جَازَى الشَّكُورُ أُسُودَنَا (قصيدة)
جَازَى الشَّكُورُ أُسُودَنَا (قصيدة)/ الشاعر الصادق الرمبوق
جَازَى الشَّكُورُ أُسُودَنَا (قصيدة)
بقلم:الدكتور الشاعر الصادق الرمبوق
يَا مَنْ تُخَلِّيهِ الْكَآبَةُ أَعْوَرَا … اَلشَّمْسُ تُكْسَفُ ثُمَّ تَسْطَعُ أَظْهَرَا
لاَ تُذْهِلَنَّكَ عَنْ أُسُودِكَ غَيْمَةٌ … تُنْسِيكَ مِنْ غَمٍّ عَرِيناً فِي الذُّرَى
صَمَدُوا بِوَثْبَةِ مُسْتَمِيتٍ لِلْعُلَا … نَبَذُوا بِعَزْمِهِمُ التَّثَاقُلَ لِلْوَرَا
كَمْ حَطَّمُوا لِلْمُسْتَحِيلِ مِنَ الْعُرَى … تَرَكُوا هَزَائِمَنَا الْبَئِيسَةَ فِي الْعَرَا
فَتَحُوا بِسَدِّ الْيَأْسِ كُوَّةَ آمِلٍ … وَإِلَى مَدَى الْإِمْكَانِ أُفْقاً أَزْهَرَا
ثِقَةً وَإيقَاناً وَحَزْمَ إِرَادَةٍ … وَفُتُوَّ جَأْشٍ وَاصْطِبَاراً أَكْبَرَا
ظَلُّوا لِسَانَ الدَّهْرِ شَهْراً مُطْبَقاً … ضَاعُوا بِدُنْيَا النَّاسِ طِيباً عَنْبَرَا
وَأَرَوْا لِأَعْيُنِهِمْ ِمِثَالاً غَيْرَ مَا … ظَنُّوهُ أَوْحَدَ لاَ سِوَاهُ لِيُذْكَرَا
فَرَأَوْا نَمُوذَجَ نَاشِئِينَ عَلَى الْهُدَى … جَمَعُوا إِلَى الْإِتْقَانِ كَنْزاً جَوْهَرَا
أَفْصِحْ مُبِيناً عَنْ جَمِيلِ صَنِيعِهِمْ … يَا طَائِرَ الْقِيَمِ الْمُرَفْرِفِ فِي الْوَرَى
ذّكِّرْ بِسُقْيَاهُمْ لِظَمْآى ضُمَّراً … كَأْساً مِنَ الْأَخْلاَقِ عَذْباً أَطْهَرَا
نَضَحُوا بِهَا نَخِرَ الْمَعَانِي يَابِساً … أَحْيَوْا بِهَا جِذْراً مَوَاتاً فِي الثَّرَى
يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ فُقْتَ تَرَدِّياً … فِعْلَ الْبَهِيمَةِ وَانْحَطَطْتَ تَقَهْقُرَا
وَالْمَسْخُ جَفَّفَ مِنْ وُجُودِكَ فِطْرَةً … أَبْقَاكَ فِي الْحَيَوَانِ مَسْخاً أَقْذَرَا
وَالْآدَمِيَّةُ غَارَ مَنْبَعُ مَائِهَا … وَوَلَغْتَ فِي الْفَحْشَاءِ وَحْشاً أَبْتَرَا
أَنْكَرْتَ وَالِدَةً وَدُسْتَ أُرُومَةً … وَسَرَحْتَ أَجْدَبَ كَالصَّحَارِي أَقْفَرَا
سُبْحَانَ مَنْ بَعَثَ الشَّبَابَ لِنَجْدَةٍ … فَجَرَوْا عَلَى قَطَرٍ مَعِيناً كَوْثَرَا
جَازَى الشَّكُورُ أُسُودَنَا مِنْ فَضْلِهِ … أَضْعَافَ مِمَّا يَبْذُلُونَ وَأَكْثَرَا
مَجْداً بِدُنْيَانَا وَرِضْوَاناً يُرَى … يَوْمَ الْمَعَادِ بِلاَ ارْتِيَابٍ آثَرَا
طنجة، الخميس 20 جمادى الأولى 1444هـ الموافق لـ 15 دجنبر 2022م