منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

جهاد برّ الأب والوالدين..

جهاد برّ الأب والوالدين../ مصطفى شقرون

0

جهاد برّ الأب والوالدين..

مصطفى شقرون

 

كيف أرى بر الوالدين؟ في الحاضر والمستقبل..

ليس البر بوالدي -فقط- نوستالجيا تذكرني بفعل ماض كإيثاره الكبير يوم كان حيا وتقصيري فابكي.. رحمه الله وقربه منه ومن أبي الروحي.. رحمه الله تعالى.

وليست صورة لي معه بالابيض والاسود -فقط-.. ولا عبارات حب ادونها لأمي -فقط-.. وعاطفة معبر عنها.. ربما قد لا تقرأها هي على صفحة لا تمتلكها أصلا ولا تريد..

لمّا علمت بانني لا استطيع ان اجازي -بقولي الكريم ومصاحبتي بالمعروف وخفضي لجناح الذل- صرخة من صرخات أمي يوم وضعت للأرض أمانة اودعها الله في رحمها.. ولا كل الكيلومترات التي مشاها والدي عبر فصول السنوات الطوال كدحا ليجلب لنا رزق الله المدخر ولا تحسره على ما ظنه تفريطا في حقنا وعجزا ولا صبره على استغلال صاحب العمل له -وهو الأبيّ- من اجلنا.. قررت ان يكون برّي بهما دعوتي عباد الله -الذين لم يصلهم الوحي- إلى الإسلام.. ودعوتي المسلمين -الذين لا يرون في الدين إلا إسلاما فرديا منكفئا- إلى إسلام الجماعة.. إسلام الصحابة، ذكرا وجهادا ودعوة دائمة.. دين كامل: أركان إسلام وشعب إيمان وإحسان..

قررت أن يكون بري بهما تاجَ حافظ اجعله على راسهما.. وشفاعة مجاهد شهيد -إن قبلني الله- اقدمها لهما ولثمانية وستين فردا آخرين من اقربائي وقبيلتي وأمتي الاقرب فالاقرب.. والله يضاعف لمن يشاء..

وليس الشهيد من قتل برصاص بل من يكابد فتقتل نفسه يوميا في الدعوة الى الله.. فيلحق به والداه -أو يلحقانه بهما.. فعلم العاقبة عند الله وحده سبحانه- ويرتقيان في الجنان مع معراجه اليومي الذي يحاوله بكبده المستمر في الارض.. فيطفو ويرسب كثيرا.. وييأس فلا يرى خيرا في نفسه.. ثم يرجو ويحسن الظن.. ثم يسقط ويجتهد لينهض.. ولله الامر من قبل ومن بعد.. ولا حول ولا قوة لنا الا بالله .. هو خلقنا وما نعمل.. وما نعمل؟.. وما نعمل!.. انما الاعمال بالنيات..

في كل يوم برَّ بوالديك -اخي واختي- بجهاد يصلهما في دار الخلود..

رب ارحمهما كما ربياني صغيرا..

رب اغفر لي ولوالدي وللمومنين يوم يقوم الحساب.

واجعلني برّا بابي الروحي وفيا له ولمشروعه الذي عاش له ومات عليه.. مشروع منهاج النبوة.. مشروع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..

واعنا ووفقنا فيما نحاول واجبر اعمالنا ونياتنا وحاسبنا -إن حاسبتنا- بكرمك.. وتفضلك..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.