اعتناء بني مرين بالحوالات الحبسية| الرعاية الاجتماعية في عهد بني مرين
الدكتور عبد اللطيف بن رحو
اعتناء بني مرين بالحوالات الحبسية| الرعاية الاجتماعية في عهد بني مرين
الدكتور عبد اللطيف بن رحو
يمكنكم تحميل كتاب العمل الاجتماعي في عهد الدولة المرينية (1244 – 1465م) من الرابط التالي
المبحث الثاني عشر: الحوالات الحبسية
المطلب الأول: مفهوم الحوالة في اللغة والاصطلاح
- الفرع الأول: الحوالة لغة
جاء في لسان العرب الحوالة تحويل ماء من نهر إلى نهر. والحائل المتغير اللون. يقال: رماد حائل ونبات حائل. وحال الشيء حولا وحؤولا وأحال بمعنى تحول وفي الحديث من أحال دخل الجنة يريد من أسلم لأنه تحول من الكفر عما كان يعبد إلى الإسلام. وحال الشخص يحول إذا تحول، وكذلك كل متحول عن حاله.
وقيل الحوالة من الحول: السنة. جمع أحوال وحؤول وحوول، وحال الحول: تمَّ. واسم الحوالة كسحابة وعليه استضعفه وعليه الماء: أفرغه.
- الفرع الثاني: الحوالة اصطلاحا
الحوالات في شكلها المادي عبارة عن دفاتر ذات حجم كبير، وصفحات متعددة، تسجل بها الأوقاف. فهي إحصاء مضبوط للممتلكات العقارية ودخلها، وما ينفق من هذه المداخيل على المشاريع الاجتماعية المختلفة، وكذا على المساجد والمدارس والزوايا والكتاتيب القرآنية وغيرها كما يوجد بها وثائق متنوعة المواضيع، فضلا عن نصوص بإثبات ملكيات المحبسين لموقوفاتهم وكذلك لفظ المحبس الذي يختلف مضمونه من محبس لآخر، والذي لا يمكن بحال من الأحوال تجاوزه، ولذلك يجد المتصفح لهذه النصوص، عبارة لا تكاد تبرح نصوص التحبيس هاته ويتعلق الأمر ب (ومن بدل أو غير فالله حسيبه، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
وفي سياق منظومة الحوالات الحبسية يقول الدكتور محمد المنوني: «وتمتاز الحوالات الوقفية بما تقدمه من صور للأخلاق الشعبية في ميدان البر والإحسان مضمون تحبيسات الأفراد على مختلف المشاريع الإنسانية.»
وتحدث الدكتور عمر الجيدي عن سبب تسميتها بالحوالة بقوله: «والمضمون أنها سميت بالحوالات لأنها حولت إلى وثائق فريدة، وضمت إلى ديوان شامل لها، ولعلها آتية من الحول بمعنى العام، لملاحظة أنها تتجدد في كل سنة في أكثر الظروف التي مرت بها الأوقاف. كما أنها تعرضت باستمرار للمراجعات والمتابعات الأمر الذي يدل على اشتقاقها من الحلول أو من التحويل، لأن وثائق التحبيس حولت ونقلت إليها أي إلى هذه السجلات.»
ويذكر الدكتور عمر الجيدي عن الأستاذ الجليل سعيد أعراب بأن الحوالات الحبسية هي وثائق للتحبيس حولت ونقلت إليها، وكان كلما تجمعت أملاك وأوقاف دَوَّنَها القاضي بنفسه أو أمر بعض العدول البارزين لديه بتدوينها.
المطلب الثاني: أهمية الحوالات
مما لا ريب فيه أن أهمية الحوالات تكمن في أهمية الوقف والحفاظ عليه صيانة له من التلف والعبث استمرارا لتعاليم ديننا الحنيف.
