المنهج العلمي مشروع أساس لتنمية كفايات المتعلمين”النشاط العلمي في المدرسة الابتدائية نموذجا”
ذ.عبد الله ضيف
المنهج العلمي مشروع أساس لتنمية كفايات المتعلمين
” النشاط العلمي في المدرسة الابتدائية نموذجا”
ذ.عبد الله ضيف
مفتش التعليم الابتدائي
نيابة فكيك
نشر بمجلة النــداء التربـوي، العدد 16-17، السنة العاشرة 1429 هـ-2008،
الصفحات من 116 إلى 129
إن التدبير والتخطيط المعقلن من أهم الوسائل الكفيلة لإنجاح أي عمـــل، ويعتبر المشروع التربوي بصفة عامة والمشروع البيداغوجي بصفة خاصة من الوسائل الـمهمة في الميدان التعليمي التربوي، إذ لم يعد وجود لعمل غير مخطط وغير مبرمج، وقد اقتنعت اقتناعا تاما أن أي عمـــل لا يرتكز على الأسس العلمية، فهو عمل ناقص، لذا فنحن الآن أحوج ما نكون إليه هو التمرس على التخطيط والتدرب على إعداد المشاريع والبرامج القابلة للتنفيذ، فالمدرس مطالب بإعداد مشروع سنوي يتم مــن خلاله ضبط الكفايات والأهداف المراد إيصالها للمتعلمين مع جدولتها زمانيا، وذلك بمراعاة العطل المدرسية، والمناسبات الدينية والوطنية، والإدارة التربوية مطالبة بوضع مشروع يتم خلاله تتبع أعمال المدرسين عن كثب، والمفتش التربوي مطالب بوضع برنامج عمل يتم من خلاله تأطير المدرسين وتتبع عملهم، والحق يقال أن غياب هذه البرامج يؤدي بالضرورة إلى الارتـــجال وعدم الرضى عن النتائج المحققة، إضافة إلى كون المشروع المبرمج يلزم المعني بالحضور والتواجد في مـكان عمله باستمرار، وقد حاولت خلال هذا المقال التطرق لحقيقة مشروع تم تنفيذه ميدانيا خلال الموسم الدراسي 2007-2006 تمحور حول مادة النشاط العلمي في المدرسة الابتدائية، وللتعريف به قصد تعميم الفائدة سوف أتطرق للعناصر الآتية:
1.تحديد المصطلحات:
2- مراحل المشروع
3.بيداغوجيا المشروع أداة لتغيير الواقع البيداغوجي التربوي
3-1 أثار المشروع على المتعلم
3-2 أثار المشروع على المدرس
4- مراحل بناء المنهج العلمي عند المتعلم من خلال المشروع البيداغوجي ” النشاط العلمي نموذجا”.
5- المراحل والأنشطة المقترحة لمادة النشاط العلمي وتحليلها
6- أهداف النشاط العلمي في المدرسة الابتدائية
7- مضامين النشاط العلمي في المدرسة الابتدائية
8- بطاقة تقنية خاصة بمادة النشاط العلمي” المستوى الثاني نموذجا “.
9- بطاقة تقنية لنموذج مشروع بيداغوجي.
1- تحديد المصطلحات:
المشروع البيداغوجي : “هو مجموعة من الإجراءات والأنشطة المنظمة، يتولى القيام بها فريق بيداغوجي ، قصد معالجة مشكلة محددة انطلاقا من تحليل علمي بيداغوجي معين “1.
