تقديم:
لقد جاء الإسلام لإصلاح الأوضاع البشرية التي ظلت متقلبة ومتدهورة لقرون طويلة، حيث تروي المصادر التاريخية سلسلة من الممارسات التي تحط من الكرامة الإنسانية، فانتشر الرق، وساد نظام الطبقات الاجتماعية، السادة في مقابل العبيد، والأغنياء في مقابل الفقراء، وأصبح السادة يتحكمون في رقاب العبيد، والأغنياء يسيطرون على الثروات، ويستولون على حقوق الفقراء، وهكذا غابت العدالة الاجتماعية.
وفي ظل هذه الأوضاع الاجتماعية السيئة، والتسلط الإقطاعي على رقاب الناس، أشرقت شمس الإسلام على البشرية، حاملة معها بشائر النور، ونسائم العدل والإنصاف، فالإسلام هو رسالة الله للبشر أجمعين، المتضمنة لكل القيم السامية، والأخلاق الإنسانية الرفيعة، كما أن الإسلام كان إيذانا بفجر الحرية وإعادة الاعتبار للإنسان، وتحقيق عبوديته لخالقه.
ومن المعلوم أن دين الإسلام رفع من شأن الإنسان، وحقق له التوازن بين مطالب الروح ومطالب الجسد، وأرسى دعائم التكافل الاجتماعي بين الناس، ولم يدع مشكلة من المشكلات الإنسانية إلا وضع لها حلولا مناسبة.
ومن بين الحلول التكافلية التي أعلنها الإسلام، نجد نظام الزكاة، بما يتضمنه من معاني الطهارة والنماء والبركة، فهو حق لله يؤخذ من أغنياء المسلمين ويعطى لفقرائهم.
فالزكاة هي الركن الثالث من أركان الدين الإسلامي، والمسلم الغني لا يكتمل إسلامه دون أن يؤدي هذا الفرض الذي هو حق لله وحق للعباد، وأن يؤديه عن طيب نفس منه، و إيمانا بأنه فريضة من الله تعالى عليه.
بيد أن العديد من أغنياء المسلمين فرطوا في هذه الفريضة، بل ومنهم من تركها بالكلية، حيث إن الغالب على البلاد العربية والإسلامية هو وجود مشكلات الفقر والبطالة، لا لشيء ، إلا لأن فريضة الزكاة متروك للشخص ومدى ايمانه بأهميتها والحرص على إخراجها، ولم تكن هناك قوانين زجرية كما هو معمول عندما يتعلق الأمر بالضرائب.
واليوم ونحن نعيش في ظل الأزمة الصحية العالمية، حيث تفشي وباء كورونا في كل أرجاء العالم، بما فيها المغرب، فرضت السلطات المغربية حالة الطوارئ الصحية، وتوقفت بذلك عجلة الاقتصاد، وتضررت الكثير من الأسر الفقيرة، والعاطلين عن العمل، ومع أن الدولة المغربية قامت بمبادرة محمودة ومتميزة ؛ تمثلت في إنشاء صندوق لتدبير الحياة المعيشية في ظل تفشي وباء كورونا، واستطاعت أن تدبر المرحلة بنجاح كبير ترك صدى طيبا في نفوس المغاربة جميعا ، الإ أن هذه الخطوة تبقى ظرفية ومرتبطة بالأزمة الوبائية التي تمر منها البلاد، بينما الواقع الاجتماعي المعقد يفرض البحث عن بديل دائم للحد من معضلة الفقر والمشاكل الاجتماعية المتفشية في المجتمع، ومن هذا المنطلق، تأتي الحاجة الماسة لتطبيق فريضة الزكاة التي من شأنها أن تخفف من معاناة ا الفقراء من المسلمين، وتساعدهم على تجاوز ظروفهم المعيشية الصعبة.
والأكيد أن تجربة الزكاة في كثير من البلدان الإسلامية؛ قد أثبتت نجاحها في الحد من مشكلات الفقر والبطالة…إلخ، كما هو الشأن في بلدان الخليج العربي وفي بلاد إسلامية أخرى، غير أن المغرب باعتباره دولة إسلامية بنص الدستور، أصبح اليوم مطالبا بالعمل بنظام الزكاة الإسلامي، خاصة أن الوضع الاقتصادي بالبلاد يحتاج لموارد مالية ثابتة.
