منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

التيسير والتبشير والتطاوع (6) حديث الجمعة

التيسير والتبشير والتطاوع (6) حديث الجمعة/ الأستاذ هشام كمال

0

التيسير والتبشير والتطاوع (6) حديث الجمعة

بقلم: الأستاذ هشام كمال

سلسلة حديثية مكونة من أربعين حديثا نبويا شريفا مخرجا وموثقا توثيقا علميا بذكر رواته وكذا مراجع إخراجه، ومذيلة ببعض الدرر والعبر العملية المستقاة من كل حديث على حدة عسى الله أن يقدرنا وإياكم على صحبة أنفاس المصطفى صلى الله عليه وسلم بقراءة أحاديثه وحفظها، والعمل على إحياء سننه بإعمالها واتباع منهجه في تزكية الأنفس وتعمير الآفاق.

سلسلة يطلقها موقع منار الإسلام بدورية أسبوعية بمعدل حديث كل يوم جمعة تيمنا بهذا اليوم المبارك الذي خصه الله تعالى بفضائل جمة.

سلسلة انبرى لها الأستاذ الشاعر هشام كمال المولع بسبر بطون المراجع والمصادر الحديثية وانتقاء أصحها واستخلاص دررها جعل الله كل ذلك في ميزان حسناته صدقة جارية إلى يوم الدين ما انتفع منتفع، وعمل عامل، وتهمم متهمم. آمين.

نص الحديث:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا.

تخريج الحديث:

الحديث أخرجه البخاري في الصحيح عن أبي بردة كتاب الجهاد والسير56 باب ما يكره من التنازع والاختلاف164 حديث 3038 ،ومسلم في الصحيح عنه كتاب الجهاد والسير32 باب في الأمر بالتيسير وترك التنفير3 حديث 1733 ،وهذا جزء من حديث طويل أنقله بتمامه من كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد لما فيه من الفوائد الجمة والمسائل المهمة ، قال الصالحي في ج6 ص229 : روى البخاري من طريق سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى الأشعري، ومن طريق طارق بن شهاب كلاهما عن أبي موسى، ومن طريق عبد الملك بن عمير عن أبي بردة مرسلا، قال أبو موسى: أقبلت إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ومعي رجلان من الأشعريين أحدهما عن يميني والآخرة عن شمالي كلاهما يسأل العمل والنبي صلى اللَّه عليه وسلم يستاك، فقال: «ما تقول يا أبا موسى؟ أو قال: «يا عبد اللَّه بن قيس؟» قال: فقلت: والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في نفسيهما وما شعرت أنهما يطلبان العمل. قال: فكأني أنظر إلى سواكه تحت شفتيه وقد قلصت. قال: «لن يستعمل على عملنا من يريده ولكن اذهب أنت يا أبا موسى، أو قال: يا عبد اللَّه بن قيس» . قال أبو موسى: فبعثني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ومعاذا إلى اليمن. قال أبو بردة: بعث كل منهما على مخلافه. قال: واليمن مخلافان، وكانت جهة معاذ العليا وجهة أبي موسى السفلى. قال أبو موسى: فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «ادعوا الناس وبشّرا ولا تنفّرا ويسّرا ولا تعسّرا وتطاوعا ولا تختلفا» . قال أبو موسى: يا رسول اللَّه أفتنا في شرابين كنا نصنعهما باليمن، قال: البتع وهو من العسل ينبذ ثم يشتد، والمزر وهو من الذرة والشعير ينبذ ثم يشتد. قال: وكان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قد اعطي جوامع الكلم وخواتمه. قال: «أنهى عن كل مسكر أسكر عن الصلاة» . وفي رواية: فقال: “كل مسكر حرام” قال: فقدمنا اليمن وكان لكل واحد منا قبّة نزلها على حدة. قال أبو بردة. فانطلق كل واحد منهما إلى عمله، وكان كل واحد منهما إذا سار في أرضه، وكان قريبا من صاحبه أحدث به عهدا فسلّم عليه، فسار معاذ في أرضه قريبا من صاحبه أبي موسى فجاء يسير على بغلته حتى انتهى إليه فإذا هو جالس وقد اجتمع إليه الناس وإذا رجل عنده قد جمعت يداه إلى عنقه فقال له معاذ: يا عبد اللَّه بن قيس أيّم هذا؟ قال: هذا يهودي كفر بعد إسلامه، أنزل وألق له وسادة فقال: لا أنزل حتى يقتل فأمر به فقتل. قال: إنما جيء به لذلك فانزل. قال: ما أنزل حتى يقتل، ثم نزل. فقال: يا عبد اللَّه كيف تقرأ القرآن؟ قال: “أتفوّقه تفوّقا. قال فكيف تقرأ أنت يا معاذ؟ قال: أنا أوّل الليل فأقوم وقد قضيت جزئي من النوم فأقرأ ما كتب اللَّه لي فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي”

درر الحديث:

الحديث فيه من الفوائد الكثير لكن نقتصر على ما يلي من باب الإيجاز والقصد:

  1. الأمر بالدعوة والاحتيال لها بالتيسير والتبشير والتطاوع.
  2. أن سياسة الرعية تؤخذ بالرفق واللين لا بالعنف والغلظة.
  3. أن علاقة المسؤولين بينهم تكون بالتطاوع لا بالتنازع.
  4. في مستخرج أبي عوانة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهما: انطلقا فادعوا إلى الإسلام ……وفيه تقديم الهداية على الجباية وتغليب روح الدعوة على منطق الدولة.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.