خصائص المدرسة البلاغية الفلسفية المغربية
خصائص المدرسة البلاغية الفلسفية المغربية/ الدكتورة رشيدة مصلاحي
خصائص المدرسة البلاغية الفلسفية المغربية
الدكتورة رشيدة مصلاحي
مقدمة
يقال:“الأدب ابن بيئته”ومنها يأخذ خصوصياته؛ لذلك لا نخطئ إذا قدمنا لموضوعنا بسرد بعض الأمور التاريخية المتعلقة بالعصر المريني، وما عرفه هذا الأخير من حركة فكرية وأدبية متقدمة وشاملة حدثت عنها بعض الكتب المتميزة التي ألفت فيه، وشهدت عليها بعض المدارس التي احتضنتها المدن المغربية آنذاك مثل المدرسة المصباحية والمدرسة العنانية. ولا ننسى الدور العلمي والثقافي الذي لعبه جامع القرويين والذي يؤكد بعض الدارسين أن الكراسي فيه بلغت 140كرسيا (وكان لا ينال الكرسي إلا المبرز في العلم).
يقول الدكتور علال الغازي: “فقد كان للقرويين وغيرها من مراكز المغرب الثقافية مثل مراكش وسبتة وسجلماسة دورها الفعال في تخريج مفكرين كبارا نظروا تخصصاتهم اعتمادا على الفلسفة والمنطق والثقافة العربية الخصبة، وظهر كل ذلك في مؤلفاتهم التي أعطتهم وجههم الخاص بين مفكري العالم مثل ابن خلدون وابن رشد وستعطي هذا الوجه يوم يعرف المثقف العربي ما يحمله (منهاج) حازم و(منزع) السجلماسي و(روض) ابن البناء من نظر جديد في النقد والبلاغة من حيث المنهاج و التنظير والدلالة والتجاوز الكبير لنظريات أرسطو ومشائيه من العرب”.[1]
I – خصائص المدرسة البلاغية الفلسفية المغربية
1. أهميتها
لقد حمل العصر المريني ظاهرة جديدة تتجلى في المدرسة الفلسفية المغربية التي حدد معالمها ابن خلدون في علم التاريخ والاجتماع والمكلاتي في فلسفة علم الأصول وحازم والسجلماسي وابن البناء في النقد والبلاغة.[2] فقد عرف القرن السابع الهجري ومطلع الذي يليه مدرسة تستحق العناية من طرف المهتمين بالدراسات النقدية والبلاغية حيث تمثل باتجاهها ومنهجها الفلسفي وجها فريدا في النقد الأدبي المقارن وتطرح بعمق التفاعل اليوناني العربي.
إن بالاطلاع على بعض خصائص هذه المدرسة والتعرف على بعض أعلامها أمثال حازم والسجلماسي وابن البناء يعرف المثقف العربي مدى أهمية ما جاء به هؤلاء من إضافات وابتكارات علمية وأدبية ونقدية فاقوا بها مبدعين ومجددين حتى بالنسبة للأجيال اللاحقة، كما أن مؤلفاتهم تقف بحق وبخصوصية مع قمم المصادر العربية، حيث تعتبر نصوصا ناذرة ومتفردة سدت ثغرة في تراثنا النقدي والبلاغي وأضافت إلى المكتبة العربية لونا جديدا سواء على مستوى المنهج العلمي أو التجاوز العربي للفكر اليوناني في الثقافة العربية.
2. مميزات أعلامها
يقول الدكتور أمجد الطرابلسي متحدثا عن رجال هذه المدرسة: “كانوا جميعا –مع تمكنهم حق التمكن من اللغة العربية وآدابها بعامة، ومن الدراسات النقدية والبلاغية العربية بخاصة- أحسن اطلاعا على منطق أرسطو وأعمق فهما لمضمون كتابيه (الشعر) و(الخطابة)، من النقاد والبلاغيين الذين عرفتهم القرون السابقة في مشرق الوطن العربي ومغربه”[3].
فقد استطاعوا بفضل ثقافتهم العميقة والمتفتحة على التفكير الأرسطي، أن يفيدوا الدرس البلاغي العربي، بتلقيحه ببعض الأفكار الفلسفية تلقيحا ينم في الغالب عن فهم ووعي…[4]
II – خصائص مؤلفات رجال المدرسة البلاغية الفلسفية المغربية
1. معركة الدارسين حول التفاعل العربي اليوناني في النقد والبلاغة
عرف عصر” حازم” و”السجلماسي” و”ابن البناء”، اتجاهين متضاربين:
الأول يرى: أن الثقافة اليونانية لم يكن لها على البلاغة والنقد العربيين-بصفة عامة- أثرا ذا شأن، أي أن التطور الذي عرفته “المدرسة البلاغية العربية” (في نهاية القرن السابع وبداية القرن الثامن) كان عربي الروح والأسلوب والمضمون والمنهاج والمصطلح…
ويرى الاتجاه الثاني: أنه لولا الثقافة اليونانية ما كانت الثقافة العربية في النقد والبلاغة لتبلغ هذا المستوى من الخصوبة والتطور الذي عرفته خلال عصورها.
