منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

تقرير حول ندوة تربوية دولية: “أيّ تربية لأطفالنا في ظلّ أزمة القيم؟”

تقرير حول ندوة تربوية دولية: "أيّ تربية لأطفالنا في ظلّ أزمة القيم؟"/ د. فاطمة الزهراء الربيع

0

تقرير حول ندوة تربوية دولية: “أيّ تربية لأطفالنا في ظلّ أزمة القيم؟”

د. فاطمة الزهراء الربيع

 

نظم موقع منار الإسلام بمناسبة اليوم العالمي للطفولة، ندوة تربوية دولية بعنوان، “أيّ تربية لأطفالنا في ظلّ أزمة القيم؟” تحت شعار “ذكريات الطفولة مؤسسات للشخصية”، وذلك يوم الأربعاء28 ربيع الثاني 1444 ه الموافق ل 23 نونبر2022 .

أدار هذه الندوة الأستاذ زكرياء الرونة الذي ذكّر بسياق الندوة وبأهميتها ثمّ قدّم المشاركين ورحّب بهم، وهم ثلّة من المتخصصين والمتخصصات في المجال التربوي الأسري والمجال النفسي وهم:

– المعالجة النفسية المتخصصة في المجال الأسري الدكتورة نجوى بنوت من لبنان.

– المتخصصة في مجال التأطير الأسري الأستاذة الداعية هيام الأحمر من سوريا.

– المستشارة في المجال التربوي والعلاقات الأسرية الأستاذة تورية البوكيلي من المغرب.

– المؤطر الدولي والباحث في قضايا الأسرة والطفل الأستاذ هشام شرنوبي من المغرب.

 

بعد الافتتاح بالذكر الحكيم والترحيب بالمشاركين تمّ عرض شريط وثائقي يعرض مكانة الأطفال عند ذويهم فهم من أغلى نعم الله تعالى، لكن ما يحاك ضدهم في الآونة الأخيرة خطير للغاية يستدعي القلق ويستوجب دقّ ناقوس الخطر لإنقاذ الأطفال من حملات التشكيك ودعوات الإباحية والشذوذ والحفاظ على فطرتهم السّوية.ثمّ قدّم المشاركون تعليقاتهم على الشريط والتي اتفقت كلها على وجود أزمة قيم في عصرنا الرّاهن وضرورة التصدي لها.

اتخذت الندوة شكلا حواريا تفاعل فيها المتدخلون مع جملة من القضايا والإشكالات التي تمس تربية الأطفال كل من زاويته الخاصة .

مرّت الندوة بثلاث جولات حوارية، أكدت فيها الأستاذة هيام الأحمر على  تأثير الإعلام في الأطفال من خلال أفلام الكارتون بدسّ السم في الدسم ، وعلى غياب القدوة الحسنة واصطناع قدوات مزيفة وكذا غياب دور المدرسة وضعف المحاضن التربوية، ولعلاج ذلك ينبغي علاج الخلل من خلال تصحيح الفهم أولا ثمّ التطبيق ثانيا.وقد لفتت الانتباه إلى دور الأسرة حاليا الذي يقتصر على الرعاية المادية  فقط ولايتعداها إلى التربية الحقيقية القائمة على تهذيب النفس والروح وتنشئتها على القيم. كما ركزت على الدور الريادي للمسجد ووجوب تأهيله بما يتناسب والمراحل العمرية للطفل  والإبداع في أنشطة ترفيهية تعليمية تنمي فيه الشعور بقيمة القيم الأصيلة وضرورة التحلّي بها.

فيما توقفت الدكتورة نجوى بنوت مع مفهوم القيم لتنطلق بعدها إلى التأكيد على عظم الأمانة الملقاة على عاتق الوالدين والمربين عموما، مشيرة إلى تخلّي الأسرة عن دورها في التربية وإلى غياب التواصل مؤكدة على أهمية الوقاية في العملية التربوية فهي خير من العلاج ولايتأتى ذلك إلاّ بأداء الأسرة دورها المنوط بها في التربية لتقوّي في الطفل مفهوم الذات وتعرّفه بالضوابط والحدود حتى يكتسب مناعة وقوة ضد معضلة مسخ الهوية، كما لفتت انتباه المشاهدين إلى أن عملية غرس القيم تستمرّ مع الإنسان من صغره إلى كبره بل وتلازمه مدى الحياة.

أمّا عن سؤال هل من وصفات لغرس القيم؟ أجابت الدكتورة نجوى بضرورة العودة إلى الأصل أي الكتاب والسنّة، وإلى معاملات الرسول صلى الله عليه وسلّم، فهو القدوة الأولى التي ينبغي أن نوجه لها الأنظار ونستمدّ منها طرائق التربية ونتشرّب روحها. كما لم تغفل الدكتورة أهمية اتفاق الوالدين على طريقة التربية وتقديم النموذج الناجح والبدء بإصلاح النفس قبل إصلاح الآخر.

أمّا الأستاذة تورية البوكيلي  فقد ركزت في مداخلاتها على ضرورة  تحقيق التربية المتوازنة التي تجمع بين صفاء الروح وقوّة العقل واستقامة السلوك ولبلوغ ذلك لابدّ من التمييز بين مجموعة من الأسس لخصتها في أربعة: الأساس الفطري والأساس الخلقي والأساس العلمي والأساس المعرفي لذلك لابدّ من تلبية حاجيات الطفل الروحية  والتعليمية والمعرفية مع ضرورة التشبّع بفقه العصر لاحتواء الجديد وحسن التعامل معه. وفي حديثها عن الآليات المساعدة لغرس القيم سلطت الضوء على وجوب اتخاذ التدابير اللازمة منها التأهيل التربوي والتأهيل العلمي والتأهيل العملي   ويبقى التضرع إلى الله بالدعاء بصلاح الأولاد هو السلاح الدائم لمواجهة العديد من الصعوبات.

وقد ركّز الأستاذ هشام شرنوبي على أهمية الأندية والنشاطات العامة في تربية الطفل، وعلى التربية بالنموذج ووجوب استحداث قنوات بديلة وإعداد برامج تكتسي حلّة العصر وتجذب الطفل باعتماد الإتقان، لافتا الانتباه إلى أنّ الانسحاب من ساحة التـأثير ليس حلاّ صائبا، بل لابدّ من الاقتحام بقلوب صادقة وعقول متنوّرة وإرادات قويّة لصناعة جيل قويّ غير منهزم، مغمور بمحبة الله ورسوله، فتلك هي السبل لمنافسة الإغراءات الموجودة في الإعلام المفتون.

واختتمت الندوة بكلمة أخيرة لكل مشارك وبعبارات الشكر والتقدير لكل من أسهم في إنجاح هذا النشاط التريوي الهادف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.