حلم أم حقيقة (قصة قصيرة)
بقلم: محمد فاضيلي
يسير في الطريق بخطى ثابتة، يجوب الفضاءات والأمكنة المترامية بخفة وحيوية، يتيه في الدروب والأزقة جيئة وذهابا..يسلم على من يعرف ومن لا يعرف، والابتسامة لا تفارقه..يتبوء الساحات الخضراء، يتفيأ الظلال، يشرب من المنابع الصافية..يجري، يقفز، ينط، يثب، يتسلق الأشجار..يغرد مع الطيور، يتفرج على الصغار وهم يلهون في مرح وسرور..
يستيقظ من سباته..ينتبه مذعورا..يفرك عينيه بأصابعه..الظلام يعم الغرفة ويكسوها بسواده القاتم..صمت وهدوء وفراغ..تعب وألم وعياء، ورغبة عارمة في النهوض..حاول الوقوف على رجليه والخروج إلى فضاء أرحب..تذكر أن قدمه مكسورة والجبس يلفها إلى الساق..حاول ان يصرخ لكنه أحجم..دمعات ساخنة تنساب على خده..
كان آدم في الجنة يتبوء منها حيث يشاء لكنه لم يدرك قيمتها حتى حرم منها..ما أعظم القدمين! وما أجل النعمة! وما أكرم المعطي! حسبل وحوقل..ذكر الله خاليا ففاضت عيناه..تيمم وصلى بضع ركعات خشعت معها نفسه فأحس بارتياح كبير لم يشعر به من قبل..أيقظ زوجه..صلى الفريضة..تلا ورده القرآني..ثم استسلم للنوم