الندوة التربوية..قراءة في كتاب: توظيف الحديث النبوي الشريف في درس التربية الإسلامية
عبد الله اد اجنان وذ.اسماعيل مرجي /الندوة التربوية..قراءة في كتاب: توظيف الحديث النبوي الشريف في درس التربية الإسلامية
الندوة التربوية..قراءة في كتاب:
توظيف الحديث النبوي الشريف في درس التربية الإسلامية
بين الطبيعة الإبستيمولوجية و الإشكالات الديداكتيكية
إعداد: عبد الله اد اجنان وذ.اسماعيل مرجي
كان كتاب :” توظيف الحديث النبوي الشريف في درس التربية الإسلامية بين الطبيعة الإبستيمولوجية والإشكالات الديداكتيكية” للمؤلفين د. حميد الصغير و د. عمر آيت أوعمرو موضوع الندوة السابعة ضمن البرنامج:” قراءة في كتاب” الذي نظمته مجموعة علوم التربية وديداكتيك التربية الإسلامية بتنسيق مع مركز مداد للأبحاث والدراسات عبر تطبيق مايكروسوفت التيمز، وذلك يوم السبت 26 يونيو 2021م ابتداء من الساعة التاسعة مساء، وكان برنامج الندوة على النحو التالي:
المداخلة | المحتوى | المؤطر |
1 | التقديم للندوة والترحيب بالمؤطرين والمتتبعين | د. عبد الواحد الوزاني |
2 | الافتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم | د. عمر آيت أوعمرو |
3 | المداخلة الأولى: توظيف الحديث النبوي الشريف في درس التربية الإسلامية بين الطبيعة الإبستيمولوجية والإشكالات الديداكتيكية. | د. حميد الصغير |
4 | المداخلة الثانية: القواعد الأساسية لتوظيف الحديث النبوي في الدرس الإسلامي. | د. عمر آيت أوعمرو |
5 | المداخلة الثالثة. قراءة في الجانب الميداني لبحث:” توظيف الحديث النبوي في درس التربية الإسلامية بين الطبيعة الابستمولوجية والإشكالات الديداكتيكية” | ذ. محمد بوحرام |
6 | الأسئلة والمداخلات والردود | المؤطرون والمتدخلون |
بعد الترحيب بالمؤطرين والمتتبعين للندوة من طرف السيد المسير الدكتور عبد الواحد الوزاني أستاذ التعليم العالي بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، افتتحت فعاليات الندوة بآيات بينات من الذكر الحكيم من طرف المقرئ د. عمر آيت أوعمر، مرر السيد المسير الكلمة إلى الدكتور حميد الصغير ليتفضل بأولى مداخلات الندوة.
المداخلة الأولى:توظيف الحديث النبوي الشريف في درس التربية الإسلامية بين الطبيعة الإبستيمولوجية والإشكالات الديداكتيكية ” د. حميد الصغير
ذكّر الدكتور حميد الصغير بداية بإشكالية البحث موضوع الندوة إذ من خلال الزيارات الصفية للباحثين والتي تزامنت مع الشروع في تصريف المنهاج الجديد لمادة التربية الإسلامية، لوحظ تفاوت بين أساتذة المادة في التنزيل الديداكتيكي لمفردات المنهاج؛ خاصة ما يتعلق بتنزيل المقاربة الديداكتيكية لتوظيف النصوص الشرعية في بناء مراحل الدرس الإسلامي، سواء أكانت نصوصا قرآنية أو حديثية؛ حيث لازالت المنهجية التقليدية للتعاطي مع النص القرآني والحديثي سائدة عند بعض الأساتذة، مما يستدعي معه طرح المقاربة المنهاجية الجديدة للنص الشرعي؛ خاصة ما يتعلق بالحديث النبوي الشريف وما يطرحه توظيفه من إشكالات ديداكتيكية ومنهجية في درس التربية الإسلامية.