لذلك تسعى هذه الدراسة للإجابة عن الإشكالات الآتية:
ما هو مفهوم الزكاة؟ وما هي خصائص نظام الزكاة في الإسلام؟
ما هو دور الزكاة في التخفيف من الأزمات الاجتماعية خلال زمن انتشار الأوبئة؟
هل تعتبر مبادرة إنشاء صندوق تدبير جائحة كورونا بالمغرب؛ وسيلة فعالة للحد من الفوارق الاجتماعية بالبلاد؟ أم أنها مجرد خطوة ظرفية .؟
أليس المغرب بحاجة لتطبيق نظام الزكاة لتجاوز المشكلات الاجتماعية والاقتصادية؟
المبحث الأول: مفهوم الزكاة
الزكاة لغة تعني النماء والزيادة والطهارة، لقوله تعالى: “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلواتك سكن لهم والله سميع عليم”، أي أنها تطهر المزكي من الإثم وتزيد أجره، وتأتي الزكاة كذلك بمعـاني البركـة والمدح والصلاح، وزكّى ماله تزكية أدى عنه زكاته، والنماء فيها هو النمو الحاصل عن بركـة الله تعالى، ويعتبر ذلك في الأمور الدنيوية والأخروية، وزكاة المال معروفة وهي دفع جزء من مال الأغنياء إلى الفقراء ونحوهم بشروط خاصة.
وفي الاصطلاح الشرعي، عرَّف الفقهاء الزكاة عدة تعريفات، لكن نجد تعريفاتهم لها نفس المعنى ولو اختلفت ألفاظها. ونكتفي في هذا الصدد بتعريف المالكية، حيث عرَّفوا الزكاة بأنها “إخراج جزء مخصوص من مال مخصوص بلغ نصاباً لمسـتحقه إن تـم الملك والحول، أو هي إخراج مال من مال مخصوص بلغ نصابا إن تم الملك والحول”.
المبحث الثاني: خصائص نظام الزكاة في الإسلام
يتميز نظام الزكاة في الإسلام بخصائص لم تجتمع لغيره من الأنظمة الاقتصادية الوضعية، ويمكن تلخيصها في النقاط الآتية:
-الزكاة فريضة مالية توضح نظرة الإسلام للمال، القائمة على أساس نظرية الاستخلاف التي تقتضي أن حرية التصرف في الأموال التي تدخل في ملكية الإنسان مقيدة بأوامر مالكها الحقيقي وهو الله سبحانه وتعالى، ووفق ذلك، يكون الإنسان حرا في استخدام ماله، شريطة أداء الحقوق التي فرضها الله عليه، ومنها الزكاة.
-تقوم الدولة بجمع الزكاة وتوزيعها، ويبرز القرآن الكريم ذلك من خلال اعتبار “العاملين عليها” أحد مصارفها الثمانية، وفي هذا التحديد ضمانا لفاعلية تنظيمها.
-اتساع وتنوع الوعاء الخاضع للزكاة: بحيث تعتبر جميع الأموال القابلة للنماء، سواء كانت تلك القابلة للنمو حقيقية أم تقديرية، وعاء للزكاة بشروط معينة، بالإضافة إلى اعتدال معدلات الزكاة وتباينها باختلاف الأوعية.
-نمو حصيلة الزكاة وتحددها سنويا: إن حصيلة الزكاة تنمو وتزداد مع نمو النشاط الاقتصادي،
ولاشك أنها تتجدد سنويا مما يجعل الآثار الاجتماعية والاقتصادية تتميز بالثبات والاستقرار.
-عدالة الزكاة: فالزكاة هي أعدل اقتطاع مالي يمكن أن يكون في أي نظام مالي تستخدمه الحكومات، حيث أنها تتناسب مع مقدرة المكلف على الدفع، فلا تدفع إلا عن ظهر غني، كما أن الطرق الشرعية في تقدير الأوعية تجعلها تعكس المركز المالي الحقيقي للمكلف، ووضوح الهدف الذي فرضت من أجله، وملائمة أساليب تحصيلها من ناحية التوقيت أو الدفع يجعل عبء الزكاة مقبول ماديا ونفسيا.
المبحث الثالث: دور الزكاة في التخفيف من الأزمات الاجتماعية خلال زمن انتشار الأوبئة
ترسخ الزكاة في المجتمع مبادئ الأخوة الإسلامية والتضامن والتراحم والتكافل الحقيقي، المعنوي والمادي، وتنشىء مجتمعا متماسكا يسود فيه الإحساس بالأمن والاطمئنان،ويقوى فيه ركن الانتماء للوطن والأمة.
والزكاة علاوة على كونها فريضة إسلامية، فهي من الوسائل الفعالة المساعدة على التخفيف من حدة الفقر، وكذلك الحد من آثار المشاكل الاقتصادية والاجتماعية خلال فترات انتشار الأوبئة، وقد تجلى هذا في التاريخ الإسلامي العريق، حيث نجحت فريضة الزكاة في احتواء الأزمات الاجتماعية من خلال تطبيق نظامها .
فقد نال المسلمون من ذلك البلاء والجوائح الكثير، وسجل تاريخهم أحداثها ووقائعها وآثارها. ولعل أكثرها فتكاً كان مرض “الطاعون” الذي انتشر أكثر من مرة في مصر والشام والمغرب والعراق والأندلس وقتل ألوفاً من سكانها.
