آفة الزنا بين الحضارات القديمة والشرائع السماوية
آفة الزنا بين الحضارات القديمة والشرائع السماوية/ د.فاطمة الهمساس اليوبي
آفة الزنا بين الحضارات القديمة
والشرائع السماوية
مقدمة:
تعرف الانتهاكات الجنسية في العصر الحالي انتشارا مهولا، وعلى رأسها الزنا والاغتصاب وزنا المحارم، إذ تطالعنا الصحف يوميا بحوادث صادمة تدمي القلوب وتعم النفوس بالأسى والقلق والخوف لما تخلفه من آثار سلبية وعواقب وخيمة على الفرد والأسرة والمجتمع ككل.
والحقيقة أن جريمة الزنا ليست وليدة المجتمعات الحديثة، بل هي قديمة قدم التاريخ، فهي لم تكن مباحة أو خالية من العقاب في مجتمع من المجتمعات، إلا أن درجة العقاب ارتبطت بنظرة المجتمع لهذه الآفة من جهة، وللظروف المحيطة بالزاني والزانية وجنسهما من جهة أخرى، وهذا أمر يمكن ملاحظته عبر تتبع التطور التاريخي لهذه المعضلة الخطيرة، ومعرفة حكمها الشرعي في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
أولا – الزنا في بعض الحضارات القديمة:
الزنا في مصر:
سن المصريون القدامى عقوبة على الجرائم المخلة بالأخلاق، فكانت عقوبة “الزنا من غير إكراه ألف جلدة للزاني، وجدع أنف الزانية “([1])، بالرغم من كون مصر منذ القدم عرفت انتشار الفساد الخلقي بشكل ملفت للنظر، بحيث أن الحياء “لم يكن من صفات المصريين البارزة، فقد كانوا يتحدثون عن الشؤون الجنسية بصراحة لم نعهدها في التقاليد الأخلاقية المتأخرة عن عهدهم، وكانوا يزينون هياكلهم بصور ونقوش قليلة البروز تظهر فيها أجزاء الجسم كلها واضحة أتم الوضوح، وكانوا يقدمون لموتاهم من الأدب الفاحش ما يسليهم في قبورهم “([2])فانتشرت الدعارة والاختلاط الإباحي بين الشباب والشابات في الحدائق العامة بضواحي الإسكندرية آناء الليل وأطراف النهار، وقد أطلقوا لأنفسهم العنان في الغناء والرقص مع التحرر التام من كافة الأخلاق القويمة والسلوك الجاد([3])، كما “كانت الفتيات الراقصات الشبيهات بأمثالهن في اليابان يقبلن في أرقى مجتمعات الرجال ليقدمن للمجتمعين ضروب التسلية والمتعة الجسدية، وكن يرتدين ملابس شفافة، أو يكتفين أحيانا بالتزين بالخلاخل والأساور والأقراط “([4])،كما أن المصريين لم يعتبروا تلك العلاقات الجنسية العابرة “علاقات عهر وزنى، فهذه العلاقات لا تدان بوصفها فسقا، على ألا ترتكب قطعا في أحد الهياكل أو المعابد أو أحد الأماكن المقدسة “([5]).
الزنا عند اليونان
كان نظام البغاء في المجتمع الاثني قائما بشكل منظم، فالرجل اليوناني من حقه أن يتخذ خليلة يعاشرها معاشرة الأزواج، يقول دمستين “إننا نتخذ العاهرات للذة، والخليلات لصحة أجسامنا اليومية، والأزواج ليلدن لنا الأبناء الشرعيين ويعنين ببيوتنا عناية تنطوي على الأمانة والإخلاص”([6])، فإضافة إلى الزوجات نجد الخليلات اللواتي كن يتمتعن بحماية الرجال المتزوجين دون أن يطالهن أي عقاب أخلاقي عدا تأنيب الزوجات، أما العاهرات فكن أكثر من أن يحصين ([7]).
أما الزوجة الزانية فيحكم عليها بعقوبات متعددة منها الإعدام، أو بيعها من طرف زوجها لمن يرغب فيها لأن اعتبارات الشرف تمنعه من الحياة معها، فكانت بذلك مدعاة للإيذاء والتحقير، وللزوج المخدوع الحق في الانتقام من شريك زوجته بأن يقتله أو يفقأ عينه و يكويه بالحديد المحمي ([8]).