جاء في جواب الونشريسي عن دور الحوالة في كيفية المحاسبة في الأحباس ما يلي: «المحاسبة أن يجلس الناظر والقابض والشهود وتنسخ الحوالة كلها من أول رجوع الناظر إلى آخر المحاسبة، وتقبل وتحقق ويرفع كل مشاهرة أو مسانهة أو إكرام، أو صيف أو خريف، وجميع مستفادات الحبس حتى يصير ذلك كله نقطة واحدة، ثم يقسم على المواضيع، لكل حقه، ويعتبر المرتبات وما قبض من تخلص ومن لا، وينظر في المصير، ولا يقبل ذلك إلا جموع شهود الأحباس وكذلك جميع الإجازات من لقط الزيتون وآلة ونفض، ويطلب كل واحد بخطته، ومن أفسد شيئا لزمه غرمه، ومن ضيع شيئا من ذلك من شهود الأحباس وجب القيام به عليهم، وتعجيل ذلك، وكذلك يجب على الناظر وهو المطلوب به، وإلا فلا يجوز تركه، فإن تركه كان مضيعا.»
ويضيف الشيخ المكي الناصري كلاما في غاية الأهمية حول الحوالات الحبسية باعتبارها ركيزة تقف عليها أعمال البر والخير والإحسان، واستمرارا للمنشآت الخيرية. يقول الشيخ الناصري: «إن الأوقاف الإسلامية في المملكة الشريفة، تراث خالص للمسلمين المغاربة، تركه السلف ضمانة مادية لاستقرار الإسلام واستمرار تعاليمه بين المغاربة، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولما عرف ملوكنا، قدس الله أرواحهم، قدسية الأوقاف وحرمتها الدينية، وتيقنوا أنها خير ضمانة ثابتة تحفظ مصير الملة الإسلامية مما يتهددها من أخطار، جعلوا أنفسهم أكبر حراسها، وأحرص الناس على حفاضها من عدوان الأيدي الأثيمة، وكانوا يعتبرون النظر في الأوقاف من اختصاصات القضاة الشرعيين الموكول إليهم تطبيق الشريعة والذود عن العقيدة فكان النظار بمنزلة نواب عن القضاة يدبرون الأوقاف تحت إشرافهم ومراقبتهم الشرعية وكانوا ملزمين أمامهم وأمام الملوك وجماعة المسلمين، بصرف مداخيلها طبقا لإرادة الواقفين.»
ويسترسل المؤرخ الناصري كلامه قائلا: «واعتبر ملوك الدولة المغربية الأوقاف الإسلامية تراثا خاصا لجماعة المسلمين، وتخصيص مداخيلها وأوفارها للقيام بشعائر الإسلام وتعليم الدين ومواساة البؤساء والغرباء، فكانت تنفق على المساجد والمدارس والملاجئ والمارستانات، وأحيانا ينفق منها على تحصينات الثغور، وإنارة الدروب، وتنظيف الشوارع وتوزيع المياه العذبة، وكانوا يأذنون بالإنفاق من أحباس جهة على جهة أخرى متى كانت المصلحة الإسلامية تقتضي ذلك، ولاسيما إذا طالبت به جماعة المسلمين.
ولما كثرت الأوقاف بالمملكة المغربية وخشي عليها الضياع والنسيان، أمر النظار في كل جهة من الجهات بإحصاء الأوقاف وتسجيلها في دفاتر خصوصية رسمية، تكون وثيقة قانونية وتاريخية بين أيدي الأجيال القادمة، حتى يتعرفوا منها أملاك الأحباس ومقاصد المحبسين، وكان من ذلك ما يسمى بالحوالات.
فأهمية الحوالات الحبسية في تاريخ المغرب تتجلى في الحفاظ على الأسماء المغمورة للأفراد والأسر والخطط المندثرة، فضلا عن بعض العادات، وتوضيح نقط تاريخية.