لكن وبالرغم من هذه الفترات العصيبة التي مرَّت منها بلاد المسلمين، إلا أنه في كل مرة، يثبت النظام الاقتصادي والاجتماعي الإسلامي قدرته الفائقة على تخطي هذه الصعاب، بما يمتلكه من مقومات وأسس لم تتوفر لغيره من الأنظمة البشرية.
والنماذج الشاهدة على نجاح التجربة الإسلامية في تطبيق الزكاة، كثيرة ومتعددة، وقد حفظتها المصادر التاريخية، وروتها كتب السير والتراجم، لاسيما السير ة النبوية وحياة الخلفاء الراشدين. وإنما نورد في هذا المقام، بعض الإشارات النبوية، وما ورد في الآثار من تحقق هذه التجربة الإسلامية الفريدة.
روى البخاري وغيره عن حارثة بن وهب الخزاعي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “تصدقوا، فإنه يأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها، يقول الرجل: لو جئت بها الأمس لقبلتها، فأما اليوم فلا حاجة لي بها”.
ويؤكد هذا ما حدث في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث “لم يجد معاذ بن جبل عامله في اليمن شخصا فقيرا واحدا في البلاد ليعطيه من أموال الزكاة، وقيل إن عمر وبخ معاذ بن جبل لأنه أرسل إليه ثلث أموال الزكاة، قائلا له إنه لم يرسله جابيا، وإنما ليأخذها من الأغنياء ليعطيها الفقراء، فأجاب معاذ بن جبل بأنه لم يكن ليفعل ذلك لو وجد من يأخذها منه، وفي السنة الثانية أرسل معاذ نصف أموال الزكاة إلى أمير المؤمنين، وفي السنة الثالثة جميع زكاة اليمن إلى المدينة قائلا لعمر: إنه لم يجد شخصا فقيرا واحدا تعطى له الزكاة”.
وتكرر هذا الموقف أيضا في زمن عمر بن عبد العزيز، إذ لم يجد أغنياء المسلمين لمن يعطوا زكاة أموالهم، حيث لم يبق فقير واحد، وعمَّ الرخاء البلاد، وانتشر العدل والأمن الاجتماعي.
روى البيهقي في “الدلائل” عن عمر بن أسيد(ابن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب) قال: إنما ولي عمر بن عبد العزيز ثلاثين شهرا، لا والله ما مات حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم فيقول:” اجعلوا هذا حيث ترون في الفقراء، فما يبرح حتى يرجع بماله، يتذكر من يضعه فيه فلا يجده، قد أغنى عمر الناس”.
والزكاة لها دور فعال في التخفيف من الأزمات الاجتماعية أثناء فترات الأوبئة، حيث إن إخراجها يساهم في سد الخلل الاجتماعي الناجم عن توقف العديد من الأنشطة الاقتصادية، وحرمان الناس من مورد الرزق، وازدياد معاناة الفقراء، لأنهم لا يملكون قوت يومهم في الأيام العادية، فكيف إذا انتشر الوباء في البلاد، وانسدت الآفاق في وجوههم؟
ومع اشتداد الأزمة الوبائية بالعالم ، وتدهور الحالة الاجتماعية ،لم يكن المغرب استثناء فتضررت ا لعديد من الأسر الفقيرة، برزت آراء فقهية تدعو إلى ضرورة تقديم إخراج الزكاة قبل حلول وقتها المقرر شرعا، نظرا لحاجة الفقراء والمساكين للمال، وفي هذا الإطار، نشرت جريدة هسبريس الإلكترونية تصريحا للعلامة المغربي مصطفى بن حمزة؛ عضو المجلس العلمي الأعلى، يقول فيه:” إنّ الأصل في الزكاة أنّها تجب بعد مرور الحول بالنسبة للأموال، لكن الفقه الإسلامي اعتبر أنّ هناك حاجات تستدعي أن تُقَدَّم الزكاة، وانتهى الفقه المالكي بعد نقاش إلى جواز تقديمها بنحو شهرين”.
وأضاف الفقيه المغربي المالكي “لا نعيش الآن ظرفا عاديا، بل نعيش ظرفا خاصّا استثنائيا، وحالةَ ضرورة، وفقه الضرورة هو غير الفقه العادي، ونحتاج أن نُسْعِفَ النّاس ويجدوا أن الإسلام هو الذي يقدّم لهم يد العون، ولذلك لا بدّ أن نصير إلى الأقوال التي تقول بتقديم الزكاة، وهي أقوال فقهاء مسلمين كبار، ولهذا يجوز إخراجها الآن”.
فلسفة الإسلام في التكافل والـتراحم مبنيـة عـلى تـذويب الفـوارق الكبـــيرة بـــين النـــاس، وخلـــق مجتمعـــات يتضـــامن أبناؤهـــا في تخفيـــف المعانــاة، عــن بعضــهم الــبعض، وخصوصــا وقــت الأزمــات الشــديدة، كالأوبئـة، والابـتلاءات، ويمسـح بعضـهم دمـوع بعـض، لأن النـاس في الإســلام كالجســد الواحــد، يتــألم الفــرد للمجتمــع، والمجتمــع للفــرد.