الزنا عند الرومان
حرص الرومانيون على حفظ كيان الأسرة ووحدتها، إلا أن ذلك لم يمنع الرجل العادي من الخيانة الزوجية والبحث عن الخليلات، لأن سيدات روما بوجه عام لا يتمتعن بقدر” كاف من الثقافة والتعليم يؤهلهن لمشاركة أزواجهن الحياة مشاركة فعلية، ولهذا فضل الرجال صحبة النسوة اللامعات المتحللات من القيود الأخلاقية “([9])،أما الزوجة إذا زنت فيسمح للزوج أن يقتلها، كما كان يسمح للأب أن يحاكم ابنته على زناها بحضور مجلس العائلة، ثم يحكم عليها بالقتل باعتبار الزنا يؤدي إلى إدخال أولاد غير شرعيين في الأسرة([10])، ومع الزمن انتشر الزنا في روما، وكذلك الدعارة واللواط ([11])وأخرجت العقوبة من يد الأسرة، وأصبح الزنا جريمة اجتماعية يعاقب عليها المجتمع، وأخذت نظرة القانون تتجه نحو إقرار المساواة في معاقبة كل من الرجل والمرأة([12]).
ثانيا – الزنا في الشريعتين: اليهودية والمسيحية
الزنا في الشريعة اليهودية:
حرمت التوراة الزنا واعتبرته جريمة تستوجب القتل، فقد ورد في التوراة: “إذا زنى رجل مع امرأة، فإذا زنى مع امرأة قريبه فإنه يقتل الزاني والزانية، وإذا اضطجع رجل مع امرأة أبيه فقد كشف عورة أبيه، إنهما يقتلان كلاهما، دمهما عليهما “([13])وجاء في سفر التثنية:”إذا وجد رجل مضطجعا مع امرأة زوجة رجل يقتل الاثنان، الرجل المضطجع مع المرأة والمرأة، فينزع الشر من إسرائيل”([14])،إلا أن اليهود بعد تحريفهم لما جاء في التوراة غيروا الأحكام الخاصة بالزنا بما يستجيب لأهوائهم ويرضي رغباتهم، فقد جاء في التلمود منسوبا إلى موسى عليه السلام:” إن الزنا بغير اليهود، ذكورا كانوا أو إناثا لا عقاب عليه، لأن الأجانب من نسل الحيوانات”([15])
كما اعتبر التلمود المرأة قطعة لحم يحق للرجل الاستمتاع بها كيف يشاء، ويفعل بها ما يشاء دون أدنى اعتراض منها([16])،بل ليس لها الحق مطلقا في أن تعترض على زوجها، أو أن تشتكي منه إذا زنى في بيت الزوجية، أما الحاخامات فقد كانوا النموذج في الفساد و الرذيلة، حيث كانوا يحثون أتباعهم على الاستسلام للشهوات شريطة أن يكون ذلك سرا فلا يضروا بالديانة ([17]).
الزنا في الشريعة المسيحية:
يعتبر الزنا ([18]) في نظر المسيحيين جريمة دينية لأنه انتهاك لقدسية الحياة الزوجية القائمة على أساس الأمانة والثقة، بل إن زنا الزوج يعتبر أكثر بشاعة من زنا الزوجة، لأنه القدوة و النبراس لباقي أفراد العائلة، جاء في الإنجيل ما نصه: “الزناة تعانقهم الأفاعي الجهنمية، وأما الذين كانوا قد زنوا بالبغايا، فستتحول كل أعمال هذه النجاسة فيهم إلى غشيان جنيات الجحيم، اللواتي هن شياطين بصور نساء، شعورهن من أفاعي، وأعينهن كبريت ملتهب، وفمهن سام، ولسانهن علقم، وجسدهن محاط بشصوص مريشة..” ([19])
كانت الكنيسة تدعو للعفة في العلاقات الزوجية والابتعاد عن الفسق، وبالرغم من ذلك سادت العلاقات الجنسية قبل الزواج وخارج نطاقه بشكل كبير، حتى في صفوف النساء اللواتي كن يعتقدن أن انضباطهن وإقلاعهن عن هذه الرذيلة في آخر الأسبوع يكفر عنهن خطيئتهن ([20]).
