منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

تعريف الإسلام | الحلقة الثانية: أسئلة الأطفال

مصطفى شقرون

0

 تعريف الإسلام | الحلقة الثانية: أسئلة الأطفال

بقلم : مصطفى شقرون

 

الحلقة الأولى: أسئلة الأطفال| مقدّمة

قبل أن نشرع في جرد الأسئلة واحدة تلو الأخرى، أشارككم ملخصا لما ورد خلال زيارة عيد مباركة البارحة 12 يوليوز 2022 مع أطفال تلاميذ، وطلبة استحالت لقاء ونصيحة جميلة جدا بحضور فطر سليمة نقية.. أسئلة وأجوبة.. ثم تذاكر.. :

الموضوع : لنعرف ديننا العالمي.. لا المغربي.. ولا العربي.. حتى لا ننبهر بما عند الآخرين..

1- الإسلام جغرافيا :

– الإسلام دين عالمي : العرب يمثلون 15٪ من المسلمين فقط.

إذا في توجهنا الدراسي والمهني، ومستقبلنا، ودعوتنا، نكون منفتحين على العالم كله..
{قل سيروا في الأرض..} قرآن كريم..

كل الأرض.. أرض الله..

لذا فبرغم ذكاء اللغة العربية وشبابها الدائم، فعلينا -مع ضبط لغة الوحي- تعلم الانجليزية لشيوع استعمالها عبر العالم حاليا..

2- الإسلام تاريخيا :

– الإسلام أول دين وهو دين الله الواحد،

– فهو دين سيدنا “آدم” عليه السلام ومن تبعه من الرسل.. وليس دينا جاء بعد “أديان” أخرى..
– أما ما سمي بالنصرانية واليهودية فهي أسماء لم يعطها لا الله ولا رسله لرسالتهم.. وإن سميت خطأ “ديانات”.. وحتى “شرائع”.. فحتى شرائع الرسل لم تحمل أبدا هذه الأسماء.

– فهي تحريفات للإسلام الأصلي

– لا توجد كلمة “اليهودية” في التوراة

– وكلمة “المسيحية” christianisme اخترعت 42 سنة بعد رفع سيدنا عيسى -عليه وعلى سيدنا محمد الصلاة والسلام- من طرف أعداء المسيح عليه السلام ليصفوا أتباعه.

– اسم “اليهودية” judaism مشتق من “يهوذا” juda ابن سيدنا يعقوب، على سيدنا يعقوب السلام . لذا فلا يمكن للأنبياء قبل ولادة هذا الشخص (يهوذا ليس نبيا) أن يسموا “يهودًا”..

وهذا المنطق الكرونولوجي هو مصداق قوله تعالى {يا أهل الكتاب لم تحاجّون في ابراهيم وما أنزلت التوراة والانجيل إلا من بعده، أفلا تعقلون} وهي برهنة عقلية لا يمكن أن يردها غير المسلمين وإن رفضوا صدقية القرآن الكريم.. بعد هذه الآية -فقط- تجيء الآية التي تعطي نتيجة البرهنة في قوله تعالى {ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين}..

– لا يمكن تطبيق نفس منطق التسميات المحرفة المشتقة من اسماء أشخاص وأماكن على رسالة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام: فلم يسمّ “الإسلام” باسمه.. إذ ليس اسم دين “محمد” “المحمدية”..

– الصلاة عند الرسل كصلاة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصلاتنا التي أخذناها عنه بالتواتر جيلا بعد جيل

– اسم الله في التورلة والانجيل : الله (يكتب بالألف واللام والهاء : في النص العبري للتوراة : אלה, وفي النص الأرامي للإنجيل : ܐܠܗ)

3. الإسلام تعريفا ومجالا :

– الإسلام دين الله = إسلام + إيمان + إحسان

– الإيمان = 77 شعبة (لا 6 أركان فقط) : لا نقف عند حديث واحد، فهناك حديث آخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم :

عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أو بِضْعٌ وسِتُونَ شُعْبَةً: فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لا إله إلا الله، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ» صحيح متفق عليه.

