بسم الله فانطلقي (قصيدة)
بقلم: صفية الدغيم
لا ضوءَ في الدربِ لا أقمارَ في الأفُقِ
لكن بدأتِ بـ بسمِ الله فانطلقي
حُثِّي خطاكِ إذا أبصرتِها وَهَنَت
لن يهبطَ الحُلمُُ مِن أعلى على طَبَقِ
إن شِئتِ أن يستقيلَ الليلُ فانبثِقي
أو شئتِ أن تسطعي كالشمسِ فاحترقي
ما قَدَّ نَسرٌ قميصَ الشمسِ مِن قُبُلٍ
حَتَّى تَبرَّأَ من أكذوبةِ النَّسَقِ
وَوَحدَهُ الغيثُ لا يكفي الزروعَ إذا
لم يَروِها قَبلهُ بَحرٌ مِنَ العَرقِ
إن قالَ قاعٌ: هُنا الفردوسُ، لاتَثِبِي
أو قالَ قَشٌّ: ثِقِي بالرِّيحِ، لا تَثِقِي
قراركِ الآن إن قرّرتِ أن تَقِفي
في آخرِ الضّوءِ أو في أوَّل النَفَقِ
– ما أسهلَ الوعظ ..هل جَرَّبتَ يا أبتي
أن تَعبرَ الليلَ مِن بَوّّابةِ الأرَقِ؟
الأرضُ تَهتزُّ تَحتي ..راجِفٌ جسدي
كأنني قَلَقٌ يمشي على قَلَقِ
بِساطُكِ الشّوكُ ..من يَستَلُّ حافِيَةً
ممّا بَسَطتِ ،.. تقولُ الخطوُ للطُرُقِ
كلُّ الغُصونِ هَوَت في حقلِ ذاكرتي
من يا خريفي تُرى يبكي على وَرَقي
يا قلبَ أيوب، دربي شائِكٌ وأنا
أحتاجُ صبركَ كي أمضي بلا نَزَقِ
ما ارتاحَ دمعي إلى أن جفَّ من مُقَلي
ولا عيوني إلى أن أسقطت حَدَقي
اليومَ أقضي أسىً، لا مرحباً بِغَدٍ
إن جاءني شافياً في آخرِ الرمَقِ
فيا هُموماً تَبقَّت ما ابتليتُ بها
جِيئي بِكُلِّكِ واستلقي على مِزَقي
ويا حبالاً لحلمٍ قيلَ يَنشُلُني
قررتُ أغرقُ لكن أفلتي عُنُقِي