لم تكن الكنيسة تسمح بقتل الزوجة المتلبسة بالزنا أو الابنة على غرار بعض النظم القديمة، وفي مقابل ذلك كانت تحرمها على زوجها فيطلقها بلا حقوق، أو يهجرها بشكل دائم ([21]) إلا إذا كان الزنا اغتصابا، كما كانت تتساهل معه إذا قتلها في حالة الانفعال والغضب.
لم يقتصر الفساد على عامة طبقات الشعب، بل تعداه إلى الكنائس والأديرة ومن طرف رجال الدين أنفسهم، حيث أصبحت الكنائس مسرحا لأشد الأعمال فجورا وأكثرها انحلالا، فاقترف الرهبان الزنا واتخذوا العشيقات والمحظيات ([22])، واتجهوا إلى اللواط وإتيان البهائم ومضاجعة المحارم ([23]). ورغم تحريم آفة الزنا في المسيحية وتحديد عقوبة لفاعلها حددت في الجلد سواء بالنسبة للمتزوج أو الأعزب، -مع أنه في الأول أشد وأعنف-إلا أن الانحلال الخلقي كان متفشيا بشكل كبير.
ثالثا: موقف الشريعة الإسلامية من الزنا
تعتبر الغريزة الجنسية فطرية وطبيعية لدى الإنسان، لذلك فإن التشريع الإسلامي لم يتنكر لها ولا غض الطرف عنها، وإنما نظم العلاقة بين الرجل والمرأة بطريقة شرعية يتحمل فيها الزوجان مسؤوليتهما داخل مؤسسة الزواج.
والأكيد أن الإسلام ينظر إلى الإنسان نظرة شاملة تسمو به عقلا وروحا، دون أن يهمل احتياجات جسده، وفي الوقت نفسه لم يطلق العنان لشهواته، بل صرفها ونظمها في إطار الدور المحدد لها، والذي يعود على الفرد بالسعادة والاستقرار.
لذلك فقد حرم الإسلام الزنا واعتبره من أكبر الكبائر، بعد الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، بنص القرآن الكريم، والسنة النبوية، وإجماع العلماء.
– أدلة تحريم الزنا من القرآن الكريم:
كثيرة هي نصوص القرآن التي تنهى عن الزنا وتحذر من الاقتراب منه، أسوق بعضها للاستدلال لا الحصر:
- قال تعالى: ] وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثامًا، يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهانًا، إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صالِحًا فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمً[ ([24])
قال الطبري: “فيأتون ما حرم الله عليهم إتيانه من الفروج يلق من عقاب الله عقوبة ونكالا، كما وصفه ربنا جل ثناؤه”([25])
- وقال تعالى: ]وَلَا تَقْرَبُواالزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [ ([26])
قال القرطبي:”قال العلماء: قوله تعالى: ] وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا [ أبلغ من أن يقول: ولا تزنوا، فإن معناه لا تدنوا من الزنا([27]). قال الطبري في قوله تعالى: ] إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [ وساء طريق الزنا طريقا، لأنه طريق يورد صاحبه نار جهنم”([28]).
وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوْ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ([29])،
قيل: إن الفاحشة في هذا الموضع معني بها الزنا، قال جابر رضي الله عنه الفاحشة:” زنى القوم ورب الكعبة”([30]).
– أدلة تحريم الزنا من السنة النبوية:
- عن عبد الله بن مسعود ([31])قال: قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم ؟ قال:”أن تجعل لله ندا وهو خلقك “قلت: ثم أي ؟ قال:”أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك” قال: ثم أي ؟ قال:”أن تزاني حليلة جارك” وأنزل الله تصديق قول النبي صلى الله عليه و سلم:] وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ[ ([32])([33])
قال صاحب عمدة القارئ:“حين أدخل القتل والزنا في سلك الإشراك علم أنها أكبر الذنوب “([34])
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم:”لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن“([35])
- اختلف العلماء في معنى الحديث فقيل في تفسيره: “إذا أتى المؤمن كبيرة نزع منه الإيمان فإذا فارقها عاد إليه الإيمان”وقال آخر: “ينزع نور بصيرته في طاعة الله لغلبة شهوته عليه، فكأن تلك البصيرة نور طفته الشهوة من قلبه يشهد لهذا قوله تعالى:: ] كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ[ ([36])، وقيل:هذا من باب التغليظ أو معناه نفي الكمال، قال ابن عباس: “المراد منه الإنذار بزوال الإيمان إذا اعتاده “([37]).