وأكد الدكتور الصغير أن الاضطراب في الممارسة الصفية الملاحظ خلال الزيارات مؤشر على وجود إشكال حقيقي متعلق بالتوظيف الديداكتيكي للحديث، وصاغ هذا الإشكال في السؤال المركزي التالي:
- إلى أي حد يتأثر التصريف الديداكتيكي للحديث النبوي من لدن الأساتذة بطبيعة فهمهم لوظائفه ومقاصده، واحترام القواعد التي أسسها المحدثون قديما؟ مبيّنا أنه يتمفصل السؤال الإشكالي إلى أسئلة فرعية أورد منها:
- ما آليات توظيف الحديث في درس مادة التربية الإسلامية مبنى ومعنى ؟
- ما معتمد المدرس في توظيف الحديث خلال درسه ؟
- ما القواعد الواجب التزامها في توظيف الحديث تحملا وأداء ؟
- هل المدرس على علم بإشكالات توظيف الحديث ؟ وكيف يعالج الصعوبات الإبستيمولوجية والديداكتيكية؟
- ما الطبيعة الإبستيمولوجية للحديث النبوي؟
- ما مدى حضور الوعي المنهجي السليم في توظيف الحديث النبوي تأليفا وتدريسا وتقويما ؟
لينتقل المؤطر التربوي حميد الصغير للإجابة عن هذه الأسئلة من خلال محاور ثلاثة:
المحور الأول: حضور الحديث النبوي في التصور المنهاجي:
أبرز المؤطر التربوي حضور الحديث النبوي في التصور المنهاجي على عدة مستويات أهمها:
– على مستوى مرجعيات وأسس بناء منهاج المادة:
فقد تمت الإشارة بصراحة إلى السنة النبوية باعتبارها مرجعية شرعية بعد القران الكريم في استمداد المعرفة الإسلامية الصحيحة، بالإضافة إلى وحدة العقيدة واحترام الثوابت المغربية والمتمثلة في إمارة المؤمنين والمذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف الجنيدي؛ مع الدعوة الصريحة إلى ضرورة تأصيل المفاهيم الشرعية، والحديث النبوي أحد مصادرها المهمة.
– على مستوى المهارات الأساسية المستهدفة في المنهاج:
فالحديث النبوي يحضر في ما يلي:
- فهم النصوص الشرعية وتحديد دلالاتها.
- تحليل النصوص الشرعية وتحديد مضامينها.
- استنباط القيم والأحكام والقواعد من النصوص الشرعية.
- الاستدلال بالنصوص الشرعية.
– على مستوى مقاصد المنهاج:
الحديث النبوي حاضر في مقاصده الأربعة؛(المقصد الوجودي، الحقوقي، الجودي) خاصة المقصد الكوني، والذي يهدف إلى تجلية جوانب القدوة في الرسول صلى الله عليه وسلم باعتباره نموذج الكمال البشري، وخاتم الأنبياء والرسل.
– على مستوى المداخل:
فالحديث النبوي حاضر في جميع المداخل باعتباره المصدر الثاني في بناء المعرفة الشرعية المدرسة بعد القران الكريم؛ ويحضر بقوة أكبر في مدخل الاقتداء، والذي يروم اقتداء المتعلم بالنبي صلى الله عليه وسلم والتأسي به في أقواله وأفعاله وأخلاقه، واتخاذه قدوة في جميع مجالات الحياة.
– على مستوى الاختيارات والتوجهات:
ففي مجال القيم: يهدف المنهاج إلى غرس قيم العقيدة الإسلامية في نفوس المتعلمين؛ وهذه الأخيرة يعتبر القرآن والحديث النبوي أهم مصادر استمدادها.
وفي الاختيارات على مستوى المضامين: ينص المنهاج على أن المعرفة الشرعية تتسم بالتكامل والتناسق بين مختلف أنواع المعارف؛ وتعتمد مبدأ الاستمرارية والتدرج عبر المراحل التعليمية المختلفة، ولا يمكن الحديث عن المعرفة الشرعية دون مصدرها الثاني والمتمثل في الحديث النبوي، كما يهدف المنهاج إلى جعل المتعلم متشبعا بقيم الدين الإسلامي، ومعتزا بهويته الدينية والوطنية؛ ولا سبيل إلى تحقيق ذلك إلا بالقران والحديث النبوي باعتبارهما مصدرا للدين ومنبعا لقيمه وتعاليمه السمحة .
