منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

 العلامة “ابن آجروم”، إسهاماته في خدمة الدرس اللغوي النحوي

 العلامة "ابن آجروم"، إسهاماته في خدمة الدرس اللغوي النحوي/ ذ. عبد العزيز تكني

0

 العلامة “ابن آجروم”، إسهاماته في خدمة الدرس اللغوي النحوي

ذ. عبدالعزيز تكني[1]

 

نشر بمجلة النداء التربوي، العدد 25-26، السنة الثالثة والعشرون 1441 هـ – 2020م،

الصفحات من 154 إلى 165

 

ملخــــص :

تقف هذه المقالة البحثية على أهم معالم منهج “ابن ‏آجروم”  في التأليف، والأسس والضوابط التي سلكها في تأصيل وتوجيه الدرس اللغوي والنحوي، ‏والدور الريادي لمدرسته المتفردة في ميدان الدراسات اللغوية والنحوية، وقد وصفه الأمير ابن الأحمر الأندلسي بقوله:”…أبو عبد الله ‏محمد كان فقيها متفننا، أستاذا نحويا لغويا، مقرئا، شاعرا بصير بالقراءات، ولم يكن في أهل فاس ‏في فنه أعرف منه بالنحو”. ‏حيث تبين لنا بعد هذه الجولة ‏السريعة في ما أثله هذا الحبر ومدى الجهد الكبير والعظيم الذي بذله هذا العلم الفحل في عصره، ‏خدمة لعلم النحو والدراسات اللغوية، وعلم القراءات، وما تزال هذه الجهود موصولة مستمرة ‏ومتتابعة فضلا منه ومنة، وإن هذا لمما يزيدنا إيمانا ويقينا بقول الحق جل في علاه: (إنا أنزلناه قرأنا ‏عربيا لعلكم تعقلون) [يوسف:9].‏

 

Résumé: Ce document est une tentative de mettre en lumière  les travaux menée par le savant maitre de récitation coranique le grand    grammairien plus connu sous le nom d’IB JNAROUM,  dans le domaine de  la grammaire arabe au niveau méthodologique et au style d’écriture

Le lecteur de ce document découvrira les grands traits de ce style   et les fondements et directives auxquelles sont soumises ses leçons linguistiques et grammaticales   et le rôle pionnier de son école unique en son genre dans le champ des études linguistiques et grammaticales.

Summary: This document is an attempt to highlight the work carried out by the master of Quranic recitation, the great grammarian better known as IB JNAROUM, in the field of Arabic grammar in methodological and writing style.
The reader of this paper will discover the main features of this style and the foundations and guidelines to which his language and grammatical lessons are subjected and the pioneering role of his unique school in the field of linguistic studies and Grammatical.

1. مقدمة

العلامة المقرئ النحوي الفقيه المالكي، محمد بن داود الصنهاجي الشهير ب “ابن آجروم”[2] رحمه الله التادلي الأصل، الفاسي المولد والنشأة. هو من أشهر اللغويين والنحويين في التراث العربي الإسلامي، ويرجع إليه الفضل في تخليص كتب النحو من الحواشي والشروح، ترك لخلفه ذخيرة علمية تغري الباحثين جيلا بعد جيل، اكتسب من الخبرات والتجارب برحلاته في رحاب المغرب والمشرق، واشتهر ب”مقدمته الآجرُّومِيَّة” التي ذاع صيتها في كل مكان وعبر الأزمان، وقد كان من بين علماء الأمازيغ الذين اعتنوا  أواخر القرن السابع الهجري  وبداية الثامن بعلوم اللغة العربية، فكان لهم حظ وافر ونصيب بارز في  تعميق النظر فيها تجديدا وإحياء، وقراءة ونقدا، وصيانة وحفظا، وقد قال العلامة محمد المختار السوسي رحمه الله “نحن أبناء “الغ” العجم نذوق حلاوتها -أي العربية-  وندرك طلاوتها، ونستشف آدابها، ونخوض أمواج قوافيها حتى نعد أنفسنا من أبناء يعرب وإن لم نكن إلا  أبناء أمازيغ”[3]. ولعل ما ألفوه نظما ونثرا، وما ألحقوه من تعاليق وحواشي، وتقييدات وشروح، لخير دليل على ذلك، وما فعلوا ذلك إلا لقوة إيمانهم وارتباطهم بشريعة دينهم وقد أشار ابن خلدون رحمه الله إلى أن “مأخذ الأحكام الشرعية كلها من الكتاب والسنة، وهي بلغة العرب، ونَقَلَتُها من الصحابة والتابعين عرب، وشرحُ مشكلاتها من لغاتهم، فلابد من معرفة العلوم المتعلِّقة بهذا اللسان لمن أراد علم الشريعة”[4]، لهذا لم يتأخروا عن هذا الأمر.

