منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

اعتناء بني مرين ببناء الزوايا (4) العمل الاجتماعي في عهد بني مرين

د. عبد اللطيف بن رحو

0

اعتناء بني مرين ببناء الزوايا (4) العمل الاجتماعي في عهد بني مرين

د. عبد اللطيف بن رحو

 

يمكنكم تحميل كتاب العمل الاجتماعي في عهد الدولة المرينية (1244 – 1465م) من الرابط التالي

كتاب”العمل الاجتماعي في عهد الدولة المرينية (1244 – 1465م)

 

المبحث الرابع: بناء الزوايا في العهد المريني

اهتمت الدولة المرينية بوجه عام بالزوايا، التي بدأت تنتشر في مدنهم، ولتمتعنا بمنزلة دينية مقدسة وذلك لأنها غالبا ما كانت تؤسس قرب ضريح أحد الأولياء المتصوفة الذين يتمتعون بمكانة في نفوس المغاربة، فصارت مع الزمن محلا لاستقبال الغرباء الذين يقصدون البلاد، بل إنها صارت مساكن للمحتاجين والفقراء من سكان البلاد، على أن هذه الزوايا أحيانا كانت مراكز لتدريس بعض العلوم الدينية أيضا.

والزوايا أو الأربطة التي انتشرت في شتى أنحاء المغرب، كان لها دور كبير في الحياة الدينية والاجتماعية والحربية في المجتمع المغربي في العصر الإسلامي ويشير الونشريسي إلى وجود ظاهرة الاجتماع على الذكر وتلاوة القرآن الكريم في الزوايا، علاوة على قراءة كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى وشيء من كتب الوعظ، ولم يكن هناك من ينكر ذلك، إذ كان الفقهاء يعتبرون هذا العمل من أنواع التعاون على البر والتقوى ووسيلة لتنشيط المتكاسل عن العبادة والذكر.

ويطلق اسم ومصطلح الزاوية في بلدان المشرق على المسجد الصغير أو المصلى داخل حي من الأحياء، بينما يحدد الخطيب بن مرزوق في المسند أن الزوايا في المغرب تعني أماكن ارفاق الواردين واطعام المحتاجين من القاصدين. وهكذا أنشئت تلك المؤسسات الإحسانية بأرباض المدن أو بالخلاء لإيواء وضيافة الواردين، ورأى البعض أن الزوايا اتخذت أولا تبركا بصفة مسجد الرسول ﷺ يأوي إليها الفقراء.
وقد أورد الأستاذ السقاط رأي الأستاذ الحسن اليوسي بكون الزاوية تهدف إلى التفرغ للعبادة في ركن بيت أو مسجد، أي بزاويته فسميت زاوية، ثم لإطعام الطعام وهو صدقة، كما أوجز الأستاذ السقاط تعريفات الأستاذ محمد بن تاویت بوجود زاوية بسيطة وأخرى ذات الولي تتحول حول الضريح إلى مركز عمراني وزاوية طرقية تنتسب إلى طريقة صوفية.

وتحدث الدكتور عثمان إسماعيل، عن الدكتور عباس الجراري أنه ذكر أنها تعني في الشمال الإفريقي مكانا لاجتماع الشيخ بأتباعه ومريديه، وللعبادة والتعليم، والايواء والاطعام، ثم التعبئة والجهاد عند الاقتضاء.
وفي نفس السياق يشير الدكتور عبد اللطيف الشاذلي على أن مؤسسة الزاوية اعتبرت في عداد المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية ذات الأساس ديني.
وقد أصبحت الزاوية بالمغرب بديلا من مصطلح (الرباط) الذي يعني منشأة دينية وحربية للجهاد دفاعا عن الإسلام وهو المعنى الذي عرف عن (الرباط) قبل عصر المرابطين.

