عيسى عليه السلام بين القرآن الكريم والأناجيل
عيسى عليه السلام بين القرآن الكريم والأناجيل/ يعقوب زروق
عيسى عليه السلام بين القرآن الكريم والأناجيل
بقلم: يعقوب زروق
مقدمة:
قال تعالى: ﴿إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون﴾ (النمل: 76)
القرآن الكريم هو كلام الله ورسالته الخاتمة، المصدق لما قبله من كتب منزلة، والمهيمن عليها، المبين لما اعتراها من تحريف. هو يحسم كثيرا من اختلافاتها. ومن جملة تلك الاختلافات ما يتعلق بسيدنا عيسى عليه السلام. فالأناجيل المعروفة الآن مختلفة كثيرا حوله. منهم من يبالغ فيه حد التأليه، ومنهم من لا يعتبره سوى نبيا مرسلا، كإنجيل برنبا. إلى غير ذلك من الاختلافات الكثيرة. نحاول هنا بسط بعض منها وعرضها على كتاب الله تعالى الخاتم.
أولا: عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله:
يقرر القرآن الكريم مرات كثيرة أن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله، ويشدد وينفي الإيمان عمن اعتبره غير ذلك.
قال تعالى: ﴿لَقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِینَ قَالُوۤا۟ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِیحُ ٱبۡنُ مَرۡیَمَۖ وَقَالَ ٱلۡمَسِیحُ یَـٰبَنِیۤ إِسۡرَ اءِیلَ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ رَبِّی وَرَبَّكُمۡۖ﴾ (المائدة:72)
ويبين بشريته ضاربا أوضح مثال، قال سبحانه: ﴿ مَّا ٱلۡمَسِیحُ ٱبۡنُ مَرۡیَمَ إِلَّا رَسُولࣱ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُ وَأُمُّهُۥ صِدِّیقَةࣱۖ كَانَا یَأۡكُلَانِ ٱلطَّعَامَۗ ٱنظُرۡ كَیۡفَ نُبَیِّنُ لَهُمُ ٱلۡـَٔایَـٰتِ ثُمَّ ٱنظُرۡ أَنَّىٰ یُؤۡفَكُونَ ﴾ (المائدة: 75)
بل إن القرآن الكريم يعرض كيف أن عيسى عليه السلام يكون معرض سؤال الله تعالى يوم الحساب عن قول قومه فيه. وما ذلك إلا زيادة في بيان عظم ما افتروا عليه. قال سبحانه: ﴿وَإِذۡ قَالَ ٱللَّهُ یَـٰعِیسَى ٱبۡنَ مَرۡیَمَ ءَأَنتَ قُلۡتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِی وَأُمِّیَ إِلَـٰهَیۡنِ مِن دُونِ ٱللَّهِۖ قَالَ سُبۡحَـٰنَكَ مَا یَكُونُ لِیۤ أَنۡ أَقُولَ مَا لَیۡسَ لِی بِحَقٍّۚ إِن كُنتُ قُلۡتُهُۥ فَقَدۡ عَلِمۡتَهُۥۚ تَعۡلَمُ مَا فِی نَفۡسِی وَلَاۤ أَعۡلَمُ مَا فِی نَفۡسِكَۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّـٰمُ ٱلۡغُیُوبِ﴾ (المائدة: 116)
بالغت النصرانية في تعظيم عيسى فنسبته لله ولدا، وعدته ثالث ثلاثة، في توحيد عجيب غريب، يستعصي على الفهم والعقل، فالإله واحد وثلاثة. لا إله إلا الله. وفي ذلك إساءة بالغة لعيسى عليه السلام إذ شرفه في كونه عبدا لله. قال تعالى: ﴿لَّن یَسۡتَنكِفَ ٱلۡمَسِیحُ أَن یَكُونَ عَبۡدࣰا لِّلَّهِ وَلَا ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ ٱلۡمُقَرَّبُونَۚ وَمَن یَسۡتَنكِفۡ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَیَسۡتَكۡبِرۡ فَسَیَحۡشُرُهُمۡ إِلَیۡهِ جَمِیعا﴾ (النساء:172)
