أي الجنازة خير؟
عبد الله الهلالي
ورد على موقع منار الإسلام السؤال التالي:
ما المقصود جزاكم الله خيراً ب:” أي الجنازة خير؟“ و«أكثرهم ذكراً لله عز وجل» ؟
أخرج ابن أبي الدنيا حديثا مُرْسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل: أي أهل المسجد خير ؟ قال: “أكثرهم ذكراً لله عز وجل”. قيل: أي الجنازة خير؟ قال: “أكثرهم ذكرا لله عز وجل”. قيل: فأي المجاهدين خير؟ قال: “أكثرهم ذكرا لله عز وجل” قيل: فأي الحجاج خير؟ قال: “أكثرهم ذكرا لله عز وجل”. قيل: وأي العُبَّاد خير؟ قال: أكثرهم ذكرا لله عز وجل”. قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: ذهب الذاكرون بالخير كله.
ــــــ
أجاب الأستاذ عبد الله الهلالي حفظه الله:
ذكر ابنُ أبي الدنيا حديثًا مرسلًا: أن النبي ﷺ سُئل: أيّ أهل المسجد خير؟ قال: أكثرهم ذكرًا لله عز وجل، قيل: أي أهل الجنازة خير؟ قال: أكثرهم ذكرًا لله عز وجل، قيل: فأي المجاهدين خير؟ قال: أكثرهم ذكرًا لله ، قيل: فأي الحُجَّاج خير؟ قال: أكثرهم ذكرًا لله عز وجل، قيل: وأي العُوَّاد خير؟ قال: أكثرهم ذكرًا لله ، قال أبو بكر: ذهب الذَّاكرون بالخير كله.
وورد حديث صريحً في ذلك ما رواه البيهقي مرسلًا في شعب الإيمان أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل: أي أهل المسجد خير؟ قال: أكثرهم لله ذكرًا عز وجل. قيل: فأي أهل الجنازة خير؟ قال: أكثرهم لله ذكرًا عز وجل. قيل: فأي المجاهدين خير؟ قال: أكثرهم لله ذكرًا عز وجل. قيل: فأي الحجاج خير؟ قال: أكثرهم لله ذكرًا عز وجل الحديث، وفيه: قال أبو بكر رضي الله عنه: ذهب الذاكرون بالخير كله وأخرج الإمام أحمد مثله
وقد أورد الإمام أحمد حديثا آخر عن سهل بن معاذ لم يرد فيه :أي الجنازة خير؟ كما وردت صيغ بها: أي الجنازة، وأحاديث يصيغة: أي أهل الجنازة.
والحديث المرسل هذا ورد في فوائد الذكر وفضله. كما يساق أيضا في بيان أن الغاية الكبرى من جل العبادات هي ذكر الله تعالى. وقد نقرأ في القرآن الكريم كثيرا : لتذكروا الله وأقم الصلاة لذكري ولذكر الله أكبر
وبالرجوع للمعاجم يزول اللبس في قوله: أي الجنازة خير؟ أي أهل الجنازة خير؟إذِ الجِنازة بكسر الجيم تعني كما جاء في المعجم الوسيط النعش أو الميت او هما معا وبذلك قال صاحب الكليات، بل ورد عند ابن فارس أن بعض العرب ينكرون الجنازة بالفتح. وبهذا يكون التقدير أي الموتى الذين يقدمون للصلاة عليهم خير؟ فيكون الجواب أكثرهم ذكرا لله تعالى. أو أي أهل الميت خير فيكون الجواب أكثرهم صبرا واحتسابا واسترجاعا وقول ما يرضي الله تعالى مثلما قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما توفي ابنه إبراهيم عليه السلام: ولا نقول إلا ما يرضي ربنا
وورد الذكر مطلقا ليفيد ذكر اللسان المتعارف عليه من تهليل وتسبيح واستغفار وحمد واسترجاع وحوقلة وتمجيد لله تعالى وصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقراءة للقرآن .كما يفيد ذكر القلب من خشية ومراقبة لله تعالى واستحضار معيته وسلامة القلب ويفيد أيضا ذكر الجوارح أي استعمالها في الطاعة وكفها عن المحرمات والمعاصي.
وقد أورد الدامغاني في قاموس القرآن أو إصلاح الوجوه والنظائر ثمانية عشر وجها لمادة ذ ك ر في القرآن الكريم وهي:
العمل الصالح-الذكر باللسان-الذكر بالقلب- الذكر على الأمر والقصة- الحفظ- العظة- الشرف- الخبر-الوحي- القرآن- التوراة- اللوح المحفوظ- البيان- التفكر- الصلوات الخمس- صلاة الجمعة- التوحيد- الرسول-
خلاصة
للذكر معنى شامل للعديد من العبادات والقربات. وأفضل الناس الأكثر ذكرا لله تعالى في السراء والضراء وفي الفرح والنعمة وعند البلاء والمصيبة. وأفضل العبادات ما اشتملت على ذكر، أو صاحبها الذكر، وما حققت لصاحبها مزيد ذكر الله تعالى. وأفضل الجنائز أي الموتى من كان أكثر ذكرا لله في حياته لأن بعد الموت تسقط التكاليف. وأفضل أهل الميت أكثرهم ذكرا لله عند المصيبة واحتسابا واسترجاعا ورضى بقضاء الله وقدره.
والحمد لله رب العالمين