قال الإمام النووي: “القول الصحيح الذي قاله المحققون: أن معناه لا يفعل هذه المعاصي، وهو كامل الإيمان، وهذا من الألفاظ التي تطلق على نفي الشيء، ويراد نفي كماله ومختاره”([38])
-عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:”يا أمة محمد، ما أحد أغير من الله أن يرى عبده أو أمته تزني، يا أمة محمد، لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا“([39])
ومعنى قوله صلى الله عليه و سلم:”ما أعلم“أي من شؤم الزنا ووخامة عاقبته، وقيل: من أحوال الآخرة وأهوالها([40]).
-الإجماع:
وقع الإجماع على تحريم الزنا، وكونه من الكبائر التي تلي قتل النفس بغير حق:
قال الإمام أحمد: لا أعلم بعد القتل ذنبا أعظم من الزنا، وأجمعوا على تحريمه، لقولــه تعــالى: ]
وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [ ([41])
قال ابن القيم: ” ولما كانت مفسدة الزنى من أعظم المفاسد، وهي منافية لمصلحة نظام العالم في حفظ الأنساب وحماية الفروج وصيانة الحرمات…كانت تلي مفسدة القتل في الكبر، ولهذا قرنها الله سبحانه بها في كتابه، ورسوله صلى الله عليه و سلم في سنته، وقد أكد سبحانه حرمته في سورة الفرقان ] وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا [ ([42]) ([43])
قال الإمام النووي: “الجاحد عند أهل اللغة من أنكر شيئا سبق اعترافه به،…أو جحد تحريم الزنا أو الخمر أو نحوهما من المحرمات المجمع عليها “([44])
تلكم كانت بعض من أمثلة إجماع الأمة على تحريم الزنا.
وخلاصة القول، إن أهل الملل أجمعوا على تحريم الزنا –كما أوردنا سابقا –فلم يحل في ملة قط، حيث إن حده أشد الحدود باعتباره جناية على الأعراض والأنساب التي هي من مقاصد الشريعة وكلياتها الخمس: الدين والنفس والنسل – العرض– والعقل والمال([45]).
خاتمة:
بعد هذه النبذة المختصرة عن الزنا في بعض الحضارات والشرائع السماوية اليهودية والمسيحية والشريعة الإسلامية، يمكن تسجيل النتائج التالية:
- وجوب أخذ العبرة من خلال الاطلاع على أخبار الأمم القديمة والاستفادة من تجاربهم، ومعرفة مصير من خالف منهج الله منهم وحاد عن جادة الصواب، قال تعالى: ] قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ هَٰذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ[ ([46])
– تفشي الاعتداء على الأعراض والأنفس والأموال في المجتمعات التي فقدت قيمها الأخلاقية و ثوابتها الروحية، وتحررت من القيود الدينية.
– إجماع كافة الحضارات على بشاعة فعل الزنا وذمامته.
– نهي كافة الشرائع عن الزنا وتحريمه رغم الممارسات المخالفة لبعض الأفراد.
– انتشار الرذيلة والفساد، ومخالفة منهج الله سبحانه وتعالى، مؤشر قوي على انهيار الأمة، وإيذان من الله بفنائها ودمارها.
– الانفتاح على بعض الحضارات القديمة، والشرائع السماوية وتجلية رؤيتهم في التعاطي مع معضلة الزنا، تتيح إدراك عظم الفعل وفحشه، ومقته من طرف كافة الأمم، وأن الانتهاكات لا تعدو أن تكون انحرافا عن الصواب أو تماد رغم العواقب.
-الزنا في الإسلام محرم بنص القرآن الكريم، والسنة النبوية، وإجماع العلماء وهو من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.
-جعلت الشريعة الإسلامية حفظ النسل والعرض مقصدا من مقاصدها الكلية الضرورية لماله من تأثير بالغ على استقامة الحياة الإنسانية وحسن انضباطها، لذلك اعتبرت الزنا من أعظم المفاسد وغلظت في حكمه حتى يتورع المسلم عن اقترافه وينزجر عن إتيانه أو التفكير فيه.
لائحة المصادر والمراجع
القرآن الكريم برواية ورش عن نافع
-أ-
– أحمد حافظ نور، جريمة الزنا في القانون المصري والمقارن، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع.