ويتحدث الدكتور عبد الحق بن المجذوب الحسني عن أهمية الحوالات في تاريخ المغرب فيقول: «كذلك تحفظ هذه المستــندات بمعلــومات عن النظــام الإداري بقطــاع الأوقــاف وأسماء القائـــميــن بها ومرتباتهم، فضلا عن الأنظمة الدينية والتعليمية والاجتماعية للمساجد والمدارس والمؤسسات الاجتماعية المندثرة، هذا إلى أن كثيرا من وثائق هذه الحوالات يثبت بها تسلسل عدد من العائلات المتعددة، مضافا لذلك بعض لوائح الكتب الموقوفة على المؤسسات التعليمية، ومجموعات من الفتاوى مذيلة بأسماء المفتين، وقد كان أول اهتمام معاصر بهذا اللون من الوثائق.»
هذا وإن الخزانة العامة بالرباط لتتوفر على مجموعة كبيرة من أصول هذه الحوالات وصورها، يجد فيها الباحث في ميدان الحوالات خاصة والمهتم بقضايا الوقف عامة ما يشفي غليله ويروي ظمأه، الشيء الذي يؤكد من ناحية أخرى على محافظة المغرب على آثاره الأصيلة واعتنائه بهذا التراث العظيم الذي يبرز مدى اهتمام المغرب عبر عصوره بمواطنيه بكل طبقاتهم وفي جميع قضاياه وفي مقدمة ذلك، المجال الديني والاجتماعي.
ويستنتج أن هذه الحوالات تشتمل على ذخائر تاريخية نفيسة، ومواضيع فقهية هامة ونماذج باهرة من التعاون الإنساني والتكافل الاجتماعي والتضامن الديني، مما يؤكد أن أسلافنا رحمهم الله كانوا سباقين إلى تثبيت الحضارة المغربية المثالية المستمدة من روح الإسلام ونظمه الرائدة. ويتبين من خلال الحوالات مدى اهتمام الملوك المغاربة عبر التاريخ في إنشاء الحوالات وتنظيم الحالات الاجتماعية لرعاياهم، فبقيت بسبب الحوالات الأحباس مصونة، وأهداف المحبسين مطبقة دون تبديل أو تغيير، فهم كما هو الشأن فيهم قد دلوا على الخير فيهم، وصانوا الأمة من كل ضير، وبوأوها مكانا رفيعا.
المطلب الثالث: الحوالات المرينية
- الفرع الأول: وصف الحوالة المرينية
تقع الحوالة المباركة في 596 صفحة مرقمة، غير أن هذه الأرقام خاصة بالصفحات المكتوبة التي يعتريها اضطراب في بعض الأحيان فتضم رقمين عوض رقم واحد. مقياسها 5,44 سنتم على 17 عرضا و8 سنتم ارتفاعا. خضعت هذه الحوالة نظرا لقدمها للترميم، وكانت مجموعة أوراقها تميل إلى اللون الأصفر، متآكلة في معظمها، مبعثرة، خطها غير واضح، يكتنفها الغموض والضبابية في كثير من الصفحات.
وكانت الحوالات تعتمد على القلم الرومي في معظمها، وبعضها كان يكتب بالغباري (نسبة للغبار الذي يذر عليها أثر الكتابة). هذا الغباري الذي اقتبسه الأوروبيون، ويحمل عندهم كما هو معروف اسم الأرقام العربية. كما أن الحوالات تعرض باستمرار للمراجعات والمتابعات الأمر الذي يدل على الرقابة الدائمة على السجلات. وسائر الحوالات كانت تتهيأ في شهر ذي الحجة، لتكون جاهزة في غرة محرم تماما على نحو ما يتم في تحضير الميزانيات الحالية بفارق واحد: تلك تعتمد على التاريخ القمري، وتعتمد الميزانية اليوم على التاريخ الشمسي.
والمتصفح لهذه الحوالات ليجد صعوبة عند لمس أوراقها أو قَلْبِها، فهي من ناحية تحدث صوتا كالذي تحدثه الأوراق عند انكماشها في اليد ورميها، ومن ناحية ثانية يتعذر على المتصفح لها في كثير من الأحيان قراءة نصوصها أو فهم محتوياتها فهي من جهة مكتوبة بخط دقيق جدا غير واضح، ومن جهة أخرى بأسلوب تواضع الأقدمون عليه وشق على المتأخرين فهم أبعاده هذا فضلا عن وجود أرقام غير مفهومة قيل إنها بالقلم الفاسي.
