منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

الاعتراض على قدر الله

الاعتراض على قدر الله/ الأستاذ إدريس قافو

0

الاعتراض على قدر الله

بقلم: الأستاذ إدريس قافو

الناس يعترضون على بعض الأحداث (الزلازل نموذجا) لأنهم لا يرون إلا ظواهرها، كما وقع لموسى في رحلته مع الخضر عليهما السلام.

فالرجل الذي ذكر في سورة يس ( وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ) نصح قومه فقتلوه شر قتلة. قيل رجموه بالحجارة، وقيل وثبوا عليه، فوطئوه بأقدامهم حتى مات. بل حتى خرج قُصْبه من دُبُره.

لكن هذا الرجل( الضحية )الذي رأى ما لم يره الآخرون كان له رأي مخالف للحدث ف: ( فقَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ) تمنى على الله أن يعلم قومه ما عاين من كرامة الله، (رغم ما فعلوه به)

ومن عاين صور استشهاد احمد ياسين رحمه الله، ووقف مع ظاهر الحدث فقد يعلق بقوله: (مسكين ذهب ضحية)!!! أما أصحاب البصائر فقد كان لهم تعليق آخر وهذه الحقيقة قد نؤمن بها إيمانا عقلا، أما الإيمان القلبي فهذا يحتاج…تربية ثم تربية ثم…

حين أقرأ هذه الآية: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ) واستحضر شهرا من الحديث في عرض رسول الله صلى عليه وسلم، وما وقع في ذلك الشهر، أعذر سيدنا موسى عليه السلام وهو من أولي العزم على عدم استطاعته الصبر مع الخضر عليه السلام لأنه يصعب تصور الخير في كثير من الشرور. فالسبب في انفعال موسى عليه السلام هو أنه كان يرى الأحداث في ظاهرها، أما سكينة الخضر عليه السلام فلأنه يعلم حقائق الأمور وعواقبها.

والحل في مثل هذه المواقف هو الأخذ بوصية إمامين جليلين:

قال الامام الشعراني إن الله تعالى (طوى عن العبد علم حقائق الأمور وعواقبها، وحجب عنه ذلك، فأبقى معه الإيمان بأنه أرحم به من أمه، فلا ينبغي ان يسيئ الأدب، فيكره بنفسه ويحب بنفسه )

في حين ينصح الإمام عبد السلام ياسين الإنسان أن ( يَكِل أمر ما أُبْهِمَ على فكره المنطقي إلى ما تجلى لقلبه من حقيقة أن الله أعلم وأحكم).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.