2. حازم القرطاجني رائد الاتجاه اليوناني بكتابه”منهاج البلغاء وسراج الأدباء”
يعتبر حازما أول من أدخل نظريات أرسطو وتعرض لتطبيقاتها في كتب البلاغة الخالصة.[5] وذلك في كتابه”منهاج البلغاء وسراج الأدباء”، هذا الأخير الذي يعتبر كتابا “في البلاغة كما وصفه بذلك أئمة الصناعة الذين ذكروه”[6]
ولكن أي فن من البلاغة هذا الذي صنف في إطاره كتاب حازم؟
يؤكد مقدم “المنهاج” الأستاذ محمد بن عاشور: أن هذا الفن من البلاغة الذي ينتمي إليه كتاب حازم هو”البلاغة المعضودة بالأصول المنطقية والحكمية” ويؤكد ذلك القرطاجني بقوله: “قد سلكت في التكلم…مسلكا لم يسلكه أحد من قبلي من أرباب هذه الصناعة لصعوبة مرامه، وتوعر سبيل الوصول إليه. هذا على أنه روح الصنعة، وعمدة البلاغة…”[7]
وبهذا يكون لكتاب حازم صنف خاص به داخل تصنيف كتب البلاغة ويحق أن يسمى “أصول البلاغة” أو فلسفة البلاغة” أو “روح الصناعة” كما اختار هو ذلك بنفسه.
“هكذا ينفرد حازم عن قافلة علماء البلاغة، جانحا إلى طريق النظر الحكمي في موضوعهم، ينتهي به إلى موقف تأصيل”.[8]
ويؤكد ابن عاشور أن كتاب حازم يقف من علم البلاغة موقف المهيمن المتعالي “فلا هو صح له ما يريد من تأصيل نظرياته العليا…ولا علم البلاغة استفاد من تلك النظريات زهرة وتجددا…
فلا تستطيع إليه الصعود *** ولا يستطيع إليها النزولا”.[9]
ويقدم لنا الدكتور علال الغازي المنهج الذي اتبعه حازم في تقسيم كتابه على الشكل التالي: “أما منهاجه الذي التزم به…فيمكن الاستئناس فيه بما حدده الداية فقد وضع حازم كتابه على أربعة أقسام، وجعل كل قسم في أربعة أبواب، وسمى كل باب منهجا، وفرع من المناهج فصولا، سمى كل واحد منها معلما أو معرفا. وقد يتبع المنهج أو المعلم أو المعرف داخل المنهج نفسه بملاحظات نقدية وبلاغية تتعلق بما هو في سبيله تحت عنوان مأم أو مآم… واهتدى إلى التنبيه على الانتقال من فكرة إلى أخرى… فاستخدم كلمة إضاءة، وتنوير لتحقيق ذلك”[10].
فنحن نبدأ بالقسم يتلوه المنهج، وفي المنهج: معلم أو معرف، وفي المعلم إضاءة وتنوير. ويلحق ببعض المناهج أو المعارف: المأم أو المآم. فهذا معنى عباراته الاصطلاحية. “وفي هذا المنهاج صب حازم عبقريته ناقدا يجمع بين علمية المنهاج وثقافة الناقد العلمية المطلوبة وبين الذوق الأدبي المرهف الذي تغزوه شاعرية متدفقة مزجت الذوق بالعقل فكان حازم وكان منهاجه الرائد”.[11]
ومما أضافه الدكتور علال الغازي قوله: إن كتب التراجم والدراسات النقدية والبلاغية القديمة والحديثة تجمع على الإشادة والرفع من مكانة حازم البلاغية والشعرية فهو:
- صاحب “المقصورة” التي درست بشكل واسع من طرف معاصره الشريف السبتي في مجلدين كبيرين تحت عنوان “رفع الحجب المستورة في محاسن المقصورة”.
- ألف قصيدة في النحو تتألف من 219 بيت من البحر البسيط.
- عنده كتاب “التجنيس” ذكره السيوطي وألف في العروض كذلك.
إن هذا الناقد الكبير عاصر السجلماسي معاصرة الشيخ للتلميذ، والتقى معه في كثير من الخصائص. وظفا نظريات أرسطو وتجاوزاها أحيانا في النقد والبلاغة العربية.
3. كتاب “الروض المريع في صناعة البديع”
بإلقاء نظرة على الكتاب نتبين أن منهج “الروض” يقوم على الإيجاز والاختصار وهذا ما وضحه صاحبه حين قال:
قصدت إلى الوجازة في كـلامي *** لعلمي بالصواب في الاختصـار
ولم أحـذر فهو مـا دون فـهمي *** ولكـن خفـت أزراء الـكبـار
فشأن فحــولة العلماء شأنــي *** وشأن البســط تـعليم الصغار
وهو يصرح في بداية الكتاب بالغرض من وراء تأليفه حين قال: “وبعد فغرضي أن أقرب في هذا الكتاب من أصول صناعة البديع، ومن أساليبها البلاغية ووجوه التفريع تقريبا غير مخل، وتأليفا غير ممل يصغر جرمه ويكثر علمه”[12]. ثم إن غاية ابن البناء من الكتاب غاية أدبية فنية “منفعته في زيادة المنة وفهم الكتاب والسنة”[13]. (فالمنة قدرة الإنسان على حسن فهم الأدب وتذوقه والفهم نعمة أدبية كبرى لاتعادلها نعمة فنية أخرى). وهكذا فهدفه الأول –وكما يلاحظ ذلك بنشقرون- هو تبسيط الصور البلاغية وتقريبها إلى الأذهان باختصار ومن غير إخلال، ثم تبيان كيفية استغلال تلك الصور البلاغية في فهم القرآن الكريم والسنة الشريفة، ثم تذوق أساليب الخطاب المتنوعة.