وقد ارتبط مفهوم الزاوية بمصطلحات متعددة كالشيخ والمريد والفقير والطريقة، وأما الطريقة فهي النهج الذي يختاره المتصوفة لأداء أورادهم، وتتعدد الطرق بتعدد المناهج كطرق الشاذلية والناصرية والتيجانية والدرقاوية وغيرها.
ولازالت إلى اليوم بعض آثار الزوايا ومعالم عمارتها تقدم تعريفا لها ابتداء من زاوية السلطان أبي سعيد عثمان (المتوفي 731ه) بخلوة شالة وزاوية سيدي عبد الله البابوري داخل خلوة شالة خلف مدخلها الغربي الكبير، والزاوية المتوكلية خارج فاس الجديد وزاوية النساك التي شيدها أبو عنان خارج مدينة سلا وأخيرا زاوية جد الأشراف القادريين بناها السلطان أبو سالم إبراهيم المريني وتم بناؤها أواخر شهر رمضان من سنة 762ه للهجرة.
ومع أن الزوايا تأسست بهدف تلقين المرينيين القيام بالشعائر الصوفية، فإنها لم تلبث أن تحولت إلى مدارس دينية، حيث لم تقتصر على تلقين الأوراد، والتفرغ للخلوة والعبادة، بل تعدد ذلك إلى تلقين العلوم الإسلامية بكل فروعها، وقد أقيمت حولها المدارس والأبنية لسكنى الطلبة، فأصبحت الزاوية تقصد لأخذ التصوف والعلم معا، كما هي مقصودة للضيافة وإيواء الغرباء والمسافرين حتى قيل في تعريفها أنها مدرسة دينية ودار مجانية للضيافة، حيث ولا زال هذا المعنى مفهوما عندنا بالمغرب حيث يفهم من دار الزاوية أنها الدار المقصودة للضيافة، وإطعام الطعام.
وابتداء من القرن الثامن الهجري، الموافق للرابع عشر ميلادي، تكاثرت الزوايا في المغرب الإسلامي وخاصة المغرب الأقصى في عهد المرينيين، وانتشرت في كل الجهات، وتأسست حول هذه الزوايا مدارس لطلبة العلم، بحيث لعب أهل الزوايا دورا كبيرا وكان لهم السبق إلى تأسيس هذه المدارس، وهذا مما دعا المرينيين إلى العناية بها وإقامتها، بجانب المراكز العلمية بالمغرب وخاصة القرويين.
ويحدد المقترب التاريخي اللحظة الزمنية التي انبثقت فيها مؤسسة الزوايا إذ شهدت النور لأول مرة على يد المخزن المريني الذي ساهم في دعمها وتقويتها.

فكان المقصود في بداية أمر الزوايا في العهد المريني خاصة في عهد السلطان يعقوب بن عبد الحق أن تكون بمثابة استقبال الغرباء والمسافرين والموظفين المنتقلين.
وكان للزوايا دور كبير في الحفاظ على المقومات الإسلامية، وكان لها أثر على أخلاق الناس خاصة في العهد المريني، وكانت تحث الزوايا على تهذيبهم وحملهم على التمسك بجادة الدين والتعلق بأحكامه وتعاليمه.

المطلب الأول: بناء الزوايا في مدينة سلا

  • الفرع الأول: بناء زاوية أبي الحسن المريني

شيد السلطان أبو الحسن المريني داخل سور مدينة سلا زاوية حسنة التخطيط مكتوب على بابها الغربي الكبير العجيب البناء البديع المثال بخط كوفي رائع بعد الافتتاح بالتعود والبسملة والصلاة على النبي عليه السلام: «أمر بهذا مولانا السلطان الأجل العادل المقدس المجاهد أمير المسلمين ناصر الدين أبو الحسن ابن السلطان الأجل الصالح العادل المقدس المجاهد المقدس أمير المسلمين ناصر الدين أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق خلد الله ملكهم. وكان الفراغ منه في آخر ذي الحجة عام 739ه.

  • الفرع الثاني: بناء زاوية النساك

تعد أطلال زاوية النساك الكائنة خارج سور سلا من جملة الزوايا العديدة الجميلة التي بناها السلطان أبو عنان فارس المريني في خارج المدن المغربية لتكون بمثابة دور للضيافة ينزل فيها الرحالة والمسافرون على اختلاف طبقاتهم. وزاوية النساك قد تم بناؤها في السابع والعشرين من شعبان سنة 757ه الثاني عشر من غشت 1356م. وكانت تشتمل على حديقة جميلة وغرف عديدة وقاعة للصلاة وميضأة في الجهة القبلية منها مزودة بالمياه الجارية من بئر هناك. وكان للزاوية بابان كبيران أحدهما يتجه نحو مدينة سلا، والآخر يتجه نحو مدينة شالة -الجبانة الملكية لبني مرين- وقد تهدمت زاوية النساك عقب حريق شب فيها ولا يعرف تاريخه بالضبط وما زالت أطلالها باقية إلى الآن.
وقد تحدث بِرَوْنق وعذوبة مليحة عن زاوية النساك التي بناها السلطان أبو عنان صاحب فيض العباب فقال» فهي من أحسن الزوايا، حسنة، جميلة، ذات ترتيبات فائقة، مزخرفة، بديعة الصنائع، رقشت ترقيشا باهر الجمال.