تبوأ الإمام ابن آجروم النحوي الصنهاجي رحمه الله منزلة عليا بين علماء النحو واللغة، فإلى أي حد أسهم في خدمة الدرس النحوي؟ وبمن تأثر؟ وكيف استطاع أن يثبت نفسه في الساحة اللغوية ومدارس اللغة العربية ويضع بصمته بينها؟ وما الذي ميزه عن غيره من النحاة السابقين؟

2. ملامح من شخصية العلامة ابن آجروم

من الموافقات واللطائف، أن العلامة “ابن آجروم صاحب المقدمة المشهورة، ولد سنة 1273م- 672هـ  وهي السنة التي توفي فيها الإمام ابن مالك، وهذا من بدائع التوفيق والعطاء الرباني حيث قيل: توفي نحوي، وولد نحوي”( الزبيدي، 2008)، وينسب إلى قبيلة صنهاجة بالمغرب، ولقب “بابن آجروم”، وهي كلمة أمازيغية معناها الفقير الصوفي، وكان جده داود أول من عرف بهذا اللقب، وبدأ دراسته بمسقط رأسه فاس، وتلقى أول دروسه في القراءات والفقه والحديث، وعلم الكلام والتفسير وغيرها من علوم الشريعة، وعلوم العربية على أشهر علمائها، وارتحل إلى القاهرة لمواصلة طلب العلم، ولبث بها مدة، ولازم أبا حيان محمد بن يوسف الغرناطي النحوي الأندلسي، ودرس عليه علوم اللغة والنحو، وحظي بإجازته. وقصد مكة طلباً للحج ومكث بها زمناً، وعكف على تأليف مقدمته الآجرومية، وعاد إلى فاس مدينة العلم، بعد أن تضلع في العلم جامعاً معارف واسعة، متبحراً في العلوم الشرعية، وصار على دراية عظيمة بها، ولم يقتصر على نوع واحد منها، بل أحاط بمعظمها، فعرف بالذكاء والفطنة والتقوى والصلاح وسعة العلم، وبرع في القراءات واللغة العربية وعلومها، وبلغت شهرته الآفاق، وأثنى عليه العلماء وأشادوا بمكانته العلمية، وفي مقدمتهم الإمام السّيوطي رحمه الله، الذي شهد له بذلك حينما قال: «محمّد بن محمّد الصِّنهاجي أبو عبد الله من أهل فاس، يُعرف بأكروم، نحويّ مقرئ، وله معلومات من فرائض وحساب وأدب بارع، وله مصنّفات وأراجيز في القراءات وغيرها، وهو مقيم بفاس، يفيد أهلها من معلوماته المذكورة، والغالب عليه معرفة النّحو والقراءات”(السيوطي، ص238)، بل وصفه معاصروه بأنه كان فقيهاً أديباً رياضياً، إماماً في النحو ومتبحراً في علوم أخرى؛ منها التجويد وقراءة القرآن الكريم.

وقد شهد له كذلك بعض شراح مقدمته؛ كالمكودي(ت801هـ)، والراعي الغرناطي(ت853هـ) وغيرهما، بالإمامة في علم النحو والصلاح والاستقامة، ووصفه الأمير ابن الأحمر الأندلسي بقوله:”…أبو عبد الله محمد كان فقيها متفننا، أستاذا نحويا لغويا، مقرئا،. ولم يكن في أهل فاس في فنه أعرف منه بالنحو“(إسماعيل بن الأحمر، ص 418)، كل هذا وغيره جعله محل أنظار وثقة الجميع، فظهر نجمه وعلا قدره في علم القراءات والنحو وغيرهما؛ تأصيلا واجتهادا وتيسيرا، وتحريرا وتحقيقا وتنظيرا وشرحا وتأليفا وترجيحا، وفق منهج أصيل، مُشفِّعا ذلك بالأدلة والأمثلة في نسق بديع، من غير تكلف ولا تكلس ولا تحجير، حتى نعته البعض “بالحبر” [5]  و”الأستاذ النحوي” [6]  فاتجهت إليه الأنظار، والتف حوله طلاب العلم، وجلس للتدريس وتعليم النحو والقرآن في جامع الحي الأندلسي.

  وهكذا أسس رحمه الله مدرسة مغربية فريدة أصيلة تخرج منها جيل من العلماء الكبار أخلصوا له الحب والتقدير جاءوا من بعده في مقدمتهم ولداه: الأستاذ المحقق الناظم محمد أبو المكارم المدعو بمنديل، والأستاذ الأثير أبو محمد عبد الله، كما تتلمذ على يديه الإمام عبد الله بن عمر الوانغيلي الضرير، ومحمد بن علي الغساني. وغيرهم من الذين نقلوا أقواله واعتمدوا آراءه في علم القراءات والنحو وصولا إلى زماننا هذا، فاستطاع رحمه الله[7] أن يجمع ما تفرق عند غيره، وأن يصل إلى مراده، مبتعدا بذلك عن كل مظاهر التشدد والتكلف والغموض والإبهام والالتباس والجمود والتقليد، جامعا بين المنقول والمعقول عالما عاملا، فمن خلال تآلفيه عامة ومقدمته [8] خاصة ندرك أن اللغة العربية من السعة والشمول ما يصلح لكل البشر العرب والعجم، وأن فيها من التطور والمرونة ما يقوم بكل جيل وفي كل عصر.

