سأقف بين يديك، ربي، في يوم قادم لا محالة، يوم ليس كباقي الأيام!
سأقف بين يديك، طائعا أو مكرها، ليس بيني وبينك حجاب أو ترجمان!
سأقف بين يديك، لتحاسبني على أعمالي في الدنيا، وما اقترفته يداي وجوارحي من معاص وذنوب!
سأقف بين يديك، لتسألني عن النعم التي أكرمتني بها ، منذ قدرتني كائنا بشريا في عالم الدر، وجنينا في بطن الأم، ومنذ أن أخرجتني إلى الوجود وليدا، إلى أن استويت وأصبحت راشدا مكلفا مقدرا للقبح والحسن!
نعم، ربي، قد خلقتني وذرأتني، وزودتني بجوارح وحواس تفهم وتستمتع باللذة والجمال، وهديتني لأعرف معنى الحياة وسر الوجود!
عرفت مهمتي التي خلقتني من أجلها، مهمة المعرفة والعبادة والفاعلية، وحاولت جهدي أن أعمل ما يرضيك وأتجنب ما يغضبك، وأن أتسامى وأسمو للمعالي، لكن ضعفي وعجزي لعبا معي لعبة القدر، فأنسيانيك، وأغرقاني في الوهم والسراب، وجاذبية الأرض أنستني قمم السماء!
وهاأنذا أستفيق من غفلتني، واتفلت من أغلالي، لأنظر بعيدا بعيدا، وإن كنت غير مستعد بعد للقاء الوشيك، وصحيفتي فارغة إلا من حبك، وحب من يحبك!
فأسألك اللهم أن توفقني لأعمال ترضيك وتيسر لي الحساب، مع حسن الختام!
آمين

قاص وأديب مغربي
القادم بوست