ زمن، واستعاض عن تلك الألواح البسيطة بما نراه إلى اليوم شاخصا من غريب الصنعة ورفيع الخشب وجميل النقش ودقيق الزخرفة، ولقد كان الإنفاق من مال الأوقاف.»
وهذا ما ذكره الجزنائي أيضا في كتابه، حيث تحدث عن غرابة الصنعة ونفاسة الصبغة وإتقان الألصاق ودقة الخرط والنقش وجلالة الاحكاء ما يقضي بالعجب ويصرح بالإعجاز.
ورأى الأمير عمر بن السلطان أبي سعيد عثمان أن يجعل في الجهة الغربية من الجامع تسعة من الطيقان لزيادة الضوء في تلك الجهة، وأمر أن يجعل على المحراب مقصورة وشرع الصناع في عملها وأنشئت من ثلاثة أجناب من خشب الأرز بصناعة النقاشين… غير أن الناس تضرروا من انقطاع الصفوف ورفعوا ذلك إلى فقهائهم، فلقوه وبينوا له ما ظهر للناس من ضرر، فرج عن عمله، وكان الإنفاق من مال الأحباس على يد الناظر فيها محمد بن حيون.
كما حظيت مدينة فاس عاصمة المرينيين بالاهتمام المتزايد من قبل سلطانها أبي الحسن المريني في إنشاء المساجد واهتمامه بالإنفاق عليها، وكان ذلك دأبه وحاله خلال فترة حكمه، فأمر ببناء مسجد الصفارين ومسجد حلق النعام، وكل واحد منهما غاية في الكبر والضخامة، وصومعة كل واحد منهما غاية في الارتفاع والحسن.
أما المدينة القديمة فقد كانت مزودة بحاجتها من المساجد والمنابر، ومع ذلك فقد بنى المرينيون مسجدين جديدين مسجد الاسكافيين ومسجد أبي الحسن. ولولا كثرة تردد الناس على المساجد، لما بنيت بهذا العدد الكبير، ولما وقفت عليها الأوقاف اللازمة لها بهذه الكثرة. ولذلك فإنه يمكن القول، دون الخطر الوقوع في خطأ واضح، بأن نسبة كبيرة من المجتمع كانت تحترم فرض الصلاة وتؤديه.
في سنة 725ه أمر السلطان أبو سعيد عثمان المريني ببناء جامع جزاء بن برقوقة وجامع السمارين فبنيا أتم بناء.

المطلب الثاني: إصلاح صومعة المسجد الأعظم وبناء مسجد القصبة بمكناس

  • الفرع الأول: إصلاح صومعة المسجد الأعظم بمكناس

كان إصلاح صومعة المسجد الأعظم من مساهمات وتبرعات سكان مكناسة، زمن الحكم المريني، وذلك بعد نزول صاعقة عليها تسببت في موت سبعة رجال، وهدمت بعض أركانها.
يقول صاحب روض الهتون: «ولم يزل أهلها أيام بني مرين في خير وثروة، وكانت الصاعقة نزلت أيامهم على صومعة جامعها الأعظم والناس في صلاة العصر، فقتلت نحو سبعة رجال، وهدمت بعض أركان الصومعة ودخلت في تخوم الأرض بباب بإزاء الصومعة يعرف اليوم بباب الزرارعيين، فانتدب لبنائها شيخ الإسلام الفقيه موسى بن معطي المعروف بالعبدوسي، واستنجد أهل اليسار منهم فجمعوا من المال ما أصلحوا به ما انثلم من الصومعة المذكورة فيما حدثني به والدي والشيخ المعمر عبد الرحمان النيار مؤقت الجامع المذكور ومزوار مؤذنيها.»

  • الفرع الثاني: بناء مسجد القصبة بمكناس

لم تشر المصادر التاريخية إلى تاريخ بناء المسجد، غير أن بعض المؤرخين أشاروا إلى أن تاريخ بنائه يرجع إلى بناء قصبة مكناس أو وقت الشروع في بناء القصبة وهذا ما ذكره صاحب إتحاف أعلام الناس حين أشار في حديثه عن قصبة مكناس، فقال: «نعم جامع القصبة المذكور سيأتي لنا ترشيح أنه هو جامعها المريني المأمور ببنائه معها.»
وصرح صاحب كتاب الأنيس المطرب ابن أبي زرع فقال: « وفي شوال المذكور أمر أمير المسلمين يعقوب بن عبد الحق ببناء قصبة مكناسة وجامعها.»
والسنة التي أشار إليها هي سنة 674ه التي توافق التاريخ الميلادي 1276م والظاهر أنها توافق سنة بناء البلد الجديد بفاس.

