أنا مِن الصُّبَيْح إنْ يفاضِلُني الوَرى (قصيدة)
أنا مِن الصُّبَيْح إنْ يفاضِلُني الوَرى (قصيدة)/ الشاعر أبو علي الصبيح
أنا مِن الصُّبَيْح إنْ يفاضِلُني الوَرى (قصيدة)
الشاعر أبو علي الصبيح
قُل للَّذي قالَ العروبَةُ معدَني
أن لا يجرَ إلى الحَماقةِ مَوطني
أخبرهُ أنَّ الذاتَ في تكوينِها
لا فرقَ بينَ مكوَّنٍ ومُكَوَّنِ
دَعهُ يقولُ بما يشاءُ جهالةً
أنا لَستُ من قولِ الجهالةِ أَنثَني
قُل لي بِرَبِّكَ إن سُلِختَ من الهُدى
هَل يَرفعُ الهاماتِ قولُكَ يا بَني
كَم من بعيدٍ يستَفيقُ بهِ الرَّجا
ومُقَرَبٍ ساوى حُثالَةَ مُدمِنِ
أوَ لَم يُحَذِّر في الكِتابِ إلهُنا
فالبَعضُ مِنهُم في عَداءٍ مُزمِنِ
في أيِّ مِقياسٍ تَقيسُ علائِقاً
حَتَّى نقولَ بِقولِكَ المُتَعَفِّنِ
لا بُدَّ أن نَرضى على أعرابِكُم
حَتَّى وإن شَربوا دِماءَ المُؤمِن
ونُقِرُّ للأَعرابِ عِرقَ نَجابَةٍ
حَتّى إذا إبليسُ نَطَّ بِحَيمنِ
ما دُمتُمُ أصلَ العُروبَةِ .. إنَّنا
نَرضى بأن تَأتوا بِكُلِّ مُدَجَّنِ
وَيُخاضُ في الأعراضِ خَوضُ مسافِحٍ
وَتُكَحِّلوا بالفُحشِ نورَ الأعيُنِ
يا دهرُ إن مَحاسني تَرجوني
أَنْ لا أغادرَ مُقلتي وَجفوني
فعلامَ هذي الحربُ عندَ مَنافذي
وعلامَ جعجعةُ الوغى تَدنوني
لَمْلِمْ جنودَكَ أيُّ نَصرٍ تافهٍ
ترجوهُ من جيشٍ بلا مضمون
هُمْ قاتَلوا نورَ الإلهِ محمَّداً
وعَدَوا على القُربى بأبشَعِ مَوطنِ
ما قيمةُ الإنسانِ إن هي أوغلَت
في شُربِ ماءِ المُمحلينَ المُنتنِ
إنّي من العَرَبِ الذين صُدورُهُم
مِن نَهجِ أحمَدَ لا أبي لَهبِ الردي
عُربٌ ولكن ليسَ جِلفاً أهوَجاً
يَرنو إلى العَليا بِنَظرَةِ أَدَونِ
أنا مِن الصُّبَيْح إنْ يفاضِلُني الوَرى
لا مِن أبي جَهلِ السَّفيهِ الأرعَنِ
أنا إنْ لَوَتْ أقدارُ عمري مَعقلاً
فلأنَّها غرسُ الإِبى بسجونِ
يا أيُّها الماضي المُسفُّ تَساؤلاً
ماذا جنيتَ من الرُكامِ الدوني
وتركتَ غَيماً بالمكارمِ ماطِراً
فرَشَ البسيطةَ بالندى المَكنونِ
أنا مُتخمُ التاريخِ غيرُ مُفاخِرٍ
لكنَّما شَهِدَ الورى بفنوني
أنا لا غرورٌ أنْ أقولَ أنا أنا
إلا دفاعَ الثائرِ المفتونِ
فآنبذْ إليكَ على سواءٍ ساكتاً
إن السكوتَ سَجيَّةُ المدفون
إنَّ التُّقى أصلُ القِياسِ بِدينِنا
أصلُ العَشيرَةِ فَخرُ ذاكَ المَعدَنِ
من خالد من قَلبِ العُروبَةِ أصلُنا
وَلَنا مِن الأمجادِ كُلُّ مُدوَّنِ
لكِنَّما الإيمانَ أصلٌ ثابِتٌ
وَعَليهِ تَجتَمِعُ الأُصولُ وَتَنْحَني