استعادة التوازن
د. عبد الكريم بكار
استعادة المجتمعات لتوازناتها هي مهمة المفكرين والمصلحين والمرشدين العظام في كل زمان ومكان، التوازن الذي أعنيه هنا اليوم، هو التوازن بين العقل والقلب، والدنيا والآخرة، حيث إنه لا يخفى على أحد أن أمواجاً مظلمة من اللهو والغفلة والفرفشة واللذة والمصلحة المادية، باتت تغمر أرواحنا على نحو مخيف وكثيف.
عقائدنا لم تتغير وإنما الذي أخذ في التغير هو مكانة الإيمان والعمل الصالح والاستعداد لما بعد الموت في نفوسنا واهتماماتنا: أسر كثيرة جداً لم تذق طعم التهجد من مدة بعيدة بل لم تذق طعم صلاة الفجر على وقتها قبل طلوع الشمس مع أن اعتياد هذا من أكبر الكبائر!
أسر مسلمة كثيرة جداً لا يجري على ألسنتها ذكر لله تعالى في مجالسها الطويلة، فالقوم مشغولون بالطعام والشراب والحديث عن الصفقات الناجحة وثروات فلان وعلان..
إنها صرخة ومناشدة بأن نتراجع خطوة إلى الوراء كي نتفقد أرواحنا المنتهَكة ونركز على عباداتنا وأورادنا لنستعيد ما فقدناه من اهتمام بآخرتنا.
قراءة جزء من القرآن يومياً والحفاظ على الصلاة في أوقاتها واصطحاب الأبناء إلى المساجد وذكر الله تعالى في كل حين.
أنا أعرف أن هذا سباحة عكس التيار لكنها سباحة مجيدة وعظيمة لأنها تعني عدم الاستسلام وعدم الإخلاد إلى الأرض، ولأنها تعني القدرة على الاستدراك والتصحيح.
اللهم أعنا على أنفسنا واحفظنا بحفظك وألهمنا رشدنا في الأمر كله يارب العالمين!