المنهج العلمي: ويقصد به فــــي المدرسة الابتدائية تكوين المنطق العلمي عند المتعلم أثناء تعامله مــع الأحداث والوضعيات فيستعمل كفاياته المعرفية والمهارية والقيمة لحل أي مشكلة تعترضه، ويدرب على الدفاع عـن آرائه ومقترحاته ليتعود تحمل مسؤولياته …. وتتم التربية على هذه الأبعاد – المعاني داخل المؤسسة التربوية مــن خلال وضعيات حياتية، تجعل المتعلم يستخلص الإشكالية ، ويربط علاقات بين خيوطها، ثم تصاغ فرضيات انطلاقــا من التمثلات والمــكتسبات، يعقبها نقاش بسيط ولكنه بأدلة وحجج، وإن كانت غير كافية، قصد التعرف على مختلف المكتسبات والتمثلات التي تعتبر عائقا معرفيا وبيداغوجيا، إن لم يتم أخذها مـــن عند المتعلم، فإن هذا التمثل الـــخاطئ سيظل درعا واقيــا يمــنع تسرب أي جديد لـــدى المتعلم، لذا وجب علينا أخد هذا الدرع من المتعلم ليسهل التعامل مـعه، بــعد ذلك يحس المتعلمون بحاجة مــاسة إلى تــعلم جديد، ومن ثم يدفعون إلى التفكير في الحل المناسب، ويعودون على استعمال الوسائل المناسبة، وعلى الطريقة الناجعة… وهكذا تأتي مــرحلة التجريب واختبار الــعلاقات المستنبطة، ليتم التواصل إلى الاستنتاج المـفضي إلى تـأكيد أو نفي الفرضية (الفرضيات) المقترحة من لدن المتعلمين .
- الفرضية جواب مؤقت ركبه المتعلم انطلاقا من مكتسباته وتمثلاته، قد يكون صائبا وقد يكون خاطئا ، وقد يكون بين بين .
- النشاط العلمي: ” يقصد بالنشاط العلمــي مـــجموع الأنشطة والفعاليات التي يمارسها المتعلم في إطــار منهاج العلوم التجريبية المقرر في المدرسة الابتدائية.
فهو نشاط عملي: في إطاره يعمل المتعلم، فيعاين ويناول ويقـــارن ويرتب ويصنف ويجرب، مكتسبا بذلك سلوكا منهجيا، يقارب الأسلوب العلمي.
وهو نشاط فكري: إذا يتيح للمتعلــــم أن يفكر ويناقش ويعبر ويستنتج ، ممـــا يساعد على تجاوز بعض الأفكار الساذجة ، واكتساب مفاهيم علمية ، وإغناء رصيده اللغوي والعلمي .
نشاط علمي: إذ أن مــادته وموضوعاته مستمدة من العلوم البيولوجية والفيزيائية والتكنولوجيا والجيولوجية ، وهي علوم تجريبية لها مميزاتها وأدواتها، وخاصة منهجيتها التي تعتمد الاستقراء والاستنتاج والتركيب كما لها ارتباطاتها بمواد أخرى تستعين بها كاللغة والرياضيات .
- مكونات الفعل التربوي، ويقصد بها الأهداف المراد إيصالها، والمتعلمون والأساتذة….. والجدول أسفله يبين ذلك
الوسائل
– مراحل المشروع :
– تحليل الوضعية المادية والبشرية للمؤسسة.
– تحديد الأولويات واستحضار فقه الواقع .
– صياغة المشروع
– الشروع في عملية التنفيذ والتتبع الميداني
– تقويم المشروع
– ثقافة المشروع أداة لتغيير الواقع:
للمشروع البيداغوجي آثار وانعكاسات على مكونات الفعل التربوي، والتي يمكن إجمالها في :
– على المفتش التربوي
إذا كانت آثار المشروع عل المفتش مختصرة في تقوية كفاياته، وفي وجعله مسايرا للعملية التعليمية عن كثب وبدقة مشركا ومشتركا مع الأساتذة، بل إن المشروع يضفي على عمل المفتش صفة البحث من خلال الجمع بين الأهداف الوطنية المسطرة وبين مراعاة الواقع المعيش، عندها فقط يتخلى عن العمل التفتيشي السلطوي التقني، ويصبح عضوا مصاحبا للفريق التربوي، فإن آثار المشروع على الإدارة التربوية تعطيها نفسا جديدا، وحيوية زائدة، تجعل الإدارة التربوية تستفيد معرفيا ومنهجيا وتواصليا، من خلال تسيير اللجان وتدبير أنشطتها ….
– وسنتطرق بالتفصيل لآثار المشروع على المتعلم باعتباره محور العملية التعليمية التعلمية، وللمدرس على اعتباره حجر الزاوية فيها ، لأنه لا يمكن الوصول للمتعلم إلا من خلال المدرس، إذن جودة التعليم لن تكون إلا بتحسيس ظروف المدرس، وذلك من خلال إخضاعه لتكوين نظري ومن خلال إمداده بتكوين مستمر وميداني، ومن خلال تحسين ظروفه المادية والاجتماعية .
