منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

وما للضادِ من لغةٍ ….سواها (قصيدة)

وما للضادِ من لغةٍ ....سواها (قصيدة)/ الشاعر ابو علي الصُّبَيْح

0

وما للضادِ من لغةٍ ….سواها (قصيدة)

بقلم: الشاعر ابو علي الصُّبَيْح

وما للضادِ من لغةٍ ….سواها
عشقتُ على المدى دوماً سناها

يا لائمي في حُبِّها أوْ وَصلِها
أنا لا أحبُّ مِن اللُّغاتِ سواها

لُغَتي ومِن حَقِّ اللُّغَاتِ جميعِها
في كلِّ يومٍ أنْ تُقبِّلَ رأسَها

لغةُ الكتابِ الحَقِّ عَزَّ مثيلُها
والمَجدُ مِن عِشْقٍ يُعاقِرُ كأسَها

أقرأ (محمدُ) باسْـم الله مُبتدِئًا
ياخالقَ الإنـسِ والتعلـمِ بالقلمِ

تَحْيَا الحياةَ حلوةً بالقرآن
مِنْ غيرِ خيبةٍ وَلَا ندمِ

خُلِقتَ يَا إنسانُ مِنْ عدَمِ
وسوفَ تَنْتَهِيَ إلَى ظُلَمِ

فَلَا تُثِرْ فِي الأرضِ زوبعةً
واهدأْ قليلًا وَلَهَا ابتسِمِ

وإنْ أَتَاهَا الجَدْبُ يُفقرُها
خدودَهُ اصفعْ بيدِ النِّعَمِ

فِي كُلِّ تَأْوِيلٍ يُحَاصِرُنِي اُلدُّجَى
خَجَلاً يَمُرُّ عَلَى مَجَازَةِ مُـعْجَمِي

لِخَرِيطَةٍ فِي اُلْأَرْضِ أَجْهَدَهَا اُلْخُطَى
وَأَفَاقَ لَحْنٌ ، دُونَ رَجْعِ مُتَرْجِمِ

مُزِجَتْ خُدُودُ اُلْمُشْتَهَى فِي عَيْنِهِ
وَاُحْتَالَهَا غَوْرُ اُلشَّقِيِّ اُلْمُبْهَمِ

وَتَجَلَّى اُلْأَنْوَاءُ خَلْفَ غَمَامَةٍ
كَأْساً عَلَى فَيْضِ اُلْعَقِيمِ وَعَلْقَمِ

لَوْ كَانَ يُدْرِكُ مَا جَنَى فِي أَهْلِهِ
لَمْ يُقْرِضِ اُلسَّفَرَ اُلْبَعِيـدَ لِمُغْرَمِ

وَأَنَا نَطَقْتُ اُلْوَصْلَ أُبْرِقُ أُمَّةً
فِي اُللَّيْلَـةِ اُلظَّلْمَاءِ دُونَ تَكَتُّــمِ

وَرَأَيْتُ عَيْنَ سِفَارِهَا سَفَرًا لَنَا
يَشْكُو بِأَوْطَانٍ سَــلَتْ بِـتَحَمْحُمِ

تَمْشِي كَمَا يَمْشِي اُلتَّغَنُّـجُ بِاُلْفَتَى
حَرْباً عَلَى وَهْمٍ بِفِكْــرَةِ مُعْدِمِ

لُغَةُ اُلْهَوَى عَـرَبِـيََـةٌ لَوْ أَنَّهَا
لَمْ تَلْقَ عَـيّاً فِي اُلرَّبِيعِ اُلْمُلْجَـمِ

يَنْتَابُهُ فِي اُلْحُزْنِ أَحْــزَانُ اُلْمَـدَى
صُوَراً تُعِيـدُ لِشَدْوِهَا لَوْنَ اُلدَّمِ

لاَ زِلْتُ فِي نَظَــــرِ اُلتَّمَنِّي لَيْتَــــهُ
لَيْتَ اُلَّذِي يُجْـزَى يُغَالِبُ أَعْجَمِي