الأناجيل الأربعة المعترف بها من قبل المجامع الكنسية وهي أناجيل: مرقس ومتى ولوقا ويوحنا. تؤكد ألوهيته. بيد أن إنجيل برنبا وهو من الأناجيل الغير معترف بها ينفي بشدة ألوهيته المزعومة أو كونه ابنا لله تعالى ويؤكد أنه نبي مرسل. جاء فيه: “إن الله العظيم العجيب قد افتقدنا في هذه الأيام الأخيرة بنبيه يسوع المسيح برحمة عظيمة للتعليم والآيات التي اتخذها الشيطان ذريعة لتضليل كثيرين بدعوى التقوى، مبشرين بتعليم شديد الكفر، داعين المسيح ابن الله”.[1]
إن تأليه المسيح ما هو إلا انحراف وزيغ عن تعاليمه، تولى كبره بولس كما يؤكد ذلك برنبا وغيره من المسيحين والباحثين. ذكر أحمد شيخ بستانة ما يلي: ” كتب موكوباي عن وثيقة اكتشفت في استنبول: أنه في أجيال متأخرة بين سنة 260 – 339 ظهرت طائفة من النصارى الموحدين أطلق عليهم اسم إيبونايت تم طمس عقائدهم وعقائد أجدادهم النصارى، وكانوا ينظرون إلى بولس بوصفه المزيف لرسالة عيسى”.[2]
ثانيا: معجزات عيسى عليه السلام بإذن الله:
يذكر القرآن الكريم معجزات كثيرة لسيدنا عيسى عليه السلام. وينسبها كلها لله تعالى فهي بإذنه وقدرته ومشيئته سبحانه. قال تعالى على لسان عيسى عليه السلام: ﴿أَنِّی قَدۡ جِئۡتُكُم بِـَٔایَةࣲ مِّن رَّبِّكُمۡ أَنِّیۤ أَخۡلُقُ لَكُم مِّنَ ٱلطِّینِ كَهَیۡـَٔةِ ٱلطَّیۡرِ فَأَنفُخُ فِیهِ فَیَكُونُ طَیۡرَۢا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۖ وَأُبۡرِئُ ٱلۡأَكۡمَهَ وَٱلۡأَبۡرَصَ وَأُحۡیِ ٱلۡمَوۡتَىٰ بِإِذۡنِ ٱللَّهِ﴾ (آل عمران: 49)
وقال سبحانه: ﴿إذۡ قَالَ ٱللَّهُ یَـٰعِیسَى ٱبۡنَ مَرۡیَمَ ٱذۡكُرۡ نِعۡمَتِی عَلَیۡكَ وَعَلَىٰ وَ الِدَتِكَ إِذۡ أَیَّدتُّكَ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِ تُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِی ٱلۡمَهۡدِ وَكَهۡلࣰاۖ وَإِذۡ عَلَّمۡتُكَ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِیلَۖ وَإِذۡ تَخۡلُقُ مِنَ ٱلطِّینِ كَهَیۡـَٔةِ ٱلطَّیۡرِ بِإِذۡنِی فَتَنفُخُ فِیهَا فَتَكُونُ طَیۡرَۢا بِإِذۡنِیۖ وَتُبۡرِئُ ٱلۡأَكۡمَهَ وَٱلۡأَبۡرَصَ بِإِذۡنِیۖ وَإِذۡ تُخۡرِجُ ٱلۡمَوۡتَىٰ بِإِذۡنِیۖ﴾ (المائدة:110)
وفي إنجيل متى نقرأ هذه الفقرة: ” و كان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم و يكرز ببشارة الملكوت و يشفي كل مرض و كل ضعف في الشعب. فذاع خبره في جميع سورية فأحضروا إليه جميع السقماء المصابين بأمراض و أوجاع مختلفة و المجانين و المصروعين و المفلوجين فشفاهم.”[3] يشفي كل مرض بنفسه لا ينسب الشفاء لله.
بل نجد في إنجيل لوقا أن عيسى هو من يهب المعجزات لتلاميذه: ” و دعا تلاميذه الاثني عشر و أعطاهم قوة وسلطانا على جميع الشياطين و شفاء أمراض”[4]
ثالثا: عيسى عليه السلام رسول لبني إسرائيل خاصة:
معلوم في ديننا أن الأنبياء كانوا يبعثون في أقوامهم. وأن الله تعالى خص خاتمهم صلى الله عليه وسلم ببعثته للناس جميعا.
