فاتــحة
ولدت في أول عام من القرن العشرين، وإني إذ بلغت هذا العمر الذي تنفصل فيه الذكريات عن الزمن الشخصي لتجد لها مكانا ضمن التطورات التاريخية الكبرى، أحسّ بأني قد عشت قرنا غير مسبوق في تاريخ الجنس المفكر على هذا الكوكب: هو قرن التصدعات في اتجاه واحد وقرن التحولات غير المتوقعة.
ومع السنوات الأخيرة من الألفية الثانية، تكون حقبة طويلة قد انتهت: نلج ونحن مغمضو الأعين إلى زمن ميتافيزيقي. لا أحد يجرؤ على البوح بأننا لا زلنا نطبق الصمت على الأساس الذي لا نستطيع احتمال حقائقه.
لكن بابا عريضا من الأمل انفتح أمام المفكرين، فنحن نود أن ننبه من خلال حواراتنا أن الوقت قد حان لمصالحة محتمة بين العلماء والفلاسفة، بين العلم والإيمان. العديد من المفكرين المتضلعين أعلنوا من وحي تنبؤاتهم، عن قرب بزوغ هذا الفجر: بيرغسون، تيلهارد دوشاردان، أينشتين، برولي وغيرهم كثير.
إيغور وغريشكا بوغدانوف اختارا بدورهما هذا الطريق: لقد طلبوا إلي أن أحاورهما حول العلاقة الجديدة بين الروح والمادة. حول وجود الروح في قلب المادة. لديهما مشروع استبدال ” المادية ” و” الحتمية ” اللتين كانتا مصدر إلهام أساتذة القرن التاسع عشر، وذلك بما جرآ على تسميته: ما وراء الواقعية، وهي رؤية للعالم بدت لهما أنها ستفرض نفسها تدريجيا على أناس القرن الواحد والعشرين.
لم أستطع رفض هذا الطلب وقبلت محاورتهما. تذكرت حوارا آخرأكثر حميمية. إنه لقائي بالفيلسوف الألماني هايدغر الذي أثر على هذا العصر بشكل كبير. هايدغر الذي كان يتحدث مستعملا الرموز، أراني على سطح مكتبه، بالقرب من صورة أمه، مزهرية مشيقة شفافة برزت منها وردة. كانت هذه الأخيرة معبرة في نظره عن لغز الوجود وسر الخلق. الكلمات عاجزة عن البوح بما تعبر عنه تلك الوردة: لقد كانت هناك،بسيطة، صافية، هادئة، صامتة، واثقة من نفسها، بكلمة واحدة: كانت طبيعية. لقد كانت مثل أي شيء ضمن أشياء. تعبر عن حضور الروح الخفية من تحت المادة التي تكاد تملأ مجال الإبصار كله.
*******
على مدى سنوات عمري شُغِل فكري بمسألة تلح على الجميع: يتعلق الأمر بمعنى الحياة والموت. وإذا دققنا النظر، فإنها المسألة الوحيدة التي تجابه “الحيوان” المفكر منذ بداية الخليقة. “الحيوان”المفكر هو الوحيد الذي يدفن موتاه، الوحيد الذي يفكر في الموت، في موته هو. ولكي تستنير طريقه في الدياجير ويتكيف مع الموت، وهو الذي توافق مع الحياة بشكل كبير، لا يوجد إلا طريقان: أحدهما يسمى الدين والآخر يدعى العلم.
في القرن الماضي*، وفي نظر معظم العقول المستنيرة، كان العلم والدين متناقضين. العلم يفند الدين في كل كشوفاته، ومن جهة أخرى فإن الدين يمنع عن العلم الاشتغال بالناموس الأعظم أو تأويل الكلام المقدس.
والحال أنه منذ وقت وجيز بدأنا نعيش، ودون أن ندري لحد الآن، التحول الهائل الذي فرضه على عقلنا وفكرنا وفلسفتنا عمل خفي قام به الفيزيائيون، منظرو العالم، الذين يفكرون من خلال الموجود.