– على مستوى المواصفات المرتبطة بالكفايات:
يروم المنهاج أن يمتلك المتعلم رصيدا معرفيا في مجال العلوم الشرعية واللغوية… مما يؤهله لفهم وتمثل وتحليل مختلف مكونات الثقافة الإسلامية؛ ولا سبيل إلى ذلك إلا باستحضار آيات القران الكريم وأحاديث الرسول عليه السلام والتشبع بقيمهما وآدابهما.
المحور الثاني: أهمية الحديث النبوي في درس التربية الاسلامية.
بين المؤطر التربوي الدكتور حميد الصغير أهمية الحديث النبوي الشريف في درس مادة التربية الإسلامية من خلال الخطاطة التالية:
المحور الثالث: الضوابط المنهجية لحسن توظيف الحديث النبوي في درس التربية الإسلامية:
أورد الدكتور الصغير بعض الضوابط المنهجية لذلك منها:
أولا: التأكد من صحة النص الحديثي وسلامته:
حتى لا ينسب الخبر جزافا دون تمحيص إلى غير صاحبه فلابد من التأكد من صحته، فكيف إذا كان الخبر واردا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو تشريع والاحتياط له أولى، لما فيه من عظيم الخطر على الدين وأحكامه، والحديث الضعيف أو الموضوع يساهم في إعطاء صورة غير حقيقية، ويقود إلى فهم غير دقيق للمنهج النبوي الخارج من مشكاة النبوة والملحوظ بعناية الوحي.
ثانيا: حسن فهم النص الحديثي:
و ضوابط ذلك ما يلي:
- فهم الحديث في ضوء القران الكريم.
- جمع الأحاديث الواردة في الموضوع الواحد.
- فهم الأحاديث في ضوء أسبابها وملابساتها وظروفها.
- فهم الأحاديث في ضوء أهدافها و مقاصدها.
- التأكد من مدلولات ألفاظ الحديث النبوي.
- حسن تنزيل النص الحديثي: إن التنزيل غير الفهم، “فالفهم يهدف إلى تحصيل صورة المراد الإلهي في الأوامر والنواهي”. أما التنزيل فهو يتعلق:”بالوصل بين الوحي والواقع على معنى يبين المسالك والكيفيات التي يأخذ بها الوحي مجراه نحو الوقوع، ويأخذ بها الواقع مجراه نحو التكيف بإلزامات الوحي”، وهو ما اصطلح على تسميته في علم الأصول “بتحقيق المناط” أي الوصل بين النص والواقع، ولابد لذلك من أصلين رئيسيين:
- العلم بمقاصد الأحكام: وهي المقاصد التي أراد الله أن تتحقق خلافة الإنسان على أساسها، وجماع هذه المقاصد تحقيق مصلحة الإنسان وخيره في الدنيا والآخرة، وقد قسمها العلماء إلى ثلاثة أقسام: ضرورية وحاجية وتحسينية.
- العلم بالواقع: فالمقصود بالواقع في هذا المقام الأفعال الإنسانية التي يراد تنزيل الأحكام عليها وتوجيهها بحسبها” فالحكم على الشيء فرع عن تصوره فإنما كان هذا العلم بالواقع أساسا في تنزيل الأحكام لأنه يفضي أخيرا إلى تقدير ما إذا كان الفعل الإنساني المحقق فيه يندرج تحت هذا الحكم المعين لينزل عليه، أو يندرج تحت حكم آخر فينزل عليه ذلك الحكم الآخر، وتقدير ما إذا كان هذا الفعل مستجمعا للشروط التي تجعل تنزيل الحكم عليه مؤديا إلى تحقيق مقصد الشرع فينزل أو غير محقق فلا ينزل .
المحور الرابع: الإشكالات الديداكتيكية لتوظيف الحديث النبوي.
أجمل الدكتور أهم الإشكالات الديداكتيكية لتوظيف الحديث النبوي الشريف في:
المداخلة الثانية: القواعد الأساسية لتوظيف الحديث النبوي في الدرس الإسلامي د. عمر آيت أوعمرو.
