منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

القرآن الكريم في منهاج التربية الإسلامية الجديد مقابلة مع الدكتورة فاطمة بوسلامة

 الدكتور عبد الكريم بودين

0

القرآن الكريم في منهاج التربية الإسلامية الجديد

مقابلة مع الدكتورة فاطمة بوسلامة

 الدكتور عبد الكريم بودين

 

يمكنكم تنزيل كتاب:

“ مركزية القرآن الكريم في المنهاج المعدل لمادة التربية الإسلامية مقاربة ديداكتيكية ” من الرابط التالي:

 

 الدكتورة فاطمة بوسلامة

  • أستاذة مادة علوم القرآن بمؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط.
  • أستاذة متعاونة مع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.
  • باحثة متعاونة مع مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)

 

القرآن الكريم في منهاج التربية الإسلامية الجديد بأسلاك التعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي والتأهيلي

 

إن تفسير وتعليل اختيارات مفردات البرنامج الدراسي لمادة التربية الإسلامية، وكذا الحكم على هذه الاختيارات سلبا أو إيجابا، كل ذلك متوقف، ولاشك، على بيان حقيقة التصور الذي بني عليه هذا البرنامج.

وتبعا لذلك أقول: إن منهاج التربية الإسلامية الجديد أولى عناية أكثر للقرآن الكريم وقوى من حضوره كما وكيفا.

فأما من جهة الكم: فبالرغم من أن المنهاج في عمومه تجاوز المقاربة الكمية في تعاطيه مع مفردات البرنامج الدراسي (إذ قل عدد الدروس مثلا) إلى محاولة تلمس “المعنى” الكامن في هذه المفردات، إلا أنه، وبالنسبة للقرآن الكريم خاصة، (وهو مصدر كل معنى إيجابي ومطلوب) زيد في عدد السور المقررة بالنظر إلى جميع مستويات التعليم، وانتقل عدد هذه السور في بعضها، مثل سلك التعليم الثانوي الإعدادي، إلى الضِّعف، إذ كان المقرر السابق يشمل 03 سور بمعدل سورة واحدة في السنة، وهي على الترتيب: سور لقمان، والحجرات، والفتح، وقرر حاليا 06 سور بمعدل سورتين في السنة، هي على الترتيب سورتا ق ولقمان ، وسورتا النجم والحجرات، وسورتا الحشر والحديد.

وبالنسبة لسلك التعليم الثانوي التأهيلي قررت03 سور لها رمزية خاصة هي: سورة الكهف، وسورة يوسف، وسورة يس، وذلك بعد أن لم تكن ولا سورة واحدة مقررة في هذا السلك.

وأما من جهة الكيف: فقد اتجه التصور الجديد للمنهاج إلى اعتبار مادة التربية الإسلامية بمداخلها الخمسة (التزكية، والاقتداء، والاستجابة، والقسط، والحكمة) “وحدة متكاملة ومترابطة يلتحم فيها الفكر بالسلوك والعلم بالعمل”. والأساس المتين الذي تبنى على قواعده هذه الوحدة، ويكفل تحقيق ذلك الترابط هو القرآن الكريم، إذ وردت التوجيهات” بضرورة اعتماد السور القرآنية المقررة مرجعا معرفيا مؤطرا لمختلف المفاهيم والقضايا المتداولة في كل المداخل”.

وانسجاما مع هذا الاتجاه، لم ترتب سور القرآن الكريم المقررة في سلك التعليم الابتدائي وفق ترتيب المصحف، وروعي في الترتيب الجديد مناسبة السور، ما أمكن، للموضوعات المقترحة ضمن المداخل، فبالنسبة للأسابيع(من 23 إلى 26)/ السنة الثانية ابتدائي مثلا، تم اختيار سورتي الانشقاق والعصر لتأطير دروس المداخل الخمسة، وهي على الترتيب درس( الله يسمعني ويراني، السميع ، البصير)/مدخل التزكية، ودرس(كدح الرسول صلى الله عليه وسلم، الرعي)مدخل الاقتداء، ودرس( أصلي المغرب والعشاء)/مدخل الاستجابة، ودرس(أعمل وأجتهد)/مدخل القسط، ودرس( أتقن عملي)/مدخل الحكمة.

ولا يخفى أن هذه المداخل تلتقي في مفهوم العمل الذي تؤطره الآيات من السورتين المقررتين، من مثل قوله تعالى: ﴿ ياأَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاَقِيه [سورة الانشقاق آية 6] ، وقوله تعالى في سورة الانشقاق آية 25، ﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق﴾ [سورة العصر آية 2]وهي آيات تبرز ولاشك قيمة العمل كما تؤكد فكرة ارتباطه بالإيمان.