ولبلوغ هذه الغاية الأدبية الفنية حشد المؤلف في روضه المريع “نخبة رائعة من شواهد البيان والبديع في الشعر العربي، ومن آيات القرآن الكريم وهو الكتاب الفذ المعجز الذي لا يجارى في فصاحته وبلاغته، وينبوع البيان العذب الذي لا ينضب معينه الفني على مر الأيام وتوالي السنين”[14]. ويؤكد الدكتور عزة حسن أن رأي ابن البناء في منفعة كتابه في المجال الأدبي الفني حق لا يرد ولا ينقض. لأن معرفة صناعة البديع والإطلاع على أساليب البلاغة تهب الإنسان ملكة خاصة تعينه علي فهم الأدب وتذوقه ويخلق فيه -إذا كان من أهل الطبع- قدرة خاصة على البيان، أي التعبير عن أفكاره ومشاعره تعبيرا فصيحا جميلا.
والروض المريع ثمرة من ثمرات فكر ابن البناء المراكشي ونظرياته وآراءه كما يرى بنشقرون ولا عجب أن يقصد إلى نفس الغاية التي قصد إليها البلاغيون الأصلاء قبله، وألفوا فيها الكتب النفيسة القيمة.
كما يلاحظ بنشقرون أن ابن البناء لم ينهج نهج الذين انحرفوا بالبلاغة إلى غاية تعليمية قاعدية، بل حافظ على المقصد الذوقي الأصيل للبلاغة، وهو يصرح بذلك ويؤكده غير أنه تأثر تأثرا كبيرا بالمنهج الفلسفي المنطقي في التفكير والبرهنة والاستدلال واعتمد على التوثيق والتوضيح.
وهكذا اعتبر بنشقرون الروض المريع صورة للبلاغة العربية في إطارها الفلسفي الذي عرف في المغرب على يد “الثالوث المبدع حازم القرطاجني وابن البناء العددي وأبي محمد السجلماسي. فهؤلاء يمثلون الوجه الثاني للصورة التي مثل وجهها الأول اللغويون والمتأدبون أمثال ابن رشيق القيرواني وأبي القاسم الشريف السبتي وابن أبي القاسم الثعالبي”[15].
4. علاقة الروض المريع بالمنزع البديع
يلاحظ بنشقرون أن هناك تشابه كبير بين (الروض المريع) لابن البناء و(المنزع البديع) لأبي محمد السجلماسي في مظاهر شتى وفي فصول كثيرة، وكذلك في المصطلحات والتعريفات وفي الأمثلة والشواهد المختارة.
فهل كان (الروض) مصدر (المنزع) أم أن (المنزع) كان مصدر(الروض)؟
“الحق أننا لا نستطيع البت في شيء من ذلك، لأننا نجهل الكثير عن حياة السجلماسي. أما ابن البناء فليس في حياته ومصادرها أي شيء يشير لا تصريحا ولا إيماء إلى وجود أية علاقة له بالسجلماسي[16].
