تقرير حول الصالون الأدبي الثالث
بقلم: الأستاذ حسن العلام
بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للشعر نظم موقع “منار الإسلام” الصالون الأدبي الثالث يوم السبت 18 مارس 2023 ابتداء من الساعة التاسعة ليلا ، وذلك تحت عنوان: الشعر أفقا للحرية و التغيير.
وقد شارك في الصالون ثلة من الأساتذة الشعراء وهم:
-من المغرب الشاعر محمد شنوف و الشاعر سعيد أصيل.
-من ليبيا الشاعر رضا جبران.
-من سوريا الشاعر عبد الجواد سكران.
سهر على تسيير الصالون الشاعر محمد أبرعوز من المغرب، وقد افتتح الصالون بآيات بينات من الذكر من تلاوة القارئ الشاب”عمران باوسار”، بعد ذلك بسط المسير أرضية ذكر فيها بالمناسبة وهي اليوم العالمي للشعر، والتي تعد فرصة للاحتفاء بالكلمة و بصناع الخير والجمال من الشعراء والشاعرات، مؤكدا أن الشعر لا يستقيم بغير معاني الحرية الواسعة التي خلق بها ولها ذلك الإنسان المكرم، مضيفا أن الحرية و الشعر خطان متوازيان منسابان ومتعانقان، ليتم بعد ذلك عرض الربورتاج الذي ساهم فيه عدد من شعراء العالم العربي والإسلامي أجابوا فيه عن سؤال: ماذا يقول الشعراء للشعر وعن الشعرفي يومه العالمي، وقد تلخصت أجوبتهم في النقاط التالية:
-الشعر فرصة لنذكر بالكلمة المكتوبة و المتعة التي تجلبها الحروف.
-الشعر أن تدخل في عشق جامح مع اللغة بإمكاناتها النظمية و التركيبية و مخزونها الموسيقي.
-الحاجة ماسة اليوم إلى شعر يثير الخيال و يثريه، ويهذب الوجدان و العقل معا و يعيد سكنات الروح.
– معاناة الشعرفي عصرنا من نكسات الاغتراب المتوحش بسبب التغييرات السياسية
و الاقتصادية و الاجتماعية.
بعد ذلك تابع الأستاذ المسير إدارة الحوار الذي تمحور أفكاره حول:
- الشعر العربي والقيم الإنسانية: وظيفة التطهير وتحرير الأرواح والتسامي بها.
- الشعر العربي وتصييره أداة لترسيخ الاستبداد والطغيان.
- الشعر العربي وتزييف الوعي( وظيفة الإلهاء والتخدير)
- الشاعر العربي المعاصر والربيع العربي.
- الشاعر العربي المعاصر وأسئلة تحرير البنيات والقوالب.
و قد كانت مداخلات الشعراء غنية ومتكاملة، أحاطت بالموضوع من كافة الجوانب .
وقد شملت مداخلة المهندس والشاعر السور ي عبد الجواد سكران نقطا هامة منها:
- أنه يكتب الشعر حبا في الكتابة و حبا في أن تصل الكلمة لمن يريد أن يرسل إليهم تلك الكلمات لبناء شخصية عربية إسلامية متزنة أخلاقيا واجتماعيا و سياسيا لبناء الأمة.
-أن الحرية والشعر توأمان متلازمان يؤديان مهمة عظيمة و رسالة للإنسان.
-الشعر في زمن الطغيان مثله مثل الإنسان، مهمته أن يأكل و يشرب وينام وأن يسبح بحمد السلطان الذي يريد من صاحب الكلمة الحرة أن يصمت .
– شعراء السلطان مثل علماء السلطان يريد منهم أن يبجلوه و يغمضوا أعينهم و كلماتهم عن عيوبه بل وأن يزيفوا الواقع.
-الشعر يحتاج إلى الحرية كما يحتاج العصفور إلى جناحين يحلق بهما في عالم فسيح .