آثار المشروع على المتعلم:
إذكاء روح المبادرة والمبادءة
– بلورة البعد الجماعي في شخصية المتعلم
– بلورة العقلية المنظمة
– التدرب على الحوار
– تحمل المسؤولية
– المزاوجة بين الفكر والعمل
– تحرير الميكانيزمات اللاشعورية لدى المتعلم.
– الدفاع عن الرأي بالحجة والبرهان واستحضار الأدلة المقنعة .
آثار المشروع على المدرس :
يعتبر المتعلم محور العملية التعليمية التعلمية برمتها، وبالتالي فهو المقصود من هذا المشروع، ولكن دون مراعاة مصلحته، ودون إعطائها طابعا أحاديا ومركزيا لأن ذلك ينتج عنه إغفال مصالح باقي مكونات الفعل التربوي وبخاصة السادة الأساتذة الذين لا يمكن أن تتحقق مصلحة المتعلمين إلا من خلال تحقيق مصالحهم، فمثلا الرفع من المستوى الدراسي للمتعلم يستلزم ضبط حاجات التكوين المستمر للمدرسين والمدرسات، وفي هذا النموذج أكدنا أن تمثل المتعلم للمنهج العلمي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الأساتذة وبواسطتهم، لذا خصص لهم تكوين نظري وتطبيقي عملي مشفوعا بتتبع وتقويم مستمر، هذا بالإضافة إلى أنه خلال المشروع يعتبر المدرس عضوا أساسا داخل الفريق البيداغوجي، وهذا من شأنه إضفاء عدة آثار منها :
– البعد الجماعي
– تحمل المسؤولية
– التكوين المستمر الذاتي
– تحليل البرنامج الدراسي: أهدافه، مضامينه….
– نقط قوة الكتاب المدرسي ونقط ضعفه
– تقنيات التنشيط والتدبير.
مراحل بناء المنهج العلمي عند المتعلم من خلال المشروع البيداغوجي ” النشاط العلمي نموذجا “.
انطلاقا من وضعية معينة يتم العمل على بناء المنهج العلمي عند المتعلمين من خلال تتبع المراحل الآتية:
ملاحظة الوضعية: والملاحظة نشاط يقوم به المتعلم، يجمع خلالها الحقائق التي تساعده على تعيين المشكلة
وتحديدها، وذلك عن طريق استخدامه لحواس السمع والبصر والشم والإحساس والتذوق وباقي تمثلاته، وكذلك يكتشف عن طريق الملاحظة اليقظة الماهرة الدلائل والمؤشرات التي تمكنه من بناء حل نظري للمشكلة التي سيتصدى لها ، إذن الملاحظة نشاط أساس محصور في أي حال من الأحوال في تدريب حواس وأنشطة لغوية تتطلب من المتعلمين مجهودا للتفكير من شأنه أن يؤدي بهم إلى إنشاء علاقات ، تعيين أو تحديد النوع ….
وللملاحظة أهمية كبيرة إذ تعتبر عنصرا مهما من عناصر المنهج التجريبي، فهي وسيلة الباحث في التواصل إلى ما يريد من معلومات بشأن الظاهرة موضوع الدراسة …..
فبفضل الملاحظة استطاع العلماء وضع قوانين ونظريات أسهمت بشكل كبير في الرفع من مستوى العلوم عبر العصور لذا يجب توجيه الملاحظة الفطرية (التمثلات) الموجودة عند المتعلمين وجهة سليمة، وذلك بتهيئة الظروف المادية والتربوية .
– تفضي الملاحظة إلى ربط علاقات وترابطات للوضعية موضوع الدراسة .
– ومن ثم يشعر المتعلمون بالمشكلة التي يقومون بتحديدها وحصرها فصياغتها، ولا بد أن أشير إلى أنه لا يمكن لأي سؤال أن يصبح موضوعا للدراسة، فغالبا ما يجب إعادة صياغة السؤال أو الأسئلة قبل الوصول إلى مشكلة معينة من شأنها أن تؤدي إلى ملاحظات وتجارب .