والأمر الثابت أنهما كانا متعاصرين لأن ابن البناء عاش إلى سنة 721ه والسجلماسي عاش إلى حوالي 730ه “ومن الجدير بالملاحظة أن في (المنزع) تفصيلا للكثير مما هو مجمل في (الروض)”.[17]
III – أبو محمد القاسم السجلماسي وكتابه “المنزع البديع في تجنيس أساليب البديع”
1. سبب خمول أبي محمد القاسم السجلماسي
يرجع الدكتور علال الغازي سبب إنكار التاريخ لاسمه ولكتابه إلى سيطرة الدراسات الفقهية على الساحة الفكرية في العصر المريني وإقبال الناس حكاما وجمهورا على الاتجاه العربي الصرف في هذه الدراسات وفي المؤلفات النقدية والبلاغية… وابتعاد الجمهور عن اللون العقلي الذي بدأ يطبع الدرس النقدي والبلاغي بشكل لم تعرفه العصور السابقة، “حتى لقد اشتهر حازم بمقصورته أكثر مما اشتهر ب”منهاجه” لأنه نحا فيه منحى النظريات الأرسطية، كما اشتهر ابن البناء بمؤلفاته في الحساب والتصوف والفلك أكثر مما اشتهر بكتابه “الروض” لسلوكه فيه طريق المنطق والفلسفة في تحليل الدرس النقدي قريبا مما فعل السجلماسي الذي لم يؤلف غير “المنزع”… فلم يشتهر به فظلمه التاريخ، وحرم الأجيال من هذا النص النقدي الذي قل مثيله بين الدراسات”.[18]
ومن الأسباب العلمية التي دفعت الدكتور الغازي لتحقيق كتاب “المنزع” -والتي يصرح بها في الصفحات الأولى من الكتاب- قول الدارس الباحث محمد الفاسي سنة 1983م في مقدمة كتاب “المعجب”: “في تاريخ المغرب شخصيات فذة كان لها الحظ الأكبر في بناء صرح المدينة العربية الإسلامية في هذا القطر المغربي ولكن عدم اهتمام المغاربة بتخليد أخبار هؤلاء العظماء أضاعهم فنسيت أخبارهم وطويت مآثرهم واندثرت مخلفاتهم العلمية والفنية… وأول ما يجب الاعتناء به في النهضة المغربية هو إحياء هذا الماضي الأدبي… ونشر كل ما طاول الزمان من مؤلفاتهم وبقي رغم إهمال المهملين”.[19]
2. السجلماسي شخصية أدبية موسوعية
يقول الدكتور علال الغازي محقق “المنزع” لقد كان السجلماسي فيلسوفا منطقيا وبلاغيا نقديا ولغويا نحويا وعروضيا أديبا،”قوي الدراية والرواية، متكامل التكوين في كل ما يورد من نصوص وآراء مناقشا ومحللا، وما يطرحه من قضايا مهما كان مصدرها أو مكانة صاحبها يتناول كل ذلك في عمق فكري، وبأستاذية تتجلى في المناقشة العلمية الهادئة، والموضوعية في إصدار الأحكام”.[20]
ثم يضيف الدكتور الغازي أن السجلماسي قد أخرج الدرس النقدي والبلاغي من “فوضى التحديد والتحليل وفقر المصطلح إلى وضعه في إطار (العلم) و(الصناعة) النظرية أكثر مما عهدنا عند النقاد العرب… بل تفوق على أرسطو وكانت له معه جولات كان فيها المنظر الذي لا يجارى”.[21]
لقد استطاع السجلماسي-كما يرى ذلك الغازي- “أن يقف من كل القضايا التي ناقشها والأعلام الذين تعامل معهم في بحثه والمصادر التي اعتمدها، موقف المتمكن من نفسه وثقافته في تنوعها وشموليتها، والمستقل في آرائه وأحكامه، واستطاع أن يذيب تلك الثقافة من خلال تلك المكتبة وأعلامها في شخصيته فيعطينا من كل ذلك صورة عن الشخصية المتكاملة في موسوعية ناذرة، ومنهجية رائدة مثل بها أصالة التأليف في هذا العصر”.[22] ومع أن السجلماسي ذا عقلية فلسفية ومنطقية واضحة فإن ذلك لم يمنعه –في نظر الغازي- من أن يكون أديبا متفلسفا في آن واحد “فهو مفكر في التحليل النظري أديب في التحليل الأدبي”.[23]
لقد كان السجلماسي علما من أعلام البلاغة والنقد الذين خطوا لأنفسهم طريقا خاصا حيث امتاز بمنهجه العلمي السليم الذي انفرد به عن الدارسين بما حمل من عناصر الخلق والتجديد. انتقى مكتبته النقدية والفلسفية والمنطقية والأدبية من الفكر اليوناني ومن التراث العربي، ثم أخضع منزعه لمنهاج موضوعي متكامل بين الثقافتين داخل مجموعة من المصطلحات والمفاهيم الفلسفية التحليل والمنطقية القسيم والبلاغية الروح والنقدية التنظير والتطبيق”.[24]
– IV المنزع ثورة في تنظير النقد الأدبي والبلاغي بالمغرب.
1. مصطلح البديع بين البلاغيين القدماء والسجلماسي
- ما علاقة مصطلح البديع بالبلاغة والنقد عموما وما علاقته بموضوع السجلماسي؟
يتحدد معنى البديع اللغوي في “كل جديد حدث ومخترع لاعلى مثال” أما المعنى الاصطلاحي فالبديع “مصطلح علمي في البلاغة من المصطلحات الثلاث التي انقسم إليها علم البلاغة بعد السكاكي حيث أصبح علما: يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية المطابقة ووضوح الدلالة”[25]. وما نلاحظه أن العلاقة واضحة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي لاسم البديع أو اللطيف كما يسمى أيضا.
أ) تطور مصطلح البديع
كانت البداية مع القرن الثاني الهجري (صدر الإسلام/العهد الأموي) يقول صاحب كتاب الصبح البديعي: “أخذ الشعر العربي يلبس رويدا ثوبا من الزخرف والتنسيق قصد توشيته بحلي وزخارف لا عهد له بها… ذلك هو الذي وقع عليه فيما بعد اسم البديع أو اللطيف”.[26]
وما يلاحظه الدكتور علال الغازي هو أن البديع قد عرف “في أشعار القدماء وأقوالهم لكنهم لم يقصدوا إليه فقد جاءهم عفوا وغزا شعرهم وأقوالهم في يسر وأناة”.[27]
ثم إن مصطلح البديع قد شهد تطورا في العصر العباسي حيث انعكس التغيير الذي لحق المجتمع على الشعر كما انعكس على البلاغة والنقد. وكانت بداية الانتقال من الشعر المطبوع إلى المصنوع وأصبح للبديع مصطلحه الخاص بين المصطلحات.
