يا جنة الله(قصيدة)
بقلم: محمد ياسين العشاب
يَـا جَـنَّــــةَ اللَّــــهِ الَّتِـي أَشْـهَــدْتُـــهَا
أَنِّـي اتَّخَــذْتُ جِــهَــاتِــهَـا مِـعْــرَاجَا
وَوَقَفْتُ شَطْرَ الْـقِـبْـلَـتَــيْـنِ بِــبَـابِــهَا
لَـمَّا قَــدِمْـــتُ مُـلَـــوَّعًـا مـُحْــتَــاجَا
وَبُـرِئْـتُ مِنْ رَحِمِ الْـيَـقِينِ كَـأَنَّـمَـا
قَـدْ كُـنْـتُ فِـيـهَا نُـطْـفَــةً أَمْـشَـاجَا
تَدْنُو الْخُطَى، وَتَذُوبُ شَمْسٌ دُونَهَا
لَـمْ أَدْرِ قَـبْـلَ مَـغِــيــبِــهَـا مِـنْهَــاجَـا!
مُذْ أَبْـلَـجَـتْ لِلـرُّوحِ بَــرْقَ قَـصِيـدَةٍ
وَسَلَكْتُ مِنْ سُبُلِ الْخـَيَالِ فِجَـاجَـا
كَـانَــتْ تُسَبِّـحُ فِي عُــلاَهَـا أَحْرُفٌ
تَــنْــدَى عَـلَـيَّ بِمَـــائِـــهَا ثَجَّــاجَـا
تَــدْنُــو إِلَيَّ، أَرَى السَّمَــاءَ بِـلَــوْنِهَـا
وَأَرَى خُـطَـايَ تَـنَـكَّـبَـتْ أَدْرَاجَـا!
فَـأَسَـلْــتُ مِنْ دَمْـعِـي يَـقِـينِي أَنَّــهَا
يَــوْمًـا سَـتَـكْـسِـرُ مِنْ دَمِي أَرْتَــاجَـا!
وَلَـمَحْتُ عِـنْـدَ الْغَــارِ بَارِقَ وَجْنَـةٍ
وَوَعَـيْتُ ذَاكَ الصَّوْتَ حِينَ تَنَاجَى
اِقْـــرَأْ، يُضِيءُ الْوَحْيُ كُلَّ حَقِـيقَـةٍ
وَيُــزِيحُ مِنْ نَــزَقِ الظُّـنُـونِ سِـيَــاجَا!
أَحْـتَــاجُ دِفْـــئًـا يَـا نَبِيُّ، عَلَى دَمِي
زَمَــنٌ مِنَ التِّـيــهِ الطَّـوِيـلِ أَهَــاجَا!
أَنْـتَ الدَّلِيـلُ، نَـــدَاكَ بـَحْـرٌ سَـائِـغٌ
وَأَنَا الَّذِي مَـا زِلْـتُ فِـيــهِ أُجَـاجَـا!
شَتَّـانَ، إِنْ أَوْقَدْتُ مِنْ تَعَبِي رُؤًى
وَوَصَفْتَ لِي مِنْ نَاظِرَيْـكَ عِـلاَجَا
وَإِذَنْ أُرَتِّـلُ فِي حُـضُــورِكَ لَـوْعَـتِي
وَأَصُـوغُ مِنْ حُـلَـلِ الْأَسَى دِيـبَـاجَا
وَأَخِيـطُ لِي مِنْ نَـسْجِ حُبِّكَ حُلَّـــةً
وَأَعِـيـشُ عُمْرِي لِلْهَوَى نَــسَّـــــاجَـا!
حَـتْمًا سَتَرْتَحِلُ الْـقُلُـــوبُ وَأَحْـرُفِي
أَبَـــدًا إِلَـيْــكَ، وَتَمْـتَــطِي أَمْـــوَاجَـا
وَتَـبُـــوحُ بِـاسْمِـــكَ كُـلَّــمَـا أَوْرَدْتَهَا
نَهْــرَ اشْـتِـيَـاقِـكَ، جَــامِحًا مُهّتَـاجَا!
صَلَّى عَـلَيْكَ اللَّــهُ، يَـنْظِـمُ عِـقْـدَهَـا
دُرٌّ، وَيُـشْــرِقُ مِنْ جَـبِـيـنِـكَ تَـاجَا