– إذا ما طرح المشكل بوضوح تم البحث عن حل له، وهذا الحل يكون مؤقتا وهو ما يسمى بالفرضية (أو الفرضيات)
إذن الفرضية اقتراح حلول مؤقتة للمشكل المطروح، وغالبا ما تكون منطلقة من تمثلات المتعلمين وتصوراتهم العفوية التي لا يجب إغفالها ، لأن المتعلم أتى المدرسة وهو يحمل تمثلات وتصورات بعضها خاطئ، وبعضها مشوه وبعضها يقترب من الصحة تنقصه الدقة فقط، لذا فدور المدرس من خلال مادة النشاط العلمي وباقي المواد هو تثبيت الصحيح، وتصحيح الخاطئ ، وملء فراغات الناقص منها .
– إجراء التجربة: على اعتبار أن التجربة في المدرسة الابتدائية تنوع وسائلها فقد تكون تجربة حقيقية بالمناولة والفعل . وقد تكون من خلال قراءة وثائق: صور رسوم، نصوص مكتوبة،…. كل تلك الأنشطة تسمح بتوضيح أسباب بعض الظواهر، وتهدف إلى تحقيق أهداف معرفية ومنهجية وتواصلية …تعمل على بناء العقل المنظم العلمي الذي لا يدلي برأي إلا من خلال بنائه وتعليله.
بعد انتهاء التجربة التي تدعو إلى تنويع الأساليب والطرق عند تنفيذها مثل: العمل في المجموعات، جمع الكلمة السبورة، تنويع الوسائل التعليمية ، حواسب رسوم نصوص…، مناولات يدوية…….يتم التوصل إلى الاستنتاج والتعميم.
*الاستنتاج والتعميم: بعد إجراء التجربة يستنتج المتعلم الباحث النتائج ويقوم بتفسيرها وتحليلها بتوجيه من المدرس
وعن طريق المقارنة وتحليل النتائج يمكن التوصل إلى تعميم يستفاد منه في المواقف الجديدة، فالتعميم عملية يتم بموجبها تمديد أو سحب قانون أو نظرية أو تفسير معين على وقائع أو أحداث أو ظواهر جديدة بالنسبة للمتعلم الباحث…على أن الأهمية لا تكمن في النتيجة التي حصل عليها الباحث ، ولكن تكمن في الكفايات المنهجية والتواصلية المحصل عليها كالقدرة على التفسير والتعليل وكقدرة المتعلم على ذكر وتمثل الكيفية التي توصل بها إلى القانون الجديد، وكقدرته على ربط الأسباب بالمسببات ….
هذا إضافة إلى كون المتعلم قد توصل بنفسه إلى تأكيد أو نفي فرضياته التي انطلقت من تمثلاته السابقة.
– المراحل والأنشطة المقترحة لمادة النشاط العلمي :
إذا كنا نروم بناء العقل العلمي عند المتعلم، فعلينا إتباع طرق فعالة وعلمية تسعى إلى تكوين المتعلم معرفيا ومنهجيا، على اعتبار أن المضامين في الابتدائي تبدو سهلة مبتذلة ، إلا أن ” الأنا الابستيمية” علمتنا أن المشكل في الابتدائي ليس مشكل معارف، إنما هو مشكل تبليغ، فقد يكون المرء محيطا بعلوم العربية، ولكنه لا يستطيع القيام بتبليغ الأهداف المسطرة على الوجه الصحيح
- المراحل والأنشطة المقترحة
– تقويم قبلي
– تمهيد
– تحديد المشكلة قصد مواجهتها
– اختيار الفرضية والحلول المؤقتة
– التجريب قصد نفي أو تأكيد الفرضية المقترحة
– مناقشة التجريب من خلال دفع المتعلمين إلى بناء العلاقات بين المتغيرات، في مسار تحكمه عمليات عقلية كالمقارنة والاستدلال والتفسير والتحليل والتركيب
- الاستنتاج والتعميم
تحليل مراحل درس النشاط العلمي :
*التقويم القبلي: يشترط فيه أن يقوم مكتسبات المتعلم السابقة بكيفية مدمجة، ولكن شريطة كونه خادما للدرس الجديد. وقد يكون التقويم القبلي والتمهيد شيئا واحدا، إذا حقق التقويم القبلي الشرطين المذكورين سابقا .
*التمهيد: تعتبر هذه المرحلة أساسية، إذ بواسطتها يتم حفز المتعلم شعوريا ولا شعوريا قصد جلب اهتمامه، كما يعتبر التمهيد وسيلة فعالة للوقوف على مدى استعداد المتعلم لمتابعة المسار التعليمي، ومن أهدافه:
1- تحفيز المتعلمين على المشاركة في الدرس وجلب انتباههم.