ب) مصطلح البديع عند البلاغيين العرب.
فهو عند الجاحظ ومن قبله علم البلاغة بكل أقسامها. ثم أخذ لنفسه استقلالا عن البلاغة بعد الجاحظ. ومع ابن المعتز في كتابه “البديع” ظل “البديع” عالقا بعلمي المعاني والبيان. أما عند السكاكي فلم يستطع أن يستقل ولم يفرد له بابا خاصا. أما الخطيب القزويني أحد شراح المفتاح فقد أفرد له بابا في “تلخيصه”.
ج) مصطلح البديع في يد السجلماسي
لقد أعطى السجلماسي للبديع طابعا خاصا، بحيث أصبح يكتسي صبغة تراجعية عن الاستقلال الذي عرفه بعد ابن المعتز. فصاحب “المنزع” و”الروض” يطلقان المصطلح للدلالة على البلاغة والنقد.
وقد وضع السجلماسي المصطلح في إطار التجنيس، وعالجه من خلال محورين رئيسيين:
* التنظير الفلسفي المنطقي
* التطبيق العملي
يقول الغازي:”فبهذه الفلسفة والمنطق استطاع أن يتناول موضوعه من خلال مصطلحات وقياسات منطقية صارمة وتحليلات فلسفية على غرار ما نجده عند المختصين، مع مسحة أدبية ومنهاج علمي يخضع للتصميم الجيد… كل ذلك في انسجام عضوي واتحاد منهجي بالثقافة النقدية والبلاغية العربية، وفي تخطيط ذكي ينطلق من الكليات بوصفها أجناسا عالية قسم إليها مباحث منزعه، تتفرع عنها تنازليا، وفي حذر علمي، تقسيمات يعطيها التوزيع الطبيعي لتلك الكليات… وكل ذلك يتم عنده من خلال محورين: التحديد النظري للقضية، ثم التطبيق من التراث الأدبي العربي”.[28]
2. خصائص “المنزع البديع”
يعتبر “المنزع” أول مصدر مغربي في النقد والبلاغة يسهم بقوة في تحديد خصوصية المدرسة الفلسفية المغربية، وهو كتاب متميز وشامل يوظف الفلسفة والمنطق والعقل والذوق والثقافة المتنوعة والعميقة والمتكاملة بين العربية واليونانية في الدرس البلاغي والنقدي.
يقول الدكتور علال الغازي:”يطلع علينا كتاب المنزع باتجاه جديد ومنهج علمي أكثر تحديدا وفهما للنظريات الأرسطية في النقد والبلاغة من سابقيه ومن لاحقيه”[29]. ثم إن العنصر الفلسفي والمنطقي الذي يغزو “المنزع” كله متخللا قضاياه النقدية والأدبية يشجع على تتبع جذور –ما سماه الدكتور علال الغازي- المدرسة السجلماسية من قبل ومن بعد، تلك المدرسة التي تتلاقى في المنطلقات مع حازم وابن البناء، وتنفرد عند السجلماسي في الخصائص التي ستأتي وتجعل منه صاحب اتجاه خاص، ما أحوجنا إليه في نهضتنا النقدية المعاصرة. خصوصا وقد تركت بصماتها فيمن جاء بعده بقرون –مثل ما رأى ذلك علال الغازي- عند أحمد بن لمبارك السجلماسي صاحب كتاب “إنارة الأفهام بسماع ما قيل في دلالة العام” بل حتى “الروض المريع” لابن البناء والذي يؤكد الدكتور علال الغازي أنه ينقل من المنزع نقولا تكاد تكون حرفية ويسايره في كثير من مصطلحا ته وتحليلاته وشواهده.
أ) دوافع السجلماسي لتأليف “المنزع البديع”
يحدد السجلماسي دواعي تأليف كتابه فيما وجده عند العرب من جهل بالقانون العلمي الصحيح لـ”صناعة البديع” وقد أكد غير ما مرة أنه يضع منهجا جديدا لهذه الأخيرة في إطار علم البيان.
يقو السجلماسي في جنس التخييل الذي خصه بالشعر موضحا الفرق بينه وبين الخطابة ومشيرا لاختلاط مفاهيمهما عند العرب، وحجته في ذلك أنهم ” لم يكونوا تميزت لهم الأقاويل الشعرية من الأقاويل الخطبية. فلم يتبين لهم ما يخص صناعة صناعة منهما، بل كانت مختلطة عندهم. والسبب الأول في ذلك كله هو التباس كلياتها بموادها وعسر انتزاعها منها وغور الفحص فيها، بخلاف ما عليه الأمر في الصناعة النظرية”.[30]
والسجلماسي هنا يؤكد أنه سيكون رائدا بمنهاجه، وب”المنزع” إشارات كثيرة يثبت من خلالها سبقه لهذا الوضع العلمي والمنهجي الفريد في توظيف محكم للفكر الهليني وأعمق ما في التراث الأدبي العربي كي يصير للنقد العربي قانون علمي تنظيري يقوم النقد والبلاغة ويخرجهما من الخلط الاصطلاحي الذين عرفاه خلال قرون سبعة من الاجتهاد غير المبني على النظرية العلمية السليمة، وهذا ما جعله لدى الدكتور علال الغازي فيلسوفا أولا وناقدا بلاغيا ثانيا.