لقد خلف الإمام «ابن آجروم “رحمه الله تعالى مدرسة لغوية قرآنية مغربية أصيلة، توسع فيها وبرز، وتصرف واجتهد، وأصبح أستاذا فيها، حتى وان غابت العديد من الحقائق عن سيرته التي أكد حقيقتها  صاحب ذكريات مشاهير المغرب حينما قال: “ولقد نشأ “ابن آجروم”، ودرس بفاس طبعا، وإن كنا لا نعرف شيئا عن نشأته، ولا عن دراسته، حتى شيوخه الذين أخذ عنهم لم يذكرهم أحد، ماعدا أبا حيان النحوي، صاحب التفسير الكبير المعروف بالبحر المحيط، فإنهم ذكروا أن المترجم أخذ عنه في طريقه إلى الحج”( كنون،ص15) و قد ترك رحمه الله لخلفه ذخيرة علمية، ومؤلفات لا تخلو من فوائد جمة وآراء اجتهادية، تغري الباحثين جيلا بعد جيل، لاستكناه مضامينها وسبر أغوارها، والغوص في عميق علومها، وهي تعكس خلاصة الخبرات والتجارب التي حصلها برحلاته في رحاب المغرب والمشرق، والتي تعتبر من صميم موضوع هذه الورقة البحثية، قد حقق بعضها الباحثون، ومنها ما يحتاج إلى تحقيق ودراسة، وهذه بعض منها نذكرها استئناسا وليس حصرا:

– فرائد المعاني شرح حرز الأماني ووجه التهاني. وعرفت بشرح الشاطبية، وهي في مجلدين ولا تزال بخطه في خزانة الرباط. قام بتحقيقها الدكتور عبد الرحيم النابلسي المغربي، رسالة جامعية في النحو والصرف لنيل شهادة الدكتوراه، سنة1997م/1417هـ، تحت إشراف الدكتور سليمان بن إبراهيم.

– المقدمة الآجرومية في مبادئ علم العربية. وقد أوجز فيها كتاب الجّمَل في النحو لابن إسحق الزجّاجي. وهو من أهم كتبه وأكثرها قيمة في ميدان الدراسات النحوية واللغوية، حيث دلت المصادر على أن هناك أكثر من 109شرح كتب عنها فضلا عما كتب عن لطائفها..

– ألفات الوصل: وهو نظم رجزي في علم النحو (ألفات الوصل في الأسماء والأفعال)

– البارع في مقرأ الإمام نافع: نظم يعنى بعلم القراءات وبالضبط بقراءة نافع المدني –أصولا وفرشا-، يقع في اثنتين وعشرين ومائة بيت.

-الاستدراك على هداية المرتاب: وهو نظم قام بتحقيقه الشّيخ عبد الرّحيم بن عبد السّلام النابلسي.

-التّبصير في نظم التّيسير: هو نظم رجزيّ وضعه على كتاب التّيسير لأبي عَمرو الدّاني، وللتّعريف به وغيره من الآثار ينظر فرائد المعاني (1 / ص53 – 55 القسم الدّراسي/ الفصل السّابع: آثار ابن آجُرُّوم).

-روض المنافع: أشار إليه الدكتور النابلسي المغربي في تحقيق كتاب فرائد المعاني (1 /ص60) نقلا عن شرح درر ابن برِّيّ لمحمّد بن عبد الملك أبي عبد اللّه الغرناطي المنتوري (834هـ).

توفي العلامة ابن آجروم رحمه الله، وخلد في الصالحين ذكره بفاس، قبل صلاة ظهر يوم الأحد لعشرين خلت من صفر، سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة723هـ الموافق 1323م، وقيل يوم الاثنين، كما في تحقيق الآجُرُّوميّة، ودفن عن يمين باب الفتوح، وقد بلغ من العمر إحدى وخمسين سنة، والله المستعان وعليه التكلان[9]  .

3. التأليف اللغوي والنحوي عند العلامة ابن آجروم “دوافعه ومقاصده”

إن دوافع التأليف النحوي عند العلامة ابن آجروم لم تكن مجرد ترف فكري، ونزهة ثقافية، بل هي دوافع مقاصدية مضبوطة، ترتقي بتأليفيه إلى مستوى الاجتهاد والانتقاد والرد والقبول، فقد درس النحو دراسة متينة تلقيا وعطاء، وتأليفا وتدريسا، وتأثرا وتأثيرا، كنموذج من أحسن وأكمل نماذج الفكر اللغوي المغربي في عصره – ومن خلال استقراء مؤلفاته عامة،  ومنظوماته اللغوية خاصة يلاحظ أنها نالت استحسانا وإقبالا، ولعل ما ألحقوه تلامذته من تعاليق وحواشي وتقييدات وشروح لخير شاهد على ذلك، فلم ينشغل رحمه الله بهذا العلم لمجرد فهمه فقط، وإنما كانت له دوافع حرص من أجلها على التمكن منه وفهمه الفهم الصحيح نذكر منها ليس حصرا ما يلي:

1.3- تطوير اللغة وحمايتها من اللحن:

بدأ اللحن بالانتشار في المغرب خلال القرن السابع ومطلع القرن الثامن للهجرة، وأصبحت اللغة العربية بذلك مهددة بطغيان هذه الظاهرة، التي سبق لها الظهور في المشرق العربي، حيث بدأت الفصحى تتأثر بمختلف اللهجات وتتدنى شيئا فشيئا، سواء كان ذلك في الجبل أو السهل، فبرزت الحاجة إلى إعادة الأمور إلى أصلها وصوابها وتصحيح الوجهة، واسترجاع الفصحى لمكانها الطبيعي في مجتمع مغربي مسلم، يحرص على القرآن وسلامة لغته، والتجويد في تلاوته وضبطه، بل يعتبر القرآن الكريم واللغة العربية مقومان من مقومات هويته وحضارته.

