قَلْب وَطَن (قصيدة)
قَلْب وَطَن (قصيدة)/ الشاعر أَبُو عَلِيٍّ الصُّبَيْح
قَلْب وَطَن (قصيدة)
الشاعر أَبُو عَلِيٍّ الصُّبَيْح
إذا ما الشرُّ في الدُّنيا أطلَّا
وَدَاعِي الخيرِ بين الناسِ قَلَّا
سنحيا ثابتينَ على المعالي
ويَبقى عِزُّنا .. باللهِ … ظِلّا
ونرقى رَغمَ أنفِ الذُلِّ عِزًّا
ولو رَضِيَتْ جميعُ الناسِ ذُلَّا
على دَربِ الرُّقُيِّ لنا مَسِيرٌ
يكونُ الصَّبرُ فيهِ أخًا وخِلّا
ولن نرضى بِشْهْدٍ في ضلالٍ
وَنرضى إنْ نذُقُ بالحَقِّ خَلَّا
وأشهى ما نُحِبُّ لزومُ قَوْمٍ
كرامٍ… خاصموا حِقدًا وَغِلّا
رَمَاهُمْ قَوْمُهمْ بالشَّوْكِ لكنْ
رَمَوْا بوجوهِهمْ وَردًا وفُلَّا
_______________
ياحــــاملَ الهـــــــمِّ والآلامِ مُحتــــرِقًــا
كىْ تستضيءَ عقـولٌ ليلُــــها طــــــالا
أضـنـيْــتَ قـلـبَـك حتى كَلَّ كاهِــــــلُـه
بين الدروبِ بِنَجْــــوى الشِّــــعر جَــوّالا
كــم قطرةٍ من عبـيــر الحُـــب يَنزِفـــها
حتى استحالت على وجهِ الهوى خالا
يمضــي يُغَنـــي فلا قـيْــــــدٌ يُكبِّــــلُـه
إلا الضميــــرَ ، فيحـــيا عَذْبُ ما قـــــالا
يُطــري الحِســــانَ إذا ذَوَّبْـنَـه شَغَـــفًا
سحـــرًا يُذيــبُ لِبـــابِ الصَّـــــدِّ أقفـالا
سِيّـــانَ آنَ الصِّبـــــا أو فى كُهولــــتِـه
فالقلبُ ما شـابَ ، والإحسـاسُ ما زالا
قلــبٌ هــو النــــارُ لكنْ لا رَمــــادَ لــها
كالشمسِ لا تَنْطفي ، كالكوْنِ إيغـــالا
كاللانهـــايــةِ ، حتـى إن قَضـى أجَـــلًا
بالحبِّ يغــزو قلـــوبَ النـــاس أجْيــــالا
كــم غاص فى أبْحُــرٍ صعبٌ مَجاهلُــها
وعــاد بالـــــدُّر بَعــــد اللّأْىِ مُختـــــالا
لـــم يَـكتَـنِـــزْه ، ولكنْ صـــاغــه أمـــلًا
على جبـيـن الضَّنــى يـجـتَــرُّ آمــــــالا
أو ماالــذي مِن هــوًى دقاتُـــه أوْحــت
من بَعد ما كابدَت فى الكَتْـــمِ أهـــوالا
وهل شَمَـمْتَ عبيــــرًا منـــه إذ غَـذَّت
منـــه الشراييـــنُ أحشـــاءً وأوْصـــــالا
فالحمدُ لله ، على حكمته
يابلبلَ الرَّوض ، فاسْـجَــع واطْــرِب الآلا
هذي الأغاريـــدُ عيني عنك تَحفظُـــها
حوريـــةً فى جِنــــان الشِّعــــرِ إجــلالا
رَوْحٌ لـطـيــــفٌ ، وريْـحـــــانٌ يُـعـطِّــــرُهُ
ونَسمَـــةٌ حـــــول غصـنٍ عِطْفُه مـــالا
لا تـحـرِمَنْ أمَّـــةً قـلـبًــــــا يـؤرِّقـــــــها
إن نام عن حِفظــــها الرُّعيـــانُ مِثقـالا
نـــورٌ ، إذا ما ظـــلامُ القــــهر حاصـرها
نـــارٌ ، إذا اسـتسْلَـمَــتْ جُبْــنًـا وإذْلالا
واصــــرُخ بها ثائــــرًا فى قَبْـو غَفْوتِــها
حتـــى تُـلـبِّـــىَ آســـــادًا وأشبــــــالا
والشــــعـرُ للشــاعـر المَطبــوعِ آلـتُـهُ
يغزو بـــها النفْسَ ، لا مَن كان مُحتــالا
جاء الشتــا بالشفـا ، فاسْعَد بمقدِمِـه
فى دَمعــة الغيْــمِ ترجــو النفسُ إبْلالا