-ب-
– بدر الدين أبو محمد محمود بن أحمد العيني، عمدة القارئ شرح صحيح البخاري، دار إحياء التراث العربي /مؤسسة التاريخ العربي، بيروت – لبنان.
– البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، صحيح البخاري، تحقيق: د. مصطفى الذهبي، ط 1/1420هـ -2000م، دار الحديث القاهرة.
– ابن قدامة المقدسي، المغني، 1392 هـ – 1972م، دار الكتاب العربي، بيروت- لبنان.
– ابن قيم الجوزية، أبو عبدالله محمد بن أبي بكر، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، 1418ه-1997م، دار المعرفة.
-ذ –
-الذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، سير أعلام النبلاء،1422هـ-2001م، مؤسسة الرسالة.
– ط-
-الطبري، ابن جرير الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ضبط وتوثيق وتخريج: صدقي جميل العطار، تقديم:الشيخ خليل الميس،1420هـ /1999م، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
– ع –
– العوايشة،حسين بن عودة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة، المكتبة الإسلامية، دار ابن حزم.
– ف –
-الفيومي، أحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، دار الفكر.
– فلندرزتيري، و- م، الحياة الاجتماعية في مصر القديمة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة – مصر، 1975م،.
– فريشاوربول، الجنس في العالم القديم، ترجمة: فائق دحروج، الحضارات الشرقية، دار علاء الدين، دمشق– سوريا، ط3- 1993م.
– ق –
-القرطبي أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ضبط ومراجعة: صدقي جميل العطار، خرج أحاديثه: عرفات العشا، قدم له: الشيخ خليل محيي الدين الميس، ط1/1419هـ/1999م، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت.
– ك –
– كولتون، ج.ج، عالم العصور الوسطى في النظم والحضارة، ترجمة: يوسف، جوزيف، نسيمط، دار المعارف، القاهرة، مصر.
-م –
– مسلم أبو الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، ط1/1419ه-دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع: بيروت-لبنان.
-مالك، حنا، الأحوال الشخصية عند الطوائف والمسيحية في سوريا ولبنان، ط3/1991م، دار النهار للنشر، بيروت –لبنان
– ن –
– نصر الله، يوسف حنا، الكنز المرصود في قواعد التلمود، دار نظام للطباعة والنشر والتوزيع، سورية، الطبعة الثانية، 1388هـ، 1968م.
-النووي، أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي، المجموع شرح المهذب، تحقيق: محمد نجيب المطيعي، مكتبة الرشاد، جدة –السعودية.
– ه –
– هامرتن، جون، تاريخ العالم، مطبعة مصر.
– و –
– ول ديورانت، قصة الحضارة، ترجمة محمد بدران، الشرق الأدنى، بيروت، تونس.
[1]– فلندرزتيري، و. م، الحياة الاجتماعية في مصر القديمة، ص: 184.
[2]– ول ديورانت، قصة الحضارة، ترجمة محمد بدران، الشرق الأدنى، بيروت، تونس، ج2/ص، 98.
[3]– فلندرزتيري، و- م، الحياة الاجتماعية في مصر القديمة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة – مصر، 1975م، ص: 20.
[4]-ول ديورانت، قصة الحضارة، ج2/ص: 99.
[5]– فريشاوربول، الجنس في العالم القديم، ترجمة: فائق دحروج، الحضارات الشرقية، دار علاء الدين، دمشق– سوريا، ط3- 1993 م، ج1/ص: 132.
[6]-ديورانت، ول، قصة الحضارة، ج7/ص114.
[7]– ديورانت، ول، قصة الحضارة، ج7/ص: 103.
[8]– د. أحمد حافظ نور، جريمة الزنا في القانون المصري والمقارن، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، ص:26..
[9]– هامرتن: جون، تاريخ العالم، مطبعة مصر، م3/ص:492.
[10]– د. أحمد حافظ نور، جريمة الزنا في القانون المصري والمقارن، ص: 27
[11]– ديورانت، وول، قصة الحضارة، ج10/ص: 315.
[12]– د. أحمد حافظ نور، جريمة الزنا في القانون المصري والمقارن، ص: 27.
[13]– العهد القديم، سفر الاوين، الإصحاح 20، رقم: 11.