إن تفشي اللحن والتخوف من تأثر القرآن الكريم به، حث على البحث لإيجاد سبل حماية كتاب الله ولغته من استفحال هذه الظاهرة، طلبا لتنقية اللغة العربية والحفاظ عليها، خاصة علم النحو فهو الأهم المقدم منها “إِذْ به تبيّنت أصول المقاصد بالدلالة، فيُعَرَّف الفاعل من المفعول، والمبتدأ من الخبر، ولولاه لَجُهِل أصل الإفادة[10]

وكان المغاربة “يحسون بنوع من التخلف عن المشارقة- بالرغم من التراجع الكبير الذي أصاب الدراسات اللغوية والنحوية في المشرق، بسبب الخمود والجمود الفكري الذي أصاب العلماء خلال القرن السابع، إذ انصب جل اهتمامهم على التأليف الموسوعي، وجمع أخبار السابقين، لقد حاول علماء المغرب -وفي مقدمتهم الإمام ابن آجروم رحمه الله- إعادة الاعتبار لدراسة اللغة والنحو، بطريقة أكثر تحفيز وجاذبية.

2.3 – شرح الكتب وتبسيطها وتسهيل فهمها للدارسين:

اهتم العلامة ابن آجروم رحمه الله المقرئ واللغوي الشهير، بتخليص كتب النحو من الحواشي والشروح. ويرجع إليه الفضل في تسهيل فهم الدرس اللغوي، وعلم النحو للناشئة والدارسين والمهتمين، مؤكدا ذلك شرف الدين العمريطي في منظومته على المقدمة حيث قال:

وكـــــــــــــــــــــــــــــان خير كتبه الصغيرة كراسة لطيفة شهيرة

وانتفعت أجلة بعلمـــــــــــــــــــــها مع ما تراه من لطيف حجمها

4. اسهامات “ابن آجروم” في خدمة الدرس اللغوي النحوي منهجا وتأليفا “المقدمة الآجرومية نموذجا”

إن الحديث عن إسهامات المقرئ النحوي الصنهاجي، الشهير ب”ابن آجروم” في خدمة الدرس النحوي؛ منهجا وتأليفا  ليس بالسهل اليسير، وذلك لعلو كعبه وعبقريتة ومشاركته في علوم شتى ، ولمكانته وتميزه  بين أقرانه، فقد كان رحمه الله  قامة علمية نفيسة، وأيقونة قرآنية نحوية مالكية متفردة، وشخصية منظرة مؤصلة محققة، المعروف بصلاحه، ويرجع إليه الفضل في تخليص كتب النحو من الحواشي والشروح، حيث ترك لخلفه مصنفات فريدة في علوم اللغة خاصة النحو، وذخيرة علمية تغري الباحثين في مجال اللسانيات جيلا بعد جيل،  لاستكناه مضامينها، والغوص في عميق علومها. فقد اكتسب من الخبرات والتجارب برحلاته في رحاب المغرب والمشرق، ما جعله يتبوأ منزلة عليا بين علماء النحو واللغة، ويعد مصنفه “المقدمة الآجرومية في مبادئ علم العربية“ [11]من أهم كتبه وأكثرها قيمة وشهرة في ميدان الدراسات النحوية واللغوية، حيث ذكر الراعي وابن الحاج في “شرح الآجرومية” أن ابن آجروم ألَّف هذا المتن تجاه الكعبة الشريفة ، وقال الحامدي في “حاشيته على شرح الكفراوي للآجرومية” : ‘‘حكي أنه ألَّفَ هذا المتن تجاه البيت الشريف’’، و قيل انه لما “ألّفَ هذا المتنَ كان في مجلسٍ عالٍ فطيّرته الرّيحُ؛ فقال: اللّهمّ إن كان خالصًا لوجهك فردّه عليّ؛ فردّه عليه معقبا” (حاشية الحفناوي )، “وحُكي أيضا أنّه لمّا ألّفه ألقاه في البحر، وقال: إن كان خالصا للّه تعالى فلا يبلّ، وكان الأمر كذلك”( الكتاني، محمد، ص127 )

وهو الذي طير شهرته في الآفاق. وقد عني فيه ابن آجروم بإيجاز كتاب “الجمل في النحو” لأبي القاسم عبد الرحمن بن إسحق الزجاج، بطريقة ميسرة رائعة، فأوجزه في خمسة وأربعين ومئة باب، دون أن يكون ذلك على حساب الإيضاح، حيث تناول أنواع الكلام وإعرابه، فبين في باب الإعراب؛ باب معرفة علامات الإعراب ثم عقد فصلاً في المعربات ثم أتبع ذلك بباب الأفعال، حيث بين أنواعها وأحوالها وإعراب كل حالة، وانتقل إلى باب مرفوعات الأسماء، ومن تم باب الفاعل وباب المفعول، وبعدها تناول باباً آخر في المبتدأ والخبر والعوامل الداخلة عليه، ومن تم تحدث في أبواب لاحقة عن النعت والعطف والتوكيد والبدل، والمتعديات من الأسماء والمفعول به والمصدر ،وظرف المكان والزمان، والحال والتمييز والاستثناء والمنادى،  والمفعول من أجله والمفعول من معه ثم اختتم المتن بالمخفوضات من الأسماء. فكانت أساس الدراسات اللغوية والنحوية في زمنه. وتأخذ بمبدأ الاختيار من المدرستين الكوفية والبصرية. فإلى أي حد أسهم الإمام ابن آجروم في خدمة الدرس اللغوي والنحوي؟ وما هي أبرز معالم منهجه في التأليف النحوي؟