ب) موضوع “المنزع”
إن القصد من وراء “المنزع” -في رأي الدكتور علال الغازي- هو:
* إحصاء قوانين أساليب النظوم المشتملة عليها الصناعة الموضوعة لعلم البيان. وأساليب البديع، وتجنيسها في التصنيف، وترتيب أجزاء الصناعة في التأليف على جهة الجنس والنوع، وتمهيد الأصل من ذلك للفرع.
* تحرير تلك القوانين الكلية وتجريدها من المواد الجزئية بقدر الطاقة وجهد الاستطاعة[31].
يقول علال الغازي “وعلى ضوء هذا التحديد المنهجي لموضوعه يحدد مباحث الكتاب في أن هذه الصناعة الملقبة بعلم البيان وصنعة البلاغة والبديع مشتملة على عشرة أجناس عالية وهي: الإيجاز التخييل والإشارة والمبالغة والرصف والمظاهرة والتوضيح والاتساع والانثناء والتكرير”.[32] ثم يعلق الغازي أن السجلماسي يحدد منذ البداية اتجاهه الفلسفي في تناول هذه المباحث اعتمادا على التنظير الفلسفي والتراث الشعري واللغوي والأدبي الذي عرفته العصور العربية، وهو اتجاه سيعرف من الثقافتين اليونانية والعربية.[33]
ج) منهج “المنزع”
حدد السجلماسي لنفسه منهاجا لموضوعه يفترض في متناوله الاطلاع العميق على الثقافات السابقة، واستقطب لذلك مكتبة هائلة من عيون الفكر والأدب العربي واليوناني[34]. يمثل “المنزع” منظورا متميزا ومنهاجا فريدا وشمولية في الاصطلاح ما كانت لغيره. يقول الدكتور الغازي:”السجلماسي واضع علم المصطلحات فإن المنزع كله بكل مباحثه يشهد بانفراده بمنهاج لم يسبق به ولم يلحق فيما أعلم، لدرجة أننا نستطيع القول بأنه يقف بها وحده مع أحدث اللغويين في وضع المصطلحات،وسوف نرى كيف كانت منهجيته تنمو نمو الكلمة من اللغة إلى الجمهور قبل أن تستقر مصطلحا له دلالته ومفهومه العلمي”.[35]
ويلاحظ الدارس كيف تتكامل الثقافتان العربية واليونانية وكيف يتعاون العقل والذوق في خدمة الأدب واللغة والدراسات النقدية والبلاغية والأدبية عند هذا المنظر والناقد الكبير. و”المنزع” يمثل –في نظر الغازي- أهم النصوص النقدية والبلاغية التي وقف عليها سواء في المنهاج والمضمون أو في الاتجاه الذي جعل منه نظرية نقدية قائمة ناضجة نزع السجلماسي بخصائصها منزعا لم يسبق به إلا عند حازم في منهاجه، مع تفرد صاحبنا الواضح بأكثر من خاصية، وخصوصا في تطور المصطلح النقدي وبنية المنهاج.[36]
إذا نظرنا إلى منهج “المنزع” وجدنا السجلماسي يضع القضايا على شكل هرمي:
* قمته عنوان المنزع
* قاعدته الأجناس العشرة
تتفرع عن هذه الأجناس مصطلحات ميزتها أنها محددة، متكاملة، متجانسة في انطلاقها من الجنس العالي إلى آخر ما تتفرع إليه من مصطلحات ومفاهيم. ميزة هذا التفريع أنه توليدي بالتنازل وتجميعي بالتصاعد.
وهكذا نصل إلى المنطلق الرئيسي لفهم المنزع وتحديد ثورته التنظيرية الكبرى بالوقوف على: تطور المصطلح النقدي والبلاغي عند السجلماسي، ويضع الغازي أمام القارئ تمهيدا يتجلى في فهرس مهم يتعلق أيضا بالمصطلح وهو:
فهرس (شجرة التركيب البنيوي لمصطلحات المنزع ومفاهيمه ) ويمثل دليلا شاملا لكل مصطلحات “المنزع” ومفاهيمه، رتبتها وفق نظام السجلماسي نفسه لم يضف إليها إلا التنظيم الشجري الذي يفرضه عصرنا.
وقد صمم الشجرة على شكل تنازلي انطلاقا من الجنس العالي إلى آخر تفريع اصطلاحي له، وتحتوي على189 نوعا بديعيا أو إن شئت مصطلحا نقديا وبلاغيا، ولم يضف إليها تلك المصطلحات التي رفضها المؤلف بعد أن أتبتها وناقشها لأن الموضوعية العلمية والخط المنهجي يفرض عليه ذلك، وكذلك التي أتى بها وأثبتها لكنه لم يضع لها تحديدا نظريا لأنها لم تصل عنده بعد إلى مستوى المصطلح بل لا زالت شبيهة به وتفتقر إلى مقوماته، ولكنه أثبت تجنيسها التنظيري الذي مكنها من حمل دلالتها.