المطلب الثالث: بناء وترميم بعض مساجد مراكش

  • الفرع الأول: بناء مسجد سيدي محمد بن صالح

لم تتوقف اهتمامات سلاطين بني مرين في إنشاء وبناء المساجد في فاس بل امتد ذلك إلى خارج أحضانها، فأنشأ السلطان أبو الحسن المريني مسجد الشيخ سيدي محمد بن صالح بمراكش سنة 718ه الموافق لسنة 1318م. يقول صاحب كتاب السعادة الأبدية: «ومنها مسجد الشيخ محمد بن صالح نفعنا الله به، وبني هذا المسجد سنة 718ه، والباني له السلطان أبو الحسن المريني.»
وفي موضع آخر من الكتاب يقول: «وبلصقه صومعته الشهيرة به التي بنيت لأجله مع مسجدها، وذلك في غرة رجب الفرد عام 721ه، بتقديم السين الموحدة، كما هو مسطر بآخرها بالتزليج فانظره. وأما مسجده المنسوب إليه فتقدم لنا أن الباني له مع الصومعة هو السلطان أبي الحسن المريني، وذلك في سنة 718ه.

  • الفرع الثاني: ترميم جامع المنصور بمراكش

من خصال السلطان أبي الحسن إنفاقه الأموال العظيمة في بناء المساجد والجوامع وترميمها وكان جامع المنصور من ضمن المساجد التي أنفق عليها السلطان أبو الحسن بمراكش، وهذا ما يصرح به ابن مرزوق فيقول: «وجامع المنصور بمراكش الذي يضرب به الأمثال، وإن كان أكبر مساحة، إلا أن ما كان في هذا من الرخام والإحكام أغرب وأعظم، ولا شك أن صومعته لا تلحق بها صومعة في مشارق الأرض ومغاربها صعدتها غير مرة مع الأمير أبي علي الناصر، وهو رحمه الله على فرسه وأنا على بغلتي، من أسفلها إلى أعلاها، وكأن في وطء من الأرض، وكانت محكمة البناء والنجارة في الأحجار بصناعة مختلفة من الاحكاء من كل جانب. ورأيت العمود الذي يركب فيه التفافيح، وهو من حديد يشبه أن يكون صاريا. وأما الثرايا، فكان عملها على يدي وأنا الذي رسمت تاريخها في أسفلها بخطي.»
كما أمر السلطان أبو الحسن المريني سنة 715ه/1315م ببناء مسجد محمد الجزولي، وأنفق عليه من ماله الخاص.
وتم بناء بعض المساجد الصغيرة أهمها مسجد ابن صالح، ومسجدين صغيرين بحارة الصورة وروض الجنة، الذي وسع في عهد السعديين وصار يعرف بمسجد سيدي سليمان.

المطلب الرابع: بناء الجامع الكبير بالرباط

ذكر بعض المؤرخين أن الجامع الكبير بالرباط هو من أبنية يعقوب المنصور الموحدي باني الرباط سنة 593 ه وهو من أعظم مساجد الإسلام، وأحسنها شكلا وأفسحها مجالا، وأنزهها منظرا.
غير أن صاحب كتاب مقدمة الفتح يرى أنه لا أصل له ولا تظهر عليه صنعة الآثار الموحدية ولا صبغة البناءات القديمة المعروفة للموحدين ولو كان من بنائهم لصرح به المؤرخون كما صرحوا ببنائهم لجامع القصبة ولجامع حسان، والظاهر ما صرح به البعض من أنه أثر من آثار بني مرين ويشهد له أمران: الأول وجود المارستان العزيزي المريني بإزائه. الثاني ما اكتشف بعد الإصلاح الحادث به أثر لأبي عنان المريني من الرخامة الملصقة بجدار القوس الوسط من صحنه بل وقع التصريح في عدد:9 المؤرخ ب: 15شتنبر 1917م من مجلة فرنسا والمغرب مقال للمهندس فورناز بأن عبد الحق المريني هو الذي أمر ببنائه آخر القرن السابع الهجري وقيل إنما جدده، وتاريخ بنائه قبل ذلك.
فالمؤرخ بوجندار يميل إلى القول بأن السلطان عبد الحق المريني هو الذي أمر ببنائه آخر القرن السابع الهجري.
وتقول الدكتورة سحر السيد عبد العزيز سالم: «ويكفي تأكيد أن المرينيين أقاموا بالرباط الجامع الكبير والمارستان العزيزي.»
وسواء كان هذا الجامع من بناء المنصور الموحدي أم السلطان عبد الحق المريني فقد جدد في عهد السلطان أبي ربيع المريني.