 لقد ذاع صيت الآجرومية، واعتبرت من أهم مصنفات النحو، لما فيها من سهولة العبارة، وشدة الاختصار، قال عنها ابن الحاج:” يدلك على صلاحه أن الله جعل الإقبال على كتابه، فصار غالب الناس أول ما يقرأ بعد القران العظيم هذه المقدمة، فيحصل له النفع في أقرب مدة”(ابن القاضي المكناسي، 1973) ومن جملة ما انفرد به الإمام في تأليف هذه المقدمة الفريدة أنه:

-اقتصر فيها على كبرى أبواب النحو وأصوله، وقد أشار إِلى ذلك غير واحد من شراح نظم الآجرومية.

-أورد فيها الأبواب بإيجاز وترتيب بديع؛ حَيْثُ قدَّم الكلام وحقيقته على أقسامه، والأقسام على علامات كل قسم.

– توفيقه بين مذاهب النحاة، فقد ذهب العلماء أنه كان أقرب في مقدمته إلى مذهب الكوفيين، من حيث استخدامه للمصطلحات النحوية كالخفض والألف واللام في ذكره علامات الاسم، على خلاف الزجاج الذي كان ميالاً إلى البصريين، فقيل: إنّه كان على مذهب الكوفيّين في النّحو (السيوطي، ص 238)؛ أُخذ ذلك من توظيفه لبعض اصطلاحاتهم كـ (الخَفْضِ) [12] بدل الجَرِّ، وحُكمِه على (فعل الأمر) بأنّه مجزوم [13]، وهو رأي الكوفيّين، وذكرِه (كَيْفَما) ضمن الجوازم [14]، وأنكر البصريّون ذلك. ولعلّه خلط المذهبين، صرّح بذلك العلامة عبد اللّه كنون (كنون، ص431 – 433) وأكده في كتابه الفريد ذكريات المشاهير، وقد عبر الإمام ابن آجروم في مقدمته -وفي غيرها من كتبه- التي مزج فيها بين مذاهب القراء ومذاهب النحاة في توفيق عجيب ونسق بديع، حيث استعمل المصطلح الكوفي تارة، واستعمل المصطلح البصري تارة أخرى، وأحيانا يمزج بين المصطلحين فقد:

-“عبر بالعطف وهو مصطلح بصري، يقابله عند الكوفيين (النسق).

-عبر بالتمييز وهو مصطلح بصري، يقابله عند الكوفيين (التفسير).

-عبر بالحال وهو مصطلح بصري، يقابله عند الكوفيين (القطع).

-عبر بالضمير وهو مصطلح بصري، يقابله عند الكوفيين (الكناية).

عبر بالصفة وهو مصطلح بصري، يقابله عند الكوفيين (النعت).

-عبر بالنعت وهو مصطلح كوفي، يقابله عند البصريين (الصفة).

-عبر بالكناية وهو مصطلح كوفي، يقابله عند البصريين(الضمير).

-عبر بالنصب وهو مصطلح مشترك، وهو عند الكوفيين للمعرب والمبني، أما عند البصريين فهو للمعرب فقط.

-عبر بالخفض وهو مصطلح كوفي، ويقابله عند البصريين (الجر)

-عبر بالجزم وهو مصطلح مشترك، فهو عند الكوفيين للمعرب والمبني وعند البصريين للمعرب فقط.» (النابلسي، ص101/102/103)

وبالرغم من التلميح الذي سلكه الإمام ابن آجروم بل التصريح أحيانا، فمذهبيته في علم النحو بقيت محل خلاف وتشابه بين أهل الصنعة والفن، فهناك من نسبه لمذهب الكوفيين، في حين نسبه البعض إلى مذهب البصريين، لكن نحن هنا لسنا بصدد إصدار حكم أو فتاوى على مذهبية الرجل، أو تفصيل الحديث في المقدمة الجليلة، بخصوص إعرابها ونظمها أو تقويمها، بقدر ما المقام يقتضي أن نبرز مكانتها العلمية وبركتها والخدمة اللغوية الفريدة، التي قدمتها للطلاب والدارسين في مجال الدراسات العربية واللغوية  كما تقدم ذكره وبيانه، وأما اختياراته رحمه الله النحوية  فمن أبرزها:

– انه اختار أن فعل الأمر معرب مجزوم بلام أمر مقدرة، وفيه خلاف أهل البصرة القائلين بأنه مبني على السكون .

-أنه اختار أن كي لا تكون إلا حرف نصب ويمتنع كونها للجر، وفيه خلاف الكوفيين.

– أنه اختار أن كيفما تكون جازمة، وفيه خلاف أهل البصرة القائلين بالمنع مطلقا .

– أنه اختار أن حتى تكون حرف عطف وفاقا لأهل البصرة، وفيه خلاف أهل الكوفة الذين ينكرون العطف بها جملة .