والغاية المقصودة التي ينبغي أن يصل إليها المتعلم في نهاية دروس هذا الشهر(ضمن مدخل الحكمة)، هي وجوب( إتقان العمل) مقتديا بالنبي صلى الله عليه وسلم في عمله وكدحه، ومطيعا ربه الذي يسمع ويرى عمله، كما جاء في قوله تعالى أيضا في السورة المقررة ﴿بلى إن ربه كان به بصيرا [سورة الانشقاق آية 15]

وبالنسبة للأسابيع (من12 إلى 15)/ السنة الخامسة ابتدائي، تم اختيار سورة القيامة لتأطير درس (أومن بالبعث والجزاء)/ مدخل التزكية، وعنوان السورة يكشف بوضوح عن سر اختيارها قبل النظر في موضوعها، كما تم اختيار سورة التكوير في الشهر نفسه، وفيها قوله تعالى:﴿   وإذا الموؤدة سئلت﴾ الآيتان8- 9، وذلك بهدف تأطير باقي المداخل التي يلتقي موضوعها في التعريف بمنزلة المرأة في الإسلام وتوجيه القرآن الكريم إلى احترامها وتقديرها، إذ سيتعرف المتعلم على شخصية أمنا خديجة رضي الله عنها من خلال درس (مساندة خديجة رضي الله عنها للرسول صلى الله عليه وسلم)/مدخل الاقتداء، ويقف على حق المرأة في مساعدتها وتيسير مهامها في درس(أمد يد العون، قصة موسى عليه السلام مع بنات شعيب)/ مدخل القسط، ليتقرر في ذهن المتعلم ضرورة تقدير المرأة مع درس(أقدر المرأة)، وهو موضوع مدخل الحكمة لهذا الشهر.

وهكذا تتوزع مفردات البرنامج الدراسي ضمن مداخل متكاملة مؤطرة بالقرآن الكريم يفضي بعضها إلى بعض على نحو يقوي من صلة المتعلم بالقرآن الكريم، ويساعده أكثر على ترجمة ما يتعلمه من آيات إلى سلوك واقعي وممارسة يومية.

وفي سلك التعليم الثانوي الإعدادي ، تواصل العمل وفق التصور نفسه، إذ دعا المنهاج إلى ضرورة ” إبراز مبدأ تأطير السورة المقررة لجميع محتويات المداخل المقررة في كل أسدوس”، فتم اختيار، مثلا، سورة النجم لتأطير عدد من موضوعات السنة الثانية إعدادي من مثل، (علم الله تعالى للغيب والشهادة) الوحي-/ مدخل التزكية، و(الإسراء والمعراج)/ مدخل الاقتداء، (وشمول العبادة لمناحي الحياة)/ مدخل الاستجابة، و(تعظيم حدود الله وشعائره اجتناب الكبائر والموبقات)/ مدخل القسط…. والناظر في هذه السورة يقف، ولاشك، على آيات كثيرة تسعف في معالجة هذه الموضوعات، من مثل قوله تعالى في بداية السورة ﴿ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ﴾ الآيتان 3- 4، وقوله تعالى ﴿ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾ [سورة النجم آية 10]، وقوله تعالى في وسط السورة ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلاَ تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىالآية “31، وقوله تعالى في نهايتها ﴿فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا الآية 61.

كذلك، تم اختيار سورتي الحشر والحديد لتأطير محتويات المداخل المقررة للسنة الثالثة إعدادي، فأما بالنسبة لسورة الحشر، فهي أنسب سورة تؤطر موضوعات مداخل الأسدوس الأول من السنة. بل موضوعات المداخل للسنة بكاملها، فهي سورة يغلب في قسم كبير منها الحديث عن مرحلة استقرار الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة بعد هجرته إليها، وتدبيره عليه السلام لبعض شؤون الدولة الجديدة، وما يرتبط بذلك من حديث عن فضل كل من المهاجرين والأنصار، منه قوله تعالى:﴿ لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون . وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون ﴾ الحشر/ الآيتان 8-9.

وهو ما يفيد في دروس مدخل الاقتداء التي خصصت لهذه السنة، وتبعا لتسلسل دروس هذا المدخل بداية من السنة الأولى ابتدائي، لموضوع الهجرة النبوية الشريفة وبناء الدولة الجديدة وما رافقه من تدابير وتحديات، وذلك ضمن عناوين أربعة هي، (حماية الدعوة وبناء الدولة، الهجرة إلى المدينة)، و( المسجد نواة المجتمع)، و(الرسول صلى الله عليه وسلم يرسي قيم السلم والتعايش، وثيقة المدينة)، و(إيواء الرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته…).

وفي قسم ثان من السورة تكررت الدعوة إلى تقوى الله، ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون [سورة الحشر آية 18]، وهو ما يستثمر في مدخل القسط الذي هو بعنوان (حق الله، تقوى الله).

وفي قسم ثالث ورد التنبيه على عظمة القرآن الكريم وقوة تأثيره ﴿ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون [سورة الحشر آية 21] ، كما ورد في قسم رابع وأخير تعريف بأسماء الله تعالى: ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيم﴾ [سورة الحشر آية 22] وهذان القسمان معا يخدمان مدخل التزكية/العقيدة الذي جاء من عناوينه، (أسماء الله الحسنى) و(أثر القرآن الكريم في تزكية النفس).

