منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

هل يأثم القاضي إذا حكم بقانون مخالف للشريعة الإسلامية؟

هل يأثم القاضي إذا حكم بقانون مخالف للشريعة الإسلامية؟/ فضيلة الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي

0

هل يأثم القاضي إذا حكم بقانون مخالف للشريعة الإسلامية؟

فضيلة الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي

 

كل قانون مخالف لشرع الله فهو باطل رد على أصحابه، فالله سبحانه وتعالى يقول: { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ۚ }

و يقول: { قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ۖ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ }

و يقول: { وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ }

فكل حكم مخالف لشرع الله تعالى هو رد على صاحبه، و لا يجوز للمؤمن أن يحكم به، و من حكم به فقد رضي بحكم الطاغوت، فهو على ثلاث درجات إما أن يكون كافرا أو ظالما أو فاسقا،

–   الدرجة الأولى: إذا كان قاصدا لتبديل شرع الله تعالى و تحريفه و يرى أن هذا القانون خير من شرع الله و أولى منه أو مساوٍ له فهذا كفر أكبر مخرج من الملة .

  الدرجة الثانية: أن لا يراه صالحا و لا مساويا لشرع الله و لا خيرا منه و لا يشك في صواب ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند الله لكنه أخذ الرشوة و مال على طرف معين فحكم لصالحه بهذا القانون فيكون حينئذ ظالما للطرف الذي ظلمه.

  الدرجة الثالثة: أن يكون قد علم الحق و قضى على خلافه لعبا و هزؤا و عدم مبالاة أو جهل الحق فحكم على جهل فهذا فاسق لا يحل له تولي القضاء.

و إذا ابتلي المؤمن بالقضاء في بلد قانونه وضعي و أراد أن يخفف الفساد فعليه أن يسعى قدر جهده أن يصلح بين الطرفين و أن لا يحكم بما يخالف شرع الله.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.