[14]– سفر التثنية، الإصحاح 22، عدد 22.
[15]– نصر الله، يوسف حنا، الكنز المرصود في قواعد التلمود، دار نظام للطباعة والنشر والتوزيع، سورية، الطبعة الثانية، 1388هـ، 1968م، ص: 89. ونحن نربأ بالنبي موسى عليه السلام أن يصدر عنه مثل هذا الكلام.
[16]– المرجع السابق، ص: 90-91.
[17]– نصر الله يوسف حنا، الكنز المرصود في قواعد التلمود، ص: 90.
[18]– المقصود بالزنا في المسيحية “الفسق، وكل مضاجعة مع شخص أجنبي واللواط والبهيمية “(مالك، حنا، الأحوال الشخصية عند الطوائف والمسيحية في سوريا ولبنان ط3/1991م، دار النهار للنشر، بيروت –لبنان.) وهو محرم في الشريعة المسيحية، ص: 171.
[19]– إنجيل برنابا.
[20]– ديورانت، ول، قصة الحضارة، ج16/ ص: 179.
[21]– مالك حنا، الأحوال الشخصية عند الطوائف المسيحية، ص: 175.
[22]– كولتون، ج.ج، عالم العصور الوسطى في النظم والحضارة، ترجمة: يوسف، جوزيف، نسيمط: 1/1964م، دار المعارف، القاهرة، مصر، ص: 143.
[23]– ديورانت، ول، قصة الحضارة، ج16/ ص: 14-78-179.
[24]– سورة الفرقان، الآية: 68- 70.
[25]– ابن جرير الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، مج 11/ص:52.
[26]– سورة الإسراء، الآية: 32.
[27]– القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج13/ص: 72.
[28]– محمد بن جرير الطبري، تفسير الطبري، ج 3/ص126-127 .
[29]– سورة آل عمران، الآية: 135.
[30]-الطبري، تفسير الطبري، ج7/ص: 219.
[31]– هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ويكنى بأبي عبد الرحمن الهذلي، وهو فقيه وصحابي جليل، من أوائل الأشخاص الذين دخلوا في الإسلام، هاجر هجرتين: الأولى إلى الحبشة والثانية إلى المدينة، وشهد معركة بدر مع النبي عليه الصلاة والسلام، توفي في سنة اثنين وثلاثين للهجرة (الحافظ الذهبي، سير أعلام النبلاء،ج1/ص:498)
[32]– سورة الفرقان، الآية: 68.
[33]– البخاري، صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب قتل الولد خشية أن يأكل معه، ج4/ص: 145؛ مسلم، صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان كون الشرك أقبح الذنوب وبيان أعظمها بعده، ج1/ص: 97.
[34]– بدر الدين أبو محمد محمود بن أحمد العيني، عمدة القارئ شرح صحيح البخاري، دار إحياء التراث العربي /مؤسسة التاريخ العربي، بيروت – لبنان، ج21/ص: 102.
[35]– البخاري، صحيح البخاري، كتاب الحدود، باب لا يشرب الخمر، ج4/ص: 396؛ مسلم، صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب: بيان نقصان الإيمان بالمعاصي ونفيه عن المتلبس بالمعصية على إرادة نفي كماله، ج1/ ص: 82.
[36]– سورة المطففين، الآية: 14.
[37]– بدر الدين العيني، عمدة القارئ شرح صحيح البخاري، ج23/ص:265.
[38]– صحيح مسلم بشرح الإمام أبو زكريا يحيى بن شرف النووي الدمشقي، ج1/ص:65.
[39]– البخاري، صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب الغيرة، ج3/ص:651.
[40]– بدر الدين أحمد العيني، عمدة القارئ شرح صحيح البخاري، ج20/ص: 206.
[41]– سورة الإسراء، الآية: 32.
[42]– سورة الفرقان، الآية: 68.
[43]– ابن قيم الجوزية، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، ج1/ص: 151-152.
[44]– النووي، أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي، المجموع شرح المهذب، /ص: 16.
[45]– الموسوعة الفقهية، ج24/ص: 20؛ القرطبي، تفسير القرطبي، ج1/ ص: 25؛ ابن قدامة، المغني، ج8/ ص: 156.
[46]– سورة آل عمران، الآية: 137- 138.
مقال موفق