وقد أرسل عيسى عليه السلام لقومه بني إسرائيل. قال تعالى: ﴿وَیُعَلِّمُهُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِیلَ وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِیۤ إِسۡرَ اءِیلَ﴾ (آل عمران: 48)
وجاء في إنجيل يوحنا أنه جاء للعالم يقول: ” كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيا إلى العالم”.[5]
لكن اعجب من هذا التناقض في إنجيل متى: “وإذا امراة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود ابنتي مجنونة جدا. فلم يجبها بكلمة فتقدم تلاميذه و طلبوا إليه قائلين اصرفها لانها تصيح وراءنا. فأجاب و قال لم أرسل الا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة”.[6]
رابعا: عيسى عليه السلام بر بوالدته ورحمة للناس:
يؤكد القرآن الكريم بر عيسى عليه السلام بوالدته، ويذكر أنه بعث رحمة للناس، فهو لم يرسل جبارا ولا شقيا وإنما بعث رحمة. فيقول سبحانه على لسانه: ﴿قالَ إِنِّی عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِیَ ٱلۡكِتَـٰبَ وَجَعَلَنِی نَبِیا وَجَعَلَنِی مُبَارَكًا أَیۡنَ مَا كُنتُ وَأَوۡصَـٰنِی بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيا وَبَرَّا بِوَ الِدَتِی وَلَمۡ یَجۡعَلۡنِی جَبَّارا شَقِیا وَٱلسَّلام عَلَیَّ یَوۡمَ وُلِدتُّ وَیَوۡمَ أَمُوتُ وَیَوۡمَ أُبۡعَثُ حَیا﴾ (مريم 27- 33 )
ورغم أن في الأناجيل كلام كثير عن رحمة عيسى عليه السلام وحبه الخير للناس، فإن ثمة فقرات تثير الإعجاب، تذكر أحداثا تخالف هذا البر وتلك الرحمة. يذكر إنجيل لوقا أن مريم العذراء وخطيبها يوسف فقدا عيسى عليه السلام وهو طفل. جاء فيه: “و بعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل جالسا في وسط المعلمين يسمعهم و يسالهم… فلما أبصراه اندهشا و قالت له أمه يا بني لماذا فعلت بنا هكذا هوذا أبوك و أنا كنا نطلبك معذبين”.[7]
وفي إنجيل متى تأمل معي هذا الأدب، وتساءل معي هل يصح أن يصدر من مؤمن تجاه أمه، فيتركها خارجا ولا يسارع إلى استقبالها؟: “و فيما هو يكلم الجموع إذا أمه و إخوته قد وقفوا خارجا طالبين أن يكلموه. فقال له واحد هوذا أمك و إخوتك واقفون خارجا طالبين أن يكلموك. فأجاب و قال للقائل له من هي أمي و من هم إخوتي؟ ثم مد يده نحو تلاميذه و قال ها أمي و إخوتي. لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي و أختي و أمي”.[8]
واعجب أيضا من هذا التعامل المذكور في إنجيل يوحنا: ” وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل، وكانت أم يسوع هناك ودعي أيضا يسوع وتلاميذه إلى العرس ولما فرغت الخمر، قالت أم يسوع له: ليس لهم خمر قال لها يسوع: ما لي ولك يا امرأة؟ لم تأت ساعتي بعد”.[9]
وفي إنحيل متى كارثة عظمى: ” لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض ما جئت لألقي سلاما بل سيفا. فاني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه و الابنة ضد أمها و الكنة ضد حماتها”[10]
خامسا: عيسى عليه رفعه الله إليه لم يقتل ولم يصلب:
يحسم القرآن الكريم اختلاف النصارى في مسألة صلب المسيح وينفي ذلك نفيا قاطعا، ويثبت أن المصلوب شخص شبه لهم. ويشير القرآن إلى مسألة مهمة أخرى وهي أن النصارى ليسوا على رأي واحد ولا على يقين قاطع فهم مختلفون وفي شك. قال تعالى: ﴿ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمۡ وَإِنَّ ٱلَّذِینَ ٱخۡتَلَفُوا۟ فِیهِ لَفِی شَكࣲّ مِّنۡهُۚ مَا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍ إِلَّا ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّۚ وَمَا قَتَلُوهُ یَقِینَۢا بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَیۡهِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِیزًا حَكِیما﴾ (النساء 107-108).
هذا الاختلاف وهذا الشك نراه واضحا في الأناجيل المعروفة.
