كيف يكون الزواج ناجحا؟ خطة قرآنية لنجاح الرابطة الزوجية حسب سورة النساء
الدكتور عبد السلام المجيدي
كيف يكون الزواج ناجحا؟
خطة قرآنية لنجاح الرابطة الزوجية حسب سورة النساء
بقلم: الدكتور عبد السلام المجيدي
من اليمن
*وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ* [النساء: 24]
جاء الحنان القرآني على البشرية بعد ذكر من يحل الزواج منهن ليبين عددًا من ضوابط الزواج الناجح غير ما تقدم في سورة البقرة، فذكر الله عدة ضوابط منها:
*أن يكون النكاح للرغبة في إحصان الزوج والزوجة وإعفافهما بالاستمتاع الحلال بالنكاح الشرعي، وبصرنا به قوله: *مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ* [النساء: 24]، كأنه يقول: ضعوا أنفسهم وزوجاتكم في حصنٍ بهذا الزواج من الزنا والفسق، وسفح الماء في غير محله:
فأطلق الإحصان ولم يقيده، فكلمة الإحصان تجمع لنا ثلاثة مفاهيم:
المفهوم الأول: أن تحصنوا أنفسكم وتُحصنوا زوجاتكم بهذا الزواج من العبث بالزنا أو الفسق، وهذا يؤدي إلى مفهوم آخر:
ينبغي أن تبتغي بمالك المرأة التي تعينك على هذا الاحصان، فابحث عن ذات الدين، وذات الخُلُق، وذات الهيئة المناسبة لك، وصاحبة الألفة الاجتماعية المتوافقة مع حياتك،
وهنا يأتي المفهوم الثالث: أن تقوم هي بإحصانك فهي محصِنة كما تقوم أنت بإحصانها فأنت محصِن، فالزواج ليس شكليًا أو كما يسميه بعضهم (البريستيج) بل من لوازمه أن يقوم كل طرفٍ بما يحقق الإحصان.