علاقة بالإشكالات الديداكتيكية لتوظيف الحديث النبوي الشريف التي عرضها الدكتور حميد الصغير، كانت مداخلة المؤطر التربوي الدكتور عمر آيت أوعمرو حول سبل تجاوز تلك الإشكالات، وقد اقترح الدكتور عمر قواعد أساسية عملية لتوظيف الحديث النبوي في الدرس الإسلامي ومن أبرز تلك القواعد :
- الإخلاص وتصحيح النية: من خلال تساؤل المدرس عن الغاية من الحديث الذي وظفه، وعن علاقته بأهداف الدرس، فلا ينبغي من المدرس أن يوظف أحاديث نبوية لغاية لا تخدم أهداف درسه.
- التقييد بألفاظ أحاديث الكتب المصنفة في هذا الشأن: إذ من إشكالات توظيف الحديث النبوي: رواية الحديث بالمعنى، لما لرواية الحديث بلفظه من فوائد جمة على المعلم والمتعلم.
- إتقان قراءة الحديث النبوي الشريف: على المدرس أن يقرأ الحديث النبوي قراءة متقنة ويحث المتعلمين على ذلك لما لتلك القراءة من فوائد.
- ضرورة إسناد الحديث: من إشكالات توظيف الحديث النبوي: إشكالية عدم إسناد الحديث، فالمدرس مدعو إلى إسناد الحديث النبوي لإثبات صحته، ولتبيان أهمية السند.
- ضرورة ذكر درجة الحديث: هذه القاعدة لها علاقة بإشكالية الثبوت: الصحة والقبول/الضعف والرد، وإشكالية عدم ذكر درجته، والمدرس عليه أن يوظف الأحاديث الصحيحة… أولا، ثم يذكر درجة الحديث للمتعلمين ثانيا.
- التزام الأدب عند ذكر الله تعالى وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين. لما لذلك من فوائد كتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وأحاديثه وصحابته رضي الله عنهم وأرضاهم.
المداخلة الثالثة: قراءة في الجانب الميداني للبحث:” توظيف الحديث النبوي في درس التربية الإسلامية بين الطبيعة الابستمولوجية والإشكالات الديداكتيكية” د، محمد بوحرام.
استهل المؤطر التربوي محمد بوحرام حديثه بالتنويه بالكتاب موضوع الندوة، واعتبر البحث إسهاما في تذليل مجموعة من المعيقات والصعوبات التي تواجه أساتذة المادة أثناء الاشتغال الديداكتيكي على الأحاديث النبوية في بناء درس التربية الإسلامية، إذ عمل الباحثان في الشق النظري من البحث على إبراز الطبيعة المعرفية للحديث النبوي وبيان أهم الإشكالات الديداكتيكية المرتبطة بها، والتأسيس لمجموعة من القواعد والضوابط البيداغوجية التي وجب التقيد بها أثناء الاشتغال الديداكتيكي على الحديث النبوي في مادة التربية الإسلامية.
وعمد المؤطر التربوي محمد بوحرام بعد ذلك إلى عرض فصول الجانب الميداني للبحث، مذكرا أن الفصل الأول منه خصص للأدوات المعتمدة في جمع المعطيات وتوظيفها، كما ذكّر الباحثان في بدايته بإشكالية البحث وأسئلته الفرعية وبفرضياته، وشمل هذا الفصل مبحثين: الأول خصص للتعريف بالأداة الأولى للبحث ( الاستمارة) حيث تم تقديم مجموعة من المعطيات النظرية التي توضح مفهوم الاستمارة، وتبرز أهدافها وأهميتها في البحوث التربوية مع بيان خصائصها ومميزاتها وأشكالها….كما أشار الأستاذ بوحرام أن الباحثين وظفا أيضا أداة المقابلة شبه التوجيهية تمت عن بعد مع عينة مكونة من عشرة مشرفين تربويين لمادة التربية الإسلامية وقد تضمنت خمس أسئلة وهي كالآتي:
الأسئلة | أجوبتها |
ما مدى حضور الحديث النبوي في التصور المنهاجي لمادة التربية الإسلامية ؟ | وقد أكد أغلب المستجوبين حضور الحديث النبوي في التصور المنهاجي بشكل قوي. |
ماذا خص القرآن بالهيمنة في المنهاج دون الحديث النبوي ؟ | وأكد المستجوبون هيمنة القرآن الكريم على كل مصادر المعرفة الشرعية بما في ذلك السنة النبوية. |
كيف تقيم المقاربة الديداكتيكية للحديث في المنهاج ؟