نأخذ من إنجيل يوحنا هذه العبارة لعيسى يخاطب مريم المجدلية: ” ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم”[11] وإن كان يوحنا أوردها في سياق الحديث عن الصلب، وبعد تنفيذه، فإننا نمسك منها مسألة غاية في الأهمية وهي مسألة الرفع التي يثبتها القرآن الكريم، ثم نتساءل بعد ذلك ما الضامن أن يكون عيسى قال هذا العبارة إن صحت عنه قبل الصلب وتلاعب الكتاب بها لغاية في نفوسهم؟
وفي إنجيل متى: “ثم جاء إلى التلاميذ فوجدهم نياما فقال لبطرس أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة اسهروا و صلوا لئلا تدخلوا في تجربة”…”ثم جاء فوجدهم أيضا نياما إذ كانت أعينهم ثقيلة فتركهم و مضى أيضا و صلى ثالثة قائلا ذلك الكلام بعينه ثم جاء إلى تلاميذه و قال لهم ناموا الآن و استريحوا”[12] إذا كان التلاميذ ساعة القبض عليه حسب زعمهم نيام وأعينهم ثقيلة حسب متى، من روى التفاصيل الدقيقة؟ ويقول أيضا كأنه يستدرك ويتفطن لهذا فيشير إلى حضور التلاميذ لكن مع ذلك ثمة مشكلة أخرى لا تقل خطورة عن مشكلة نومهم ألا وهي الهرب وتركه يقول: “في تلك الساعة قال يسوع للجموع كأنه على لص خرجتم بسيوف و عصي لتأخذوني كل يوم كنت أجلس معكم أعلم في الهيكل و لم تمسكوني و أما هذا كله فقد كان لكي تكمل كتب الأنبياء حينئذ تركه التلاميذ كلهم و هربوا”[13] هربوا فمن شهد القصة ليرويها؟
وتأمل معي هذه الصورة السوداء من إنجيل متى: “ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا إيلي إيلي لما شبقتني أي إلهي إلهي لماذا تركتني”[14] إن كانت هذه الاستغاثة الحزينة المملوءة يأسا وسوء ظن بالله صحيحة فلن تكون إلا من الشبيه الذي ذكره القرآن الكريم أما الأنبياء والرسل فمعاذ الله أن يجزعوا من الموت هذا الجزع. هذا حسب عقيدتنا التي لا نعده إلا بشرا ومع ذلك نربأ به أن يفعل هذا. أما النصارى فإنهم يعدونه إلها وابن إله. ويحق لنا أن نتساءل؟ ألم يسارع الرب لإنقاذه؟ بل كيف لا ينقذ عيسى نفسه وهو من كان يحيي الموتى؟ أم أن الرب رحيم بالعباد فداهم بابنه حسب كذبتهم وقاس على ابنه؟ تعالى الله وتقدس وتنزه.
أما برنبا فينفي الصلب نفيا قاطعا يقول: ” الحق أقول لكم: إن صوت يهوذا ووجهه وشخصه بلغت من الشبه بيسوع أن اعتقد تلاميذه والمؤمنون به كافة أنه يسوع كذلك خرج بعضهم من تعاليم يسوع معتقدين أن يسوع كان نبيا كاذبالأن يسوع لا يموت إلى وشك انقضاء العالم”[15] ويقول: ” فنزل ثلاثة أيام ثم يقول برنبا : ووبخ كثيرين ممن اعتقدوا أنه مات وقام قائلا أتحسبونني أنا والله كاذبين لأن الله وهبني أن أعيش حتى قبيل انقضاء العالم كما قلت لكم، الحق أقول لكم إني لم أمت بل يهوذا الخائن”[16]
يقول بولس: ” إذا الإيمان بالخبر، وإذا لم يصلب المسيح ثم قام، فتبشيرنا باطل وإيمانكم باطل، بل نحن شهود زور على الله، لكن الحقيقة أن المسيح قام من بين الأموات”.[17] لا حظ خوف مؤسس مسيحية التثليث بعد عيسى “بولس” من أن يؤمن الناس بعدم صلب عيسى. فتبطل تبعا لذلك كل المعتقدات التي بنيت عليها من قبيل الفداء وتخليص الناس من الخطيئة. ثم إن خوف بولس هذا ينبئ أن القضية حينها كانت محل تشكيك كبير. أخبرنا بذلك القرآن فصدقناه والحمد لله.
خاتمة:
واجب على الغيورين عن دين الله تعالى، الحريصين على شباب المسلمين، محبي الخير للناس أجمعين، أن يبطلوا السحر، سحر الإعلام والتبشير الممول سعيا لإطفاء نور الله، يستهدف شباب المسلمين. مستغلا ما تعانيه أمتنا من تفقير وتجهيل ممنهجين مقصودين عمل على ذلك أعداء الداخل – حكام الجبر- متظاهرين بأعداء الخارج. واجب إبطال السحر بالقرآن الكريم، كشفا لتدليس المدلسين، وتلبيس الشياطين. وواجب جهادهم بالقرآن جهادا كبيرا، هو النور والإعجاز والروح. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى سيدنا عيسى وسائر الرسل أجمعين.
الهوامش:
[1] – إنجيل برنبا- ترجمة خليل سعادة.
[2] – رؤية في أصول المسيحية – أحمد شيخ البستانية – ص:132
[3] – إنجيل متى- الإصحاح 4
[4] – إنجيل لوقا – الإصحاح 9
[5] – إنجيل يوحنا – الإصحاح 1
[6] – إنجيل متى – الإصحاح 15
[7] – إنجيل لوقا – الإصحاح 2
[8] – إنجيل متى- الإصحاح 12
[9] – إنجيل يوحنا- الإصحاح 2
[10] – إنجيل متى – الإصحاح 10
[11] – إنجبل يوحنا- الإصحاح 20.
[12] – إنجيل متى- الإصحاح 26
[13] – نفسه.
[14] – نفسه- الإصحاح 27
[15] – أضواء على المسيحية- يوسف شلبي- ص: 77
[16] – نفس المصدر السابق ص 77
[17] – رؤية في أصول المسيحية – أحمد شيخ البستانية. ص: 100