منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

رمضان المتقين

رمضان المتقين/الدكتور محمد يسري ابراهيم

0

رمضان المتقين

بقلم: الدكتور محمد يسري ابراهيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد
فإن مثقال ذرة من داء قلبي هو: الكبر، يمنع العبد من دخول الجنة!
فكم من مثاقيل الكبر في قلبك وأنت لا تعلم!
فمتى تعلم؟
ومتى تتوب مما تعلم، ومما لا تعلم؟!
أكثر إذن من قول: “سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم”
وتهيأ لشهر المغفرة بالتوبة النصوح!
‏وهذا الداء الدويّ وهو: الكبر الذي يحملك على رد الحق بعد ما تبين، وعلى غمط الناس حقوقهم وأقدارهم، لا قدوة لك فيه إلا اللعين إبليس!
وتخطئ كثيرا حين تظن أن هذا الداء إنما يصيب العامة والدهماء!
إنه ليصيب العلماء والفضلاء ربما أكثر من الجهلاء!
وتستطيع أن تنظره بوضوح في بعض الجدال والحوارات الجوفاء.

‏وإذا تحققت أن غاية كل عبادة هي تحصيل التقوى،
كما قال تعالى:”يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون”
وقال سبحانه:”يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”
فإن التقوى أن تحذر الذنوب كلها، صغارها وكبارها، ظاهرها وباطنها!
‏وأول وأولى ما اتقيت ذنوب القلب والباطن إذ هي أخطر وأضر! وعنها تتولد ذنوب القالب والظاهر!
وما دخلت امرأة النار فقط في قتل هرة؛ بل في قسوة قلب نزعت منه الرحمة على الخلق!
وما غفر للبغي بسقيا كلب فحسب؛ وإنما في امتلاء قلب بالرحمة والإحسان!
ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله!
‏إن أعظم أرباح شهر رمضان أن تخرج منه بغير القلب الذي دخلت به!
فادخل بقلب تائبٍ؛لتخرج بقلب منيبٍ، مشفق،موصول بالله، معظم لشعائر الله وحرماته، معرض عما لا ينفع في الآخرة، متأهب ليوم الرحيل، وكذلك قلوب المتقين!
فإذا وصلت إلى هذا القلب فهنيئا لك أعمال التقوى وثمراتها العاجلة والآجلة.
فإذا بلغت تلك المنزلة فارعها حق رعايتها تكن من المفلحين،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.