خطت هذه الحوالات بأقلام مختلفة فيها الكتابة الجيدة الجميلة المتقنعة، وبها الكتابة المتوسطة وكذا المتواضعة جدا، سجلت الكتابة الجميلة في الصفحات الأولى وغيرها، غير أنها دقيقة جدا، وغير واضحة الشيء الذي يُتعب النظر. وخلاصة القول، تعتبر الحوالات المرينية أقدم الحوالات وهي موجودة بنظارة القرويين بفاس، وأثقلها وزنا وأغزرها نصوصا ومعلومات، وأكثرها صفحات.
وهذه الحوالات كانت تثبت ملكية المحبسين لما سبلوه وما إلى ذلك من الوثائق المرتبطة بالأوقاف. ومع أن الكثير من الحوالات قد ضاعت بفعل التقادم، وعوادي الزمن المختلفة، فإن ما بقي منها يؤكد استخدامها في العصر المريني. وتعد حوالة أحباس مدينة تازة من أقدم الشواهد التي وصلتنا لأنها ترجع إلى العقد الأولى من القرن الثامن الهجري. وارتباطا بأوقاف المدارس، نجد حوالة خاصة بأحباس المدارس القديمة بفاس، مما يبين أهمية وحجم الأملاك الموقوفة عليها.
- الفرع الثاني: المضامين الاجتماعية للحوالات الحبسية المرينية
إن موضوعات ومضامين الحوالات الحبسية المرينية جد متنوعة ومختلفة، لذا سنقتصر في هذا المقام على ما جاء ضمن الحوالات من عمل اجتماعي، والتي تميل إلى جانب البر والإحسان والمبرات الخيرية. وموازاة مع الحوالات الحبسية والكتابات الوقفية خلال العهد المريني، شرع في تدبير وتسيير كل مؤسسة إلى موظف يعرف بالناظر، فهو الذي تعهد إليه أمور تعمير المؤسسة وتسيير غلاتها ورباعها، واستخلاص محاصيلها، وصرفها بطريقة دقيقة ومضبوطة تبعا للأغراض والأبواب المحددة من قبل المحبس ولم يكن اختيار الناظر اعتباطا، بل يخضع لجملة من المعايير، يأتي في مقدمتها الاستقامة والنزاهة والكفاية وأصالة الرأي، وهي صفات تسمح للناظر بالقيام بمسؤولياته بكل تفان وإخلاص.
وبناء على هذه المعطيات تم تدوين الحوالات الحبسية حسب ما جاد به المحبس حتى تكون مصونة ومؤرخة.
ومن جملة ما كتب في الحوالات وما جمعناه من المراجع ما يلي:
1 -حوالة الناظر أبي العباس أحمد محمد اللمطي، وتضمنت الحوالة الربع المخصص ريعه لمكة المعظمة، علاوة على اشتمالها على بعض حوانيت الموثقين وفندق الشماعين.
2 -حوالة مباركة، لعقد الكراء والتزامه في ربع الأحباس بمدينة فاس، المحوطة بالله تعالى، على يد الناظر الفقيه المعدل أبي العباس أحمد بن الشيخ الناقد الكاتب المرفع أبي عبد الله محمد بن الشيخ اللمطي أجمل الله خلاصه، لقبض علي بن عبد الله المكناسي أحد قباض الحبس في حينه، وهي تبتدئ كذلك بدكاكين سماط العدول، ابتداء من الخارج من سوق الشماعين يساراً.
3 -حوالة تحتوي على عقد أكرية الحبس على مؤذني الليل بصومعة القرويين بأواقي الدراهم النقرة على يد مزوارهم الفقيه المؤقت محمد بن الشيخ التاجر بن عبد الله محمد المنافي الشهير بالمشاط أوساط ذي الحجة.