| أغلبية المستجوبين أكدوا على ضرورة توضيح وتفسير منهجية توظيف الحديث في بناء دروس التربية الإسلامية. |
ما ملاحظاتك حول تنزيل المقاربة المنهاجية للحديث النبوي في الممارسة الصفية ؟ | وجود ضعف تنزيل المقاربة المنهاجية في تدريس الحديث مع استمرارية الطرق التقليدية التي ألفها المدرسون في المناهج السابقة. |
ما اقتراحاتك لتحسين توظيف الحديث النبوي في الدرس الإسلامي ؟ | وقد قدموا اقتراحات لتحسين توظيف الحديث النبوي في الدرس الإسلامي |
أما الفصل الثاني من الجانب الميداني للبحث المعنون ب:” عرض المعطيات وتحليلها وتفسيرها” أوضح الأستاذ أن الاستمارة شملت أربعة عشر سؤالا موجهة لعينة مثلت جميع الأكاديميات الجهوية لمهن التربية والتكوين، وقد عرض الباحثان نتائج العشر الأسئلة الأخيرة وفق المنهجية الآتية: عرض النتائج/ وصف النتائج المحصل عليها/ تحليل النتائج/تفسير النتائج….
وقد أجمل المؤطر التربوي محمد بوحرام بعد ذلك أهم نتائج الدراسة الميدانية في:
- ضعف فهم العينة للطبيعة المعرفية للحديث ووظائفه ومقاصده؛
- أغلب المدرسين ينطلقون من أهداف محددة في توظيفهم للحديث النبوي؛
- استحضار جل المدرسين للبعد الوظيفي للحديث النبوي؛
- توظيف الحديث النبوي في درس التربية الإسلامية شهد تطورا ملحوظا، بحيث يتم توظيفه في كل مراحل الدرس.
- أغلب المدرسين لا يوظفون الأحاديث الضعيفة والموضوعة في التدريس؛
- أغلب المدرسين يروون الأحاديث بالمعنى رغم عدم توفر الشروط التي وضع المحدثون؛
- حسن استثمار الحديث رهين بإيراد أسباب وروده عند توظيفه؛
- أغلب المدرسين يقطعون الأحاديث عند توظيفها وهم على علم بأهم ضوابط تقطيع الحديث؛
- اختلاف تمثلات المدرسين حول منهجية توظيف الحديث النبوي في درس التربية الإسلامية؛
- عدم استيعاب أغلب المدرسين للإشكالات الديداكتيكية التي يطرحها الحديث النبوي في المنهاج؛
- عدم تقيد أغلب المدرسين بقواعد المحدثين التي وضعوها لحسن توظيف الحديث النبوي
ووقف المؤطر التربوي محمد بوحرام عند تمحيص فرضيات البحث من خلال تذكيره بالفرضية وبالتمحيص الذي قدمه الباحثان لكل فرضية :
الفرضيات | تمحيصها |
الأولى: عدم تمكن الأساتذة من فهم الطبيعة الابستمولوجية للحديث النبوي، تولد عنه إشكالات ديداكتيكية تواجههم في تدريسه. | أظهرت نتائج الدراسة وجود قصور في فهم طبيعة الحديث النبوي وغياب مقاربة ديداكتيكية واضحة للاشتغال عليه في درس التربية الإسلامية، وعليه فإن الفرضية الأولى صادقة. |
الثانية: الإشكالات الديداكتيكية المرتبطة بتدريس الحديث النبوي في الدرس الإسلامي لا علاقة لها بطبيعته الابستمولوجية، وإنما مردها إلى سوء فهم وتوظيف الحديث النبوي نفسه. | فبعد تحليل نتائج الاستمارة توصل الباحثان إلى أن الإشكالات المرتبطة بتوظيف الحديث النبوي في درس التربية الإسلامية لا تمت إلى طبيعته الابستمولوجية بصلة، وإنما مردها إلى سوء فهم الحديث نفسه، وعليه فإن الفرضية الثانية صادقة. |
الثالثة: سوء فهم وتوظيف الحديث النبوي في التربية الإسلامية لا علاقة له بطبيعته الابستمولوجية، ولا وجود لإشكالات ديداكتيكية في استعماله. | فمن خلال النتائج المحصل عليها يظهر جليا وجود مجموعة من الإشكالات الديداكتيكية المرتبطة بطبيعة الحديث النبوي ومنهجية توظيفه، وعليه فإن الفرضية الثالثة خاطئة. |
ليذكر الأستاذ بوحرام بأهم توصيات ومقترحات البحث:
- ضرورة تضمن التكوين الأساس والمستمر على مصوغات خاصة بالتعريف بطبيعة الحديث النبوي ومنهجية توظيفه في درس التربية الإسلامية.