2- تشخيص مستوى المتعلم عن طريق تقييم حصيلة الجهد التعليمي السابق.
3- توضيح أهداف الدرس والعناصر الأساسية التي يريد المدرس إيصالها للمتعلمين.
*التعرف على المشكلة ثم تحديها بدقة ويقصد بالمشكلة وجود المتعلم أمام عقبة عليه اقتحامها خلال الأنشطة اللاحقة.
* ملاحظة المشكلة: يدفع المتعلمون إلى توظيف معلوماتهم ومهاراتهم وتمثلاتهم قصد حل المشكلة، فيحسون بالعجز، إذن هم في حاجة إلى تعلم جديد (قيمة مضافة )
*طرح الفرضيات: يطرح المتعلمون إجابات أولية تدون على السبورة، وهي عبارة عن اقتراحات قد تكون خاطئة، وقد تكون صائبة ، وقد تكون في حاجة إلى التعديل، ويتدخل المدرس ليعود المتعلمين التؤدة وتجنب العجلة، ويدفعهم إلى وضع أفكارهم ومهاراتهم محل الشك، ومن ثم البدء في التجريب .
*محاولة çاستنباط العلاقات بين المتغيرات وملاحظتها .
*القيام بالتجريب ثم الاستنتاج الذي قد يؤكد الفرضية أو قد ينفيها.
– أهداف النشاط العلمي في المدرسة الابتدائية :1
1- تنمية حب الاستطلاع: أي اكتساب القدرة على طرح تساؤلات أثناء العمل أو اللعب، وإبداء الرغبة في التعلم وخاصة بالنسبة لما هو جديد أو ما لديه عنه معرفة بسيطة أو سطحية.
2- تنمية روح النقد: أي عدم تقديم أفكار جاهزة والاعتماد على التجارب الخاصة والاستدلالات الشخصية، قصد وضع تصوراته موضع الشك وكذلك الشأن بالنسبة للتصريحات التي يدلي بها للآخرين.
3- تنمية القدرة على التعبير: أي القدرة على اختيار النوع المناسب من التعبير الذي يتلاءم مع وضعية معينة أو موقف محدد (رسوم، النوع ،نصوص، مخططات، بيانات، حركات ميمية ….الخ ).
4- تنمية القدرة على التواصل: أي بذل مجهود للتعبير عن الرأي الشخصي باعتماد أسلوب واضح، وكذا من أجل فهم أقوال الآخرين وآرائهم.
5- تنمية روح التعاون : إسداء أو تقبل المساعدة، واقتراح وقبول توزيع المسؤوليات داخل المجموعة، واقتسام المكان والزمان، واحترام التعليمات الضرورية للحياة الجماعية، وتقدير فعالية العمل الجماعي .
6- مساعدة المتعلم على اكتساب مواقف وسلوكات واعية ومسؤولة، تبلور مكتسباته المعرفية والمنهجية، واستكشافاته
مثل :
*احترام الحياة (تجنب تحطيم النباتات والعناية بحياة الكائنات الحية ) .
*العناية بالذات (خاصة في مجال الوقاية والصحة الجسمية والنفسية )
*الوعي بالقضايا السكانية والصحية والغذائية .
7- مساعدة المتعلم على فهم موقع الإنسان في إطاره البيئي، والإلمام بعناصر العلاقات التي تؤثر في ارتباط الإنسان ببيئته .
8- تقدير جهود العلماء وإنجازاتهم
9- الاهتمام بدور العلوم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، والأخذ بعين الاعتبار البعد الاجتماعي والتاريخي للعلوم والتكنولوجيا .
– مضامين النشاط العلمي بالمدرسة الابتدائية:2
يتكون برنامج النشاط العلمي للسلكين الأساسي والمتوسط من التعليم الابتدائي مـن موضوعات جلها (فيزيائية (أوبيولوجية، أما (الجيولوجية فتعرف حضورا محدودا. وهذا الاختيار ينسجم والكفايات المراد تحقيقها بواسطة دروس النشاط العلمي في هذه المرحلة التعليمية تتناول المواضيع المدرجة مفاهيم أساسية كمفهوم المادة، الحياة، السببية، الخ وما دام المتعلم لا يستطيع استيعاب هذه المفاهيم دفعة واحدة ،ولا على امتداد سنة واحدة ، فإن تقديمها يتم عبر سنوات عديدة وفق تدرج العملية من حيث ترابط مواضيعها وتكاملها.