  • الفرع الثالث: زاوية أبي زكرياء الحاحي

تقع زاوية أبي زكرياء الحاحيغربي المسجد الأعظم بسلا.
مؤسسها هو أبو زكرياء الحاحي، يقول ابن مرزوق: «والزاوية المنسوبة لسيدنا أبي زكرياء يحيى بن عمر (نفعنا الله بهم) بسلا غربي الجامع الأعظم منها، ولم أر لهما ثالثا على نحوهما في ملازمة السكان وصفاتهم وشبههم بمن ذكر.»

المطلب الثاني: بناء الزاوية القديمة والجديدة بمكناسة

أقام أبو الحسن المريني زاويتين بمكناسة، كان لهما الصدى الواسع في المدينة، نظرا لانفتاحهما على معاقل العلم والمعرفة ومزية الجد وبركات الانتساب.
يقول الناصري: «ومن آثاره بمكناسة الزيتونة الزاويتان القُدْمَى والجديدة، وكان بنى القدمى في زمان أبيه والجديدة حين ولي الخلافة، وله في هذه المدينة عدة آثار سوى الزاويتين من القناطر والسقايات وغيرها.»
ووصفها ابن الخطيب فقال: «ومثلت بإزائها الزاوية القدمى المعمدة للوارد، ذات البركة النامية، والمئذنة السامية، والمرافق المتيسرة، يصاقبها الخان، البديع المنصب، الحصين الغلق، الخاص بالسابلة والجَوَّابَة في الأرض يبتغون من فضل الله تعالى، تقابلها غربا الزاوية الحديثة المربية برونق الشبيبة ومزية الجد والانفساح وتفتن الاحتفال.»
والظاهر أن لهاتين الزاويتين اسمين: الزاوية القورجية والأخرى تعرف بزاوية باب المشاوريين.
وهذا ما ذكره محمد ابن غازي في كتابه الروض الهتون، فقال: «فبنى فيها مرافق كثيرة، كزاوية القورجة
وزاوية باب المشوريين وغير ذلك من السقايات والقناطر في طرقاتها ونحوها.»

المطلب الثالث: زاوية أبي سعيد عثمان بخلوة شالة

يحتل ما يقرب من ثلث مساحة الخلوة (المشتملة على مسجد وأضرحة وحمام) في جانبها الشمالي الشرقي ما نسميه زاوية الخلوة وهي ما أسماه العلماء بمسجد يعقوب أو المسجد العتيق، من بناء السلطان أبي سعيد عثمان(ت731ه). وشكل الزاوية الحالي عبارة عن مستطيل يمتد بطول الحائط الشمالي الشرقي للخلوة يتوسطه صحن مكشوف يمتد وسطه صهريج مستطيل به ماء الوضوء ويدور حول الصهريج أعمدة رخامية رقيقة بقي بعضها.
وعلى الجانبين الطويلين للصحن المحاط بالأعمدة ثماني مساحات صغيرة بقي من جدرانها ما يبلغ ارتفاعه المتر تقريبا تفتح أبوابها على الصحن. وكانت هذه في الأصل بيوتا للطلبة الذين يسكنون هذه الزاوية أو المدرسة، ولكن البيت الأول من كل من الجانبين من جهة الشمال بقيت فيه آثار السلالم التي تدل على وجود طابق علوي كان يمتد فوق الطابق الأسفل. ثم إن المساحة الثالثة بالجانب الجنوبي الغربي من جهة الشمال لازالت مخصصة للسلام التي توصل بين صحن هذا البناء وبين القاعة الواقعة بين المسجد العتيق الذي أرجعناه إلى عصر الأدارسة وبين هذه الزاوية أو المدرسة. وهكذا يبقى أمامنا ثلاثة عشر بيتا في الطابق الأسفل. ولا شك أن الأعمدة المحيطة بالصحن كانت تحمل عقودا وسقوفا تمتد بطول النبح الذي يسير أمام البيوت من كل جانب من الجوانب للصحن. وفي الجانب الجنوبي الشرقي من الصحن بيت للصلاة ليس به سوى كتفين يحمل كل منهما عقدين متعامدين على جدار القبلة، وهكذا ينقسم بيت الصلاة إلى أسكوبين اثنين وبلاطات ثلاث، ومحراب هذه المصلى قائم بذاته على محور الباب الموصل من الصحن الى بيت الصلاة بحيث تصنع حوائطه وطاقيته بناء مستقلا يدور حوله الإنسان دورة كاملة عن طريق فتحتين يحيطان بتجويفه من كل جانب.

