البذل برهان
بقلم: فاطمة الزهراء السبيع
اسمع يا أخي !!
اسمعي ياأختي!!
ما من يوم يصبح العباد، إلا وملكان ينزلان فيقول أحدهما:
اللهم أعط منفقا خلفا
ويقول الآخر
اللهم أعط ممسكا تلفا
فمن هو المنفق ؟
المنفق هو كثير النفقة وبذل المال فيدعو له الملك اللهم أعط من أنفق ماله في الخير كالطاعات وعلى العيال والضيفان… عوضا فمن بذل ماله في سبيل الله فالله يخلف عليه.
ومن هو الممسك؟
الممسك هو البخيل فيدعو عليه الملك بالهلكة فيما كنزه ومنعه عن مستحقيه ودعاء الملائكة مستجاب.
استمعا جيدا كل صباح ؟؟؟!!!
اتدري كم بقي لك من صباح فإن لم تنفق هذا اليوم فلعل صباحك التالي لن يأتي بالدنيا وقد يأتي عليك وأنت بعالم آخر تنادي:“رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين.”
فحرصك على المال لن ينفعك لا هنا ولا هناك.
يقول الامام عبد السلام ياسين رحمه الله:”حسنة الدنيا تنال بالعمل وحسنة الآخرة تنال بنفس العمل لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا. وإن سجلات الإمتحان في دار البلاء تكتب، وهناك في دار البقاء تنشر ليعلم الله اينا أحسن عملا.وأحسن العمل ما يحبه الله”.
قال طبيب القلوب وحبيب علام الغيوب رسول الله صلى الله عليه وسلم:”ما ذئبان جائعان ارسلا في زريبة غنم بأفسد لها من الحرص على المال والحسب في دين المسلم” رواه عن كعب رضي الله عنه الامام أحمد والترمذي وصححه ابن حبان في صحيحه
هذا الحديث من الأحاديث العظيمة التي تحث على الصدقة والبذل والإنفاق في سبيل الله وأنها من أعظم اسباب البركة في الرزق ومضاعفته وإخلاف الله على العبد ما أنفقه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:أنفق يا ابن آدم أنفق عليك.”رواه البخاري ومسلم. ويقول عز من قائل:”وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين .”سبأ39
أي مهما انفقتم من شئ فيما أمركم به واباحه لكم فإنه يخلفه عليكم في الدنيا بالبذل وفي الآخرة بحسن الجزاء والثواب ثم اتبع قوله “وهو خير الرازقين”لبيان أن ما يخلفه على العبد أفضل مما ينفقه. وإن النبيَّ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – دخل على بلالٍ وعنده صُبْرَةٌ من تَمْرٍ، فقال : ما هذا يا بلالُ ؟ !، قال : شيءٌ ادَّخَرْتُهُ لِغَدٍ، فقال : أَمَا تَخْشَى أن تَرَى له غَدًا بُخَارًا في نارِ جهنمَ يومَ القيامةِ ؟ ! أَنْفِقْ بلالُ ! ولا تَخْشَ من ذِي العرشِ إِقْلالًا
الراوي: أبو هريرة المصدر: هداية الرواة للعسقلاني وقد اخرجه الطبراني في المعجم الكبير برقم 1017.
إضافة الى أن الواقع والتجربة تثبت أن المعونة تأتي من الله على قدر المؤونة وأن رزق العبد يأتيه بقدر عطيته ونفقته فمن أكثر أُكثر له ومن أقل أُقٍل له ومن أمسك أُمسك عليه.
قال الحسن البصري رحمه الله:”من أيقن بالخلف جاد بالعطية”. “لكن البذل يبقى البرهان الاول لصدق الصادقين ” المنهاج
يقول المولى عزوجل :“يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما اخرجنا لكم من الارض ولاتيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه” فعلى المؤمن الصادق أن ينتقي من ماله اجوده وأحبه إليه فإن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا”.