يتكون برنامج كل سنة من عدد من الموضوعات المحددة في سبعة مواضيع في السنة الأولى، وثمانية في كل من السنوات الثانية والثالثة والخامسة،
وعشرة في السنة الرابعة وخمسة مواضيع في السنة السادسة.
يتم تفكيك موضوعات كل سنة إلى 24 درسا، يستغرق تنفيذ الواحد منها تسعين دقيقة مقسمة إلى حصتين، وبعد تقديم ستة دروس تأتي وقفة مدتها تسعون دقيقة مقسمة بدورها إلى حصتين للتقويم والدعم، يستفيد من أنشطتها كل التلاميذ يلي ذلك أسبوع الدعم الخاص الذي يستفيد من أنشطته غير المتمكنين، وفيما يلي فقرات برنامج النشاط العلمي في الابتدائي3.
السنة الأولى | السنة الثانية | السنة الثالثة | السنة الرابعة | السنة الخامسة | السنة السادسة |
الحواس الحركة الزمن التربية الغذائية التنفس الضوء الماء والطبيعة
| الزمن الحواس حالات المادة الهضم الحركة النباتات الصوت الحركة | التكاثر خاصيات الأجسام الصلبة والسائلة والغازية درجة الحرارة الكهرباء الضوء الحركة التنفس التغذية | الغازات التغذية الحركة الحرارة تغيرات الحالة دورة الحياة تصنيفات الحيوانات الفقرية النباتات الماء والطبيعة الكهرباء | الذوبان والخلائط التكاثر عند الحيوانات الطبيعة الضوء التوازن الحركة التغذية الضوء | الكهرباء التربة الطاقة واستعمالاتها الضغط الفلك |
بطاقة تقنية في مادة النشاط العلمي
المستوى الثاني في المدرسة الابتدائية
العنوان: أتعرف شهور السنة الهجرية
الدرس السابق: أتعرف شهور السنة الميلادية
الأهداف: – معرفة أسماء شهور السنة الهجرية
– معرفة أن شهر محرم هو بداية السنة الهجرية
– ترتيب شهور السنة الهجرية الوسائل المساعدة: سبورة – يوميات – وثائق من كراسة المتعلم – عاكس ضوئي…
أشكال العمل: العمل في المجموعات – العمل الجماعي …
ملاحظة مهمة: يتم التركيز على العنوان، والأهداف لاستخراج إشكالية كفيلة بخدمة الدرس الجديد.
المراحل المقترحة:
تقويم قبلي: يتمحور حول شهور السنة الميلادية.
النشاط (1) تمهيد: يمهد للدرس الجديد بنشاط يجلب من خلاله المتعلم من خلاله، كعرض صورة أو رسم أو ذوات الأشياء وقد نكتفي بسؤال محدد مثل: في أي شهر نحن؟ لتكون إجابات المتعلمين، نحن في شهر رمضان، ثم يطرح الأستاذ سؤالا آخر : من يعرف شهورا أخرى هي أخوات رمضان؟
المشكلة: كم عدد شهور السنة الهجرية ؟
– تؤخذ الإجابات من المتعلمين، وتكتب على السبورة وهي بمثابة فرضيات، كأن تقول المجموعة (1):في السنة الهجرية 8 شهور، وتقول المجموعة الثانية: في السنة الهجرية 12 شهرا.
– التجريب: توزع اليوميات على المتعلمين لاستخراج أسماء الشهور وتعدادها داخل مجموعاتهم، بحيث داخل كل مجموعة توزع الأدوار بين المسير والمقرر والمناقشين..
– ثم تعرض الأعمال جماعيا ،ليتم نفي الفرضيات الخاطئة، وتأكيد الصحيحة منها .
– الاستنتاج: يكتب على السبورة ما يلي:
– تتكون السنة الهجرية من 12 شهرا
النشاط (2) المشكلة:ما هو أول شهر هجري ؟
– يعبر المتعلمون عن آرائهم واقتراحاتهم ويدافعون عنها
– يتم الرجوع إلى اليومية ليتم التعرف على أول شهر هجري
– يكتب على السبورة: ” شهر محرم هو أول شهور السنة الهجرية
النشاط (3) وبنفس الطريقة يتم ترتيب أشهر السنة الهجرية ويكتب الاستنتاج على السبورة.