المطلب الخامس: توسيع المسجد الجامع بتازة وتجديده

جامع تازة كان من توسيع السلطان يوسف بن يعقوب المريني، وفرغ منه سنة693ه وعلقت به الثريا الكبرى من النحاس الخالص وزنها اثنان وثلاثون قنطارا وعدد كؤوسها خمسمائة كأس وأربعة عشر كأسا، وأنفق السلطان في بناء الجامع وعمل الثريا المذكورة ثمانية آلاف دينار ذهبيا.
ومن أهم مميزات الجامع الأعظم بتازة، أنه يحتفظ بتلك الفخامة التي يتسم بها الفن الموحدي لكنه يضيف رقة الأشكال وتشعب الرسوم، وتداخل التسطيرات والتوريقات والمقربصات والزليجيات، ويلاحظ في المدرسة العنانية بفاس تشابه واضح في الهندسة والترخيم مع مدارس الشرق.
وقد بنيت صومعة المسجد بعد إضافة الزيادة بالواجهة الجنوبية الغربية والواجهة الشمالية الشرقية في ربيع الأول من سنة 690ه/1291م وكان للمسجد سبع بلاطات وأربعة أساكيب فأمر السلطان ببناء بلاطات جانبيه كما ضاعف بيت الصلاة فأصبح المسجد يشتمل على تسع بلاطات وثمانية أساكيب بما فيه، أسكوب القبلة، وكان الهدف من بناء هاتين البلاطتين الوصول إلى نهاية صحن المسجد ثم انحنت لتصل بنفس الحائط القديم إلى المسجد.

المطلب السادس: بناء المسجد الكبير بوجدة

لما قام السلطان أبو يعقوب يوسف المريني غازيا إلى تلمسان ومرَّ بمدينة وجدة بعد أن عراها الخراب، فعزم على بنائها وتحصين أسوارها، فاتخذ قصبة ودارا لسكناه ومسجدا وهو المسمى عندنا اليوم بالمسجد الكبير وذلك سنة 696ه/1296م.
يقول ابن خلدون: «ثم نهض في شهر جمادى غازيا تلمسان ومر بوجدة فأوعز ببنائها وتحصين أسوارها واتخذ بها قصبة ودارا لسكناه ومسجدا وأغزى إلى تلمسان.»
ويذكر الأستاذ قدور الورطاسي أن أقرب مسجد للقصبة هو المسجد الكبير الآن. فبعد إعادة يوسف المريني لبناء وجدة يمكن لنا أن ندعي أن وجدة الحالية، أي قصبتها من بناء السلطان يوسف المريني، ريثما نعثر على نصوص مخالفة.
والمسجد الكبير بوجدة، يرجع إلى عصر أبي يعقوب يوسف المريني سنة 696ه. وهو بناء متواضع يشمل بيت الصلاة فيه على عشر بلاطات وثلاثة أساكيب ويبدو أن القسم الشمالي من بيت الصلاة والصحن قد أعيد بناؤه. وتقع الصومعة المربعة ذات الأبعاد المتناسقة ملتصقة بالركن المغربي لبيت الصلاة، أما المحراب فإن إطاره وعقده الأول لا زالا محفوظان ويعكسان روح البناء الأول من نهاية القرن السابع، كما أن جوفة المحراب فيه مغطاة بقية ذات مقرنصات بأسلوب قديم وأن العقد الكبير الرخوي يعكس بآثاره وزخارفه الزهرية مظهر العقود المماثلة من عصر المرابطين أكثر مما يعكس صورة العقود المماثلة بمساجد المرينيين الأولى.

المطلب السابع: بناء مسجد القصبة العليا بآسفي

يعود بناء وتشييد مسجد القصبة بآسفي إلى سنة 742ه، على يد السلطان أبي الحسن المريني. يقول الشيخ الكانوني: «كان هذا المسجد جامعا ويذكر أنه العتيق وبه خطب الإمام أبو عبد الله بن مرزوق حين ورد على هذه البلدة جبر الله صدعها.»