ما أريد أن أبيّنه مع الأخوين بوغدانوف استناداً إلى معارفهم العلمية، هو أن التقدم الحديث في ميادين العلوم الذي حصل في نهاية هذه الألفية**، يمكّننا من أن نستشف زواجا ممكنا وتقاربا ما تزال ملامحه غير واضحة بين العلوم الفيزيائية والمعرفة اللاهوتية، بين العلم والوحي الأسمى.
******
ما هي الحقيقة؟ ما مصدرها؟ هل ترتكز على نظام، على قاعدة ذكاء؟ لا أزال أذكر ما بيّنه لي الأخوان بوغدانوف: الفرق الهائل بين المادة العتيقة والمادة الحديثة.
ذكرني محاوراي العالمان بدءا بأن الفكرة السائدة قبل عام 1900 عن المادة كان بسيطة: إذا فتتنا حجرا سنحصل على غبار.
يوجد في هذا الغبار جزيئات مكونة من ذرات، وهي نوع من ” كريات ” من المادة تم اعتبارها غير قابلة للانقسام. لكن، هل يوجد في كل هذا مكان للروح؟ أين توجد؟ لا مجال في ذلك العالم المتحدث عنه، حيث تختلط اليقينيات بالآراء المطلقة لا يمكن للعلم أن يتوجه سوى للمادة. والعلم إذ يشق طريقه، فإنه قد يوصل إلى نوع من الإلحاد المضمر: حد ” طبيعي ” انتصب بين الروح والمادة، بين الله والعلم وذلك دون أن يجرؤ أحد – ولا أن يتصور حتى – على إعادة النظر في هذا الحد.
*****
والحال هذه، وجدنا أنفسنا في بداية السنوات 1900 أمام وضع مختلف. النظرية الكمية تخبرنا بأنه من أجل فهم الوجود يجب تجاوز المفهوم التقليدي للمادة: كونها ملموسة، محسوسة وصلبة. واعتبار أن المكان والزمان مجرد أوهام، وبأن جزيئا ما يمكن أن يظهر في مكانين مختلفين في نفس الوقت، ثم إن الحقيقة الجوهرية لا يمكن معرفتها.
نحن مرتبطون بحقيقة هذه الجزيئات الكمية التي تستعلي على مقولات الزمان والمكان المألوفة. إننا نوجد من خلال ” شيء ما ” نجد صعوبة في فهم طبيعته وخصائصه الباهرة، لكنه أكثر قربا من الروح منه إلى المادة التقليدية.
*****
قبيل وفاته، ترك بيرغسون ” وصيته الفكرية ” لأربعة فلاسفة: غابرييل مارسيل، جاك ماريتان، فلاديمير جانكيليفيتش، وإلي أنا. سأكون المبعوث الذي سيبشر بحدس بيرغسون الذي استشعر أكثر من أي شخص آخر التحولات التصورية الكبرى التي ستنجم عن النظرية الكمية.
في نظره، وهي نفس نظرة الفيزياء الكمية، الحقيقة ليست علـّـيـّة وموضعية، ليس المكان والزمان إلا مجردات وأوهام محضة.
نتائج هذا التصحيح تتجاوز من بعيد كل ما نحن اليوم في مستوى أن نضيفه إلى تجربتنا أو حتى إلى حدسنا. وشيئا فشيئا، بدأنا ندرك أن الوجود محجوب على الفهم. إننا ندرك منه بالكاد ظلا مائلا يتخذ شكل سراب ـ مقنع مؤقتا ـ لكن ماذا وراء هذا الحجاب؟
أمام هذا اللغز، لا يوجد إلا موقفان: أحدهما يقودنا نحو العبث والآخر يقودنا نحو الوحي. الاختيار بين هذا الموقف وذاك هو بالمعنى الفلسفي أكبر القرارات التي اتخذتها.