– تجمع الاستنتاجات الثلاثة لتكون لدينا ملخصا متكاملا
- يقرأ الملخص
- يكتب على الكراسات
- تطبيق: يعد المدرس تمرينا تطبيقيا يخدم أهداف الدرس ويقومه.
- بطاقة تقنية لنموذج مشروع بيداغوجي :
إن المفتش الناجح هو الذي يضع برنامج عمله، من أجل التدبير المحكم للأهداف والمضامين في علاقتها بالغلاف الزمني المخصص، وباستحضار المعطيات البيئية والخصوصيات المحلية، وكذا المستوى المعرفي والثقافي والعمري للمتعلمين وانطلاقا من تحليل الواقع يصوغ المفتش برنامج العمل بمعية الفريق التربوي، ويسهرون جميعا على تطبيقه وتنفيذه، وقد وفقني الله خلال الموسم الدراسي 2006- 2007 إلى وضع المشروع المدون أسفله، ضمن برنامج عمل كنت قد سطرته ، وفيما يلي نقدم إليكم هذا المشروع
العنوان: المنهج العلمي أساس بناء شخصية المتعلم.
مجال التدخل: النشاط العلمي
الفئة المستهدفة: المتعلمون من خلال أطرهم التربوية
المدة الزمنية: 4 أشهر من فاتح مارس إلى 30يونيو 2007
المشاريع السابق تنفيذها: الدرس اللغوي في المدرسة الابتدائية، التربية الإسلامية، التقويم التربوي، المراقبة المستمرة، تدبير السنة الدراسية، ……
الأفاق المستقبلية: إشراك المتعلمين في اتخاذ قرارات من خلال مشاريع تربوية، كالمكتبة المدرسية….. .
أهداف المشروع البيداغوجي الخاصة بالأساتذة
– توسيع أفاق الأساتذة وإشراكهم في تدبير و تسيير المشاريع بناء على منهج علمي مضبوط
– تعميم المنهج العلمي بكيفية شاملة ومتكاملة :
– تمثلهم لمفهوم المنهج العلمي وتدريبهم على تطبيق مراحله من أجل اكتسابها لأهداف النشاط العلمي بالمدرسة الابتدائية والتمييز بين أنواعها
– تعرفهم على مفهوم النشاط العلمي بالمدرسة الابتدائية
– تعرفهم على أنواع الوضعيات الإشكالية والتفريق بين أنواعها البنائية والتقويمية والإدماجية
– التمييز بين وضعيات البناء وبين الأنشطة الخاصة بالتمارين في كراسة المتعلم
– تحسيسهم بقيمة الإعداد القبلي ماديا وذهنيا وكتابيا
-إطلاعهم على مراحل درس النشاط العلمي والعمل بمقتضياتها من أجل تمثل المادة معرفيا ومنهجيا، وإتقانها بمنهج علمي مضبوط
هذا إضافة إلى أهداف المشروع المتمثلة في الآثار المذكورة سلفا.
أهداف المشروع الخاصة بالمتعلم:
– تكوين عقلية منظمة
– بلورة البعد الجماعي عند المتعلم
– قدرة المتعلم على المبادرة والمبادءة
– قدرته على تحمل المسؤولية
– توصله إلى أن الفكر هو امتداد للعمل وأن الفكر يطور العمل والمزاوجة بين الفكر والعمل
– مساعدة المتعلم على التخلص من الميكانيزمات اللاشعورية
– اكتساب المتعلم كفايات متنوعة تخدم شخصيته : معرفية –مهارية –قيمية
المتدخلون: المفتش التربوي-الإدارة التربوية – الفريق التربوي المكون من أساتذة المؤسسة التعليمية
المضامين والمحتويات: وضعيات مرتبطة بمادة النشاط العلمي-أسس المنهج العلمي
مراحل المشروع :
- تقويم المشاريع السابقة
- تحليل الواقع وتحديد المشكلة
- تحديد الفرقاء المتدخلين، وتوزيع المهام بحسب الميولات
– صياغة المشروع: العنوان + الأهداف + المدة الزمنية + وضع المعالم الكبرى للمشروع، ثم مناقشتها فالمصادقة عليها، بعد وضع التعديلات الضرورية .