المطلب الثامن: بناء مسجد أبي مدين شعيب بتلمسان (العباد)

شيد مسجد أبي مدين خلال دخول المرينيين إلى مدينة تلمسان، بجانب ضريح أبي مدين، حيث أمر السلطان أبو الحسن المريني ببنائه وكلف أبا عبد الله محمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق ووزيره ابن مرزوق بالإشراف على بنائه.
ويتحدث ابن مرزوق في مسنده أن أبا الحسن أنفق عليه مقدارا جسيما ومالا عظيما، ليكون هذا المسجد صرحا عظيما. يقول: «وأما الجامع الذي بناه حذاء ضريح شيخ المشايخ، وقدوة الأئمة المتأخرين من المتصوفين أبي مدين شعيب بن الحسين رضي الله عنه فهو الذي عز مثاله واتصفت بالحسن والوثاقة أشكاله، أنفق فيه مقدارا جسيما ومالا عظيما، وكان بناؤه على يد عمي وصنو أبي الصالح أبي عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق وعلى يدي.»
وعن تأسيس هذا المسجد يقول عبد الرحمان بن خلدون في رحلته: « وقد شيد بالعباد مسجدا عظيما، وكان عمه محمد بن مرزوق خطيبا به على عادتهم بالعباد.»
ويعد مسجد العباد بالقرب من قبر الولي الصالح أبي مدين شعيب متحفا للعمارة الدينية المرينية، حيث زين بالفسيفساء المصنوعة من الخزف، ومصلاه تتكون من خمس بلاطات، وثلاثة صفوف، وجدرانه وسقوفه ذات تربيعات مزخرفة بطلاء من الجص المنقوش، ومحرابه عبارة عن فجوة ذات زوايا منظمة، قوسها محمول على أسطوانتين لكل منهما تاج أنيق، مسبوق بقبة مقرنصة، ويحف بصحن المسجد رواق ذو دعائم منشورية الشكل، أما المئذنة فهي مزينة بالأجر المشبك والخزف.
أما روضة المسجد التي بناها أبو الحسن المريني فقد كانت على حد تعبير مؤنس عملا معماريا بديعا رغم صغر حجمها، فأنت تدخل إليها من بوابة أندلسية تظلها شماسة مغطاة بالقرميد ثم تهبط السلالم المزينة بالزليج وتنتهي إلى مكان القبر في قاعة مزينة كلها بالزجاج أيضا.
ويستحق مسجد العباد أن نقف أمامه وقفة متأنية لشرح الانطباع والشعور الذي ينتاب الإنسان بمجرد الارتقاء لدرجات المدخل المتكامل عمارة وزخرفة بفن رفيع الجوهر والمظهر.

المطلب التاسع: بناء جامع القصبة والمنصورة ومسجد سيدي الحلوي بتلمسان

  • الفرع الأول: بناء جامع القصبة

وهو المسجد الذي بناه السلطان أبو الحسن المريني في تلمسان وقد تميز بجمال شكله، وتنظيم رواقاته المتعددة، وصحنه وحسن ستاره، ووفرة مياهه، واتساع مساحته، وحلاه أيضا بثريات فضية ونحاسية، وغرابة منبره. وبذلك اجتمعت فيه المحاسن التي لم يجتمع مثلها في مثله من حسن وضعه وجمال شكله.

  • الفرع الثاني: بناء جامع المنصورة

قام ببناء هذا الجامع السلطان أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن عبد الحق سنة 702ه/1303م ويبدو أنه توفي قبل اتمامه والفراغ منه والدليل على ذلك ما كتب على واجهة المدخل العبارة التالية: «الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، أمر ببناء هذا الجامع المبارك أمير المسلمين المجاهد في سبيل رب العالمين المقدس المرحوم أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن عبد الحق.»
والمتأمل لهذا النقش التأسيسي يستنتج لأول وهلة أن الجامع لم يكتمل بناؤه في عهد أبي يعقوب نتيجة لورود لفظ المرحوم، وهذا يدل على أن السلطان وافته المنية قبل الفراغ النهائي من تأسيس الجامع والمئذنة.
وحسب الحفريات التي أجريت على المسجد تم الكشف أن الجامع يتوسطه صحن مربع الشكل طول ضلعه 30 متر تحيط به المجنبات من الجوانب الثلاثة الشرقية والغربية والشمالية بالإضافة إلى رواق القبلة الذي يتكون من ثلاث عشرة بلاطة تتقدمها ثلاثة أساكيب مستعرضة تترك مساحة مربعة أمام المحراب أو ربما لسقف هرمي الشكل يرتكز عل جدران القبلة، ويضاف إلى هذه الأساكيب العريضة ثمان دعامات متقاطعة الشكل ربما كانت مخصصة للمقصورة التي كانت تشغل هذه المساحة.
ونعتقد أن النواة الأساسية لبناء الجامع والمئذنة تمت على يد السلطان المريني أبي يعقوب يوسف، ثم تولى أبو الحسن المريني ترميم ما تهدم منها وقت حصار تلمسان واستكمل البناء وزخرفته وقد نفذ النقش الكتابي في فترة حكم السلطان أبي الحسن عند حصاره لتلمسان، ونسب هذا العمل إلى جده اعترافا بفضل السبق في تأسيسه للجامع والمئذنة وعلى هذا النحو حظي هذا الجامع بتأسيس أبي يعقوب وترميمات أبي الحسن.