هكذا إذن، نخلص إلى أن للزكاة في الإسلام دور كبير وفعال في الحد من الفوارق الاجتماعية بين المسلمين أغنيائهم و فقرائهم، كما أنها تساعد على التخفيف من شدة الأزمات الوبائية، لاسيما وأن فقراء المسلمين يجدون أنفسهم بين جدران بيوتهم بسبب الحجر الصحي، ولا سبيل أمامهم للخروج من أجل البحث عن لقمة العيش.
وفي ظل عدم تفعيل صندوق الزكاة بالمغرب، جاءت المبادرة الملكية الحكيمة ، فأصدر قرار رسمي بإنشاء صندوق تدبير جائحة كورونا. وفتح المجال لكل المتبرعين من مختلف شرائح البلاد وكان أول من تبرع لفائدة هذا الصندوق بقدر مالي كبير من ماله الخاص
فإلى أي حد ساهمت هذه المبادرة الرسمية في التخفيف من تبعات هذا الوباء على الاقتصاد الوطني، وعلى الأسر المغربية بشكل خاص؟
المبحث الرابع: أهمية مبادرة إنشاء صندوق تدبير جائحة كورونا بالمغرب
تندرج مبادرة الدولة المغربية لإنشاء صندوق تدبير جائحة كورونا 19، ضمن المخططات الاستباقية للحد من الآثار السلبية التي قد يحدثها هذا الوباء على الاقتصاد الوطني، خاصة أن الميزانية العامة للدولة لا يمكن لوحدها أن تحتوي هذه الأزمة، لأن توقف عجلة الاقتصاد في البلاد، وإغلاق كل المؤسسات التجارية، والشركات الكبرى، سيكون له لا محالة انعكاسات سلبية على عدد من القطاعات الحيوية.
لذلك، تم إنشاء صندوق تدبير هذه الجائحة،”والذي سرعان ما وجد دعمـا مشـهودا تمثـل في رفـده وتغذيتـه مـن طـرف الهيئـات والمؤسسـات والأشـخاص الـذاتيين، وقـد وظـف هـذا الصــندوق للقيــام بــدور مــزدوج، يتمثـــل أحــد شــقيه في تــوفير العتـــاد والأجهزة الخاصة بمواجهة فيروس كورونـا المسـتجد كوفيـد 19، إيـواء وتشخيصـا وتطبيبـا، ويتمثـل الشـق الآخـر في جـبر الأضـرار التـي تعـرض لهـا قطـاع عـريض مـن التجـار والصـناع والعـاملين المصـنفين في القطـاع غــير المهيكــل. لقــد مثــل هــذا الجهــد وجهــا مشــرقا لتجســيد مســؤولية الدولــة، وينـــزع عنهـــا هـــذه الصفة كون صنيعها داخلا في مقتضى المسؤولية والواجب”.
وبالرغم من الآثار الإيجابية الملموسة لهذه المبادرة الرسمية، إلا أن هناك من يرى ضرورة تحويلها من الطابع الفردي التطوعي إلى الطابع الإجباري القانوني. وفي هذا السياق يرى الدكتور حسن التايقي، باحث في السياسات العمومية والقانون الدستوري،”عدم الاقتصار فقط على التضامن العفوي الذي جسدته مؤسسات وأفراد ذاتيون بالانخراط في هذه المبادرة الملكية الحكيمة”، وطالب بتفعيل التضامن الإجباري كما هو مؤطر دستوريا.حيث استفاد منه العديد من الفقراء والعمال الذين توقفوا عن العمل من تعويضات مالية مهمة كل شهر ، نتيجة الدعم الكبير الذي لقيه هذا الصندوق وخلف ارتياحا واسعا بين المغاربة
وأوضح أن”نجاعة الصندوق الخاص بتدبير مواجهة جائحة كورونا تدعو بإلحاح إلى التفكير بجدية في إمكانية الاستثمار في كل ما يتيحه لنا دستور المملكة من أحكام ومقتضيات لمواجهة مثل هذه الظروف الصعبة”، داعيا إلى “اللجوء إلى كل الطرق والصيغ التي تفرضها علينا تحديات التصدي لهذه الجائحة المشؤومة”.
وانطلاقا من هذه المعطيات السابقة، يظهر مدى حاجة المغرب لنظام بديل للتضامن، وأكثر نجاعة في احتواء مشكل الفقر والبطالة، ويكون مؤطرا بالدستور.