– شعب الإيمان هي شعب الإحسان أي التي توصلنا إلى الإحسان كذلك. والإحسان أكبر مراتب الإسلام. والإحسان أن نعبد الله كأننا نراه كما في حديث سيدنا جبريل عليه السلام.

4. مهمتنا في الأرض حتى -لا نعيش حياة بلا معنى- هي مهمات الرسل الذي علينا اتباعهم :

ا- التبليغ : أن نتلو القرآن على غيرنا من الناس.. أي أن نبلغه.. إلى الناس..

ب- التربية : أن نزكيَ الناس (نتزكى معهم) أي أن نكون في جماعة تتزكى.. نتعاون على ذلك.. كما في جلستنا هذه (جلستنا تجسيد للصحبة في الجماعة.. وهي من أول شعب الإيمان)..

والتزكية جمع وتمثل لشعب الإيمان ال77 .. وهي العبادات والأخلاق والأعمال الصالحة والنوافل..

أي في كلمة واحدة “العبادة” الكاملة الواردة في: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.. وليس كما يظنها كثير من الناس بعض العبادات الفردية الظاهرة للعيان الواردة في أركان الإسلام الخمسة فقط.. كالشهادتين الصلاة والصوم والزكاة والحج فقط.. فهذه خمن 5 من 77 شعبة في الإسلام..

فمن شعب الإيمان الصلاة ونوافلها.. ومن ثالث ما نزل من القرآن أمر بقيام الليل.. في سورة المزمل.. وهو ما أعطى القوة لأهل بدر بعد 13 سنة من التزكية..

تربى المسلمون على قيام الليل.. فأخذوا النور والقوة والهمة من ربهم النور القوي.. الذي يتنزل في الثلث الأخير من الليل.. ومن رسوله.. بمحبتهم واجتماعهم به..

د- التعليم : أن نُعلِّم الناس الكتاب.. أي أن نتذاكر القرآن لمحاولة فهم ما استعصى فهمه منه..

ه- التنزيل : أن نعلم الناس الحكمة.. أي نحاول -معهم ووسطهم- فهم منهاج تنزيل الوحي وتنظيم أنفسنا ومواردنا من أجل ذلك على الأرض في واقع متغير..

. نقرأ هذه المهمات الأربع في أوائل سورة الجمعة : {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ}..

[وهنا أود أن أشكر “التنظيم”.. أو اللوجستيك.. الذي لولاه ما تم اللقاء في الأجواء الإيمانية الربانية.. أعني زوجتي.. مولاة الدار.. رضي الله عنها.. تنظيما وتربية كذلك.. فالزواج شعبة من شعب الإيمان وردت في خصلة الصحبة والجماعة]

– أغلب الناس ينسون هذه المهمات التي هي أصل خلقهم: فقد خلقنا لننوب على الله في ارضه {إني جاعل في الأرض خليفة}

– فلا نقع في خطإ خلط الهدف بالوسائل فنعيش في صراع دائم من أجل الوسائل فقط : ندرس ونبحث عن وظيفة ونتزوج ونلد دون أن نعرف المغزى من كل هذه الأشياء الضرورية.. فهي وسائل لغايات أكبر : الاستخلاف أي الدعوة..

فمثلا إذا طلب منك المعلم أن تنوب عليه في إخبار التلاميذ بأن تاريخ الامتحان هو يوم الاثنين عوض الثلاثاء.. فعليك أن تقول “ارسلني المعلم” أو أنا “أبلغ عن المعلم” وإلا لم يكن لكلامك مصداقية.. حتى تتكلم باسمه..

لذلك فإن القرآن يبدأ “بسم الله” فالرسول خليفة نائب.. لذا يبلغ عن من استخلفه باسمه..

ونحن رسل الرسل بعد انقضاء بعث الرسل…

فلا نصف الناس بالكفر ولا الجهل بالدين.. بل نبلغ إليهم الوحي الذي وجدناه مُصحفا جاهزا في منازلنا.. بلا جهد منا.. ولا اختيار منا لمكان ولادتنا..

فإننا مسؤولون أكثر ممن لم يصلهم الوحي.. وإن لم نبلغ، نكن ظلومين جهولين..

{إِنَّا عَرَضْنَا ٱلْأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلْإِنسَٰنُ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.