منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

المراة المسلمة ،، أدوار وتحديات

المراة المسلمة ،، أدوار وتحديات / زهرة سليمان اوشن

0

المراة المسلمة ،، أدوار وتحديات

زهرة سليمان اوشن

 

المرأة ليست مجرد نصف كمي في ميزان المجتمع، بل هي عبر أدوارها ومن خلال فعاليتها تشكل ثقلا كبيرا يجاوز النصف الكمي بكثير.. ويكفي أنها مربية الأجيال ومنجبة الأبطال في كل ميادين الحياة.
إن دور التربية والتنشئة والقيام بالواجبات والأعباء الأسرية يعتبر ذا أهمية كبيرة للفرد والمجتمع ولو وضعناه في السياق الكمي فستعلو نسبته عن 50% من الإنجاز الذي للمرأة فيه النصيب الأكبر بلا شك.
كيف والمرأة وخاصة في حاضرنا المعيش بعد أن نالت نصيبا وافرا من العلم والتأهيل قد خاضت العديد من المجالات وتبوأت المناصب المهمة وأصبحت رائدة ومسؤولة في العديد من المؤسسات بالدولة.

فلا شك أنها اليوم بعد كل هذه النجاحات وبعد الكم العالي من التعليم والتدريب الذي حصلت عليه، وفي خضم مجتمع عصري مكتظ بوسائل التكنولوجيا التي تساعد في نشر العلم وفي سرعة نمو المهارات والحصول على الخبرات.. فإن المرأة اليوم أصبحت أكثر مسؤولية والمجتمع بحاجة أشد لتكون أكثر فاعلية وإنتاجية.
وهي أيضا في حاجة إلى أن تكون قادرة على مواجهة التحديات المعاصرة وإحسان التعامل معها لترتقي بأدائها لأدوارها الأسرية والمجتمعية.

ولعلي أشير إلى أهم المقومات التي اكتسبتها المرأة في عصرنا والتي تشكل روافد مهمة تساعد على أن يكون لها دورا أكثر فاعلية في خدمة وطنها؛ فمن هذه المقومات:
1- التعليم،،،لا شك أن التعليم يسهم في ترقية الفرد وبناء شخصيته وإكسابه المعلومات والمهارات التي تعينه على حركة بناء وحيوية في الحياة وتجعله أكثر نفعا لمجتمعه، وفي عصرنا الحاضر اهتمت كثير من الدول بالتعليم، وكان للمرأة نصيب وافر فيه أيضا، بعد أن انزاحت إلى حد كبير بعض العادات السلبية التي كانت تمنع المرأة من الحصول على هذا الحق الإنساني المهم، وذلك ولا شك رافد مهم، والتعليم بالتأكيد رافد مهم جدا للمرأة يجعلها أكثر قدرة على تأدية وظيفتها في الأسرة ويساهم في تفعيل أدوارها في المجتمع.

2- ومن المقومات الوعي بأهمية أدوار المرأة في المجتمع، فقد تشكل في مجتمعاتنا وعي واسع تجاه المرأة وأهمية مشاركتها في الحياة العامة وصارت هناك نظرة إيجابية تجاهها تشجعها على تقلد الوظائف المهمة وتساهم في رفع مستواها المهني مع الدعم لمهامها الأسرية.
3- كذلك التطورات التكنولوجية والمعرفية على مستوى العالم ساهمت كثيرا في الرفع من مستوى المرأة العلمي والثقافي وأيضا جعلتها أكثر قدرة على الاستفادة من أوقاتها وتعلم المهارات التي تعينها على تنظيم أولوياتها واستثمار فرص النجاح من حولها.

4- بالإضافة إلى التطورات العمرانية والنهضوية التي تمر بها العديد من بلداننا- ولله الحمد- لا شك أنها يسرت السبل لأفراد المجتمع رجالا ونساء وخلقت فرص عمل متنوعة، وساعدت على بروز المبدعين، وللمرأة نصيب جيد في هذه الحركة النهضوية الفاعلة.