ولهذا، يتساءل الكثيرون في المغرب عن السبب في عدم إخراج صندوق الزكاة، وتفعيله ولو في مثل هذه الازمات ،وهو المشروع الذي سبق أن تم طرحه من أعلى سلطة في البلاد، لكن لم يتم تنزيله على أرض الواقع
المبحث الخامس: الحاجة لإنشاء صندوق الزكاة بالمغرب
سياق نشأة فكرة صندوق الزكاة بالمغرب:
التكافــــل الاجتمــــاعي وقــــت الأزمــــات والشــــدائد، عظـــيم جــــدا، ومطلـوب بـأمر اللـه تعـالى ورسـوله صـلى اللـه عليـه وسـلم. وهـو يظهـر المعــاني العالميــة لهــذا الــدين، كمــا يظهــر معــاني الإنســانية الســامية. وبنظــرة لشـــمولية الإســـلام نجــده لا يقصـــر فلســـفته عـــلى الاســـتجابة وتلبيـــة رغبـــات الـــنفس الروحيـــة، بـــل أولى اهتمامـــا بالغـــا مـــن خـــلال تعاليمـــه عـــلى طـــرح مشـــاكل ومعانـــاة المجتمعـــات، وإيجـــاد الحلـــول المناســبة لهــا، ولــيس المجتمــع المســلم فقـطـ، بــل النظــرة إلى العالميــة، قدم حلولا للإنسانية جمعاء، حلولا كونية للمجتمع الإنسـاني بأسـره بصـــرف النظــر عـــن انتمـــاءاتهم الدينيـــة، أو المذهبيـــة، أو العرقيـــة، أو الجنسية.
وانطلاقا من الثوابت الدينية والحضارية للمغرب، باعتباره بلدا مسلما، ينص دستوره على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة، وما دأب عليه السلاطين الذين تعاقبوا على حكم البلاد؛ من القيام بمصالح الرعية، وحفظ حقوقهم، وبالنظر لمكانة الزكاة في الإسلام، وما لها من دور في الحد من الفوارق الاجتماعية، فقد عرف المغرب عدة محاولات لتأسيس صندوق الزكاة، لكن بقيت كلها دون تفعيل، لحد الان ولم يكتب له الخروج إلى أرض الواقع
كانت المبادرة الأولى سنة 1980، وتوجت بإدراج حساب خصوصي للزكاة في ميزانية الدولة، والثانية كانت سنة 1998، وأنجز دليل لجباية الزكاة بين وزارة المالية ووزارة الأوقاف، أما الثالثة فكانت سنة 2004، ولم تخرج إلى حيز الوجود لأنها تزامنت مع إنشاء المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ولعل أبرز هذه المبادرات، تلك التي دعا إليها الملك الراحل الحسن الثاني في أواخر تسعينات القرن الماضي، لكن هذه المبادرة لم تجدطريقها للتطبيق الرسمي، بالرغم من كل الترتيبات الإدارية التي رافقتها.
ويعزى غياب صندوق الزكاة بالمغرب، إلى عدة عوامل متداخلة، ذاتية وموضوعية، وقد أشار الخبير الاقتصادي المغربي عمر الكتاني إلى أهمها حيث قال:”صندوق الزكاة يحتاج إلى النية الصادقة، لأن كثيرا من المزكّين لا يريدون أن تمرّ زكواتهم إلى مستحقيها عن طريق الدولة،”. فالمعني بأمر الزكاة يختار من يستحقها بنفسه ويتكلف به
وتجاوز هذا العائق، حسب الكتاني، يقتضي أن تقوم الدولة أولا بالشروع في تنفيذ المشاريع الاستثمارية الاجتماعية التي تريد أن تموّلها من مال صندوق الزكاة، تأكيدا منها على أن هذه المشاريع حقيقية، لإقامة جسر ثقة بين الدولة والمزكّين أولا، ثم تطلب منهم، بعد ذلك، تمويل إنجاز المشاريع التي بدأ العمل في إنجازها “.
2-أهمية إنشاء صندوق الزكاة بالمغرب
الزّكاة هي أحد الوسائل الفعّالة في الحدّ من الفقر والبطالة، وفي دعم التنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والرّوحية، إذا طبّقت في مجتمع مسلم، وبشكل صحيح، ضمن الإستراتيجية الاقتصادية الإسلامية القائمة على تحقيق الفلاح في الدّنيا والآخرة..
والمغرب واحد من البلدان الإسلامية التي تعرف ارتفاع نسب الفقر والبطالة، وبالرغم من الجهود المبذولة من الحكومات المغربية المتعاقبة، لم تتم معالجة هذه المشكلات الاجتماعية على الوجه المطلوب، من خلال رسم خطة مدروسة ومضبوطة للتخفيف من حدتها، وإنما كانت السياسات المتبعة كلها مجرد تدابير ظرفية، لم تفلح في حل الأزمة.