– أنه اختار أن إذا تجزم في الشعر خاصة، وفيه خلاف الكوفيين الذين يجيزون الجزم بها مطلقا .

-أنه اختار أن الخبر مرفوع بـ إن، وهو قول البصريين، وقال الكوفيون إلى أنه باق على الأصل.

-انه اختار أن التأكيد بـ أكتع وأبتع وأبصع لا يكون إلا بعد التأكيد بـ أجمع، وفاقا لأهل البصرة، وفيه خلاف الكوفيين وابن كيسان القائلين بأنها أصول برأسها يصح التوكيد بها دون أجمع – أنه اختار أن الحال لا تتقدم على صاحبها، ولا أعلم من قال به مطلقا .

– أنه اختار أن حرف التعريف ثنائي، وهمزته همزة وصل زائدة معتد بها في الوضع، وهو مذهب سيبويه ، وصححه المرادي، وفيه خلاف الخليل القائل بأنه ثنائي، وهمزته همزة قطع أصلية، إلا أنها حذفت في الوصل تخففا لكثرة الاستعمال، وتبعه عليه ابن مالك .

– أنه اختار أن الإعراب معنوي والحركات دلائل عليه، وفاقا لسيبويه والأعلم وابن يعيش وكثيرين، خلافا لابن مالك، القائل بأنه لفظي .

– أنه اختار أن الأسماء الخمسة معربة بالحروف نيابة عن الحركات، وفاقا للمذهبين.

– أنه اختار أن حاشا تكون حرفا وفعلا متعديا، وفاقا لأبي عمر الجرمي والمازني والمبرد والزجاج، وصححه المرادي، خلافا للبصريين القائلين بأنها حرف جر، والفراء وأكثر الكوفيين القائلين بأنها فعل لا فاعل له.

وهذه إشارات علها تفي بالقصد ويكفي من القلادة ما أحاط بالجيد، والمقام لا يتسع لتفصيل القول، ومجمل القول فالإمام رحمه الله كان منهجه موفقا في خدمة الدرس اللغوي النحوي، وان اختلفت العبارة والإشارة فالمقصد والقصد واحد، فإليه يرجع الفضل في إغناء ميدان الدراسات النحوية واللغوية في العالم العربي الإسلامي، تأصيلا وتوجيها وتلخيصا وتخليصا، وما عناية العلماء بالآجرومية، إلا دليل ساطع على نفاستها وبركتها، فمنهم من نظمها كعبد السلام النبراوي، وإبراهيم الرياحي، وعلاء الدين الآلوسي والعمريطي وغيرهم، ومنهم من تممها كالحطاب، كما كثر شراحها من النحويين ومنهم أحمد الفاكهي في كتابه “الكواكب الدرية في شرح متممات الآجرومية”، وإبراهيم الباجوري في كتابه “الدرة البهية في نظم الآجرومية”، كما شرحها خالد بن عبدالله الأزهري وحسن الكفراوي وغيرهما، وبلغت شروحها المطبوعة أكثر من أحد عشر شرحاً، واعتبرها العلماء أساس الدراسات النحوية للمبتدئين لسهولتها. وقد طبعت هذه المقدمة المباركة كثيرا في أكثر البلاد العربية، وفي روما وباريس ولندن وميونيخ مع ترجمات إلى اللاتينية والفرنسية والإنجليزية والألمانية. سواء مفردة أو مع شروحها وحواشيها أو مع مجموعة متون أخرى، حتى يصعب على المتتبع لها أن يحصي طبعاتها، ومن أشهر طبعاتها القديمة:

1-طبعة بولاق في مصر سنة 1239هـ وسنة 1252هـ وسنة 1293ه.

2-طبعة حجرية في مصر أيضا

3-طبعة الميمنية في مصر أيضا، ومعها الدرة اليتيمة نظم الشيخ سعيد بن سعد بن نبهان الحضرمي.

4-طبعة مجموع مهمات المتون من ص107 إلى ص112 مكتوب بخط يد جيد مشكول سنة 1305 هـ.

وأما شروح المقدمة فكما سبقت الإشارة إليه أن شروحها تجاوزت المئة، وهذه بعض منها نذكرها استئناسا وليس من باب الحصر:

1- شرح الشيخ محمد بن أبي الفضل بن الصباغ الخزرجي المكناسي، نحوي مشارك في العلوم النقلية والعقلية ، توفي شهيدا بعد عيد الفطر سنة750هـ (كحالة، عمر رضا ،128ص/11).

2-شرح الشيخ أبي زيد عبد الرحمن بن علي بن صالح المكودي من علماء العربية نسبة إلى بني مكود (قبيلة قرب فاس) ولد بفاس وتوفي فيها سنة807هـ وجاء في أوله (الحمد لله الذي نور قلوبنا بمعرفة الأدب…) طبع هذا الشرح في تونس سنة 1292هـ وفي مصر سنة 1309هـ وطبع حديثا في دار البشائر الإسلامية في مجلد واحد. وعليه حاشية لابن حمدون طبعت في مجلد واحد في دار الفكر (البغدادي، إسماعيل، ص 529/1)

3-4 شرحان للشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل المغربي الأندلسي المالكي المعروف بالراعي النميري، الفقيه الأصولي النحوي صاحب التصانيف، ولد في غرناطة سنة 782هـ تقريبا ونشأ بها، ورحل إلى القاهرة فأقرأ بها، وانتفع به جماعة، ثم أضر بآخره، وتوفي في القاهرة سنة 853هـ، أما الأول فسماه (المستقل بالمفهومية في شرح ألفاظ الآجرومية ) جاء في أوله ( الحمد لله الذي فضل لسان العرب …. ) وأما الثاني فسماه (عنوان الإفادة لإخوان الاستفادة)، والشرحان مخطوطان، الأول وسيط والثاني بسيط، يوجد منهما نسخة بدار الكتب الوطنية في تونس برقم 7364 ضمن مجموع (كحالة، عمر رضا، 9/54).