أَوَ مَا تَزَالُ الْأَرْضُ تَحْمِلُ حُبَّهُ
يُخْفِي اُلْمَضَـاءَ لِحُلْمِيَ اُلْمُتَـشَئِّمِ

تَغْفُو علَى قَمَـــرِ تَدَلَّـــى وَاقِفــاً
حَتَّى نُرَدِّدَ خَيْـرَ أُمَّةِ مُسْلِـــمِ

وإنْ لَهَا تكلّستْ لغةٌ
هاتِ لَهَا روائعَ الكَلِمِ

وإنْ تهرّأتْ معاطفُها
بسَترِها عِنْد الصّقيعِ قُمِ

وإنْ تَلاَشَى حُلْمُها وَذَوَى
جدِّدْ لَهَا مراكبَ الحُلُمِ

وإنْ تهدّمتْ معاقلُها
فابنِ لَهَا البناءَ كالهرَمِ

وَلَا تعكِّرْ ماءَ نهضتِها
واكسرْ بِهَا مخالبَ السّقَمِ

وإنْ بكتْ وناحَ بلبلُها
رتِّلْ لَهَا مِنْ أعذبِ النّغمِ

دَعْهَا لتبنيْ اليومَ جنّتَها
لعيشةٍ تُرجى بِلَا ألمِ

فكمْ تألّمتْ وكمْ طُعِنتْ
وكمْ جرتْ بِهَا بحورُ دمِ

وشاخَ وجهُها وكمْ رُجِمتْ
مِنْ أهلِها بأبشعِ الحُممِ

وآنَ أنْ تعودَ فتنتُها
بَعْد انكسارِ الظَّهرِ والقَدَمِ

وأنتَ يَا إنسانُ سِرْ لغدٍ
حُرًّا وَلَا تعُدْ إلَى قِدَمِ

جُعلتَ فِي ذِي الأرضِ سيّدَها
فاخلَعْ بِهَا أرديةَ الخدَمِ

فِي مَا مَضَى كُنْتُ اُلصَّغِيرَ بِنَاظِرِي
وَاُلْآنَ أَمْسَيْتُ اُلْكَبِيرَ بِأَصْلَمِ

وَدَّعْتُ أُغْنِيَّةً رَمَتْ غِيوَانَهَــا
وَتَدَثَّرَ اُلْأَعْرَاب عَزْفَ تَجَهُّمِ

صَارَتْ مُعَذِّبَةُ اُلْكَمَــانِ عَجُــوزَةً
وَاُسْتَاءَ حَالُ اُلْمُسْلِمِينَ بِمَغْرَمِ

مَا ذَنْبُ رَاحِلَةٍ أَتَتْ لِمَعِينِهَا
تَهْفُو لِمَـاءٍ بَعْدَ حِسْيٍ أَشْأَمِ

لَوْ أَنَّ عَاصِفَةَ اُلسَّمَاءِ تَهَوْدَجَتْ
صِرْتُ اُلْوَلِيدَ بتَلَّـةٍ لَمْ تُكْلَمِ

أَسْلُو عَلَى قَمَرٍ يَجُوبُ فَضَـاءَهَا
وَاُلْأَنْجُمُ اُلْحَيْرَى تَجُوبُ بِأَعْظُمِي
جَسَداً تَرَبَّعَ فِي اُلْمَرَاجِحِ لاَهِثاً
يَرْتَادُ دِيناً بَعْدَ دِينِ مُنَجِّمِ

خَبَراً لِمُبْتَدَإٍ رَفَعْتُ بِهِ اُلرُّؤَى
ثُمَّ اُعْتَلاَنِي مَا رَأَى فِي اُلْأَنْجُمِ

وكالملوكِ عشْ بمملكةٍ
تضمُّ كلَّ النّاسِ والأممِ

القولُ فِيهَا لَا لقنبلةٍ
وإنّما للطِّرْسِ والقلمِ .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.