بصمة وصبغة أم نقشت الحروف الأولى في تعليمي حب الأقصى!!!
البروفيسور الدكتور عبد الفتاح العويسي
بصمة وصبغة أم
نقشت الحروف الأولى في تعليمي حب الأقصى!!!
بقلم: البروفيسور الدكتور عبد الفتاح العويسي
سئلت أكثر من مرة: من هذا الذي نقش الحروف الأولى، وغرس حب الأقصى في قلبك، حتى لا زلت – وانت في العقد السادس من العمر – عاكفا مرابطا تعمل لبيت المقدس ومسجده الأقصى المبارك، الذي أضحى العمل الاستراتيجي لتحريره – على المستوى الفردي والمهني والعائلي والمجتمعي- قضيتك المركزية والمحورية؟!
إنها إمرأة، مسلمة مقدسية، وفلاحة بسيطة، لم تكن تقرأ وتكتب.
إنها أمي الصابرة المحتسبة، الحاجة سارة – رحمها الله رحمة واسعة من عنده.
فأمي، هي من نقشت الحروف الأولى في تعليمي، وكانت صاحبة الفضل بعد الله تبارك وتعالى في غرس حب المسجد الأقصى، ينبوع البركة، بل “مركز مركز البركة” في قلبي ووجداني.
حيث ربطتني أمي بالمسجد الأقصى المبارك، برباط متين عندما كانت تأخذني للصلاة فيه، منذ أن كنت طفلاً صغيراً. فأقضي معظم الوقت ألعب في ساحاته، وأستمتع بالتدحرج على سجاد قبة الصخرة الأحمر.
كما كانت أمي – كذلك – تحدثني بما تعرف عن مكانة وأهمية المسجد الأقصى المبارك، ولاسيما صخرة بيت المقدس.
فنقشت أمي الحروف الأولى في تعليمي، وعلمتني كيف أكون مقدسي النبض والهم والألم، وأمنح حبي بل كلي لمركز البركة والأمل والتغيير العالمي.
فعشقت بيت المقدس ومسجده الأقصى المبارك، عشقاً ملأ علي كل مراحل حياتي، وأضحى موطن فكري المحبوب. فحولت هذا العشق والولع به إلى صناعة للفعل بدلاً من ردة الفعل، ورباط دائم ومستمر على ثغر من ثغور المسلمين المنسية (الثغر المعرفي) قبل أكثر من ثلاثة عقود، وإلى مشروع حضاري معرفي عالمي وحقل معرفي يعرف “بدراسات بيت المقدس”.
فكل ما عملته وأعمله، هو صدقة جارية عن أمي رحمها الله رحمة واسعة من عنده.