لذلك، تظهر أهمية مبادرة إنشاء صندوق الزكاة بالمغرب، التي لا شك ستكون لها آثار إيجابية كثيرة على الاقتصاد الوطني، من خلال دعم المجال الاجتماعي الذي يعرف تدهورا كبيرا، بسبب تفشي الفقر والبطالة، كما تتجلى أهمية نظام الزكاة في توفير مداخيل مالية مهمة، من شأنها تغطية النقص الحاصل في ميزانية الدولة، خاصة ما يتعلق بالدعم الموجه لقطاعات لها أولوية في سلم الاقتصاد الوطني.
وفي هذا الصدد يرى الخبير الاقتصادي المغربي عمر الكتاني أن إيرادات صندوق الزكاة إذا كانت فقط في حدود 2 في المئة من الدخل الإجمالي بالمغرب، فهذا يعني أنه سيوفر لميزانية الدولة أكثر من 2000 مليار في السنة، ما سيمكّن من خلق استثمارات ضخمة في القطاعات الاجتماعية الأساسية، كالتعليم والصحة والنقل والسكن.
بالنظر إلى حصيلة الزكاة، نجد أثرها الكبير على التنمية الاقتصادية و استخدام الأموال حيث أنها
تشجع صاحب رأس المال بطريقة غير مباشرة على استثمار أمواله. فيحقق فيها فائضا يؤدي منه الزكاة. وفي نفس الوقت يفيد المجتمع بأداء حق يساعد في مجال التنمية الاقتصادية بالعمل على سرعة دوران رأس المال.
الإجراءات اللازمة لإنجاح نظام الزكاة في المغرب
ليس يكفي أن نقول للناس أدوا زكاة أموالكم، فالإسلام لم يقتصر على فرض الزكاة وإيجابها على المسلمين، في كل زمان ومكان، بل لابد من متتبع لها حتى يخرجها جميع الناس وصرفها لمستحقيها ولابد من مؤسسة تسهر على هذه العملية وتضفي عليها طابعا رسميا
ومن هنا، تظهر أهمية رقابة الدولة على إخراج الزكاة، وصرفها لمستحقيها من الفقراء والمحتاجين، خاصة أن عملية إخراج الزكاة في المغرب تتم بشكل فردي وغير منظم، وقد يستفيد منها غير المستحقين أحيانا، ولذلك لا بد من تنظيم رسمي لمؤسسة الزكاة.
وفي هذا الصدد، يقترح الدكتور يوسف الكتاني ” أن تسند المؤسسة إلى أفراد ومنظمات اجتماعية، ويوكل التسيير والتنظيم إلى أفراد ميسورين أتقياء، يتطوعون لهذه المهمة السامية الشرعية، وتخضع المؤسسة إلى رقابة صارمة من الدولة حفاظا على أموال الزكاة، وضمانا لانتظام الجمع والتحصيل، وفقا لما حدده القرآن الكريم لطرق تحصيل الزكاة وإنفاقها على المستحقين لها، تحقيقا للأهداف المتوخاة منها دينيا، واجتماعيا، واقتصاديا، خاصة وأن الزكاة ليست مجرد إحسان، بل هي تنظيم اقتصادي واجتماعي تشرف الدولة عليه،”.
والزكاة من شأنها أن تساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب، إذا ما صُرِفت في وجوهها المشروعة بنص القرآن والسنة النبوية، ولعل هناك العديد من المستحقين لهذه الأموال في وقتنا المعاصر، يمكن إدراجهم في خانة” الغارمين وفي سبيل الله”، في الوقت الذي يجب على الدولة تحفيز بعض الجهات الميسورة على إخراج الزكاة، من خلال القيام ببعض الإجراءات كالإعفاء الضريبي مثلا.
ومن هذه الإجراءات الضرورية نذكر:
– استفادة فئة من المستحقين الذين لهم مؤهلات علمية وتتوفر فيهم الشروط، كالطلبة والباحثين المستحقين لها.
– استفادة فئة المستحقين الذين نخشى أن يخرجوا من الدورة الاقتصادية وهم المدينون أو المستثمرون، والذين أفلسوا أو مهددون بالإفلاس.
-يمكن أن نشجع الناس على إعطاء الزكاة خاصة الشركات بنوع من الإعفاءات الجبائية التي تراعي إعطاءهم للزكاة.
-تنظيم الزكاة من جديد، ومحاولة توظيفها لحل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، والنفسية المعاصرة، وتحفيز التفاعل الوجداني بين أفراد المجتمع.
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور القرضاوي:”وهي نظام خُلُقي؛ لأنها تهدف إلى تطهير نفوس الأغنياء من دنس الشح المهلك، ورجس الأنانية الممقوتة، وتزكيتها بالبذل وحب الخير، والمشاركة الوجدانية والعملية للآخرين. كما تعمل على إطفاء نار الحسد في قلوب المحرومين الذين يمدون أعينهم إلى ما متع الله به غيرهم من زهرة الحياة الدنيا وإشاعة المحبة والإخاء بين الناس”.