المطلب الرابع: الزاوية المتوكلية بفاس الجديد

شيدت الزاوية المتوكلية سنة 754ه على يدي المتوكل على الله أمير المؤمنين أبو عنان المريني، كان موقعها خارج فاس الجديد في الشمال الغربي منها اندثرت آثارها وبقي وصف عمارتها بفيض العباب إذ شاهدها النميري على الضفة الشمالية لوادي الجواهر في مواجهة فاس الجديد.
يقول النميري في وصفها: «تخلصت الزاوية العظمى التي أمر أيده الله ببنائها على غدير الحمص الذي أنسى وادي حمص، وأطلعها بشاطئه مجموع كمال لا يعرف النقص، وروضة أذهان فحصت عن المحاسن فلزمت الفحص. وما الذي أقوله في زاوية أعجز وصفها كل بليغ، وأثنته وكأنه بحيات الأقلام جد لديغ. وتدور بهذه الزاوية المباركة من جهاتها الأربع براطيل بديعة الاختراع. متقابلة الأشكال والأوضاع. قد قامت سواريها كأنها عرائس تجلى، وبأرضها من الصنائع ما هو أبدع من حللهن التي تبلى.
ونظم بن جزي في زاوية أبي عنان نظما رائعا فقال:
هذا محل الفضل والإيثار
والــرفـــق بالسكــــــــــــــــان والزوار
دار على الإحسان شيدت والتقى
فجزاؤها الحسنى وعقبى الدار
هي ملجأ الواردين ومورد
لابن السبيل وكل ركب سار
آثار مولانا الخليفة فارس
أكرم بها في الجلد من آثــــــــار
لا زال منصورا اللواء مظفرا
ماضي العزائم سامي الأقدار
بنيت على يد عبدهم وخديم
بابهم العلي محمد بن جــــــــــــــدار
في عام أربعة وخمسين انقضت
من بعد سبع مئين في الأعصار
ثم صارت تعرف بدار الضيفان
تلميحا لوظيفتها الإحسانية.
كانت شامخة البناء، منفسحة الساحة، بقبليها جامع زينب سقفه ببدائع الزخارف. وقابله في الشمال قبة سامقة، ويدور بالزاوية من جهاتها الأربع مباحثات بديعة الاختراع متقابلة الأشكال والأوضاع قامت أساطينها كأنها عرائس تجلى وكسيت أرضها من الصنائع حللا. وقد امتد من الجامع إلى القبة صهريج بديع الطول والعرض ينتصب على حافتيه أسدان مصوران من الصفر ليقذفا من أفواههما الماء النازل للصهريج. وفي كل ركن من أركان الزاوية باب ينفذ إلى دار بديعة البناء متناسبة الأجزاء مكتملة المنافع، الباب الواقع في الشمال الغربي يشرع إلى دار وضوء مستوفية المرافق.
والديار الثلاث أحدهما لإمام الصلاة والأخرى للقائم بالأذان والثالثة للناظر في الأوقاف المتصرف في إعداد الطعام، ويتصل بالزاوية دار معدة لاستقبال الواردين، تقابلها دار للطبخ.
وللزاوية والدارين المتصلين بها باب جليل في جهة الشرق مقابل المدينة فاس الجديد، وبمقربة منه قامت المنارة العالية وهي من أحسن الصوامع صنعة تكسوها أشغال الزليج الملون، وتتوجها تفافيح مذهبة، ويتصل بالزاوية من الغرب الشمالي روض مغترس بالأشجار، ولتجهيز الزاوية بروافد للدورة المائية كان بغربیّها صهريج عميق تتدفق المياه في جنباته وخارجا عنها سانية بديعة الأشكال لسقي الروض وسد حاجة المرافق من الماء، ثم نصب على وادي الجواهر دولاب يضاعف كميات الماء حيث يتفرغ في قناة واصلة إلى الزاوية وبعد، فهذا وصف شاهد عيان معاصر دليل استكمال المؤسسة لجميع المرافق اللازمة للإقامة والاستجمام في حياة متكاملة للمأوى والراحة والاستجمام والعبادة بتوفر الغرف المستقلة ودور المكلفين والقومة وساحات الراحة والرياض والمسجد بصومعته العالية المستكملة.