لقد نظرت دائما إلى الوحي على أنه بر الحقيقة نفسها. لماذا هنالك هذا الوجود؟ للمرة الأولى تبدو في أفق المعارف إجابات. لا يمكن أن نتمادى في تجاهل هذه الومضات الجديدة ولا أن نظل في اللامبالاة اتجاه هذه التوسعات في دائرة الوعي التي تنجم عنها. من الآن فصاعدا لا يوجد فقط دليل – فالله أجلّ من أن نخضعه للبرهنة – ولكن نقطة ارتكاز علمية للتصورات الدينية.
وأخيرا، مع مقاربة هذا العالم المجهول والمفتوح، لقد آن الأوان ليبدأ حوار حقيقي بين الدين والعلم.
جون غيطون
لماذا هنالك شيء ما بدلا من لا شيء؟ لماذا ظهر هذا الكون؟
ليس هناك أي قانون فيزيائي مستوحى من الملاحظة يمكننا من الإجابة عن هذه الأسئلة: ومع ذلك فإن نفس هذه القوانين تتيح لنا الوصف وبصورة دقيقة، لما حدث في البداية: أي بعد 43 – 10 جزء من الثانية من بعد ما يعتقد أنه النقطة الصفر من الزمن، مدة لا يمكن تصور مقدار صغرها بما أن الرقم 1 مسبوق ب 43 صفرا. على سبيل المقارنة فإن 43 – 10 جزء من الثانية تمثل بالنسبة للثانية مدة تتجاوز المدة إلى يومض فيها البرق مقارنة مع الخمسة عشر مليار سنة التي مرت لحد الآن على نشوء الكون.
ماذا حدث إذن عند البدء قبل خمسة عشر مليار سنة؟ لمعرفة ذلك يجب العودة إلى نقطة الصفر من الزمن، عند ذلك الجدار الأصلي الذي يسميه الفيزيائيون ” جدار بلانك “. في هذه الحقبة السحيقة، كان الكون الكبير وما يحتوي عليه من كواكب وشموس ومجرات أعدادها بالملايير محشور في ” غرابة ” عالم صغير، صغره لا يخطر على البال. أقل من شرارة في الفضاء. وبطبيعة الحال لا ننسى أن الحديث عن ظهور الكون سيقودنا إلى السؤال الذي ليس منه مفر: من أين أتت ” ذرة الوجود” الأولى؟ ما هو إذن مصدر البساط الكوني الهائل الذي يمتد اليوم في غموض يكاد يكون كاملا ما بين اللامتناهي في الكبر واللامتناهي في الصغر؟
الفصل الأول: الانفــجار الكبيـــر
جون غيطون:
– قبل أن نبدأ هذا الكتاب، لدي رغبة في طرح أول سؤال يخطر على ذهني، وهو السؤال الأكثر إلحاحا والأكثر تدويخا في مجمل البحث الفلسفي: لماذا هنالك شيء ما بدلا من لا شيء؟ لماذا هذا الوجود؟ هذا الـ “ما لست أدري” الذي يميزنا عن العدم؟ ما الذي حدث عند منطلق الزمن فتولد عنه كل الموجودات اليوم؟ هذه الأشجار والزهور والمارة الذين يمشون على قارعة الطريق وكأن شيئا لم يحدث؟
ما هي القوة التي حبت الكون بالأشكال التي تحلّيه اليوم؟
تشكل هذه الأسئلة المادة الخام لحياتي بصفتي فيلسوفا، إنها تثير فكري وتؤسس كل أبحاثي: أينما حللت أجدها أمامي، في متناول العقل، غريبة ومألوفة، معروفة جدا ومع ذلك فهي لا تنفك عن اللغز الذي أعلن عن ميلادها. لا تحتاج إلى اتخاذ قرارات كبرى: إننا نفكر في هذه الأشياء تماما كما نتنفس الهواء. المواضيع الجدّ مألوفة قد تؤدي بنا إلى أكثر الألغاز إثارة. على سبيل المثال، هذا المفتاح الحديدي الموجود أمامي على سطح مكتبي، إذا أردت أن أعيد رسم تاريخ الذرات التي تؤلفه، إلى أي مدى زمني يمكن أن أصل؟ وماذا سأجد عندئذ؟
إيغور بوغدانوف:
– مثل كل مادة، فإن هذا المفتاح له قصة خفية لا نفكر فيها بتاتا، فمنذ حوالي مائة سنة كان مطمورا على شكل معدن خام في قلب صخرة، قبل أن تخرج إلى السطح بضربة معول، كانت كتلة الحديد التي صنع منها المفتاح هناك، أسيرة صخرة صماء منذ ملايير السنين.
