سر العذاب (قصيدة)
الشاعر حسن الوفيق
يا حسرة سكنت بعمق خواطري
حتى غدا ليلي لظى[1] ونهاري
تتداول[2] الضراء[3] جَلْدي كلما
حاولت أن أخفي دمي وأُداري[4]
فأعود أُبْحر في عذابات الأسى[5]
حُلْمي أرى قمرا ينير مساري
لا زال لي أمل يطل ودمعتي
تجري على خدي ومن أغواري[6]
فتدب[7] في قلبي ندى[8] أحيا به
وأطير من سجني مع الأطيار[9]
إني خُلقت مسافرا لسعادتي
أسعى.. أجوز حواجزي وحصاري
لو كنت أعلم أن في هذا العذاب
عذوبة لشكرت للأقدار
ألقي بنفسي في لَظاه بلا أسى
هي جنتي المثلى وفك إساري[10]
[1] اللَّظَى: لهب النار الخالص لا دخان فيه
[2] تَداولت الأَيدى الشيءَ: أَخذته هذه مرة، وهذه مرة
[3] الضراء: الشدة
[4] دارى الأمر: غطاه وستره، خبأه وأخفاه
[5] الأسى والأسا: الحزن، من أَسِيَ عليه وله
[6] الغَوْر: كل مُنخفِض من الأرض، ومن كل شيء: قعره وعمقه
[7] دَبَّ: سرى رُوَيْدا رويدا
[8] النَّدى: قطرات ماء تسقط على الأرض ليلا
[9] الأطيار: جمع طير
[10] الإِسار: ما يُقيد به الأسير