منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

فضل الصيام في الصيف

فضل الصيام في الصيف/ محمد فاضيلي

0

فضل الصيام في الصيف

بقلم: محمد فاضيلي

    

    في الصيف ترتفع الحرارة ويطول النهار، وتكثر الجواذب والمغريات، ويلتجئ الناس للأطايب والمبردات، والاصطفاف في الشواطئ والغابات، يقضون معظم الأوقات في اللهو والشهوات، ويحيون الليالي والأمسيات، ويتغافلون عن التعبد والطاعات، وينفرون من أفضل القربات، التي ترفع إلى أعلى المقامات، الموصلة إلى أعالي الجنات …

من أهم القربات التي يحبها الله ويجزي عليها الجزاء العميم، الصوم، يقول الله تعالى في الحديث القدسي:” كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به”، وطبعا فالأجر يضاعف في الصيف لكثرة المشقة وشدة العطش، ولغفلة الناس عنه، وقد أدرك الصحابة رضوان الله عليهم أهمية الصوم في الحر الشديد، فكانوا يقبلون عليه إقبال الظمآن على الماء، إيثارا للأبقى عن الفائت، حيث يمضي الجوع والعطش والمشقة ويبقى الثواب والأجر، وكانوا يسمونه بظمإ الهواجر…

فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان يصوم في الصيف ويفطر في الشتاء، كذلك كانت عائشة رضي الله عنها كما روى ابن أخيها القاسم بن محمد انها كانت تصوم في الحرالشديد قيل ما حملها على ذلك ، قال : كانت تبادر الموت .

وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوصي ابنه عبد الله وهو على فراش الموت:” عليك بخصال الإيمان …وأولها :الصوم في شدة الحر في الصيف”

وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه حين وافته المنية بكى وقال :” والله لا أبكي جزعا على الدنيا ولا خوفا من الآخرة، ولكن أبكي لظمإ الهواجر ومكابدة الساعات في الليل”

وبكى معاذ رضي الله عنه عند موته، وقال: إنما أبكي على ظمإ الهواجر، وقيام ليل الشتاء، ومزاحمة العلماء عند الركب عند حلق الذكر”

 كان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول:” صوموا يوما شديدا حره لحر يوم النشور ، وصلوا ركعتين في دجى الليل لظلمة القبور”

وكان يوما مع أصحاب له في سفينة، فقال :” ألا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه، أن من عطش نفسه في يوم حار كان حقاعلى الله أن يرويه يوم القيامة”

 ووقف أبو ذر رحمه الله أمام الكعبة وقال:“أليس إذا أراد أحدكم سفرا يستعد له بزاد؟ قالوا نعم، فقال:” فسفر الآخرة أبعد مما تسافرون. فقالوا دلنا على زاده، فقال:”حجوا حجة لعظائم الأمور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لوحشة القبور،  وصوموا يوما شديدا حره لطول يوم النشور”

وقال أيضا:” لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره في اليوم الحار الشديد الحر، وإن الرجل  ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما في القوم أحد صائم  إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة

وقال الحسن البصري ضي الله عنه: تقول الحوراء لولي الله وهو متكئ معها على نهر في الجنة، تعاطيه الكأس في أنعم عيشة:”أتدري أي يوم زوجنيك الله فيه، ؟إنه نظر إليك في يوم صائف بعيد ما بين الطرفين، وأنت في ظمإ هاجرة من جهد العطش، فباهى بك الملائكة وقال:” انظروا إلى عبدي، ترك زوجته ولذته وطعامه وشرابه من أجلي رغبة فيما عندي، اشهدوا أني قد غفرت له، فغفر لك يومئذ وزوجنيك .”

كانت إحدى الصالحات تصوم اليوم الشديد الحر وتفطر فيما سواه، ولما سئلت عن ذلك قالت: إن السعر إذا رخص اشتراه كل أحد 

أغلب النقول من كتاب لطائف المعارف لابن رجب الحنبلي رحمه الله

وفقنا الله للصيام والقيام وشفانا من سائر الأسقام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.