وبعد أن أوجزت الحديث عن المكتسبات، انطلق للحديث عن أهم التحديات التي تواجه المرأة في مجتمعاتنا الإسلامية اليوم والتي قد تعيق أو تحد من تأدية المرأة لواجباتها بالشكل المرغوب فيه.

1- فمن التحديات؛ لا زال هناك هيمنة لبعض العادات البالية في بعض مجتمعاتنا المحلية تعيق تقدم المرأة وانطلاقتها وكبتت المرأة وعرقلة حركتها وترى في تعليم المرأة جريمة وفي مطالبتها بحقوقها التي كفلتها لها الشريعة خروجا عن المألوف.
2- وينقص المرأة أحيانا فهم حقوقها ووعيها بها والشجاعة في المطالبة بها حتى لا تتسع دائرة انتهاكها. وأحيانا يكون هناك قلة وعي من المرأة تجاه واجباتها والمهارات التي تعينها على أداء مهامها الأسرية والمهنية، لذا لا بد من نشر الوعي في أوساط النساء بأهمية أدوارهن وحثهن على المزيد من الإتقان في أداء مهامهن.

3- وهناك تحدي فهم الواقع والتغيرات المعاصرة، فلا بد أن يكون لدى المرأة وعي بواقعها المعاصر يجعلها تعي الموجات المتتابعة التي تستهدفها في ثوابتها فتستطيع من خلال فهمها لدينها وحسن انتمائها لهويتها أن تتعرف على الغث والسمين مما يفد إليها فتنتقي ما يناسب هويتها ولا يتعارض مع ثوابت دينها وتتفاعل مع المستجدات وفقا لميزان يحتكم لشرع الله تعالى.

4- وفي جانب ترتيب الأولويات في حياة المرأة، في خضم الأعباء وتعدد مهام المرأة اليوم وكثرت مسؤولياتها خاصة في ظل تعقد الحياة لا بد للمرأة من أن تتعلم كيف تدير أولوياتها حتى لا تنتقص بعض مهامها من أطرافها بالإهمال وعدم الاكتراث، خاصة مهامها التربوية في الأسرة، لذا عليها أن تتعلم مهارات إدارة الوقت وترتيب الأولويات ووضع خارطة وخطة لحياتها تجعلها توزع أوقاتها بين تلك المسؤوليات بما يتناسب مع أدوارها مع مراعاة التغيرات والواقع والمستجدات والأهداف المستقبلية التي تريد تحقيقها.

5- كذلك التكنولوجيا،، لا شك أن وسائل التكنولوجيا اليوم مهمة جدا في حياتنا وهي أدوات فعالة لها تأثيرها الإيجابي والسلبي، فهي تختصر الوقت وتعين على القيام بالعديد من الأعمال المنزلية وتوفر طرقا أسهل للتواصل والتفاعل وكسب المهارات والخبرات متى ما أحسنت المرأة استعمالها، وهي أيضا قد تكون سببا لإضاعة الأوقات ونشر الأفكار السيئة والتأثير السلبي على تربية أبنائنا، لذا على المرأة أن تتعلم كيف تتعامل معها وتجعلها وسائل إيجابية في حياتها، وتستخدمها في كسب مزيد من الوقت وتجعلها عاملا مساعدا في الرفع من مستواها الفكري والمهاراتي وتوفير فرص أكبر لإقامة مشاريع إنتاجية أونشر القيم والتوعية بين أبناء مجتمعها عبر التمكن من التعامل الجيد مع وسائل التواصل والانخراط في دورات ترفع من كفاءتها عبر الإنترنت، والمجال اليوم مفتوح والفرص متاحة لكل امرأة تعي دورها وتريد أن يكون لها أثر طيب وبصمة مميزة في مجتمعها.

وبعد أن تحدثنا عن المكتسبات ومن تم التحديات في واقع المرأة في مجتمعاتنا نعرج للحديث عن أهم أدوارها مع إضاءات حول كيفية أدائها بطريقة أكثر كفاءة وأعمق نفعا.