خاتـــــمة:
نخلص مما سبق، إلى أن لنظام الزكاة الإسلامي، أثر فعال في التخفيف من الأزمات الاجتماعية التي تمر منها المجتمعات المسلمة، وهذا الأنموذج الاقتصادي الإسلامي، أثبت التاريخ نجاحه في تجاوز مشكلات الفقر والحاجة وكل مظاهر الحرمان، فهو نظام رباني يهدف إلى بناء مجتمع إسلامي قوي ومتكافل.
والمغرب يحتاج اليوم إلى تفعيل صندوق الزكاة، وذلك من أجل حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها أفراد المجتمع، خاصة في فترات انتشار الأوبئة والمجاعات.
1- سورة التوبة:103
2- ابن منظور، لسان العرب، مج 15، دار صادر، بيروت،ج14، ص:358
3- الصاوي، أحمد، بلغة السالك لأقرب المسالك، مج2 ، بيروت، دار الفكر،ج1، ص ص:192 – 193
4- جمال لعمارة، اقتصاديات الزكاة والدور الجديد للدولة في الاقتصاد الإسلامي، دار الخلدونية، الجزائر،2014، ص:12
5- فراج نور الهدى، يعقوب أسيا، دور صندوق الزكاة في تمويل المشاريع الاستثمارية –دراسة حالة صندوق الزكاة بولاية البويرة- مذكرة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر في العلوم الاقتصادية، تخصص اقتصاديات المالية والبنوك، جامعة أكلي منحد أولحاج، البويرة، 2013-2014، ص:7
6- عثمان حسين عبد الله، الزكاة الضمان الاجتماعي الإسلامي، الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع، المنصورة، ط1: 1409هـ – 1989م، ص:146
7- علي الصلابي، كيف تعامل المسلمون مع الأوبئة وآثارها في مراحل تاريخهم؟، مقال منشور على مدونات موقع الجزيرة نت بتاريخ: 19/03/2020
8- يُنظر: ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، كتاب الزكاة، باب الصدقة قبل الرد، ج1، ص:181
9- دور الزكاة في التخفيف من حدة الفقر وسبل تفعيلها، جريدة التجديد، نشر في يوم 05 – 09 – 2002.
10- يُنظر: العيني، عمدة القاري شرح البخاري، تحقيق: عبد الله محمود محمد عمر، دار الكتب العلمية، بيروت،16/135
11- وائل بورشاشن، بنحمزة يدعو إلى إخراج الزكاة قبل الموعد لمساعدة فقراء كورونا، موقع هسبريس الإلكتروني، الأربعاء 01 أبريل 2020 – https://www.hespress.com/orbites/465753.html
12- عمر أجة، التكافل الاجتماعي زمن الأزمات(كورونا 19)، كتاب النبراس،السلسلة رقم(8)، منشورات جمعية النبراس للثقافة والتنمية، وجدة، أبريل 2020، ص:162
13- عبد المجيد بنمسعود، سبحان مبدل الأحوال(تأملات في زمن كورونا المستجد)، كتاب النبراس،السلسلة رقم(8)، منشورات جمعية النبراس للثقافة والتنمية، وجدة، أبريل 2020، ص:32
14- هل ينتقل المغرب إلى التضامن الإجباري لمواجهة جائحة كورونا؟، موقع هسبريس الإلكتروني، الثلاثاء 14 أبريل2020
15- عمر أجة، التكافل الاجتماعي زمن الأزمات(كورونا 19)، مرجع سابق، ص ص: 160 – 161.
16- أحمد الإدريسي، صندوق الزكاة بالمغرب؛ ضوابطه وآليــات تفعـيله، مقال منشور على الموقع الإلكتروني لمجلة منار الإسلام، 7 مايو 2020، بتصرف.
17-صندوق الزكاة، مورد مالي ضخم ينتظر التفعيل منذ أربعين عاما، موقع جريدة هسبريس، 17 أبريل 2020
https://www.hespress.com/economie/467837.html
18- المصدر السابق.
19- الزّكاة وسيلة فعّالة في الحدّ من الفقر والبطالة، عن موقع: https://www.elkhabar.com/press/article/107179/
20-
صندوق الزكاة، مورد مالي ضخم ينتظر التفعيل منذ أربعين عاما، موقع جريدة هسبريس، 17 أبريل 2020
https://www.hespress.com/economie/467837.html
21- دور صندوق الزكاة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة-دراسة مقاربة لولاية ميلة مع ولاية أدرار، مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر، ميدان العلوم الاقتصادية، تسيير وعلوم تجارية، إعداد الطالبتين: ساحلي جميلة، حماوي خديجة، إشراف الدكتورة: لمطوش لطيفة، كلية العلوم الاقتصادية، التجارية، وعلوم التسيير، قسم العلوم الاقتصادية جامعة أحمد دراية، أدرار، الجزائر، الموسم الجامعي: 2017-2018، ص: 24.
