زَعفَرَانْ (قصيدة)
بقلم: سعيد متوكل
زَعفَرَانْ
في عينيها
التاريخُ ..
صبرُ الأنبياءِ
آياتٌ
بيّناتٌ
مُحكَمَاتٌ
من القُرآنْ ..
في عينيها
ما لا عينَ رَأَت :
طينٌ حزينٌ
و حنينٌ
إلى سفينة نوحٍ
في غمرةِ الطوفانْ ..
في عينيها :
وَجَعُ وطنٍ
فيضٌ من الأسَى
قدِ احتسَى الحكمةَ
من حكمةِ لُقمانْ ..
أنا أنتشي
بِانكسارِ النظرةِ
بِانتحارِ الحسرةِ
بِ انعطافِ الخَدِّ
على سفوحِ الوجدانْ ..
أنا أنتشي ..
أنتشي أنا ..
شيءٌ من جَلَالِها دَنَا
مِنْ روحي
من بياضِ الياسمينِ
من بياضِ القُطنِ
من بياضِ الثلجِ
وَ مِنْ بياضِ الأكفانْ ..
وقفتُ هُنَا طويلاً
و قد سمعتُ صهيلاً
يمتزجُ بصوت الأذانْ
وقفتُ هُنَا …
أنا عاشقٌ
و ما كنتُ أدري
أن نظرةً
قد تُفضي
إلى الإدمانْ ..
ما كنتُ أدري
أن شِعري
سَيَستعيرُ القوافي
مِنْ خيوطِ الزّعفَرانْ
ما كُنتُ أدري
أنَّ الفِطرةَ امرأةٌ
و أنّ العِبرةَ امرأةٌ
و أنَّ من العيونِ
ما يحملُ
رسالةَ الغُفرانْ ..
ما كنتُ أدري
أنّ العذراءَ بيننا …
و أنَّ دمعةً
قد تجري من تحتها
فَرحتانْ ..
ما كنتُ أدري
أن امرأةً
خارج التاريخِ
قد تَهَبُ الحياةَ
ل الأوطانْ ..