5- شرح الشيخ شمس الدين أبي الفضل محمد بن أحمد بن عمر القرافي المصري المالكي المتوفى سنة867هـ (باشا، اسماعيل، 2/302).

6- شرح أحمد بن مصطفى الزيدي المتوفى سنة 1162 هـ (كحالة، عمر رضا ،1993).

7- شروح الشيخ حسن بن علي بن أحمد الأزهري المنطاوي الشافعي، الشهير بالمدابغي، المتوفى بمصر سنة1170هـ وهي ثلاثة شروح لعل أحدها حاشية على شرح الشيخ خالد الأزهري كما تقدم في موضعه (باشا، إسماعيل،1/298)

8- شرح الشيخ شهاب الدين أبي العباس أحمد بن عبد الفتاح بن يوسف بن عمر المجيري الملوي، القاهري الأزهري الشافعي، ولد في سنة 1088هـ وتوفي سنة 1181هـ. (باشا، إسماعيل،1/178)

9-شرح أحمد بن رجب بن محمد البقري المصري المتوفى سنة 1189هـ سماه (( در الكلم المنظوم بحل كتاب ابن آجروم )) (كحالة، عمر رضا ،1/221).

10-شرح الشيخ أبي الفتوح محمد بن مصطفى بن كمال الدين بن علي البكري الغزي الحنفي ، الفقيه الفرضي النحوي الأديب الصوفي ، ولد في بيت المقدس سنة 1143هـ وتوفي بغزة هاشم سنة 1196هـ ، سماه ( الكلمات البكرية في حل معاني الآجرومية ) جاء في أوله ( الحمد لله رافع المقام الأسنى…… ) (خليفة، حاجي،2/1796وما بعدها)

11- شرح الشيخ العلامة حسن بن علي الكفراوي الشافعي الأزهري المحدث الفقيه النحوي البارع ، ولد في كفر الشيخ حجازي بمصر وانتقل إلى القاهرة وأخذ عن شيوخها وتوفي بها سنة 1202هـ  (كحالة، عمر رضا ،3/259).

12- شرح الشيخ أبي الحسن علي بن عبد البر بن علي الحسيني، المتوفى سنة 1212هـ سماه (الكلمات الجلية في بيان المراد من الآجرومية) (الزركلي، 4/298)

13- شرح الشيخ أبي الفتح عثمان بن عبد الله الدمشقي الحنفي، توفي بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة 1214هـ. (باشا، إسماعيل،1/660)

 5- على سبيل الختم:

لقد حاولت هذه الورقة البحثية، إبراز إسهامات العلامة الصنهاجي الشهير ب”ابن آجروم”، في خدمة الدرس اللغوي النحوي منهجا وتأليفا، ومدى اعتنائه الشديد بتدريس اللغة العربية وعلومها، والذي وصفه الأمير ابن الأحمر الأندلسي بقوله:”…أبو عبد الله محمد كان فقيها متفننا، أستاذا نحويا لغويا، مقرئا، شاعرا بصير بالقراءات، ولم يكن في أهل فاس في فنه أعرف منه بالنحو”.

ولعل القارئ سيقف عبر ثنايا هذه المقالة البحثية، وفي مباحثها، على أهم معالم منهج “ابن آجروم”  في التأليف، والأسس والضوابط التي سلكها في خدمة الدرس اللغوي والنحوي، ومدى إسهامه في إغناء وتعزيز ميدان الدراسات اللغوية والنحوية، حيث تبين لنا بعد هذه الوقفة التأملية، في ما أثله هذا الرجل، ومدى الجهد الكبير الذي بذله في عصره، خدمة لعلم النحو والدراسات اللغوية، وعلم القراءات، وما تزال هذه الجهود موصولة مستمرة ومتتابعة فضلا منه ومنة، وإن هذا لمما يزيدنا إيمانا ويقينا في قوة هذه اللغة وتقدمها، بالرغم مما تعانيه من تهميش وتضييق وعداء، نعم ستبقى وترقى، لأنها لغة القرآن وكفى؟


 لائحة المصادر والمراجع المعتمدة في الورقة البحثية:

  1. السوسي، محمد المختار، م2014، المعسول، في الالغيين وأساتذتهم وتلامذتهم وأصدقائهم السوسيين. ج الأول، طبعة دار الكتب العلمية.
  2. الكتاني، عبد الحي. 1982م، فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات، تحقيق إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، ط2.
  3. النابلسي، عبد الرّحيم (القسم الخاص بالدّراسة، 1997م/1417هـ)، تحقيق لفرائد المعاني لابن آجرُّوم.
  4. ابن خلدون،عبد الرحمن، 2006م،المقدمة، دراسة وتحقيق، علي عبد الواحد وافي، نهضة مصر للطباعة والنشر ، ط4.
  5. البغدادي، إسماعيل. هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين، دار إحياء التراث العربي بيروت – لبنان، ط  /2 باب الميم)،
  6. السيوطي، جلال الدين، 1964م، بغية الوعّاة في طبقة اللغويين والنحاة، ج1، الطبعة الأولى، مطبعة عيسى البابي الحلبي.
  7. إليان سركيس، يوسف، طبعة 1410هـ. معجم المطبوعات العربية، الجزء 1/2ـ ، مكتبة أية الله النجفي.
  8. إسماعيل ابن الأحمر، 1140هـ-1987م، أعلام المغرب والأندلس المسمى ب” نثير الجمان”: ط2، مؤسسة الرسالة-بيروت، تحقيق د.محمد رضوان.
  9. الكتاني، لمحمد، سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس، طبعة حجرية 3، مجلد/2.
  10. الزبيدي، محمد المرتضى، 2008م، تاج العروس من جواهر القاموس، الطبعة الثانية.
  11. المكناسي، ابن القاضي، جذوة الاقتباس في ذكر من حل من الأعلام مدينة فاس،
  12. باشا، إسماعيل، 1951م، هديّة العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين، دار الطبع وكالة المعارف الجليلة، إستانبول.
  13. حاجي، خليفة، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون. ج 2، ط/دار العلوم الحديثة.
  14. حاشية الحفناوي على شرح الكفراوي على متن الاجرمية.
  15. كنون، عبد الله. 1960م، النبوغ المغربي، دار ابن حزم، الطبعة الثانية.
  16. كنون، عبد الله. م 2010/هـ1430، ذكريات مشاهير رجال المغرب في العلم والأدب والسياسة، دار ابن حزم، ط1.
  17. كحالة، عمر رضا، معجم المؤلفين تراجم مصنفي الكتب العربية، مكتبة دار إحياء التراث العربي، بيروت.
  18. النهيبي، ماجدولين “تدريس اللغة العربية وجديد النقل الديداكتيكي”  ط2017، منشورات كلية علوم التربية ، الرباط.

[1]  باحث في علوم التربية والفكر الإسلامي، كلية علوم التربية/ جامعة محمد الخامس

 [2]   “ابن آجروم” بلغة الامازيغ تعني الفقيه الصافي في حاله، وهو رحمه الله كذلك” وهو لقبُ تشريفٍ يقوم مقامَ السَّيِّد بالعربيّة.

[3] المختار السوسي، 2014، في مقدمة الجزء الأول من كتابه المعسول

[4] ابن خلدون، ص545

[5] . وصفه شرف الدين العمريطي بالحبر في منظومته على المقدمة، قال:

وكان خير كتبه الصغيرة      كراسة لطيفة شهـيــرة

وانتفعت أجلة بعلمــــــها      مع ما تراه من لطيف حجمها

[6] .   وصفه بهذا النعت أحمد بن القاضي الفرضي الحيسوبي ( ت1025 هـ) بفاس

[7]   لقد أكد نسبة اسم ابن آجروم ومقدمته كل من عبد اللّه كنون في ذكريات المشاهير (ص426 – 427)، وعبد الرّحيم بن عبد السّلام النبولسي في: تحقيقه لفرائد المعاني لابن آجرُّوم (1 /56 – 59 القسم الدّراسي)، وحايف النّبهان في: تحقيق الآجُرُّوميّة (ص12 – 13، 16). وفي ذكريات المشاهير (ص428 – 431) ردٌّ لبعض مزاعم دائرة المعارف الإسلاميّة حول مقدّمة ابن آجُرُّوم.

[8]  المقدمة الآجرومية في مبادئ علم العربية، أوجز فيها كتاب الجمل في النحو لابن إسحاق الزجاجي، وهو من أهم كتبه وأكثرها قيمة في ميدان الدراسات النحوية واللغوية، سنخصص لها إن شاء الله مبحثا يفردها بدراسة أكثر تفصيلا وبيانا لارتباطها الوثيق والمباشر بموضوع هذه الورقة البحثية.

[9]  للتوسع أكثر ينظر لترجمته في: شذرات الذهب (6 /62)، شجرة النّور الزّكيّة (ص217)، درّة الحجال (2 /109)، بغية الوعّاة (1 /239)، هديّة العارفين (2 /145 باب الميم)، اكتفاء القنوع (1 /304)، كشف الظنون (2 /1797)، معجم المؤلّفين (3 /641)، جذوة الاقتباس (1 /1 /221)، فهرس الفهارس والأثبات (1 /351).

[10] ابن خلدون، ص545

[11] وصفه شرف الدين العمريطي بالحبر في منظومته على المقدمة قال: وكان خير كتبه الصغيرة   كراسة لطيفة شهـــــــيرة

وانتفعت أجلة بعلمــها      مع ما تراه من لطيف حجمها

[12] وظّف هذا المصطلح عشرين مرّة، بينما وظّف اصطلاح الجرّ ثلاث مرّات، في: باب: (المبتدأ والخبر)، و(باب الاستثناء).

[13]  في باب الأفعال.

[14]   في باب المُعْرَبات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.