3. خطوات منهج “المنزع” كما رسمها الدكتور علال الغازي
أ) تمهيد تناول فيه
- قيمة البيان في حياة الإنسان
- دور البيان في فهم الإعجاز القرآني
ب) تحديد موضوع المنزع من خلال مباحثه العشرة. (مع رصد لأهم عناصره المنهجية في مناقشة قضاياه).
ج) الانتقال إلى تتبع كل جنس ورصد تفرعاته الاصطلاحية ومفاهيمه مع بيانها تنظيرا وتطبيقا.
د) التزامه في تحديد المصطلح
- التعرض لجانبه اللغوي ثم استعماله الجمهوري قبل الوقوف على مفهومه الاصطلاحي المجرد نظريا عنده.
- طرح آراء الآخرين عربا أو يونانا مؤكدا أو رافضا مع التعليل للجهتين
ه) انطلاقه لتحديد كل جنس أو نوع من مصطلحين كبيرين:
- الموطيء: القاسم المشترك الذي يضم التفريعات اللاحقة المتولدة مباشرة.
- الفاعـل: القانون العلمي النظري العام.
و) انتقاله في الجانب النظري العام من الموطيء إلى الفاعل (من الكلي العام (المقدمة) إلى الكلي الخاص (القانون) الذي قد يمثل كليا عاما آخر إذا كان قابلا للتفريع وهكذا).
يقول الغازي: “وفي كليهما كان يعتمد على شخصيته وثقافته الموسوعية في التخطيط لفلسفة نقدية وبلاغية مستعينا بآراء اللغويين والنحاة والأدباء والنقاد من جهة، وبالفلاسفة والمناطقة من مفكرين مسلمين واليونان من جهة أخرى، هذا مع وضع تنظيره الخاص قبل الإقدام على تلك الآراء إيمانا منه بأن النظام التنظيري الذي اعتمده سيوصله إلى الصواب لا محالة[37] .”
ز) بعد التحليل النظري يورد الصور التطبيقية ليستخرج من مناقشتها عناصر التقابل مع ما حدده في تنظير المصطلح. يقول الغازي:”إن البناء التنظيري الذي وضعه لقانونه النقدي البلاغي يعد ثورة كبيرة وجديدة”[38].
خاتمة
يقول الدكتور محمد العمري في كتابه”البلاغة العربية أصولها وامتداداتها” تحت عنوان “من تنظيم البديع إلى نظمه”: “أدى تراكم سجلات البديع بدون هم منهاجي وكثرة ما أدرج فيها إلى أمرين:
1)الحاجة إلى البنية أو “التجنيس”
2)الحاجة إلى النظم والشرح”[39].
فهو يؤكد تباري المؤلفين في البديع وفي الاستكثار من الصور فأوصلوها إلى العشرات بل المئات. وكان التوسع العددي على حساب النسق المنطقي والبناء الوظيفي. وهذا ما أثار انتباه بعض المؤلفين المتأخرين المطلعين على الفكر المنطقي وفلسفة العلوم ومناهجها حسب الاجتهادات العربية في قراءة أرسطو فحاولوا تجنيس الصور البديعية بإرجاعها إلى مقولات عامة. منهم -كما يؤكد ذلك العمري- “أبو القاسم السجلماسي في كتابه المنزع البديع. غير أن من أوائل من أثاروا هذا الإشكال المنهاجي واضطلعوا بتقويم جانب منه ابن أبي الإصبع في كتابه تحرير التحبير”. ثم يضيف الدكتور محمد العمري أنه إذا كان القرن السابع قرن محاولة تجنيس البديع، فإن القرن الثامن هو قرن نظم البديع، فأقدم من نظم البديع وشرحه صفي الدين الحلي. وقد سجل هذه النقلة بحلم تقاضاه الرسول فيه المدح، في الوقت الذي كان يتهيأ لتأليف كتاب في البلاغة على سنن البديعيين قبله . يعلق العمري بقوله: “الله أعلم بالهواجس التي جعلت الحلي يرى في حلمه أن علاجه كامن في تحويل المشروع البديعي إلى مشروع مزدوج. وعموما فإنه لم يفته أن يؤكد بعد حمد الله مباشرة أن أحق العلوم بالتقديم، وأجدرها بالاقتباس والتعليم، بعد معرفة الله العظيم، معرفة حقائق كلامه الكريم… ولا سبيل إلى ذلك إلا بمعرفة البلاغة، وتوابعها من محاسن البديع”[40].
ملحق المقال
أعلام المدرسة البلاغية الفلسفية المغربية كما قدمهم الدكتور أمجد الطرابلسي
أولهم: وأسبقهم زمنا الشاعر الأديب حازم القرطاجني المتوفى سنة 684هجرية/1285ميلادية.
– ولد ونشأ في الأندلس حيث درس علوم العربية وآدابها.
– عني بالمنطق والخطابة والشعر ومصنفات الفلاسفة المسلمين كالفارابي وابن سينا وابن رشد .