– نحن نتعرض لمعركة وجود ، فالمطلوب أن نجند كل طاقاتنا وعلى رأسها الشعر لإيصال الكلمة لمن نريدها أن تصل إليه، في زمن مواقع التواصل الاجتماعي التي تستحوذ على عقول الشباب في عصرنا.
أما مداخلة الشاعر المغربي محمد شنوف فتلخصت في:
- كون الشعر لا يكون إلا مقترنا بالحرية ، دون ذلك لاشعر.
- كون الشعر في الماضي مكملا لشخصية ما لها وظيفة مثل القاضي و الأمير و العالم، لكن اليوم أصبح الشعر مستقلا بذاته و صوتا له صداه الخاص .
- كون الشعر ناطق بإنسانية الإنسان و بفطرته الحرة، و كلما اقترب النص الشعري من جوهر الإنسان ، حقق معناه و شعريته.
- لا يقدر على التعبير إلا الشعر لأنه يُعْمِل اللغة في أبهى معانيها و مراقيها.
- وأن الشاعر يستهدف كل ملكات الإنسان، وعندما يكون حرا بإِعْمالِه تلك الملكات، يحرك كل الطاقات الكامنة لدى الإنسان التي تعمق الإحساس بقيمة الحياة والحرية و الكرامة.
- وأن الشعر أخطر من كل العلوم و الفنون، و من دور الفلسفة في التنوير لأنه يستعمل كل قدرات و طاقات الإنسان في التعبير من ذكاء و عقل ووجدان و ذوق ومنطق و فكر وذاكرة، لذلك فالشاعر في مقدمة المشهد الثقافي بتمثله للهوية و الذاكرة، قد يصبح ضرة لكل سلطة قائمة و مهيمنة تقيد الحرية و الإرادة الإنسانية.
-كما جالت بنا مداخلة الدكتور والشاعر المغربي سعيد أصيل في محاور هي:
-لا يمكن أن نطلب من كيان مبني على الحرية أن يتحدث عن الحرية، إنه الشعر، فهو يأبى أن يتقيد بقيود لأنه دائم التغيير..
-الشيء الوحيد الذي لا يتغير هو التغيير،كذلك الشعر يأبى إلا أن يتغير.
-جوهر الشعر هو الحرية.
-الحرية تعني أن الشاعر جديد متجدد ويأتي بالجديد.
-الشعر متلازم متزامن مع الحرية .
-نبحث دائما في هذا الشعر عن الحرية، لأن الحرية تعني الجديد ، تعني أن يترك الإنسان القيود التي كبل بها نفسه أو كبل بها .
-الحرية منطلق التغيير، ولا تغيير بدون حرية، فلا يبيع الشاعر نفسه ولا كلامه ولا شعره لأحد. والشاعر إذا لم يحرر شعره لايمكن أن يحرر نفسه .
أما الشاعر الليبي رضا جبران فقد تركزت مداخلته في التالي:
-الشعر موجود عند كل ذكر و أنثى و في جبلة كل واحد منا، و لايستطيع الكثير أن يقوله، والبعض يحاول أن يظهره. والذي يجيد الشعر هو الذي له القدرة على التميز و التأثير.
– الشعر نافذة للجميع وله تأثيره، إذا تواصلنا معه سنؤثر في الآخرين .
– الشعر ليس للتسلية، بل هو رسالة لا بد أن يؤديها الشاعر على أكمل وجوهها للناس.
– الشعر نهج اختار الله له بعض الناس ( الشعراء ) وميزهم بملكات وبشيء من التفضيل، فهم رسل يمتهنون مهمة من مهمات الأنبياء وهي الدعوة إلى القيم و الخير.
وقد زين الشعراء الصالون الأدبي بجمال الكلمة الآسر للقلوب، من خلال أدائهم الرائع لبعض قصائدهم التي حركت الشجن، وأطربت الأذن ورقت بأسماعنا إلى حيث النغم المتنوع والصور الفنية الغنية، معلنة أن الشعر العربي مازال بألف خير.
وختم الصالون بوصلة فنية عبارة عن ابتهال” طرقت باب الرجاء” من أداء الفنان حسن العلام من المغرب.