“لا تعش للوسائل ! – Meaning Not Means ” | أفكار في التوجيه (المبدأ 4)
بقلم: مصطفى شقرون
واحد من مائتي رجل وامرأة يعيشون من أجل هدف يوافق مهمتهم في الحياة..
وتسع وتسعون ونصف في المائة (٪99.5) يعيشون لوسائل لن تصاحبهم عند رحيلهم عن الدنيا..
والوسائل ضرورية للأهداف.. لا ننقص من قيمتها.. لكن شخصا من مائتين يعرف لم يعيش وما مهمته في الحياة…
أي 35 مليونا من 7 ملايير… أو أقل.. لنقل.. 9 ملايين من مجموع مليار وثمانمائة مليون مرشح لطرح سؤال المعنى معتمدا على ما صحّ من الوحي…
فلنكن منهم…
من أين لنا بهذه النسب المئوية؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ المِائَةِ، لاَ تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً “..
هذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم : ” تَجِدُونَ النَّاسَ كَإِبِلٍ مِائَةٍ ، لَا يَجِدُ الرَّجُلُ فِيهَا رَاحِلَةً “.
والرَّاحِلَةُ تعني النجيب من الإبِل القويِّ على الأَحمال والأَسفار الّذي لا يوجد في كثيرٍ منَ الإِبل كما قال ابن الأثير رحمه الله..
“لا تكاد” معناها أنك قد تجد ٪1 واحدة بالمائة.. أو صفرا… أي احتمال خمسين بالمائة.. ٪50.. (٪1 ضرب ٪50 تساوي ٪0.5)..
فلماذا ينسى أغلب الناس غايتهم الأولى من حياتهم على الارض ؟
لماذا يلهيهم التكاثر في جمع الوسائل -نادرة كانت أو مبسوطة- حتى يزوروا المقابر ؟
{ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ، حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ } (التكاثر، الآيتان 1 و 2)
الجواب ثلاثي الأبعاد : أنانية.. وتقليد.. وعادة..
فما هي الغاية من الحياة.. التي ستحدد الهدف من دراستنا.. وعملنا.. وارتباطاتنا.. ومشاريعنا.. ومماتنا ؟
هذا ما سنراه في حلقات قادمة..