المطلب الخامس: زاوية سبتة

هذه الزاوية ابتناها السلطان الأشهر أبو عنان المريني بخارج باب فاس أحد أبواب أفراك، وأعدها هناك للغرباء ولمن اضطر إلى المبيت بها من التجار وغيرهم، مليحة البناء كثيرة الزخرفة والتنميق متسعة الساحة متعددة المساكن، وصومعتها من أبدع الصوامع بسبتة صنعة وأتمها احكاما، ولم تتخلص بعد إلى الآن.

المطلب السادس: زاوية تافرطاست

تافرطاست وهي القرية التي دفن بها الأمير عبد الحق سنة 614ه وقبره هناك معروف بمسجد وزاوية يطعم فيها أبناء السبيل على الدوام.
قام ببنائها الأمير يعقوب بن عبد الحق سنة 684ه/1285م بالقرب من مكناسة، حيث خصصت لتلاوة القرآن على روح الأمير المريني أبي محمد عبد الحق بن محيو وولده إدريس اللذين قتلا في معركة واجهران سنة 614ه/1217م ضد بني عمومتهم بنو عسكر ومناصريهم بنو رياح.
يقول المؤرخ الناصري: « وأمر أن يبنى على قبر والده أبي الملوك عبد الحق بتافرطاست زاوية فاختط هنالك ربــاطــا حفيـــلا وبنى على قبر الأمــير عبد الحـق إدريــس أسمــنة من الرخــام ونقشــها بالكتابة ورتب قراءة القرآن، ووقف على ذلك ضياعا وأرضا تسع حرث أربعين زوجا رحم الله الجميع بمنِّه.»

المطلب السابع: زاوية سيدي الحلوي بتلمسان

أنشأها السلطان أبو عنان المريني بالقرب من ضريح الولي الصالح أبي عبد الله الشوذي الإشبيلي الملقب بالحلوي سنة 754ه/1344م.

المطلب الثامن: زاوية عبد الله اليابوري داخل أسوار شالة

وتقع الزاوية على يسار الداخل من الباب الكبير بينه وبين الركن الغربي لأسوار شالة، وهي عجيبة الشكل حسنة التخطيط والهيئة مستطيلة من الجوف إلى القبلة قليلة العرض.
ولها بابان أحدهما يفضي إلى خارج سور شالة من ناحية الغرب والثاني يؤدي إلى داخل شالة. وقببها الكبرى عشر، وبيوتها محكمة العمل ليس في بنائها خشب أصلا خوفا من أن يصيبها حادث النار وإنما جعل بناؤها حجرا وأجورا سقوفا ومعارج وأسوارا وحيطانا وقد تهدم جلها وقد كسيت واجهة مدخلها الواقع خلف الباب الكبير مباشرة بالحجارة المنحوتة. ويؤدي هذا المدخل إلى ساحة مستطيلة فسيحة يحف بها من ناحية اليسار حجرتان صغيرتان وثالثة أوسع منهما يغطي كلا منها قبو من الآجر، ويلي ذلك في الظلم الطويل من المستطيل حجرتان متشابهتان بعدهما خمس حجرات أخرى يغطي كلا منها قبة محمولة على مثلثات کروية وتفتح كل قبة على الساحة المستطيلة بعقد منكسر من الآجر بينما جعلت واجهة البناء من الحجر غير المنجور. ويلي الحجرات الخمس حجرتان أخرتان تشبهان الحجرتين المناظرتين في التغطية. وكان يقابل الحجرات الخمس أخر بالجانب الشمالي الشرقي لم يبق منها سوى علامات اتصال العقود بالحائط. وقد نزل بهذه الزاوية العارف بالله أحمد بن محمد بن عاشر الأنصاري المتوفي عام 765ه وضريحه قرب ضريح سيدي عبد الله بن حسون بسلا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.