منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

بم تطهر النّجاسات (وسائل التّطهير)

بم تطهر النّجاسات (وسائل التّطهير)/ د. محمد جعواني

0

بم تطهر النّجاسات (وسائل التّطهير)

د. محمد جعواني

لا شكَّ أن الماء أصلُ التّطهير لوَصفه بذلك في الكتاب والسنة[1]، ولكنه لا يتعيّن لذلك، بل يجزئ غيره كذلك.

فالمُطَهِّرات ثلاثة، وهي: الماء، والصّعيد، والمزيل.

فالماء يُستعمَل في الطّهارتين معا، طهارة الحدث والخبث.

والصّعيد يستعمل في طهارة الحدث فقط (التيمم).

والمزيل يستعمل في طهارة الخبث فقط. ومن المزيل ما يلي:

  • كل طاهر، يابس، مُنْقٍ، وغير مُؤْذٍ، ولا مُحتَرم: كالأحجار والأوراق… يجوز الاستجمار به مالم تتفاحَش النّجاسة. لحديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا ذهَب أحدكم إلى الغائط فَلْيذهَب مَعَهُ بثلاثة أحجار يَستطيبُ بهنّ، فإنها تُجزئ عنه”[2].
  • الدّلك: للنّعل والخف المتنجّس. لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا وَطِئَ أحدكم بنَعْلَيه الأذى فإن التّراب له طَهور”[3]. أي: يطهُر بدَلْكه وحَكّه على أرض طاهرة.
  • المسح: في كل ما يَفْسُد بالغسل، وفي الأواني المصقولة كالسّيف والزّجاج.
  • الجفاف: بالشّمس، أو الهواء، وزوال أثر النجاسة في كل ما كان ثابتا ولا يمكن نقله كالأرض. فعن أبي قِلاَبَة أنه قال: “إذا جَفّتِ الأرض فقد زَكَتْ – يعني: طَهُرَت”[4].
  • تكرار المشي: فالثّوب الطويل يطهر بتكرار المشي به على الأرض الطاهرة، لحديث أم ولدٍ لعبد الرّحمن بن عوف قالت: قلت لأمِّ سلمة: “إني امرأة أُطيل ذَيْلي وأَمشي في المكان القَذِر؟ فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يُطَهّرُهُ ما بَعْدَه”[5].
  • الفَرْك: للمنيّ لمن يرى طهارة المني. لحديث عائشة رضي الله عنها قالت:
    كنت أفرُك المنيَّ من ثوب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يُصلّي فيه[6].
  • التّقْوِير: وهو عَزْلُ الشّيء المتنجس في اليابسات، وقد سُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فأرةٍ سقطَت في سَمْنٍ، فقال: ألْقُوها وما حَوْلها فاطرحوه، وكُلُوا سَمْنَكم”[7].
  • الاستحالة: وهي تحوُّل العين النجسة بنفسها أو بواسطة، كصيرورة دم الغزال مِسْكا، وكالخمر إذا تخلّلَت…

[1] انظر النصوص القرآنية والحديثية الدالة على ذلك في مبحث الماء الطهور.

[2] رواه أبو داود.

[3] رواه أبو داود.

[4] رواه ابن أبي شيبة. وثبَت هذا القول أيضًا عن ابنِ الحَنفيَّة والحسنِ البصري.

[5] رواه مالك وأحمد والترمذي وابن ماجه.

[6] رواه أحمد وأبو داود وابن حبان والبيهقي. واللفظ لأبي داود.

[7] رواه البخاري والترمذي والنسائي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.