ج.غ.:
– إذا فمعدن مفتاحي قديم قدم الأرض نفسها والتي يقدر عمرها اليوم بأربعة ملايير ونصف المليار من السنوات. لكن هل هذا يعني أننا وصلنا إلى نهاية بحثنا؟ لدي حدس أننا لم نصل بعد للنهاية. أنا على يقين بأن بالإمكان الذهاب بعيدا في الماضي للعثور على مصدر هذا المفتاح.
غريشكا بوغدانوف:
– نواة الحديد هي العنصر الأكثر ثباتا في الكون. يمكننا مواصلة رحلتنا في الماضي إلى أن نصل إلى الحقبة التي لم تعرف بعد وجود الأرض والشمس. ومع ذلك فإن معدن مفتاحك كان موجودا، طافيا في الفضاء البينجمي، على شكل سحابة تحوي كميات من العناصر الثقيلة الضرورية لتكوين مجموعتنا الشمسية.
ج.غ.:
– سأستسلم هنا لهذا الفضول الذي هو أساس الشغف الحقيقي للفيلسوف: لنسلّم بأنه قبل ثمانية أو عشرة مليار سنة، قبل أن تمسك يدي بهذا المفتاح كان يوجد على شكل ذرات حديد متناثرة في سحابة من المادة الوليدة. ما مصدر هذه السحابة إذن؟
إ. ب.:
– مصدرها نجم. شمس وجدت قبل شمسنا وانفجرت منذ عشرة إلى اثنتي عشر مليار سنة. على هذا العهد كان الكون مؤلف أساسا من سحب هائلة من الهيدروجين، تكثفت وتدفأت واشتعلت أخيرا لتكون أولى النجوم العملاقة. يمكن مقارنة هذه الأخيرة بأفران ضخمة جدا معدة لصناعة أنوية العناصر الثقيلة اللازمة لارتقاء المادة نحو التركيب. عند نهاية عمر هذه النجوم العملاقة وهو قصير نسبيا – لا يتجاوز بضعة من عشرات الملايين من الأعوام – تنفجر وتلقي إلى الفضاء البينجمي بالمواد التي ستفيد في خلق نجوم أخرى أصغر حجما، يطلق عليها نجوم الجيل الثاني، وستفيد أيضا في خلق كواكبها والمعادن التي تحتوي عليها. وهكذا فإن مفتاحك وكل ما يوجد على كوكبنا ” بقية” مما فضل عن انفجار ذلك النجم القديم.
ج. غ.:
– وهكذا صرنا. مفتاح على بساطته يلقي بنا إلى نار النجوم الأولى. هذه القطعة الصغيرة من المعدن تحوي كل تاريخ الكون، تاريخ بدأ منذ ملايير السنين قبل نشوء المجموعة الشمسية.