- رصد التجارب الناجحة في التوظيف الديداكتيكي للحديث النبوي وتثمينها وتقاسمها؛
- عقد لقاءات تأطيرية من لدن هيئة التأطير والمراقبة في هذا الشأن؛
- الإسراع بإصدار وثيقة التوجيهات التربوية؛
- رصد التعثرات والإشكالات التي تعترض الأساتذة وتقديم التوجهات التربوية الملائمة؛
- إجراء بحوث تربوية ميدانية تهتم بالحديث النبوي.
- وضع تصور موحد بين مؤطري المادة.
وختم المؤطر التربوي مداخلته بالتذكير بأهم الضوابط التي يجب التقيد بها عند توظيف الحديث في درس التربية الإسلامية وهي:
- انتقاء الأحاديث المقبولة والصالحة للاحتجاج بها واستنباط الأحكام الشرعية منها ( الصحيح والحسن..) بالرجوع إلى المظان والمراجع الأصلية؛
- توثيق الأحاديث وعزوها( ولا يقصد بالتوثيق هنا ما عهده المدرسون من تخصيص حيز زمني للتعرض إلى التعريف بالراوي ومخرج الحديث… وإنما المقصود مجرد عزو الحديث الموظف والمستثمر إلى مصدره التزاما بالأمانة العلمية وإيضاحا لعلاقة المدرس بالحديث تحملا وأداء- الوجادة- وتدريبا للمتعلم على ذلك.
- ضرورة الإشارة إلى درجة الحديث؛
- استحضار الخصائص السيكولوجية والنمائية للمتعلم عند اختيار الحديث، بانتقاء الأحاديث الواضحة البينة التي لا تتضمن عبارات غريبة، ولا تتضمن معاني تفوق استيعاب المتعلم ما أمكن ذلك ( من باب حدثوا الناس بما يعرفون.. حتى لا يكذب الله ورسوله)
- التركيز على البعد الوظيفي للحديث؛
- إتقان قراءة الحديث الشريف؛
- ضبط الحديث بالشكل التام؛
- الاطلاع على معنى الحديث في مظانه مع إخضاع ذلك للنقل الديداكتيكي؛
- اختيار الأحاديث القصيرة ما أسعف وأمكن ذلك؛
- التقيد بالشروط التي وضعها المحدثون عند الاضرار إلى تقطيع الحديث؛
- التركيز على الشرح السياقي للكلمات الصعبة عند الحاجة؛
- إبراز الكلمات المفاتيح في الحديث الموظف، بتمييزها بخط غليظ الحجم أو التسطير تحتها.
- مساعدة المتعلم على التوظيف والاستثمار الجيد في بناء ما يراد الوصول إليه من معارف وقيم وأحكام.
- عدم الاقتصار أو التركيز على ما ورد في الكتب المدرسية من نصوص حديثية.
- البحث عن الأحاديث التي تخدم القضية المحورية للسورة القرآنية وموضوعاتها الفرعية المؤطرة للمداخل؛
- تقديم الدعامات الحديثية خلال مراحل حل مشكل الوضعية.
وبعد الانتهاء من المداخلات فتح المسير الدكتور عبد الواحد الوزاني باب النقاش والتساؤل لإغناء وإثراء الندوة من طرف المتتبعين للندوة، وتفاعل السادة المؤطرون مع أسئلة المشاركين فقدموا إجابات وتوضيحات إضافية.