22- يوسف الكتاني، الزكاة بين التشريع والتطبيق، مجلة دعوة الحق، العدد 341، عن موقع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب http://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/8437
23- أحمد الإدريسي، صندوق الزكاة بالمغرب؛ ضوابطه وآليــات تفعـيله، 7 مايو 2020 مرجع سابق، عن موقع:
https://islamanar.com/zakat-fund-in-morocco-controls-and-mechanisms-to-activate-it/
24- يوسف القرضاوي، فقه الزكاة، مؤسسة الرسالة، الطبعة السابعة، 1422هـ- 2001م، ج2، ص: 633
لائحة المصادر والمراجع:
-القرآن الكريم برواية ورش عن نافع.
-ابن منظور، لسان العرب، مج 15، دار صادر، بيروت،ج14.
بنمسعود عبد المجيد، سبحان مبدل الأحوال(تأملات في زمن كورونا المستجد)، كتاب النبراس،السلسلة رقم(8)، منشورات جمعية النبراس للثقافة والتنمية، وجدة، أبريل 2020.
-أجة عمر، التكافل الاجتماعي زمن الأزمات(كورونا 19)، كتاب النبراس،السلسلة رقم(8)، منشورات جمعية النبراس للثقافة والتنمية، وجدة، أبريل 2020.
-دور الزكاة في التخفيف من حدة الفقر وسبل تفعيلها، جريدة التجديد، نشر في يوم 05 – 09 -2002.
-الصاوي أحمد، بلغة السالك لأقرب المسالك، مج2 ، بيروت، دار الفكر،ج1.
– الصلابي علي، كيف تعامل المسلمون مع الأوبئة وآثارها في مراحل تاريخهم؟، مقال منشور على مدونات موقع الجزيرة نت بتاريخ: 19/03/2020.
– العسقلاني ابن حجر، فتح الباري، كتاب الزكاة، باب الصدقة قبل الرد، ج1.
– العيني بدر الدين أبو محمد محمود بن أحمد، عمدة القاري شرح البخاري، تحقيق: عبد الله محمود محمد عمر، دار الكتب العلمية، بيروت، ج16.
– عثمان حسين عبد الله، الزكاة الضمان الاجتماعي الإسلامي، الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع، المنصورة، ط1: 1409هـ – 1989م.
-القرضاوي يوسف، فقه الزكاة، مؤسسة الرسالة، الطبعة السابعة، 1422هـ- 2001م، ج2.
– لعمارة جمال، اقتصاديات الزكاة والدور الجديد للدولة في الاقتصاد الإسلامي، دار الخلدونية، الجزائر،2014.
الرسائل الجامعية:
-ساحلي جميلة، حماوي خديجة، دور صندوق الزكاة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة-دراسة مقاربة لولاية ميلة مع ولاية أدرار، مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر، ميدان العلوم الاقتصادية، تسيير وعلوم تجارية، كلية العلوم الاقتصادية، التجارية، وعلوم التسيير، قسم العلوم الاقتصادية جامعة أحمد دراية، أدرار، الجزائر، الموسم الجامعي: 2017-2018.
-فراج نور الهدى، يعقوب أسيا، دور صندوق الزكاة في تمويل المشاريع الاستثمارية –دراسة حالة صندوق الزكاة بولاية البويرة- مذكرة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر في العلوم الاقتصادية، تخصص اقتصاديات المالية والبنوك، جامعة أكلي منحد أولحاج، البويرة.
المقالات الالكترونية:
- أحمد الإدريسي، صندوق الزكاة بالمغرب؛ ضوابطه وآليــات تفعـيله، مقال منشور على الموقع الإلكتروني لمجلة منار الإسلام، 7 مايو 2020
- https://islamanar.com/zakat-fund-in-morocco-controls-and-mechanisms-to-activate-it/
- الزّكاة وسيلة فعّالة في الحدّ من الفقر والبطالة، عن موقع: https://www.elkhabar.com/press/article/107179/
- صندوق الزكاة، مورد مالي ضخم ينتظر التفعيل منذ أربعين عاما، موقع جريدة هسبريس، 17 أبريل 2020
- https://www.hespress.com/economie/467837.html
– هل ينتقل المغرب إلى التضامن الإجباري لمواجهة جائحة كورونا؟، موقع هسبريس الإلكتروني، الثلاثاء 14 أبريل2020
- https://www.hespress.com/societe/467567.html
- وائل بورشاشن، بنحمزة يدعو إلى إخراج الزكاة قبل الموعد لمساعدة فقراء كورونا، موقع هسبريس الإلكتروني، الأربعاء 01 أبريل 2020 – https://www.hespress.com/orbites/465753.html
- يوسف الكتاني، الزكاة بين التشريع والتطبيق، مجلة دعوة الحق، العدد 341، عن موقع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب
- http://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/8437