وتبعا لتكامل المداخل فيما بينها وتأطير القرآن الكريم لهذه المداخل، لم تبتعد باقي موضوعات المداخل عن المعاني والقيم المرتبطة بالموضوع الأساسي في سورة الحشر من مثل معنى(الهجرة المتجددة، المهاجر من هجر ما نهى الله عنه)، وقيمة (الإيثار والتضحية)، وقد وردت في سورة الحشر إشارة قوية لها. فضلا عن قيمة (التعارف والتعايش)، ولها ارتباط بوثيقة المدينة، وهذا ضمن مدخل الحكمة.

كذلك، وقع التنبيه ضمن دروس مدخل القسط على أهمية التخطيط والتنظيم في الحياة، وهو ما له ارتباط بتخطيط الرسول صلى الله عليه وسلم في الهجرة وتنظيمه للمجتمع الجديد. وأيضا أهمية أن يكون للدولة رئيس يتولى أمرها ويقوم على شؤونها الدينية والدنيوية وهو موضوع درس ( إمارة المؤمنين، الأسس والغايات).

وبالنسبة لسورة الحديد، لا يخفى أن موضوعها الغالب هو الحث على البذل والإنفاق ﴿ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِير ﴾ [سورة الحديد آية 7] ، وقوله تعالى ﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين [سورة الحديد آية 10]، وقوله عز وجل ﴿ إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيم ﴾ [سورة الحديد آية 17]، ونحوه. وهو ما يفيد كثيرا في تأطير الدروس المقررة لمدخل الاستجابة وهي الدروس المرتبطة ب( الزكاة، أحكامها ومقاصدها)، ودرس( الإنفاق في سبيل الله، صوره ومقاصده).

وتشترك سورة الحديد مع سورة الحشر في تأطير دروس مدخل التزكية ومدخل القسط السابق ذكرها، إذ وردفيها قوله تعالى: ﴿ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم [سورة الحديد آية 1]   إلى قوله تعالى ﴿هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمسورة الحديد/ الآيات 1-3.

كما ورد قوله تعالى:﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُون ﴾ [سورة الحديد آية 15، وأيضا قوله تعالى: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم﴾ [سورة الحديد آية 27]. لا أقصد ههنا إلى عرض جميع الآيات المؤطرة لموضوعات المداخل المقررة، ولا الاستدلال على ما تزخر به سور القرآن الكريم من دلالات وقيم تؤطر فكر المتعلم وسلوكه بحسب سنه، بقدر ما أقصد إلى الكشف عن منزلة القرآن الكريم وطبيعة الوظيفة التي تؤديها السور المقررة في البرنامج الجديد للتربية الإسلامية، وما يتصل بذلك من بيان حقيقة التصور الذي حكم اختيار هذه السور أو تلك.

وفي سلك التعليم الثانوي التأهيلي، حضر التصور نفسه، إذ قرر الاشتغال في كل سنة على سورة واحدة لا أكثر، نظرا لطولها، وذلك كالاشتغال على سورة يوسف في السنة الأولى باكالوريا بهدف تأطير محتويات المداخل المقررة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر موضوع ( الإيمان وعمارة الأرض)، وموضوعات ( فقه الأسرة)، و(العفة والحياء)، و(وقاية المجتمع من تفشي الفواحش)،وأيضا موضوع( الكفاءة والاستحقاق أساس التكليف)، و(الوفاء بالأمانة)، ونحو ذلك.

ومعلوم أن حياة يوسف عليه السلام، حافلة بالمواقف الإيجابية والبناءة، وتعلم سورة يوسف له أثر خاص في نفوس الشباب.

ما قيل عن القرآن الكريم من جهة العناية به في المنهاج الجديد، يقال عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة، وبيان هذا الأمر يحتاج إلى وقفة مستقلة، ويكفي ههنا أن نشير إلى شمول البرنامج الدراسي لمادة التربية الإسلامية للمحطات الأساسية من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، بداية من مولده عليه السلام إلى وفاته صلى الله عليه وسلم (نشأته، بعثته، دعوته السرية والجهرية، الإسراء والمعراج، هجرته وبناء المجتمع الجديد، غزواته، صلح الحديبية وفتح مكة….)، وذلك ضمن مدخل خاص هو مدخل الاقتداء الذي تمتد دروسه كغيره من المداخل، من السنة الأولى ابتدائي إلى السنة الثانية باكالوريا ثانوي تأهيلي. مع ما يتخلل هذه المحطات من ذكر لشمائل الرسول صلى الله عليه وسلم، وبيان عالمية رسالته، وتنبيه على العبر والدروس في الأحداث، وتعريف بالصحابة رضوان الله عليهم، وفي مقدمتهم الخلفاء الأربعة، ناهيك عن دروس راتبة في نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

دون أن ننسى عناية البرنامج بتلقين العقيدة الصحيحة والتربية على القيم البانية وتعليم الضروري من العبادات.

ومهما يقال من حسنات هذا المنهاج، يبقى أنه جهد بشري متواضع يعتريه القصور ولا شك، والتعويل في تجويده شيئا فشيئا على الخبراء من المشتغلين في المجال، كما أن الأمل في تنزيل فكرته ومفرداته على أرض الواقع، التنزيل الصحيح اللائق به على مؤلفي الكتاب المدرسي من جهة، والأساتذة من جهة أخرى.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.