“تعلم أن تقرر ولا تتردّد !”| أفكار في التوجيه (المبدأ 1)
"تعلم أن تقرر ولا تتردّد !"| أفكار في التوجيه (المبدأ 1)/ مصطفى شقرون
“تعلم أن تقرر ولا تتردّد !”: أفكار في التوجيه (المبدأ 1)
بقلم: مصطفى شقرون
نجح من نجح ونبارك له.. وتعثر آخرون.. وسينجحون.. إن شاء الله.. فليعينوا أنفسهم.. والقدر بكثرة المطالعة.. والسجود..
ويبقى السؤال : أية مدرسة أو جامعة؟ أي تخصص ؟ أي بلد ؟ أي تدريب ؟ أية شركة ؟ أي موضوع بحث ؟ أي عمل ؟ .. إلى آخر القرارات…
وتبدأ المباريات.. وتزداد صعوبة في البلاد المتخلفة التي لم يستطع المسؤولون فيها تأمين مقاعد الدراسة الكافية.. ولا مناصب الشغل الكافية.. لإنهاكهم لاقتصاد بلدهم بالريع وتهريب العملة التي خرجت من عرق فلاحين صغار -في ضيعات غير فالحين كبار- من تصدير أطنان من المنتوجات الرخيصة جدا.. لأنها غير مصنعة.. يصدر معها ماء كثير.. نحن أحوج إليه..
لا يمكن أن نعطي لكل واحد من الحضور وصفة لتوجيهه.. لأسباب أولها الوقت، وثانيها أن توجيهنا سيكون خاطئا بنسبة تعادل 100٪ ناقص نسبة معرفتنا بمن سنوجهه.. شخصيته، ظروفه، ميوله الحقيقي، أحداث أثرت فيه.. إلى آخر اللائحة.. ولا يمكن معرفة الناس بهذه الدقة في وقت قصير.. سيما وإن كانوا أكثر من شخص.. يحضرون “حصة توجيه”..
لكننا نعطي مبادئ عامة يمكن لأي شخص تطبيقها على نفسه.. فهو أعرف بنفسه منا…
المبدأ الأول هنا هو أخد القرار بسرعة بعد تفكير..
يبدو الأمر متناقضا.. لكنه أيسر مما تتصورون..
أكثر من صادفنا -من مسؤولين في شركات ومؤسسات كبرى.. لا أتكلم فقط عن أبنائهم- يخافون من اتخاذ القرار مخافة الخطإ..
خوف.. قروني..
نصيحتنا أن نعلم أبنائنا عدم الخوف من القرار : بالنسبة لي هذا هو ضمان نجاحهم على المدى البعيد..
أعرف من يستشير والديه في كل شيء مهما صغر.. مثلا : أي تذكرة سفر اشتري ؟ أية حافلة أركب أو أية رحلة طائرة؟ وهكذا.. ربما كان هذا ضروريا أول مرة يسافر الابن فيها.. لكن.. يجب فطم الأبناء :
المهم تذكيره بالهدف : أنك يجب أن تصل إلى مكان ما في اقرب وقت وباقل تكلفة ممكنة حسب الظروف.. والباقي وسائل يمكنك أن تختار بينها وحدك…
وهذا ينطبق على التوجيه…
فليس الأمر نهاية حياة..
ولا نهاية العالم..
فقد يظهر للمرء أن توجيهه كان -بالنسبة إليه- خاطئا.. بعد عدة سنين..
لكن الجميل في الأمر.. أن كل شيء يمكن تداركه..
والأجمل أن توجيهه لم يكن خاطئا كليّا.. إن فكر مليّا في الأمر..
لأنه -لا بد- قد تعلم من هذه التجربة أشياء كثيرة.. يمكنه استثمارها..
المهم : أن نعلم الطالب أو الباحث عن تدريب أو شغل أن يتخذ القرارات بشكل دائم.. ومتكرر.. يستشير في كبرى الأمور والمبادئ.. لكن لا يقف عند طلب الاستشارات اللانهائية.. بل يتخذ القرار بعد الاستشارة والاستخارة والحاجة..
فإن أخطأ اتخد قرارا لإصلاح نتائج قراره الأول..
لا نؤنب.. ونقبل الخطأ..
بل ونفرح بأنه اتخذ قرارات.. لم يبق قاعدا.. راقدا.. راكدا..
فأن تقرر وتخطئ ثم تصلح خير من أن تتردد ولا تقرر..