أرى الآن بروقا غريبة تلمع على هذا المعدن الذي تعلق وجوده بسلسلة طويلة من العلل والمعلولات تمتد عبر زمن لا يستوعبه العقل من اللامتناهي في الصغر إلى اللامتناهي في الكبر، من الذرة إلى النجوم. الحداد الذي صنع هذا المفتاح، لم يكن يدري أن المادة التي يطرّقها وُلدت داخل إعصار مُحرق في سحابة هيدروجين أولية. وفجأة، أحس بالرغبة في التحليق أعلى والذهاب أبعد. أود أن أعود إلى ماض غابر أقدم بكثير من الماضي الذي تكونت فيه النجوم الأولى: هل يمكن أن نضيف شيئا إلى ما قلناه عن الذرات التي تؤلف المفتاح الشهير؟
غ. ب.:
– هذه المرة علينا أن نرجع إلى أبعد مدى ممكن، إلى لحظة ولادة الكون نفسه، وهكذا سنجد أنفسنا خمسة عشر مليار سنة إلى الوراء ماذا حدث في هذا الزمن؟ الفيزياء الحديثة تخبرنا أن الكون ولد نتيجة انفجار هائل أدى إلى تمدد للمادة ما نزال نلاحظه إلى يومنا هذا. فمثلا المجرّات، هذه السحب المؤلفة من مئات الملايير من النجوم يبتعد بعضها عن بعض بفعل دفع هذا الانفجار الأول.
ج. غ.:
– يكفي أن نقيس سرعة تباعد هذه المجرات لنستنتج اللحظة الأولية التي كانت فيها مجتمعة عند نقطة ما، كما لو كنا نشاهد فيلما بالمقلوب، وبإعادة لف الفيلم الكوني الكبير صورة صورة ننتهي إلى اكتشاف اللحظة الدقيقة التي كان فيها الكون كله بحجم رأس دبوس.
في تصوري يجب حصر بدايات قصة الكون عند هذه اللحظة.
إ. ب.:
– نقطة البداية عند علماء الفيزياء تنطلق من الأجزاء الأولى من مليار جزء من الثانية التي تلت الخلق. وهكذا نجد أنفسنا قبيل الانفجار الأصلي مسافة 43 ـ 10 جزء من الثانية. عند هذا العمر الذي يصل في صغره إلى حد الخيال كان الكون كله بما سيحويه لاحقا من مجرات وكواكب وأرض بأشجارها وزهورها وبذاك المفتاح الشهير، كل ذلك كان موجودا في كرة قياس قطرها صغير إلى الحد الذي لا يستوعبه عقل: 33- 10 سنتمتر، أي ملايير الملايير الملايير من المرات أصغر من نواة ذرة.
غ. ب.:
– على سبيل المقارنة فإن قطر نواة ذرة “لا يتجاوز” 13- 10 سنتمتر.
إ. ب.:
– كانت كثافة وحرارة هذا الكون الأصلي تصلان إلى قدر لا يستوعبه عقل إنسان: درجة حرارة جنونية تصل إلى 32 10 درجة أي الرقم 1 متبوع ب 32 صفرا. نحن هنا أمام “جدار درجة الحرارة”، وهو حد أقصى للحرارة إذا تجاوزناه فإن فيزياءنا ستنهار.
عند هذه الدرجة من الحرارة كانت طاقة الكون الوليد هائلة جدا، أما “المادة” – إذا جاز أن نجد لهذه الكلمة معنى- فكانت عبارة عن “حساء” من الجزيئات البدائية، أسلاف الكواركات (quarks) في الماضي السحيق، كانت هذه الجزيئات في حركة تفاعلية دائمة فيما بينها. ولم يكن هناك أي فرق بعد بين هذه الجزيئات الأولية التي كانت تتفاعل بنفس الكيفية: عند هذا الطور فإن التفاعلات الأساسية الأربعة (الجاذبية، القوة الكهرطيسية، القوة الشديدة والقوة الضعيفة ) لم تكن قد تمايزت بعد، كانت ممتزجة في قوة كونية واحدة.
غ. ب.:
– كل ذلك كان في عالم أصغر بملايير المرات من رأس دبوس! لعل هذه الفترة هي الأكثر مبعثا على الجنون في تاريخ الكون كله. الأحداث تتسارع بتواتر مذهل إلى درجة أن الأمور التي حدثت في هذه الأجزاء من مليارات الأجزاء من الثانية أكثر بكثير مما حدث في ملايير السنوات التالية.
( يتبع في العــدد المقبل )