  • الفرع الثالث: بناء مسجد سيدي الحلوي

مسجد سيدي الحلوي أبي عبد الله الشوذي قاضي إشبيلية، الذي لقب بالحلوي عندما استقر بتلمسان، وقد شيد هذا المسجد أبو عنان المريني عام 754ه/1353م.

المطلب العاشر: تجديد وإصلاح جامع عدوة الأندلس

جامع عدوة الأندلس كما هو معلوم في كتب التاريخ هو من بناء مريم بنت محمد الفهري التي هاجرت من الشام إلى المغرب سنة 245ه/859م.
واستمر هذا المسجد قائما إلى عهد المرينيين، حيث تعهد السلطان أبو يعقوب يوسف بن يعقوب المريني بتجديده وإصلاحه من أموال الأوقاف بعدما أصابه أضرارا من السيل العظيم الذي جرف عدوة الأندلس.
يقول الجزنائي: «ولم يزل الجامع كذلك إلى أن اعتل سقفه وجملة من سواريه، فأنهى خطيبه الشيخ الصالح محمد بن أبي القاسم ابن مسونة أمر هذا الجامع لأمير المؤمنين أبي يعقوب رحمه الله فأمر بإصلاحه على ما هو عليه الآن وذلك في سنة 695ه».
وجلب له الماء من واد مصمودة إلى إيالة أمير المسلمين أبي ثابت عامر، فأمر بجلب الماء له من العين التي بخارج باب الحديد، وببناء السقاية بالجهة الغربية من جوفه، وذلك سنة 707ه.

المطلب الحادي عشر: بناء مسجد هنين

أنشأه السلطان أبو الحسن المريني بمدينة هنين، وكان ابن مرزوق هو من اشترى أرض البناء، يقول ابن مرزوق: « ومنها الجامع الذي أنشأه بمدينة هنين، وكان شراء موضعه على يدي، وهو مسجد خطبة وصومعة فيه كبيرة مختلفة.»

المطلب الثاني عشر: بناء المسجد العتيق بسبتة

المسجد العتيق بسبتة بناه السلطان أبو الحسن المريني، وهو من أعظم المساجد وأشرفها على التحقيق، المسجد الجامع العتيق، بلاطاته اثنان وعشرون بلاطا وبقبلته شماسات من الزجاج الملون بصناعات شتى معقودة بالرصاص، والقنوات الفاصلة بين البلاطات ومجاري القسائم والميازيب من الرصاص كذلك، ودرجات المنبر اثنتا عشرة درجة، تميز على سائر جوامع بلاد المغرب كلها بالبلاط الأوســـــــــــــط الضخم البناء المرتفع السمك.

المطلب الثالث عشر: الزيادة بمسجد شالة العتيق

لقد تمكنت الأبحاث المطولة والحفائر الأثرية من الكشف عن حقيقة وتطور مسجد شالة العتيق الذي اتفق الأثريون المستشرقون والمؤرخون العرب على إرجاعه إلى عصر أبي الحسن المريني. لقد أدت الأبحاث والحفائر إلى الكشف عن أول مسجد عتيق يرجع إلى عصر الأدارسة، فوقه مسجد آخر من العصر الزناتي بنفس السعة والتخطيط يشتمل حسب التقاليد الإسلامية المبكرة على أسكوبين إثنين، ثم كشف عن مسجد في عصره الثالث عندما أضاف إليه المرينيون أسكوبا واحدا جهة الصحن متراجعا أو مقصوصا بكل من نهايته الشرقية والغربية.
وقد أرجعت هذه الزيادة إلى عصر يعقوب المريني المؤسس الحقيقي لدولة بني مرين والذي اختار لأول مرة موقع شالة لدفن المجاهدين من بني مرين حيث بدأ بدفن زوجته الحرة أم العز سنة 683ه، وحيث دفن هو بعد ذلك سنة 685ه. وقد افترضت تأريخ الزيادة المرينية بعام 675ه بناء على أدلة تاريخية وأثرية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.