– نزح إلى مراكش في الثلاثينات من القرن السابع إثر استرداد الإسبان لقرطبة وكثير غيرها من حواضر الأندلس.
– بعد إقامته سنوات في عاصمة الموحدين انتقل إلى تونس حيث استقر به المقام في ظل الحفصيين إلى آخر حياته.
* وهو صاحب كتاب “منهاج البلغاء وسراج الأدباء” الذي عني بتحقيقه ونشره أجمل عناية الأستاذ محمد الحبيب بن الخوجة في تونس سنة 1966م.
وثانيهم: العالم الرياضي والمفكر الأديب النابغة ابن البناء العددي المراكشي المتوفى سنة721ه/1321م.
– له مصنفات كثيرة في العلوم الرياضية (حساب وجبر ومقابلة) ومن هنا تلقيبه بالعددي.
– مراكشي مولدا ووفاة ومن أعلم أهل عصره بالمعقول والمنقول.
* وكتابه الذي يعنينا هو “الروض المريع في صناعة البديع” وهو من المؤلفات المغربية التي تحمل طابع المدرسة التي سبقت الإشارة إليها.
وثالثهم: أبو محمد القاسم السجلماسي الذي مازلنا نجهل كثيرا من تفاصيل حياته.
– لا نكاد نعرف على وجه التأكيد إلا أنه عاش بالمغرب في أواخر القرن الهجري السابع ومفتتح الثامن، وأنه انتهى سنة 704ه/1304م من تأليف كتابه “المنزع البديع في تجنيس أساليب البديع”.
– نسبة الِمؤلف إلى “سجلماسة” قد تدل على أن هذه المدينة العريقة كانت مسقط رأسه، أو مكان نشأته ودراسته، أو كليهما معا. ولسجلماسة تاريخها المعروف بوصفها أحد مراكز العلم والتعليم في جنوب المغرب الأقصى، ومنطلقا من منطلقات الحضارة الإسلامية المشعة نحو قلب القارة الإفريقية.
– لعل السجلماسي جلس للدراسة والتدريس في إحدى فترات حياته في مدينة مراكش نفسها التي لا تبعد كثيرا عن سجلماسة، والتي عاش فيها حازم سنوات من شبابه، كما عاش فيها ابن البناء حياته كلها.
الكتب المعتمدة:
- “منهاج البلغاء وسراج الأدباء” لأبي الحسن حازم القرطاجني. تقديم وتحقيق: محمد الحبيب ابن الخوجة. الطبعة الثالثة: 1986. دار الغرب الإسلامي. بيروت . لبنان.
- “المنزع البديع في تجنيس أساليب البديع” لأبي محمد القاسم السجلماسي. تقديم وتحقيق: علال الغازي. الطبعة الأولى 1980. مكتبة المعارف الرباط.
- “الروض المريع في صناعة البديع” لابن البناء المراكشي العددي. تحقيق رضوان بنشقرون. 1985.
- “البلاغة العربية أصولها وامتداداتها” لمحمد العمري. أفريقيا الشرق المغرب: 1999.
[1] المنزع البديع في تجنيس أساليب البديع ,لأبي القاسم السجلماسي, تقديم وتحقيق:علال الغازي، الطبعة الأولى 1980،مكتبة المعارف بالرباط,ص:43.
[2] نفس المصدر،ص:42.بتصرف.
[6] منهاج البلغاء وسراج الأدباء. صنعة أبي الحسن حازم القرطاجني. المتوفى بتونس سنة 684ه . تقديم وتحقيق: محمد الحبيب بن الخوجة. دار الغرب الإسلامي. الطبعة الثالثة , بيروت 1986م. ص: 9.
[7] المصدر نفسه. ص:10.
[10] المنزع. ص: 64.
[11] المنزع . ص:65.
[12] الروض المريع في صناعة البديع, تأليف ابن البناء المراكشي, تحقيق رضوان بن شقرون , رقم الإيداع القانوني: 71/1985. ص: 8.
[13] المرجع نفسه, ص: 9.
[15] الروض¸ص: 48.
[16] الروض. ص: 48.
[17] الروض. ص:48.
[18] المنزع. ص: 48.
[19] نفسه. ص: 25-26.
[20] المنزع. ص: 51
[23] نفسه. ص: 55.
[24] المنزع. ص: 53.
[25] المنزع. ص: 98.
[26] المنزع. ص: 99-100.
[27] المنزع. ص: 100.
[28] المنزع. ص: 52.
[30] المنزع. ص: 219.
[31] خطبة “المنزع”. ص: 180.
[32] المنزع. ص: 103.
[33] المنزع. نفس الصفحة.
[34] المنزع. ص: 51.
[35] المنزع. ص: 54.
[36] المنزع. ص: 26. بتصرف.
[38] المنزع. ص: 106.
[39] محمد العمري. البلاغة العربية أصولها وامتداداتها. رقم الإيداع القانوني 1709/98.أفريقيا الشرق-المغرب. ص: 61.
[40] شرح الكافية البديعية.ص: 51.نقلا عن البلاغة العربية”. ص: 63