# فمن أدوارها واجباتها الأسرية، المرأة عماد البيت كما يقال وهي ربة البيت ومنجبة الذرية، والمسؤول الأول عن الكثير من المهام المنزلية والتربوية، وهذه المهام تؤديها عبر دوري الزوجة والأم وأيضا عبر أدوار اجتماعية ملاصقة وقريبة منهما، مثل أدوار الأخت أو الجدة أو الابنة،، ولا شك أن كل هذه الأدوار والمهام غدت اليوم مركبة وأكثر صعوبة خاصة المهام التربوية، فنحن اليوم وفي ظل تعقد حياتنا المعاصرة وانتشار رهيب لوسائل التواصل بحاجة كبيرة إلى وعي عميق للمرأة بأهمية دورها في الأسرة وأن يكون هو الأول كيفا وكما في سلم أولويات المرأة التي عليها أن تتزود بثقافة تربوية جيدة، والأمر غدا متاح عبر عديد الوسائل اليوم من كتب وبرامج مرئية ومسموعة وصفحات إنترنت وغيرها، لذا على المرأة أن لا تستنكف عن التعلم والاستشارة والاستفادة في هذا المجال، كما أن عليها أن تحسن إدارة البيت،، ميزانية وتأهيلا تربويا ودينيا وثقافيا وتعليما لأبنائها وتحسن التعامل مع زوجها وأهله، لأن كل ذلك يوفر حاضنة رائعة لأفراد الأسرة ويعينهم على التفاعل البناء مع أبناء مجتمعهم ويعين على تكوين الأسرة الصالحة المصلحة التي هي قوام المجتمع الخير الذي نسعى لتحقيقه.

# أيضا الدور المهني.. وهو دور مهم جدا على المرأة أن تحقق ذاتها فيه وتسعى لرفع كفاءتها واستثمار الفرص والتعليم الذي حصلت عليه من دولتها، فتكون أهلا لتلك المكتسبات التي حصلت عليها وتضرب مثلا حسنا في الأمانة والنزاهة والإخلاص في العمل مع تنمية قدراتها بالمشاركة الإيجابية في الدورات التدريبية، وهنا وبعد تأكيدي على أهمية تأدية المرأة لدورها المهني على أكمل صورة لابد أن أؤكد على أمرين مهمين، الأول: التأكيد على التوازن بين دور المرأة في الأسرة ودورها المهني حتى لا يحدث حيف وقصور في أحدهما على حساب الآخر مع أهمية دراسة المرأة لواقعها والمتغيرات التي تطرأ على حياتها لتستطيع ترتيب أولوياتها دون تعارض بين الدورين،،، الثاني لا بد من وجود بيئة داعمة من أفراد الأسرة أزواجا وآباء وأبناء، لدعم المرأة في سيرتها المهنية، مع تيسير السبل من مؤسسات الدولة وتشجيع المرأة المتميزة في وظيفتها والمبدعة في عملها.

# واختم بالأدوار الخيرية والمجتمعية، وأقصد بها الأدوار التطوعية التي تقوم بها المرأة في المجتمع والتي تضع فيها المرأة خبرتها وعلمها ومهاراتها في خدمة أفراد مجتمعها دون مقابل، وتستطيع المرأة اليوم أن تقوم بهذه المهام عبر الانضمام لمنظمات أومجموعات فاعلة وتغطي هذا الدور بقيامها بمهام المطلوبة منها حسب تخصصها ومهاراتها، كما تتيح وسائل التواصل فرصا للقيام بهذا الدور وتوسع من انتشار الخير وتلقي الخبرات من تجارب الآخرين. وللأدوار الخيرية أهميتها الكبرى للفرد والمجتمع وهي تكسب المرأة كما هائلا من المهارات وتعزز فعاليتها وإيجابيتها في المجتمع وتجعلها قدوة طيبة لأبنائها.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.