منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

…القِراءة سِلاح..غِذاء..ورُؤية……

نورالدين النبهاني

0

جاء في التقرير الاستراتيجي المغربي 2019 -2021 الصادر أخيرا .

أن 73،7 % من المغاربة خلال ثلاث سنوات لم يحضروا أي عرض مسرحي، كما لم يشاهدوا أي مسرحية مغربية باي قناة.

و أن 64،3 % من المغاربة لم يشتروا أي كتاب طيلة ثلاث سنوات .

في حين يقضي المغربي عدة ساعات أمام شاشة الحاسوب أو الهاتف يوميا .

أما التلفاز فيقضي المغربي أمامه ما متوسطه ساعتين و14 دقيقة في كل يوم لمدة سنة، وأقل من دقيقتين يوميا للقراءة بما فيهم قراءة فواتير الماء و الكهرباء و الهاتف و جريدة مجانية بالمقاهي.

التقرير يكشف مدى علاقة المغاربة بالقراءة، مع العلم أن القراءة سلاح لمن لا سلاح له، وعكازة لمن لا نظر له، شمعة تنير الدروب المظلمة، لا أمل في نهوض أمة لا تقرأ، لأن القراءة هي العجلة لعربة التنمية والعربة لا تتحرك بلا عجلات، ولا تنمية لمواطن لا يقرأ او ما هو بقارئ، الأجيال التي تغادر مقاعد الدراسة في سن مبكرة قنابل موقوتة في البيت و في الشارع، حين تدفق الأطفال و الشباب إلى مدينة سبتة في هجرة جماعية خلال الأسبوع الثاني من شهر ماي 2021، وأثناء جمع هؤلاء الأطفال من طرف امن مدينة سبتة و حصرهم في مكان واحد لتسجيلهم وجمع معلومات عن مؤهلاتهم فاجأهم رجل أمن اسباني قائلا :

بماذا ستفيدون اسبانيا و أوروبا وأنتم لا تملكون ثقافة و ليس لديكم مؤهلات ولا في حوزتكم شواهد و دبلومات وغير حاصلين على تكوين مهني، ولا يحسن بعضكم الكتابة، أنتم عالة على انفسكم قبل أن تكونوا عالة على الآخر، هل أنتم مستعدون للدراسة و التأهيل ثم الإدماج ؟ ..

ولو كان هؤلاء الأطفال مؤهلين اكيد كانت ستتتهافت عليهم اسبانيا وباق دول أوروبا كما تفعل مع هجرة أدمغة دول العالم الثالث من تشجيع واستقطاب.

لذلك التنمية تبدأ ببناء المواطن في المدرسة و في البيت و عبر وسائل الإعلام حتى يكون واعيا بدوره و ملتزما بواجباته، وتجهيز المدرسة بأدوات و وسائل و تأهيلها لتكون أما صالحة يتخرج منها مواطنون صالحون، والمدرسة هي الأم الثانية للمتعلم حيث يتعلم فيها القراءة و الكتابة، و القسم هو البيت الثاني للطفل حيث يتلقى فيه أدب التربية ويتعود على حسن التعامل والسلوك السوي، و الأستاذ هو الاب الثاني لكل متعلميه، والقدوة الحسنة الذي يسيرون على هذيه.

اليوم المدرسة تتعرض للتهميش و الأستاذ يتعرض للإهمال، وتتخلى الأم عن دورها في التربية و تغيب القدوة في المجتمع ويصبح الجهال غير المتعلمين نجوم في مواقع التواصل بجهلهم لا بعلمهم و ثقافتهم، ويتحول الأطفال إلى قنابل ومعترضي طريق المارة وقطاع طرق .

نقول لكل مَنْ يظن مِن المسؤولين أن التعليم قطاع غير منتج، ومكلف ماديا فلينظر الى كم سيكلفنا الجهل من مصاريف على مجرمين جاهلين وهم في السجون ..وكم سيكلفنا من جهد ومال في بناء كل ما يهدمون من أسوار الأمن و الآمان بين أفراد المجتمع في الشوارع و في الأماكن العامة .

القراءة سلاح لكل أمة تسعى للنهوض بأوضاعها، ومسايرة الركب الحضاري، وهي اللبنة الأولى لبناء أي حضارة .

خلاصة القول ..بلا قراءة ..بلا مدرسة..بلا مواطن صالح ..لا أمل في المستقبل مهما كانت طبيعة الوطن خلابة و مهما كان غنيا بالثروات.

……..مع تحيات

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.