– الشروع في التنفيذ بعد القيام بحملة إعلامية تحسيسية تلتها دورة تكوينية
– وقفات تقويمية تعديلية لكنها لا تمس جوهر المشروع وأهدافه .
– مواصلة التنفيذ والتطبيق
– التقويم النهائي للمشروع، والمفضي إلى الشعور بمشكل جديد، حيث مس هذه المرة مادة الاجتماعيات في المستويات الرابعة والخامسة والسادسة ابتدائي. إذن المشروع المقبل سوف يكون إن شاء الله حول “منهجية تدريس الاجتماعيات في المدرسة الابتدائية ”
– التفكير بجدية في المشكلة الجديدة، وقد كلفت لجنة لتحضير ورقة تقنية خاصة بالمشروع الجديد، قصد مدارستها خلال الدخول المدرسي2007- 2008، فتطبيقها فتقويمها .
جدولة المشروع من فاتح مارس2006– إلى 30 يونيو 2007.
المراحل المتبعة | الأهداف | المدة | المتدخلون | الوسائل |
التقويم القبلي: تم تقويم المشاريع السابقة ليتم تحديد المشروع الجديد | قصد الوقوف على مكامن القوة ومكامن الضعف | أسبوع واحد | الفريق التربوي تحت إشراف المؤطرين | وثائق المشاريع السابقة + البحث العلمي اليومي |
وضع معالم المشروع الجديد المناقشة والمصادقة عليه بعد التعديل الضروري | ضبط الأهداف والوسائل المساعدة على التنفيذ والتطبيق والتقويم | اسبوعان | الفريق التربوي تحت إشراف المؤطرين | وثائق جديدة تخدم المشروع الجديد : كالورقة التقنية |
الإعلام والتكوين | إطلاع المتدخلين بالمشروع وتوزيع المهام مع مراعاة الميول والاتجاهات | يومان | المؤطرون | وثائق المشروع الجديد |
الشروع في تنفيذ المشروع “النشاط العلمي نموذجا” | -ضبط منهجية النشاط العلمي -ضبط أهدافه -ضبط مراحل المنهج العلمي -ضبط بعض المفاهيم العلمية | ثلاثة أسابيع | المؤطر قصد التتبع + المدرسون قصد التنفيذ داخل الأقسام كل حصة كانت تختتم بمقابلة مع الأستاذ المعني
| – التنفيذ من لدن الأساتذة – المقابلة بمعية المؤطر |
لقاء تكويني تتبعي (وقفة تقويمية ) | -تقويم المرحلة المتنفذة -توجيه المشروع والقيام بتعديلات بسيطة | يوم واحد | الفريق التربوي | استحضار المعطيات والنتائج التي تم تحقيقها
|
مواصلة التنفيذ والتتبع | العمل على تطبيق محتويات المشروع | أربعة أسابيع | الفريق التربوي | التنفيذ والتطبيق المقابلة
|
لقاء تكويني تتبعي | -تقويم المرحلتين السابقتين: توجيه العمل | يوم واحد | الفريق التربوي | استحضار المعطيات والنتائج المتوصل إليها
|
مواصلة التنفيذ والتطبيق | العمل على تطبيق محتويات ما تبقى من المشروع | ثلاثة أسابيع | الفريق التربوي | التنفيذ والتطبيق المقابلة
|
تقويم المشروع | ضبط كفايات المدرسين (القيمة المضافة ) -ضبظ كفايات المتعلمين بخاصة في الجانب المنهجي المهاري | أسبوعان أو ثلاثة أسابيع | المؤطرون التربويون | – روائز
– اختبارات
– مقابلات |
الهوامش
[1] /- المملكة المغربية، وزارة التربية الوطنية، أهداف وتوجيهات، 1996، ص: 142.2/ – عبد الله ضيف، الجودة في التعليم سياق أم مساق، مطبوعات الهلال وجدة
3/ – المملكة المغربية، وزارة التربية الوطنية، أهداف وتوجيهات، 1996، ص: 142.
4/ -المملكة المغربية، الكتاب الأبيض، المناهج التربوية لسلكي التعليم الابتدائي، ج1، ص: 42.
5/ – نفس المرجع.