4 -حوالة في عهد محمد البرتغالي، وقد أثبتت في صدرها ما كان أوصى به السلطان المريني أبو فارس عبد العزيز، وكذلك عبد الحق على الأسرى، وتنص الوصية على رجوع المداخيل لجامع القرويين إذا لم يكن ثمة أسرى.
5 -حوالة تشير إلى خمس لقاء أجرة القبض من الأجزية والغلات، وتبقى الأربعة أخماس لكل من الناظر والشهود والكتاب.
6 -وهناك حوالات تضمنت وصــــايــــا ومنـــها: وصية الشــــيخ ابن رحمون، وصــــية تحبيس ابن على مكة المكرمة، وصية تحبيس مختلفات السيد أحمد المساوي على الضعفاء والمساكين، وجعل النظر في ذلك لخطيب القرويين كائنا من كان.
7 -حوالة تعيين الحوانيت ومقدار ما بها من أحباس المؤسسات الدينية، وما للزوايا والمدارس.
8 -حوالة الرباع التي بجانب القرويين وما انضاف إليها من المؤسسات الدينية.
9 -حوالة محاصة مدرسة العطارين، وما بقي لها بعد خصم الصوائر.
10 -حوالة وقف وتحبيس، ففي 29 من شهر رمضان عام 720ه وقف المحسن الفاضل الوزع الزاهد الخاشع أبو مدين شعيب المغربي العثماني المالكي قرية عين كارم من قرية مدينة القدس الشريف، وقنطرة أم البنات بالمدينة نفسها على المغاربة المقيمين بالقدس والقادمين إليها، وعند انقراضهم، فيرجع وقفا على من يوجد من المغاربة في مكة المشرفة والمدينة المنورة، فإذا انقرض الجميع -والدوام لله- فيرجع وقفاً على الحرمين الشريفين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
11 -حوالة تحبيس ووقف في اليوم الثالث من شهر ربيع عام 730ه حبس العابد الخاشع الزاهد المجاهد عمر بن عبد الله المصمودي المغربي الدور الثلاثة الموجودة بحارة المغاربة، بجميع حقوقها ومرافقها على الواردين من المغاربة لبيت المقدس، وقف لا يوهب ولا يرهن ولا يبطل، ومن بدله من بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم.
12 -كما ذكرت لنا الحوالات جرد لما اشتملت عليه أوقاف المرضى والمحتاجين ومنها: وصية على المساكين لا تتحدث الوثيقة عن صاحبها. وصية على المساكين وصى بها أحد المحسنين المدعو العريف. ست وصايا من الخواص بعضها على الضعفاء وأخرى على المرضى والجذماء، والقاطنين ببرج الكوكب. وصية العبد حقية لقضاء الديون، ووصية أبي فارس عبد العزيز المريني على الأسرى، وأخرى على هؤلاء الآخرين مجهول الموصي بها، ووصيتا ابن كيسة وابن عطو على المساكين، وكذا ابن اللب، ووصية ابن الأشقر. ووصية كل من الحاج عبابو والحكيم وابن عميرة والديناري والقبايلي والكناني وابن جسار والخيارية على المساكين.
وعلى هذا يمكننا القول إن هذه الإجراءات التنظيمية والتوثيقية تعتبر شاهد عيان على مدى حرص المرينيين على ضبط الوقف وتقنينه، وعلى اهتمامهم بمصالح المستفيدين والمنتفعين منه، كما تعد الحوالات والكتابات الوقفية وثائق تاريخية وقانونية بين يدي الأجيال المتعاقبة تساعد على معرفة أملاك الوقف وتحديد مواقعها وانتشارها في المجالات الحضرية والقروية، وأهداف المحبسين ورغباتهم وشروطهم، فهي إذن من الأدوات التي تضمن صيانة التراث الوقفي ورعايته واحترام مقاصد المحبسين.